الفوائد البهية من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية/في توحيد أسماء رب البرية
دراسة لإحصاء اسماء الله الحسنى لشيخ الاسلام
أكرم غانم إسماعيل تكاي
agtd1961a@gmail.com
agtd61@yahoo.com
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ
(الأعراف /180)
إياّك أن تتكلّم في مسألة ليس لك فيها إمام.
الإمام احمد بن حنبل
سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي
لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْإِنْسَانِ أُصُولٌ كُلِّيَّةٌ تُرَدُّ إلَيْهَا الْجُزْئِيَّاتُ لِيَتَكَلَّمَ بِعِلْمِ وَعَدْلٍ ثُمَّ يَعْرِفُ الْجُزْئِيَّاتِ كَيْفَ وَقَعَتْ؟ وَإِلَّا فَيَبْقَى فِي كَذِبٍ وَجَهْلٍ فِي الْجُزْئِيَّاتِ وَجَهْلٍ وَظُلْمٍ فِي الْكُلِّيَّاتِ فَيَتَوَلَّدُ فَسَادٌ عَظِيمٌ.
شيخ الإسلام ابن تيمية
مجموع الفتاوى
إن الأدب مع الله تبارك وتعالى هو القيام بدينه والتأدب بآدابه ظاهرًا وباطنًا.
ولا يستقيم لأحد قط الأدب مع الله إلا بثلاثة أشياء:
معرفته بأسمائه وصفاته،
ومعرفته بدينه وشرعه وما يحب وما يكره،
ونفس مستعدة قابلة لينة متهيئة لقبول الحق علمًا وعملاً وحالاً،
والله المستعان.
العلامة ابن القيم الجوزية
مدارج السالكين
وكل ما توهمه قلبك أو سنح في مجاري فكرك أو خطر في بالك من حسن أو بهاء أو شرف أو ضياء أو جمال أو شبح مماثل أو شخص متمثل، فالله تعالى بخلاف ذلك، واقرأ (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)، ألا ترى أنه لما تجلى للجبل تدكدك لعظيم هيبَتِهِ، فكما أنه لا يتجلى لشيء إلا اندك كذلك لا يتوهمه قلب إلا هلك، وارض لله بما رضيه لنفسه وقف عند خبره لنفسه مسلماً مستسلماً مصدقاً.
الشيخ مرعي بن يوسف الكرمي المقدسي
أقاويل الثقات في تأويل الأسماء والصفات
والآيات المحكمات والمشتبهات
وثبت أن حصر الأسماء التسعة والتسعين لا ينال إلا بتوفيق الله تعالى، كساعة الإجابة يوم الجمعة لأنها مجملة في أسماء الله.
المجتهد الباحث ابن الوزير
إيثار الحق على الخلق
لو أننا نؤمن بما تقتضيه أسماء الله وصفاته لوجدت الاستقامة كاملة فينا، فالله المستعان.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين
شرح العقيدة الواسطية
ولا شك أن الإنحراف الخطير الذي يعيشه العالم الإسلامي اليوم - في العقيدة وغيرها - ناشئ من التخبط في دراسة العقيدة الإسلامية، والعدول عن مصادرها الأصلية، ومن التخبط في المنهج الذي تدرس به هذه العقيدة.
الدكتور عبد الرحمن المحمود
القضاء والقدر
الفوائد البهية
من كتب
شيخ الاسلام ابن تيمية
في
توحيد أسماء رب البرية
اللهم رب يسر وأعن
يا كريم
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة الإصدار الأول
إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)(آل عمران/102) (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً)(النساء/1)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ۞ يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(الأحزاب /70و71).[1]
أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وبعد:
اعلم - وفقني الله تعالى وإياك - أن الله تعالى أمر المؤمنين بالأيمان به في غير موضع في كتابه المجيد، قال U:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا)(النساء /136)، وقالU : (فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(التغابن/ 8).
وأهم ما يتضمنه الأيمان بالله تعالى – الذي هو أول ركن من أركان الأيمان – التعرف عليه I وتوحيده بأسمائه وصفاته وأفعاله معرفة تثمر الخشية والعمل بآثارها.
و(كان السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم يعتنون بالتوحيد علما وتعليمًا، كما يعتنون به عملا وتطبيقا ودعوة، وكان عمدتهم في التعليم والتلقين آيات الكتاب الكريم، وأحاديث النبي الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم).[2]
إن تتبع وإحصاء أسماء الله الحسنى لم يكن حصرا على جيل دون جيل، ولا زمان دون آخر، وإنما هو مطلق لكل عصر وجيل إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها.
وقد كان تتبع وإحصاء أهل العلم للأسماء الحسنى مبنيا على الاجتهاد من خلال استقرائهم للنصوص من الكتاب والسنة، لعدم ثبوت الخبر في سرد الأسماء.
وكان اجتهادهم في ذلك طمعاً في وعد الله تعالى على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: (لِلَّهِ تِسْعَةٌ وَتِسْعُونَ اسْمًا مِائَةٌ إِلاَّ وَاحِدًا لاَ يَحْفَظُهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ وَتْرٌ يُحِبُّ الْوَتْرَ). [3]
قال الشيخ الالباني رحمه الله تعالى: (والإحصاء ليس بالأمر السهل كما يتوهم بعض الناس، وهو حفظها من رسالة أو من رواية جمعت فيها هذه الأسماء، وإنما الإحصاء هو إفراغ الجهد لتتبع أسماء الله عز وجل في الكتاب والسنة الصحيحة، وهذه عملية قد تختلف من إنسان إلى آخر من جهة ثم قد يُوفَّق لهذه الأسماء، لأنها حصرت بدقة حيث جاء في الألفاظ لهذا الحديث: (إن لله تسعةً وتسعين اسمًا مائة إلا واحدًا)، فهذا الإحصاء بهذه الدقة قد يوفق الإنسان إلى هذه الأسماء جمعًا من القرآن ومن الحديث الصحيح، وقد لا يُوفَّق، فمن وُفِّق فأحصاها دخل الجنة، ومن لم يُوفَّق كان له أجر السعي في سبيل تحصيل هذه الأسماء، فالأمر هاهنا كالأمر تمامًا في بعض الأحكام الشرعية التي يبتغي الفقيه معرفة الصواب فيها فإن أصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر واحد.
كذلك فيما بدا لي من شرح ذاك الحديث أن من أحصى تلك الأسماء التسعة وتسعين اسمًا فكان ذلك بشارة له بدخول الجنة، وليس ذلك بالأمر المادي بحيث يمكن أن يقال: فلان أحصى الأسماء فهو من أهل الجنة، هذا مما لا يمكن الوصول إليه بهذا الوضوح وهذا البيان، وإنما على المسلم أن يسعى بالتقاط هذه الأسماء من القرآن الكريم وهذا سهل؛ لأن القرآن الكريم محفوظ، ثم من السنة وهذا أصعب ما يكون؛ لأن السنة واسعة الأطراف كما تعلمون من جهة، ثم فيها ما يصح وما لا يصح من جهة أخرى.[4]
فالذي يريد أن يقوم بإحصاء الأسماء الحسنى عليه أن يكون أولًا على إحاطة تكاد أن تكون كاملةً بكتب السنة أولًا، ثم أن يكون على علم بتمييز الصحيح من الضعيف ثانيًا).[5]
وكان للعلامة ابن القيم الجوزية جهد طيب في باب توحيد الاسماء الحسنى، فقد جاء في نونيته إحصاء للأسماء الحسنى وقواعد في الاسماء والصفات، وجمع كذلك من القواعد والضوابط في أقسام ما يوصف به الرب تبارك وتعالى في الفائدة الجليلة والتي هي فصل من كتاب بدائع الفوائد، فقال: (فهذه عشرون فائدة مضافة إلى القاعدة التي بدأنا بها في أقسام ما يوصف به الرب تبارك وتعالى، فعليك بمعرفتها ومراعاتها، ثم اشرح الأسماء الحسنى إن وجدت قلبا عاقلا ولسانا قائلا ومحلا قابلا؛ وإلا فالسكوت أولى بك، فجناب الربوبية أجل وأعز مما يخطر بالبال أو يعبر عنه المقال: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)(يوسف/76)، حتى ينتهي العلم إلى من أحاط بكل شيء علما.
وعسى الله أن يعين بفضله على تعليق (شرح الأسماء الحسنى)[6] مراعيا فيه أحكام القواعد بريئا من الإلحاد في أسمائه وتعطيل صفاته، فهو المان بفضله، والله ذو الفضل العظيم).[7] وقد تحقق هذا لابن القيم رحمه الله تعالى.
وكذلك شيخ الاسلام ابن تيمية فقد تتبع وأحصى من الاسماء الحسنى من كتاب الله تعالى المجيد [8]، وفيها من الاسماء المفردة، والمقرونة، والمضافة، والمشبهة بالمضافة والعاملة في ظرف أو غيره، إضافة الى ذلك فقد ذكر في كتبه العديد من القواعد والضوابط في باب الاسماء الحسنى.
ومن خلال كتابتي لمباحث في مسائل التوحيد [9]، اطلعت على مصادر في الباب - والتي تيسرت لي بفضل من الله الكريم جل وعلا - وجدت فيها العديد من القواعد والضوابط في توحيد الاسماء والصفات منثورة في كتب العقائد ومنها كتب شيخ الاسلام، وتبين لي أن لشيخ الاسلام إحصاء للأسماء الحسنى، فرأيت ان اجمع ذلك في كتاب يفيد القراء في تتبع واحصاء الاسماء الحسنى مستخلصا ذلك من كتب شيخ الاسلام رحمه الله تعالى.
وقد وَسَمتُه بـ
(الفوائد البهية من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية في توحيد أسماء رب البرية)
وسيكون الكتاب إن شاء الله تعالى في قسمين:
القسم الاول وفيه ثلاث مباحث:
المبحث الاول: توحيد الأسماء الحسنى
المبحث الثاني: فوائد في باب توحيد الاسماء والصفات
وفيهما جمع لأهم اقوال شيخ الاسلام في باب توحيد الأسماء الحسنى.
المبحث الثالث: قواعد وضوابط الاحصاء من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية.
وفيه عرض لأهم قواعد وضوابط إحصاء الاسماء الحسنى، مع بيان الاحالة الى نظيرها عند العلامة ابن القيم الجوزية في كتابه: بدائع الفوائد/ فصل فائدة جليلة. مع التعليق عليها إن تطلب الامر.
القسم الثاني وفيه مبحثين:
المبحث الاول: توحيد الأسماء والصفات/ الأسماء الحسنى - (إحصاء الأسماء الحسنى في القرآن)، لشيخ الاسلام ابن تيمية كما جاء نصها في (المستدرك على مجموع الفتاوى).
المبحث الثاني: دراسة إحصاء الاسماء الحسنى من القران الكريم لشيخ الاسلام ابن تيمية.
وقد يَلْحَظُ القارئُ تكراراً لبعض الاستدلالات أو الاحالات الى كتب شيخ الاسلام في مباحث الكتاب، وقصدتُ من ذلك تثبيت الفكرةُ بأكثر من طرحٍ، والاستفادة من الاستدلال في أكثر من مسألة، فاقتضى التنبيه.
ولا يفوتني في هذا المقام أن أسأل الله تعالى أن يجزي خيرا كل من أعان على إكمال هذا العمل بقلم أو رأي أو نصح، أو جمع، أو مراجعة وتدقيق.
وليعلم القارئ الكريم ان هذه الصفحات محاولة لتنبيه المهتمين في باب توحيد الاسماء الحسنى بدراسة النص المنشور في المستدرك المتضمن احصاء الاسماء الحسنى لشيخ الاسلام والذي لم اجد له ذكرا فيما بين يدي من المراجع المعروفة والدراسات المعاصرة، لهذا كانت هذه المحاولة بجمع ما تيسر من المنثور في كتب شيخ الاسلام في موضوع الباب.
انها دعوة .......... اسال الله تعالى ان ييسر من يطلع عليها وان يعطي الموضوع حقه.
وأخيراً أسأله تَعَالَى أَن يتَقَبَّل صَوَابه ويتجاوز عَن خطئه إِنَّه سميع مُجيب.
وأسأله سبحانه أن ينفع بهذا العمل ويجعله خالصا لوجهه الكريم ويبارك في جهود العاملين للإسلام ويرزق الجميع حسن القصد وإتباع الحق.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه [10] أجمعين.
وكتب ذلكم
أكرم غانم إسماعيل تكاي
2016م / 1437ﻫ
القسم الاول
المبحث الاول
توحيد الأسماء الحسنى
التوحيد في الكتاب والسنة
(التوحيد الذي جاء به الرسول ..... تضمن إثبات الإلهية لله وحده، بأن يشهد أن لا إله إلا هو، ولا يعبد إلا إياه، ولا يتوكل إلا عليه، ولا يوالى إلا له، ولا يعادى إلا فيه، ولا يعمل إلا لأجله، وذلك يتضمن إثبات ما أثبته لنفسه من الأسماء والصفات.
قال جابر بن عبد الله في حديثه الصحيح في سياق حجة الوداع (فأهل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك) وكانوا في الجاهلية يقولون: لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك فأهل النبي صلي الله عليه وسلم بالتوحيد كما تقدم.
قال تعالى: (وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم)(البقرة/163).
وقال تعالى: (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون)(النحل/51) وقال تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه)(المؤمنون/117) وقال تعالى: (واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون)(الزخرف/45) ، وقال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت فمنهم من هدى الله ومنهم من حقت عليه الضلالة)(النحل/36).
وأخبر عن كل نبي من الأنبياء أنهم دعوا الناس إلي عبادة الله وحده لا شريك له.
وقال تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده)(الممتحنة/4)، وقال تعالى عن المشركين: (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب)(ص/5) ، وقال تعالى: (وإذا ذكرت ربك في القرآن وحده ولوا على أدبارهم نفورا)(الإسراء/46)، وقال تعالى: (وإذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوب الذين لا يؤمنون بالآخرة وإذا ذكر الذين من دونه إذا هم يستبشرون)(الزمر/45) ، وقال تعالى: (إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون ۞ ويقولون أإنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون)(الصافات/35-36) وهذا في القرآن كثير.
وليس المراد بالتوحيد مجرد توحيد الربوبية، وهو اعتقاد أن الله وحده خلق العالم).[11]
وقال: (وسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(الإخلاص/1) فيها التوحيد القولي العملي، الذي تدل عليه الأسماء والصفات، ولهذا قال تعالى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ۞ اللَّهُ الصَّمَدُ)(الإخلاص/1 - 2) ...... .
وسورة (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) فيها التوحيد القصدي العملي، كما قال تعالى: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ۞ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ)(الكافرون/1 - 2).
وبهذا يتميز من يعبد الله ممن يعبد غيره وإن كان كلاهما يقر بأن الله رب كل شيء ويتميز عباد الله المخلصون الذين لم يعبدوا إلا إياه، ممن عبد غيره وأشرك به، أو نظر إلى القدر الشامل لكل شيء، فسوى بين المؤمنين والكفار، كما كان يفعل المشركون من العرب. ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: (إنها براءة من الشرك)[12].
وسورة (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) فيها إثبات الذات، وما لها من الأسماء والصفات التي يتميز بها مثبتو الرب الخالق، الأحد الصمد، عن المعطلين له بالحقيقة، نفاة الأسماء والصفات، المضاهين لفرعون وأمثاله ممن أظهر التعطيل والجحود للإله المعبود، وإن كان في الباطن يقر به، كما قال تعالى: (وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا)(النمل/14) وقال موسى (لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا) (الإسراء/102).
والله سبحانه بعث أنبياءه بإثبات مفصل، ونفي مجمل، فأثبتوا له الأسماء والصفات، ونفوا عنه مماثلة المخلوقات).[13]
وقال: (وأما الرسل صلوات الله عليهم فطريقتهم طريقة القرآن، قال سبحانه وتعالى: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الصافات/180 – 182).
والله تعالى يخبر في كتابه أنه: حي، قيوم، عليم، حكيم، غفور، رحيم، سميع، بصير، علي، عظيم، خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استوى على العرش، وكلم موسى تكليما، وتجلى للجبل فجعله دكا، يرضى عن المؤمنين، ويغضب على الكافرين إلى أمثال ذلك من الأسماء والصفات.
ويقول في النفي: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(الشورى/11)، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)(الإخلاص/4)، (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (مريم/65)، (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا)(البقرة/22)، فنفى بذلك أن تكون صفاته كصفات المخلوقين، وأنه ليس كمثله شيء، لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في شيء من صفاته ولا أفعاله، (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ۞ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)(الإسراء/43 - 44).
فالمؤمن يؤمن بالله، وما له من الأسماء الحسنى، ويدعوه بها، ويجتنب الإلحاد في أسمائه وآياته، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ)(الأعراف/180)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا)(فصلت/40)، وهو يدعو الله وحده، ويعبده وحده لا يشرك بعبادة ربه أحدا، ويجتنب طريق المشركين الذين قال الله تعالى فيهم: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا ۞ أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا)(الإسراء/56 - 57).
وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ۞ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)(سبأ/22 - 23).
وهذه جمل لها تفاصيل، ونكت تشير إلى خطب جليل.
فليجتهد المؤمن في تحقيق العلم والإيمان، وليتخذ الله هاديا ونصيرا، وحاكما ووليا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديا ونصيرا.
وإن أحب دعا بالدعاء الذي رواه مسلم وأبو داود وغيرهما، عن عائشة رضي الله عنها: (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قام يصلي من الليل يقول: (اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم) [14] وذلك أن الله تعالى يقول: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً)(البقرة/213) أي: فاختلفوا، كما في سورة يونس[15] وقد قيل: إنها كذلك في حرف عبد الله [16]: (فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(البقرة/213)).[17]
الاعتصام بالكتاب والسنة في باب أسماء الله وصفاته
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(أنه من المعلوم بالاضطرار من دين الإسلام أنه يجب على الناس رد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول فإن الله أرسل رسله وأنزل كتبه بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه كما قال تعالى: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ)(الحديد /25) وقال تعالى: (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ)(النساء/105) وقال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ (البقرة/213) وقال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ (النساء/59) وهذا عام في جميع الأشياء لاسيما باب أسماء الله وصفاته فإن الاعتصام في ذلك بالكتاب والسنة هو من أعظم أصول الإيمان فإن الله قد ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته ويجادلون فيه بغير علم والذين يجادلون بغير كتاب منزل من الله ونهى عن ضرب الأمثال له فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأعراف/180) وقال: (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)(الرعد/ 13) وقد روي أنها نزلت فيمن جادل في الله من أي جنس هو من أجناس المخلوقات وقال: (الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا)(غافر/35) وهذا في كل من جادل في الله بغير كتاب منزل من السماء فإن الكتاب المنزل هو السلطان كما قال تعالى: (أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ)(الروم /35) وقال تعالى: (أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ مُبِينٌ ۞ فَأْتُوا بِكِتَابِكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ) (الصافات/156-157) وقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ سُلَّمٌ يَسْتَمِعُونَ فِيهِ فَلْيَأْتِ مُسْتَمِعُهُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ)(الطور/38) وإذا كان كذلك فالواجب أن يجعل ما بعث الله به رسله من السماء والكلمات هي الأصل والرد عند التنازع في النفي والإثبات وأما سائر ما يتكلم الناس به من نفي وإثبات فيرد إلى ذلك فما وافقه فهو الحق وما خالفه فهو الباطل وإذا كانت الألفاظ مجملة تحتمل ما يوافق كتاب الله وما يخالفه لم تقبل مطلقاً ولم تردّ مطلقاً بل يقبل منها ما وافق كتاب الله ويرد ما خالفه).[18]
وقال: ((وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ۞ إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ)(هود/118 – 119)، وأهل الرحمة هم أهل الإيمان والقرآن، ومن الوجوه الصحيحة أن معرفة الله بأسمائه وصفاته على وجه التفصيل لا تعلم إلا من جهة الرسول عليه الصلاة والسلام إما بخبره وإما بخبره وتنبيهه ودلالته على الأدلة العقلية، ولهذا يقولون: لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله r، قال الله تعالى: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الصافات/180 – 182).[19]
وقال: (ومتى تركوا الاعتصام بالكتاب والسنة فلا بد أن يختلفوا، فإن الناس لا يفصل بينهم إلا كتاب منزل من السماء، كما قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(البقرة/213).
وكما قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا)(سورة النساء/59).
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ۞ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)(آل عمران/102 - 103)).[20]
مَسْأَلَةٌ فِيمَنْ قَالَ لَا يَجُوز الدُّعَاءُ إلَّا بِالتِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ اسْمًا
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(مسألة: فيمن قال: لا يجوز
الدعاء إلا بالتسعة والتسعين اسما، ولا يقول: يا حنان يا منان، ولا يقول: يا دليل
الحائرين، فهل له أن يقول ذلك؟
الجواب: الحمد لله. هذا القول وإن كان قد قاله طائفة من المتأخرين، كأبي محمد بن
حزم، وغيره فإن جمهور العلماء على خلافه، وعلى ذلك مضى سلف الأمة وأئمتها، وهو
الصواب لوجوه:
أحدها: أن التسعة والتسعين
اسما لم يرد في تعيينها حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم وأشهر ما عند الناس
فيها، حديث الترمذي، الذي رواه الوليد بن مسلم، عن شعيب، عن أبي حمزة، وحفاظ أهل
الحديث يقولون هذه الزيادة مما جمعه الوليد بن مسلم عن شيوخه من أهل الحديث، وفيها
حديث ثان أضعف من هذا، رواه ابن ماجه، وقد روي في عددها غير هذين النوعين من جمع
بعض السلف، وهذا القائل الذي حصر أسماء الله في تسعة وتسعين لم يمكنه استخراجها من
القرآن.
وإذا لم يقم على تعيينها دليل يجب القول به، لم يمكن أن يقال هي التي يجوز الدعاء
بها دون غيرها، لأنه لا سبيل إلى تمييز المأمور من المحظور، فكل اسم يجهل حاله
يمكن أن يكون من المأمور، ويمكن أن يكون من المحظور، وإن قيل: لا تدعوا إلا باسم
له ذكر في الكتاب والسنة، قيل: هذا أكثر من تسعة وتسعين.
الوجه الثاني: أنه إذا قيل تعيينها على ما في حديث الترمذي مثلا، ففي الكتاب
والسنة أسماء ليست في ذلك الحديث، مثل: اسم (الرب) فإنه ليس في حديث الترمذي،
وأكثر الدعاء المشروع إنما هو بهذا الاسم، كقول آدم: (ربنا ظلمنا أنفسنا)
(الأعراف/23)، وقول نوح: )رب إني أعوذ بك أن أسألك ما
ليس لي به علم)(هود/47)، وقول إبراهيم: (رب اغفر لي ولوالدي)(نوح/28)، وقول موسى:
(رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي) (القصص/16)، وقول المسيح: (اللهم ربنا أنزل علينا
مائدة من السماء)(المائدة/114). وأمثال ذلك، حتى أنه يذكر عن مالك وغيره، أنهم
كرهوا أن يقال: يا سيدي، بل يقال: يا رب؛ لأنه دعاء النبيين وغيرهم كما ذكر الله
في القرآن.
وكذلك اسم (المنان)[21] ففي الحديث الذي رواه أهل السنن، أن النبي صلى
الله عليه وسلم سمع داعيا يدعو: (اللهم إني أسألك بأن لك الملك أنت الله المنان
بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والإكرام، يا حي يا قيوم)، فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: (لقد دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به
أعطى). وهذا رد لقول من زعم أنه لا يمكن في أسمائه المنان.
وقد قال الإمام أحمد رضي الله عنه لرجل ودعه قل: يا دليل الحائرين دلني على طريق
الصادقين، واجعلني من عبادك الصالحين.
وقد أنكر طائفة من أهل الكلام، كالقاضي أبي بكر، وأبي الوفا بن عقيل أن يكون من
أسمائه (الدليل) [22] لأنهم ظنوا أن الدليل هو الدلالة التي يستدل
بها، والصواب ما عليه الجمهور؛ لأن الدليل في الأصل هو المعرف للمدلول، ولو كان
الدليل ما يستدل به فالعبد يستدل به أيضا، فهو دليل من الوجهين جميعا.
وأيضا فقد ثبت في الصحيح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله وتر يحب
الوتر) وليس هذا الاسم في هذه التسعة والتسعين.
وثبت عنه في الصحيح أنه قال:
(إن الله جميل يحب الجمال)[23] وليس هو فيها. وفي الترمذي وغيره أنه قال: (إن
الله نظيف يحب النظافة) [24]وليس
هذا فيها. وفي الصحيح عنه، أنه قال: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)[25] وليس هذا فيها، وتتبع هذا يطول.
ولفظ التسعة والتسعين المشهورة عند الناس في الترمذي [26]: (الله،
الرحمن، الرحيم، الملك، القدوس، السلام، المؤمن، المهيمن، العزيز، الجبار،
المتكبر، الخالق، البارئ، المصور، الغفار، القهار، الوهاب، الرزاق، الفتاح،
العليم، القابض، الباسط، الخافض، الرافع، المعز، المذل، السميع، البصير، الحكم،
العدل، اللطيف، الخبير، الحليم، العظيم، الغفور، الشكور، العلي، الكبير، الحفيظ،
المقيت، الحسيب، الجليل؛ الجميل، الكريم، الرقيب، المجيب، الواسع، الحليم، الودود،
المجيد، الباعث، الشهيد، الحق، الوكيل، القوي، المتين، الولي، الحميد، المحصي،
المبدئ، المعيد، المحيي، المميت، الحي، القيوم، الواجد، الماجد، الواحد، الأحد).
ويروى: (الواحد، الصمد، القادر، المقتدر، المقدم، المؤخر، الأول، الآخر، الظاهر،
الباطن، الولي، المتعالي، البر، التواب، المنتقم، العفو، الرءوف، مالك الملك، ذو
الجلال والإكرام، المقسط، الجامع، الغني، المغني، المعطي، المانع، الضار، النافع،
النور، الهادي، البديع، الباقي، الوارث، الرشيد، الصبور، الذي ليس كمثله شيء وهو
السميع البصير).
ومن أسمائه التي ليست في هذه التسعة والتسعين اسمه: (السبوح). وفي الحديث، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: (سبوح قدوس) [27]، واسمه: (الشافي)، كما ثبت في الصحيح أنه كان يقول: (أذهب البأس رب الناس، واشف أنت الشافي، لا شافي إلا أنت، شفاء لا يغادر سقما)[28].
وكذلك أسماؤه المضافة، مثل: أرحم
الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع
الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة، وثبت في
الدعاء بها بإجماع المسلمين، وليست من هذه التسعة والتسعين.
الوجه الثالث: ما احتج به الخطابي وغيره، وهو حديث ابن مسعود، عن النبي صلى الله
عليه وسلم أنه قال: (ما أصاب عبدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك، وابن
عبدك، وابن أمتك ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك
سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو أعلمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم
الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي، وشفاء صدري، وجلاء حزني، وذهاب غمي
وهمي. إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكانه فرحا قالوا: يا رسول الله، أفلا
نتعلمهن، قال: بلى، ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن)[29]، رواه
الإمام أحمد في المسند، وأبو حاتم بن حبان في صحيحه.
قال الخطابي وغيره: فهذا يدل على أن له أسماء استأثر بها، وذلك يدل على أن قوله:
(إن لله تسعة وتسعين اسما، من أحصاها دخل الجنة)، وإن في أسمائه تسعة وتسعين من
أحصاها دخل الجنة. كما يقول القائل: إن لي ألف درهم أعددتها للصدقة، وإن كان ماله
أكثر من ذلك، والله في القرآن، قال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى
فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف/180)، فأمر أن يدعى بأسمائه الحسنى مطلقا، ولم يقل:
ليست أسماؤه الحسنى إلا تسعة وتسعين اسما، والحديث قد سلم معناه. والله أعلم).[30]
الحديث الذي فيه ذكر الأسماء الحسنى ضعيف
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(الترمذي روى الأسماء الحسنى في جامعه من حديث الوليد بن مسلم عن شعيب عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، ورواها ابن ماجه في سننه من طريق مخلد بن زياد القطواني؛ عن هشام بن حسان عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة.
وقد اتفق أهل المعرفة بالحديث على أن هاتين الروايتين ليستا من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وإنما كل منهما من كلام بعض السلف، فالوليد ذكرها عن بعض شيوخه الشاميين كما جاء مفسرا في بعض طرق حديثه.
ولهذا اختلفت أعيانهما عنه؛ فروي عنه في إحدى الروايات من الأسماء بدل ما يذكر في الرواية الأخرى؛ لأن الذين جمعوها قد كانوا يذكرون هذا تارة وهذا تارة؛ واعتقدوا - هم وغيرهم - أن الأسماء الحسنى التي من أحصاها دخل الجنة ليست شيئا معينا؛ بل من أحصى تسعة وتسعين اسما من أسماء الله دخل الجنة، أو أنها وإن كانت معينة فالاسمان اللذان يتفق معناهما يقوم أحدهما مقام صاحبه كالأحد والواحد؛ فإن في رواية هشام بن عمار عن الوليد بن مسلم عنه رواها عثمان بن سعيد (الأحد) بدل (الواحد) و (المعطي) بدل (المغني) وهما متقاربان، وعند الوليد هذه الأسماء بعد أن روى الحديث عن خليد بن دعلج عن قتادة عن ابن سيرين عن أبي هريرة. ثم قال هشام: وحدثنا الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز مثل ذلك وقال: كلها في القرآن (هو الله الذي لا إله إلا هو) . . . مثل ما ساقها الترمذي لكن الترمذي رواها عن طريق صفوان بن صالح عن الوليد عن شعيب وقد رواها ابن أبي عاصم وبين ما ذكره هو والترمذي خلاف في بعض المواضع وهذا كله مما يبين لك أنها من الموصول المدرج في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الطرق؛ وليست من كلامه.
ولهذا جمعها قوم آخرون على غير هذا الجمع واستخرجوها من القرآن منهم سفيان بن عيينة والإمام أحمد بن حنبل وغيرهم؛ كما قد ذكرت ذلك فيما تكلمت به قديما على هذا؛ وهذا كله يقتضي أنها عندهم مما يقبل البدل؛ فإن الذي عليه جماهير المسلمين أن أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين. قالوا: - ومنهم الخطابي - قوله: (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها) التقييد بالعدد عائد إلى الأسماء الموصوفة بأنها هي هذه الأسماء. فهذه الجملة وهي قوله: (من أحصاها دخل الجنة) صفة للتسعة والتسعين ليست جملة مبتدأة ولكن موضعها النصب ويجوز أن تكون مبتدأة والمعنى لا يختلف والتقدير: أن لله أسماء بقدر هذا العدد من أحصاها دخل الجنة، كما يقول القائل: إن لي مائة غلام أعددتهم للعتق وألف درهم أعددتها للحج فالتقييد بالعدد هو في الموصوف بهذه الصفة لا في أصل استحقاقه لذلك العدد؛ فإنه لم يقل إن أسماء الله تسعة وتسعون.
قال: ويدل على ذلك قوله في الحديث الذي رواه أحمد في المسند: (اللهم إني أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك) فهذا يدل على أن لله أسماء فوق تسعة وتسعين يحصيها بعض المؤمنين. وأيضا فقوله: (إن لله تسعة وتسعين) تقييده بهذا العدد بمنزلة قوله تعالى (تسعة عشر) فلما استقلوهم قال: (وما يعلم جنود ربك إلا هو) فأن لا يعلم أسماءه إلا هو أولى؛ وذلك أن هذا لو كان قد قيل منفردا لم يفد النفي إلا بمفهوم العدد الذي هو دون مفهوم الصفة والنزاع فيه مشهور وإن كان المختار عندنا أن التخصيص بالذكر - بعد قيام المقتضي للعموم – يفيد الاختصاص بالحكم فإن العدول عن وجوب التعميم إلى التخصيص إن لم يكن للاختصاص بالحكم وإلا كان تركا للمقتضى بلا معارض وذلك ممتنع.
فقوله: (إن لله تسعة وتسعين) قد يكون للتحصيل بهذا العدد فوائد غير الحصر. و(منها) ذكر أن إحصاءها يورث الجنة؛ فإنه لو ذكر هذه الجملة منفردة وأتبعها بهذه منفردة لكان حسنا؛ فكيف والأصل في الكلام الاتصال وعدم الانفصال فتكون الجملة الشرطية صفة؛ لا ابتدائية. فهذا هو الراجح في العربية مع ما ذكر من الدليل.
ولهذا قال: (إنه وتر يحب الوتر)[31] ومحبته لذلك تدل على أنه متعلق بالإحصاء؛ أي يحب أن يحصى من أسمائه هذا العدد؛ وإذا كانت أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين أمكن أن يكون إحصاء تسعة وتسعين اسما يورث الجنة مطلقا على سبيل البدل؛ فهذا يوجه قول هؤلاء وإن كان كثير من الناس يجعلها أسماء معينة؛ ثم من هؤلاء من يقول: ليس إلا تسعة وتسعين اسما فقط وهو قول ابن حزم وطائفة والأكثرون منهم يقولون: وإن كانت أسماء الله أكثر؛ لكن الموعود بالجنة لمن أحصاها هي معينة وبكل حال: فتعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه؛ ولكن روي في ذلك عن السلف أنواع: من ذلك ما ذكره الترمذي. ومنها غير ذلك).[32]
الاسماء الحسنى توقيفية على النص
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(إن الناس لا يدركون بعقولهم كثيراً من الغائبات؛ مثل معرفة أسماء الله وصفاته، ومعرفة الملائكة والجن والشياطين، ومعرفة ما أعدّ الله للطائعين في دار رضوانه وكرامته، وما أعدّ للعاصين في دار سخطه وإهانته.
لذا فإنّ حاجتهم إلى من يعلّمهم هذه الحقائق، ويُطلعهم على هذه المغيّبات ضرورية.
وقد امتدح الله تعالى عباده الذين يؤمنون بالغيب، فقال تعالى: {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}(البقرة/13). فلو لم يبعث الله الرسل، لما عرف الناس هذه الأمور الغيبية، ولما آمنوا إلا بما يُدركونه بحواسّهم. فسبحان الخلاق العليم الذي منّ على عباده ببعثة الأنبياء والمرسلين)[33].
وقال: (وفي صحيح البخاري تعليقا عن سعيد بن جبير أن رجلا سأل ابن عباس عن قوله: (وكان الله غفورا رحيما)، (وكان الله عزيزا حكيما)، (وكان الله سميعا بصيرا) فكأنه كان فمضى، فقال ابن عباس: قوله (وكان الله)، (وكان الله) فإنه يجل نفسه عن ذلك وسمى نفسه بذلك لم يجله أحد غيره وكان أي لم يزل كذلك. رواه عبد بن حميد في تفسيره مسندا موصولا، ورواه ابن المنذر أيضا في تفسيره وهذا لفظ رواية عبد).[34]
وقال:(ان وجوب تصديق كل مسلم بما أخبر الله به ورسوله من صفاته ليس موقوفا على أن يقوم عليه دليل عقلي على تلك الصفة بعينها فإنه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن الرسول إذا أخبرنا بشيء من صفات الله تعالى وجب علينا التصديق به وإن لم نعلم ثبوته بعقولنا ومن لم يقر بما جاء به الرسول حتى يعلمه بعقله فقد أشبه الذين قال الله عنهم:( قالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتى مِثْلَ ما أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(سورة الأنعام/124) ومن سلك هذا السبيل فهو في الحقيقة ليس مؤمنا بالرسول ولا متلقيا عنه الأخبار بشأن الربوبية ولا فرق عنده بين أن يخبر الرسول بشيء من ذلك أو لم يخبر به فإن ما أخبر به إذا لم يعلمه بعقله لا يصدق به بل يتأوله أو يفوضه وما لم يخبر
به إن علمه بعقله آمن به، وإلا فلا فرق عند من سلك هذا السبيل بين وجود الرسول وإخباره وبين عدم الرسول وعدم إخباره، وكان ما يذكره من القرآن والحديث والإجماع في هذا الباب عديم الأثر عنده).[35]
أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله عز وجل ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن خفيف في كتابه الذي سماه - اعتقاد التوحيد بإثبات الأسماء والصفات - قال في آخر خطبته: فاتفقت أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله عز وجل ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه قولا واحدا وشرعا ظاهرا، وهم الذين نقلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى قال: (عليكم بسنتي)[36]، وذكر الحديث، وحديث: (لعن الله من أحدث حدثا)[37]، قال: فكانت كلمة الصحابة على الاتفاق من غير اختلاف - وهم الذين أمرنا بالأخذ عنهم إذ لم يختلفوا بحمد الله تعالى في أحكام التوحيد وأصول الدين من (الأسماء والصفات)، كما اختلفوا في الفروع ولو كان منهم في ذلك اختلاف لنقل إلينا؛ كما نقل سائر الاختلاف - فاستقر صحة ذلك عند خاصتهم وعامتهم؛ حتى أدوا ذلك إلى التابعين لهم بإحسان فاستقر صحة ذلك عند العلماء المعروفين؛ حتى نقلوا ذلك قرنا بعد قرن؛ لأن الاختلاف كان عندهم في الأصل كفر، ولله المنة).[38]
طريقة سلف الأمة وأئمتها في الاسماء والصفات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(وقد عُلم أن طريقة سلف الأمة وأئمتها، إثبات ما أثبته من الصفات من غير تكييف ولا تمثيل، ومن غير تحريف ولا تعطيل، وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه - مع ما أثبته من الصفات - من غير إلحاد، لا في أسمائه ولا في آياته، فإن الله ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته، كما قال تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الاعراف/180)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لاَ يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَن يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(فصلت/40) .
فطريقتهم تتضمن إثبات الأسماء والصفات، مع نفي مماثلة المخلوقات، إثباتا بلا تشبيه، وتنزيها بلا تعطيل، كما قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ)(الشورى/11) ، ففي قوله: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) رد للتشبيه والتمثيل، وقوله: (وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ) رد للإلحاد والتعطيل).[39]
مجمل مذهب أهل الحق في الاسماء والصفات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(مذهب أهل السنة والجماعة: ما دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة، وهو القول المطابق لصحيح المنقول وصريح المعقول).[40]
وقال: (القول الشامل في جميع هذا الباب أن يوصف الله بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسول الله صلى الله عليه وسلم وبما وصفه به السابقون الأولون لا يتجاوز القرآن والحديث.
قال الإمام أحمد رضي الله عنه: (لا يُوصف الله إلا بما وصف به نفسه، أو بما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز القرآن والحديث).
ومذهب السلف أنهم يصفون الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل، ومن غير تكييف ولا تمثيل، ونعلم أن ما وصف الله به من ذلك فهو حق ليس فيه لغز ولا أحاجي، بل معناه يُعرف من حيث يعرف مقصود المتكلم بكلامه، لا سيما إذا كان المتكلم أعلم الخلق بما يقول وأفصح الخلق في بيان العلم وأنصح الخلق في البيان والتعريف والدلالة والإرشاد.
وهو سبحانه مع ذلك ليس كمثله شيء لا في نفسه المقدسة المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في أفعاله، فكما يتيقن أن الله سبحانه له ذات حقيقة، وله أفعال حقيقية، فكذلك له صفات حقيقية، وهو ليس كمثله شيء لا في ذاته، ولا في صفاته، ولا في أفعاله، وكل ما أوجب نقصًا أو حدوثًا فإن الله منزه عنه حقيقة، فإنه سبحانه مستحق للكمال الذي لا غاية فوقه، ويمتنع عليه الحدوث لامتناع العدم عليه، واستلزام الحدوث، سابقه العدم، ولافتقار المحدَث إلى مُحدِث، ولوجوب وجوده بنفسه سبحانه وتعالى). [41]
مذهب السلف وسط بين التمثيل والتعطيل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(ومذهب السلف بين التعطيل وبين التمثيل، فلا يمثلون صفات الله بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذاته بذات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه، أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم فيعطلون أسماءه الحسنى وصفاته العلى، ويحرّفون الكلم عن مواضعه، ويلحدون في أسماء الله وآياته).[42]
بيان أن التعطيل تمثيل والتمثيل تعطيل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل فهو جامعٌ بين التعطيل والتمثيل. أما المعطلون؛ فإنهم لم يفهموا من أسماء الله وصفاته إلا ما هو اللائق بالمخلوق، ثم شرعوا في نفي تلك المفهومات، فقد جمعوا بين التمثيل والتعطيل، مثلوا أولاً، وعطلوا آخرًا، وهذا تشبيه وتمثيل منهم للمفهوم من أسمائه وصفاته بالمفهوم من أسماء خلقه وصفاتهم، وتعطيل لما يستحقه هو سبحانه من الأسماء والصفات اللائقة بالله سبحانه وتعالى).[43]
اختلاف آراء المنحرفين عن الصراط المستقيم في التعامل مع نصوص الوحي الى ثلاث طوائف
اختلفت آراء المنحرفين عن الصراط المستقيم في التعامل مع نصوص الوحي وتشعبت طرقهم، فانقسموا إلى ثلاث فرق رئيسة:
(أهل التخييل وأهل التأويل وأهل التجهيل:
فأهل التخييل: هم المتفلسفة ومن سلك سبيلهم من متكلم ومتصوف ومتفقه. فإنهم يقولون: إن ما ذكره الرسول من أمر الإيمان بالله واليوم الآخر إنما هو تخييل للحقائق لينتفع به الجمهور لا أنه بين به الحق ولا هدى به الخلق ولا أوضح به الحقائق. ثم هم على قسمين:
1/ منهم من يقول: إن الرسول لم يعلم الحقائق على ما هي عليه. وهذه مقالة غلاة الملحدين من الفلاسفة والباطنية: باطنية الشيعة وباطنية الصوفية.
2/ ومنهم من يقول: بل الرسول علمها لكن لم يبينها وإنما تكلم بما يناقضها وأراد من الخلق فهم ما يناقضها؛ لأن مصلحة الخلق في هذه الاعتقادات التي لا تطابق الحق. وهذه طريقة الباطنية الملاحدة والإسماعيلية ونحوهم.
وأما أهل التأويل: فيقولون: إن النصوص الواردة في الصفات لم يقصد بها الرسول أن يعتقد الناس الباطل ولكن قصد بها معاني ولم يبين لهم تلك المعاني ولا دلهم عليها؛ ولكن أراد أن ينظروا فيعرفوا الحق بعقولهم ثم يجتهدوا في صرف تلك النصوص عن مدلولها ومقصوده امتحانهم وتكليفهم وإتعاب أذهانهم وعقولهم في أن يصرفوا كلامه عن مدلوله ومقتضاه ويعرف الحق من غير جهته وهذا قول المتكلمة والجهمية والمعتزلة ومن دخل معهم في شيء من ذلك.
وأما الصنف الثالث: وهم أهل التجهيل: فهم كثير من المنتسبين إلى السنة واتباع السلف.
يقولون: إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرف معاني ما أنزل الله إليه من آيات الصفات ولا جبريل يعرف معاني الآيات ولا السابقون الأولون عرفوا ذلك. وكذلك قولهم في أحاديث الصفات: إن معناها لا يعلمه إلا الله مع أن الرسول تكلم بها ابتداء فعلى قولهم تكلم بكلام لا يعرف معناه. وهؤلاء يظنون أنهم اتبعوا قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله) فإنه وقف أكثر السلف على قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله) . وهو وقف صحيح لكن لم يفرقوا بين معنى الكلام وتفسيره؛ وبين (التأويل) الذي انفرد الله تعالى بعلمه؛ وظنوا أن التأويل المذكور في كلام الله تعالى هو التأويل المذكور في كلام المتأخرين وغلطوا في ذلك.
فإن لفظ (التأويل) يراد به ثلاث معان:
1/ فالتأويل في اصطلاح كثير من المتأخرين هو: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن بذلك فلا يكون معنى اللفظ الموافق لدلالة ظاهره تأويلا على اصطلاح هؤلاء؛ وظنوا أن مراد الله تعالى بلفظ التأويل ذلك وأن للنصوص تأويلا يخالف مدلولها لا يعلمه إلا الله ولا يعلمه المتأولون. ثم كثير من هؤلاء يقولون: تجري على ظاهرها فظاهرها مراد مع قولهم: إن لها تأويلا بهذا المعنى لا يعلمه إلا الله. وهذا تناقض وقع فيه كثير من هؤلاء المنتسبين إلى السنة: من أصحاب الأئمة الأربعة وغيرهم.
2/ والمعنى الثاني أن التأويل هو تفسير الكلام - سواء وافق ظاهره أو لم يوافقه - وهذا هو التأويل في اصطلاح جمهور المفسرين وغيرهم.
وهذا التأويل يعلمه الراسخون في العلم وهو موافق لوقف من وقف من السلف عند قوله: (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) كما نقل ذلك عن ابن عباس ومجاهد ومحمد بن جعفر بن الزبير ومحمد بن إسحاق وابن قتيبة وغيرهم وكلا القولين حق باعتبار. كما قد بسطناه في موضع آخر؛ ولهذا نقل عن ابن عباس هذا وهذا وكلاهما حق.
3/ والمعنى الثالث أن التأويل هو الحقيقة التي يؤول الكلام إليها - وإن وافقت ظاهره - فتأويل ما أخبر الله به في الجنة - من الأكل والشرب واللباس والنكاح وقيام الساعة وغير ذلك - هو الحقائق الموجودة أنفسها؛ لا ما يتصور من معانيها في الأذهان ويعبر عنه باللسان وهذا هو التأويل في لغة القرآن كما قال تعالى عن يوسف أنه قال: (يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا) وقال تعالى: (هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق) وقال تعالى: (فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا).
وهذا التأويل هو الذي لا يعلمه إلا الله.
وتأويل (الصفات) هو الحقيقة التي انفرد الله تعالى بعلمها وهو الكيف المجهول الذي قال فيه السلف - كمالك وغيره -: الاستواء معلوم والكيف مجهول؛ فالاستواء معلوم - يعلم معناه ويفسر ويترجم بلغة أخرى - وهو من التأويل الذي يعلمه الراسخون في العلم، وأما كيفية ذلك الاستواء فهو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى.
وقد روي عن ابن عباس ما ذكره عبد الرزاق وغيره في تفسيرهم عنه أنه قال: تفسير القرآن على أربعة أوجه:
- تفسير تعرفه العرب من كلامها
- وتفسير لا يعذر أحد بجهالته
- وتفسير يعلمه العلماء
- وتفسير لا يعلمه إلا الله عز وجل فمن ادعى علمه فهو كاذب. وهذا كما قال تعالى: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم (يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) . وكذلك علم وقت الساعة ونحو ذلك فهذا من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله تعالى. وإن كنا نفهم معاني ما خوطبنا به ونفهم من الكلام ما قصد إفهامنا إياه كما قال تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها) وقال: (أفلم يدبروا القول) فأمر بتدبر القرآن لا بتدبر بعضه).[44]
تعظيم الرب عز وجل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(من المعلوم أن معرفة الشيء المحبوب تقتضي حبه ومعرفة المعظم تقتضي تعظيمه ومعرفة المخوف تقتضي خوفه، فنفس العلم والتصديق بالله وما له من الأسماء الحسنى والصفات العلى يوجب محبة القلب له وتعظيمه وخشيته؛ وذلك يوجب إرادة طاعته وكراهية معصيته).[45]
وقال: (وقوله تعالى إنا ونحن لعظمة الرب تعالى، وان ما سواه مخلوق مملوك له من الملائكة وغيرهم فهو أحق بنون العظمة ممن استعمل هذا اللفظ فيه من الملوك وإن كان اللفظ نفسه لا اشتباه فيه وإذا اشتبه على هذا لقصور فهمه بُيّن له ذلك بنظائره ولهذا كان السلف رضي الله تعالى عنهم يسمون ما أشكل على بعض الناس حتى فهم منه غير المراد متشابهاً).[46]
وقال: (فالله سبحانه وتعالى يذكر نفسه تارة بصيغة المفرد، مظهرًا أو مضمرًا، وتارة بصيغة الجمع، كقوله: (إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا) وأمثال ذلك. ولا يذكر نفسه بصيغة التثنية قط، لأن صيغة الجمع تقتضي التعظيم الذي يستحقه، وربما تدل على معاني أسمائه، وأما صيغة التثنية فتدل على العدد المحصور، وهو مقدس عن ذلك).[47]
المضاف إلى الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(المضاف إلى الله نوعان، فإن المضاف إما أن يكون صفة لا تقوم بنفسها كالعلم والقدرة والكلام والحياة، وإما أن يكون عينا قائمة بنفسها.
فالأول: إضافة صفة كقوله: (وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ) (البقرة/255) وَقَوْلِهِ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ) (الذاريات/58) وَقَوْلِهِ: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً) (فصلت/15).
وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ حَدِيثِ الِاسْتِخَارَةِ (إِذَا هَمَّ أَحَدُكُمْ بِالْأَمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ مِنْ غَيْرِ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَخِيرُكَ بِعِلْمِكَ وَأَسْتَقْدِرُكَ بِقُدْرَتِكَ وَأَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ). وَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا) (الأنعام/115) وَقَوْلِهِ: (ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ) (الممتحنة/10) وَقَوْلِهِ: (ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنْزَلَهُ إِلَيْكُمْ) (الطلاق/5).
وَالثَّانِي: إِضَافَةُ عَيْنٍ كَقَوْلِهِ تَعَالَى: (وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ) (الحج/26) وَقَوْلِهِ: (نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا) (الشمس/13) وَقَوْلِهِ: (عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ) (الإنسان/6)).[48]
المثل الأعلى المتضمن لإثبات الكمال لله وحده
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(كان السلف والأئمة كالإمام أحمد وغيره من السلف يسلكونه من القياس العقلي في أمر الربوبية وهو الذي جاء به القرآن وذلك أن الله سبحانه لا يجوز أن يدخل هو وغيره تحت قياس الشمول الذي تستوي أفراده ولا تحت قياس التمثيل الذي يستوي فيه حكم الأصل والفرع، فإن الله تعالى ليس كمثله شيء لا في نفسه المذكورة بأسمائه ولا في صفاته ولا في أفعاله ولكن يسلك في شأنه قياس الأولى كما قال: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلى)(النحل/60).
فإنه من المعلوم أن كل كمال ونعت ممدوح لنفسه لا نقص فيه يكون لبعض الموجودات المخلوقة المحدثة فالرب الخالق الصمد القيوم القديم الواجب الوجود بنفسه هو أولى به، وكل نقص وعيب يجب أن ينزه عنه بعض المخلوقات المحدثة الممكنة؛ فالرب الخالق القدوس السلام القديم الواجب وجوده بنفسه هو أولى بأن ينزه عنه). [49]
وقال: (ولهذا كانت الطريقة النبوية السلفية أن يستعمل في العلوم الإلهية (قياس الأولى) كما قال الله تعالى: (ولله المثل الأعلى)(النحل/60)، إذ لا يدخل الخالق والمخلوق تحت قضية كلية تستوي أفرادها ولا يتماثلان في شيء من الأشياء بل يعلم أن كل كمال - لا نقص فيه بوجه - ثبت للمخلوق فالخالق أولى به وكل نقص وجب نفيه عن المخلوق فالخالق أولى بنفيه عنه).[50]
وقال: (فالطرق النظرية تفيد العلم والمعرفة ولا منافاة بين كون الشيء يعلم بالبديهة والضرورة ويكون عليه أدلة وهي نوعان:
أحدهما: الآيات كما يذكر الله ذلك في القرآن والآية هي دليل عليه بعينه لا تدل على قدر مشترك بينه وبين غيره، فنفس الكائنات وما فيها وهو عين وجودها في الخارج مستلزم لوجود الرب، وهو آية له ودليل عليه وشاهد بوجوده بعينه لا على قدر مشترك بينه وبين غيره.
الثاني: ضرب الأمثال والقياس وهو نوعان:
أحدهما: قياس الأولى والأحرى، فهذا أيضاً مما يذكره الله في القرآن لكن عامة ما يستعمل هذا في صفاته كإثبات وحدانيته في إلهيته وقدرته ونحو ذلك.
والثاني: الأقيسة المطلقة أقيسة الشمول المنطقية وأقيسة التمثيل، وهذه التي يسلكها هؤلاء النظار المتكلمون من المتفلسفة ومتكلمي أهل الملل وهي أضعف الطرق وأقلها فائدة).[51]
وقال: (وليس لله صفة يماثله فيها غيره؛ فلهذا لم يجز أن يستعمل في حقه قياس التمثيل ولا قياس الشمول الذي تستوي أفراده فإن ذلك شرك؛ إذ سوي فيه بالمخلوق؛ بل قياس الأولى. فإنه سبحانه له المثل الأعلى في السموات والأرض فهو أحق من غيره بصفات الكمال وأحق من غيره بالتنزيه عن صفات النقص).[52]
وقال: (قياس الشمول مؤلف من الحدود الثلاثة الأصغر والأوسط والأكبر؛ والحد الأوسط فيه هو الذي يسمى في قياس التمثيل علة ومناطا وجامعا ومشتركا وصفا ومقتضيا ونحو ذلك من العبارات.
فإذا قال في مسألة النبيذ: كل نبيذ مسكر وكل مسكر حرام فلا بد له من إثبات المقدمة الكبرى وحينئذ يتم البرهان.
وحينئذ فيمكنه أن يقول النبيذ مسكر فيكون حراما قياسا على خمر العنب بجامع ما يشتركان فيه من الإسكار فان الإسكار هو مناط التحريم في الأصل وهو موجود في الفرع).[53]
وقال: (قياس الشمول: هو انتقال الذهن من المعين إلى المعنى العام المشترك الكلي المتناول له ولغيره والحكم عليه بما يلزم المشترك الكلي بأن ينتقل من ذلك الكلي اللازم إلى الملزوم الأول وهو المعين فهو انتقال من خاص إلى عام ثم انتقال من ذلك العام إلى الخاص من جزئي إلى كلي ثم من ذلك الكلي إلى الجزئي الأول فيحكم عليه بذلك الكلي. ولهذا كان الدليل أخص من مدلوله الذي هو الحكم فإنه يلزم من وجود الدليل وجود الحكم واللازم لا يكون أخص من ملزومه بل أعم منه أو مساويه وهو المعنى بكونه أعم).[54]
وقال: (وأما قياس التمثيل: فهو انتقال الذهن من حكم معين إلى حكم معين لاشتراكهما في ذلك المعنى المشترك الكلي؛ لأن ذلك الحكم يلزم المشترك الكلي. ثم العلم بذلك اللزوم لا بد له من سبب إذا لم يكن بينا كما تقدم فهو يتصور المعينين أولا وهما الأصل والفرع ثم ينتقل إلى لازمهما وهو المشترك ثم إلى لازم اللازم وهو الحكم).[55]
وقال: (فلفظ - المثل - يراد به النظير الذي يقاس عليه ويعتبر به، ويراد به مجموع القياس، قال سبحانه: (وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ)(يس/78)، أي لا أحد يحييها وهي رميم.
فمثل الخالق بالمخلوق في هذا النفي فجعل هذا مثل هذا لا يقدر على إحيائها سواء نظمه في قياس تمثيل أو قياس شمول - كما قد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع - وبين أن معنى القياسين قياس الشمول وقياس التمثيل واحد؛ والمثل المضروب المذكور في القرآن، فإذا قلت: النبيذ مسكر وكل مسكر حرام وأقمت الدليل على المقدمة الكبرى بقوله r: (كل مسكر حرام) [56]، فهو كقوله صلى الله عليه وسلم قياسا على الخمر؛ لأن الخمر إنما حرمت لأجل الإسكار وهو موجود في النبيذ.
فقوله: (ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ)(الحج/73)، جعل ما هو من أصغر المخلوقات مثلا ونظيرا يعتبر به فإذا كان أدون خلق الله لا يقدرون على خلقه ولا منازعته فلا يقدرون على خلق ما سواه فيعلم بها من عظمة الخالق وأن كل ما يعبدون من دون الله في السماء والأرض لا يقدرون على ما هو أصغر مخلوقاته.
وقد قيل: إنهم جعلوا آلهتهم مثلا لله فاستمعوا لذكرها؛ وهذا لأنهم لم يفقهوا المثل الذي ضربه الله جعلوا المشركين هم الذين ضربوا هذا المثل.
ومثل هذا في القرآن قد ضربه الله ليبين أنه لا يقاس المخلوق بالخالق ويجعل له ندا ومثلا كقوله: (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللهُ فَقُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ ۞ فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ۞ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ۞ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ قُلِ اللهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ۞ قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ۞ وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ)(يونس/31 - 36)). [57]
وقال: (وفي الصحيح عن أسماء أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا شيء أغير من الله عز وجل)[58]. وفي الصحيح عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته)[59]، فلم يصفه صلى الله عليه وسلم بمطلق الغيرة بل بين أنه لا أحد أغير منه وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أغير من المؤمنين وقد قدمنا غير مرة أن الله لا يُساوى في شيء من صفاته وأسمائه بل ما كان من صفات الكمال فهو أكمل فيه وما كان من سلب النقائص فهو أنزه منه إذ لهُ المثل الأعلى سبحانه وتعالى فوصفه بأنه أغير من العباد وأنه لا أغير منه كوصفه بأنه أرحم الراحمين وأنه أرحم بعبده من الوالدة بولدها[60] وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم لأبي مسعود: (والله لله عليك أقدر منك على هذا)[61]، وكذلك العلم كقوله تعالى: (هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ)(النجم/ 32)، وكذلك الكلام كقوله تعالى: (وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا)(النساء/87)، (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا)(الزمر/ 23)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أصدق الكلام كلام الله)[62]، ووصفه في حديث ابن مسعود[63] والمغيرة بأنه: (لا أحد أحب إليه المدح من الله)، وكذلك قوله: (لا أحد أحب إليه العذر من الله)، فإن الغيرة هي من باب البغض والغضب وبإزاء ذلك المحبة والرضا فأخبر بغاية كماله في الطرفين حيث وصفه بأنه لا يبغض أحدٌ المحارم كبغضه ولا يحب أحدٌ الممادح كحبه والممادح لا تكون إلا على ما هو حسن يستحق صاحبه الحمد وهو ضد القبيح الذي يغار منه).[64]
حقائق الأسماء والصفات من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وأما حقيقة ما دل عليه ذلك من حقائق الأسماء والصفات، وما له من الجنود الذين يستعملهم في أفعاله، فلا يعلمه إلا هو (وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ) ، وهذا من تأويل المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله.
بخلاف الملك من البشر إذا قال: قد أمرنا لك بعطاء. فقد عُلم أنه هو وأعوانه - مثل كاتبه، وحاجبه، وخادمه، ونحو ذلك - أمروا به، وقد يُعلم ما صدر عنه ذلك الفعل من اعتقاداته وإراداته ونحو ذلك.
والله سبحانه وتعالى لا يعلم عباده الحقائق التي أخبر عنها من صفاته وصفات اليوم الآخر، ولا يعلمون حقائق ما أراد بخلقه وأمره من الحكمة، ولا حقائق ما صدرت عنه من المشيئة والقدرة.
وبهذا يتبين أن التشابه يكون في الألفاظ المتواطئة، كما يكون في الألفاظ المشتركة التي ليست بمتواطئة، وإن زال الاشتباه بما يميّز أحد المعنيين من إضافة أو تعريف، كما إذا قيل: (فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ) فهنا قد خص هذا الماء بالجنة، فظهر الفرق بينه وبين ماء الدنيا، لكن حقيقة ما امتاز به ذلك الماء غير معلوم لنا، وهو - مع ما أعد الله لعباده الصالحين مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر - من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله.
وكذلك مدلول أسمائه وصفاته التي يختص بها، التي هي حقيقته، لا يعلمها إلا هو.
ولهذا كان الأئمة كالإمام أحمد وغيره ينكرون على الجهمية وأمثالهم من الذين يحرِّفون الكلم عن مواضعه - تأويل ما تشابه عليهم من القرآن على غير تأويله، كما قال الإمام أحمد في كتابه الذي صنفه (في الرد على الزنادقة والجهمية فيما شكت فيه من متشابه القرآن وتأولته على غير تأويله).
وإنما ذمهم لكونهم تأوّلوه على غير تأويله، وذكر في ذلك ما يشتبه عليهم معناه، وإن كان لا يشتبه على غيرهم، وذمهم على أنهم تأولوه على غير تأويله، ولم ينف مطلق التأويل، كما تقدم من أن لفظ (التأويل) يراد به التفسير المبيِّن لمراد الله تعالى به، فذلك لا يعاب بل يحمد، ويراد بالتأويل الحقيقة التي استأثر الله بعلمها، فذاك لا يعلمه إلا هو).[65]
التفريق بين ما ذكر من أسماء الله وصفاته مطلقًا وما لا يذكر إلا مقيدًا إما مقرونًا بغيره وإما لمعارضة مبطل وصف الله بالباطل
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أن الله سبحانه له الأسماء الحسنى كما سمى نفسه بذلك وأنزل به كتبه وعلمه من شاء من خلقه كاسمه (الحي والعليم والرحيم والحكيم والأول والآخر والعلي والعظيم والكبير) ونحو ذلك وهذه الأسماء كلها أسماء مدح وحمد تدل على ما يحمد به ولا يكون معناها مذمومًا وهي مع ذلك قد تستلزم معاني إذا أخذت مطلقة وسميت بأسمائها عمت المحمود والمذموم مثل اسمه (الرحيم) فإنه يستلزم الإرادة فإذا أخذت الإرادة مطلقًا وقيل المريد فالمريد قد يريد خيرًا يحمد عليه وقد يريد شرًّا يُذم عليه وكذلك اسمه الحكيم والصادق وغيرهما يتضمن أنه متكلم فإذا أخذ الكلام مطلقًا وقيل متكلم فالمتكلم قد يتكلم بصدق وعدل وقد يتكلم بكذب وظلم وكذلك الاسم (الأول) يدل على أنه متقدم على كل شيء فإذا أخذ معنى التقدم وقيل قديم فإنه يقال على ما تقدم على غيره وإن تقدم غيره عليه كالعرجون القديم والإفك القديم، وكذلك اسم (الحق) بل وسائر الأسماء تدل على أنه بحيث يجده الواجدون فإذا أخذ لفظ الموجود مطلقًا لم يدل إلا على أنه يجده غيره لم يدل على أنه حق في نفسه وإن لم يكن ثم غيره يجده وكذلك إذا قيل ذات أو ثابت ونحو ذلك لم يدل إلا على القدر المشترك لم يدل على خصوصية وكذلك اسم العلي والعظيم والكبير يدل على أنه فوق العالم وأنه عظيم وكبير وذلك يستلزم أنه مباين للعالم متحيز عنه بحده وحقيقته فإذا أخذ اسم المتحيز ونحوه لم يدل إلا على القدر المشترك لم يدل على ما يمدح به الرب ويتميز به عن غيره وقد قال من قال من العلماء إن مثل أسمائه الخافض الرافع والمعز المذل والمعطي المانع والضار النافع لا يذكر ولا يدعى بأحد الاسمين الذي هو مثل الضار والنافع والخافض لأن الاسمين إذا ذكرا معًا دلّ ذلك على عموم قدرته وتدبيره وأنه لا رب غيره وعموم خلقه وأمره فيه مدح له وتنبيه على أن ما فعله من ضرر خاص ومنع خاص فيه حكمة ورحمة بالعموم وإذا ذكر أحدهما لم يكن فيه هذا المدح والله له الأسماء الحسنى ليس له مثل السوء قط فكذلك أيضًا الأسماء التي فيها عموم وإطلاق لما يحمد ويذم لا توجد في أسماء الله تعالى الحسنى لأنها لا تدل على ما يحمد الرب به ويمدح لكن مثل هذه الأسماء ومثل تلك ليس لأحد أن ينفي مضمونها أيضًا فيقول ليس بضار ولا خافض أو يقول ليس بمريد ولا متكلم ولا بائن عن العالم ولا متحيز عنه ونحو ذلك لأن نفي ذلك باطل وإن كان إثباته يثبت على الوجه المتضمن مدح الله وحمده وإذا نفاها نافٍ فقد تقابل ذلك النفي بالإثبات ردًّا لنفيه وإن لم تذكر مطلقة في الثناء والدعاء والخبر المطلق فإن هذا نوع تقييد يقصد به الرد على النافي المعطل وهذا في الإثبات والنفي جميعًا فمن العيوب والنقائص ما لا يَحْسن أن يثنى على الله به ابتداء لكن إذا وصفه به بعض المشركين نفي ذلك ردًّا لقولهم كمن يقول إن الله فقير ووالد ومولود أو ينام ونحو ذلك فيُنفى عن الله الفقر والولادة والنوم وغير ذلك فهذا أصل في التفريق بين ما ذكر من أسماء الله وصفاته مطلقًا وما لا يذكر إلا مقيدًا إما مقرونًا بغيره وإما لمعارضة مبطل وصف الله بالباطل فـ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الصافات 180-182)).[66]
الاسماء الحسنى مشتقة وليست جامدة
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(المراد بالاسم في هذه المواضع ليس هو مجرد اللفظ الذي يكون عَلَمًا كأسماء الأعلام، وإنما المراد بالأسماء ما يدلُّ على نُعوتِ المسمَّى وصفاتِه، فإن الاسم يرفعُ المسمَّى ويُعلِيه، وإذا ارتفع وعلا ظهر وتجلَّى، وذلك هو وصفُه وإظهارُ ما فيه. وهذا هو الذي عابَه الله تعالى على من سَمَّى الأوثانَ بأسماءٍ (مَا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ)(النجم/ 23).
ولهذا كان أسماء الله الحسنى صفاتٍ له قولية، وهي دالةٌ على صفاته المعنوية، فيكون الله تعالى قد نفَى الإمكانَ أن يكون للهِ من يُسمَّى بأسمائه أو يُسامِيه).[67]
وقال: (قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى)(الإسراء/110)، ومعلوم أن الأسماء إذا كانت أعلاما وجامدات لا تدل على معنى لم يكن فرق فيها بين اسم واسم فلا يلحد أحد في اسم دون اسم ولا ينكر عاقل اسما دون اسم بل قد يمتنع عن تسميته مطلقا ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه وإنما امتنعوا عن بعضها، وأيضا فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيئ بمعناه فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى بل هذا القائل لو سمى معبوده بالميت والعاجز والجاهل بدل الحي والعالم والقادر لجاز ذلك عنده).[68]
(ومن المعلوم بالضرورة أن العلم ليس هو نفس العالم، والمضاف هنا ليس هو المضاف إليه، وأن أسماء الله الحسنى، مثل: العليم، والحي، والقدير، والرحيم، ونحو ذلك هي، وإن كانت أسماء لله تدل على نفسه المقدسة، فليس ما دل عليه الحي من الحياة، هو ما دل عليه عليم من العلم، وما دل عليه قدير من القدرة، وما دل عليه رحيم من الرحمة.
فمن قال: إن هذه الأسماء الحسنى لا تدل على هذه المعاني، فهو مكابر للغة التي نزل بها القرآن، فإن الأسماء التي تسميها النحاة: اسم الفاعل، واسم المفعول، والصفة المعدولة عنها كفعيل وغيره هي أسماء مشتقة تتضمن المصادر، بخلاف: رجل، وفرس.
ومن جعل العالم لا يدل على علم، والقادر لا يدل على القدرة، فهو بمنزلة من قال: المصلي لا يدل على الصلاة، والقائم لا يدل على القيام، والصائم لا يدل على الصيام، وأمثال ذلك).[69]
اسم (الله) تعالى يتناول ذاته وصفاته لا يتناول ذاتا مجردة عن الصفات ولا صفات مجردة عن الذات
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(واسم (الله) إذا قيل (الحمد لله) أو قيل (بسم الله) يتناول ذاته وصفاته لا يتناول ذاتا مجردة عن الصفات ولا صفات مجردة عن الذات وقد نص أئمة السنة - كأحمد وغيره - على أن صفاته داخلة في مسمى أسمائه فلا يقال: إن علم الله وقدرته زائدة عليه؛ لكن من أهل الإثبات من قال: إنها زائدة على الذات. وهذا إذا أريد به أنها زائدة على ما أثبته أهل النفي من الذات المجردة فهو صحيح؛ فإن أولئك قصروا في الإثبات فزاد هذا عليهم وقال الرب له صفات زائدة على ما علمتموه. وإن أراد أنها زائدة على الذات الموجودة في نفس الأمر فهو كلام متناقض؛ لأنه ليس في نفس الأمر ذات مجردة حتى يقال إن الصفات زائدة عليها؛ بل لا يمكن وجود الذات إلا بما به تصير ذاتا من الصفات ولا يمكن وجود الصفات إلا بما به تصير صفات من الذات فتخيل وجود أحدهما دون الآخر ثم زيادة الآخر عليه تخيل باطل.
وأما الذين يقولون: إن الاسم للمسمى كما يقوله أكثر أهل السنة فهؤلاء وافقوا الكتاب والسنة والمعقول قال الله تعالى: (ولله الأسماء الحسنى) وقال: (أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) . وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن لله تسعة وتسعين اسما) (وقال النبي صلى الله عليه وسلم إن لي خمسة أسماء: أنا محمد وأحمد والماحي والحاشر والعاقب) وكلاهما في الصحيحين. وإذا قيل لهم: أهو المسمى أم غيره؟ فصلوا؛ فقالوا: ليس هو نفس المسمى ولكن يراد به المسمى؛ وإذا قيل إنه غيره بمعنى أنه يجب أن يكون مباينا له فهذا باطل؛ فإن المخلوق قد يتكلم بأسماء نفسه فلا تكون بائنة عنه فكيف بالخالق وأسماؤه من كلامه؛ وليس كلامه بائنا عنه ولكن قد يكون الاسم نفسه بائنا مثل أن يسمي الرجل غيره باسم أو يتكلم باسمه. فهذا الاسم نفسه ليس قائما بالمسمى؛ لكن المقصود به المسمى فإن الاسم مقصوده إظهار المسمى وبيانه. وهو مشتق من السمو وهو العلو كما قال النحاة البصريون وقال النحاة الكوفيون هو مشتق من السمة وهي العلامة وهذا صحيح في الاشتقاق الأوسط وهو ما يتفق فيه حروف اللفظين دون ترتيبهما فإنه في كليهما (السين والميم والواو والمعنى صحيح فإن السمة والسيما العلامة. ومنه يقال: وسمته أسمه كقوله: (سنسمه على الخرطوم) ومنه التوسم كقوله: (لآيات للمتوسمين) لكن اشتقاقه من السمو هو الاشتقاق الخاص الذي يتفق فيه اللفظان في الحروف وترتيبها ومعناه أخص وأتم فإنهم يقولون في تصريفه سميت ولا يقولون وسمت وفي جمعه أسماء لا أوسام وفي تصغيره سمي لا وسيم. ويقال لصاحبه مسمى لا يقال موسوم وهذا المعنى أخص. فإن العلو مقارن للظهور كلما كان الشيء أعلى كان أظهر وكل واحد من العلو والظهور يتضمن المعنى الآخر ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (وأنت الظاهر فليس فوقك شيء) ولم يقل فليس أظهر منك شيء؛ لأن الظهور يتضمن العلو والفوقية؛ فقال: فليس فوقك شيء . ومنه قوله: (فما اسطاعوا أن يظهروه) أي يعلوا عليه. ويقال ظهر الخطيب على المنبر إذا علا عليه. ويقال للجبل العظيم علم؛ لأنه لعلوه وظهوره يعلم ويعلم به غيره. قال تعالى: (ومن آياته الجواري في البحر كالأعلام) . وكذلك الراية العالية التي يعلم بها مكان الأمير والجيوش يقال لها علم وكذلك العلم في الثوب لظهوره كما يقال لعرف الديك وللجبال العالية أعراف لأنها لعلوها تعرف فالاسم يظهر به المسمى ويعلو؛ فيقال للمسمى: سمه: أي أظهره وأعله أي أعل ذكره بالاسم الذي يذكر به؛ لكن يذكر تارة بما يحمد به ويذكر تارة بما يذم به كما قال تعالى: (وجعلنا لهم لسان صدق عليا) وقال: (ورفعنا لك ذكرك) وقال: (وتركنا عليه في الآخرين) (سلام على نوح في العالمين) . وقال في النوع المذموم: (وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين) وقال تعالى: (نتلوا عليك من نبإ موسى وفرعون) . فكلاهما ظهر ذكره؛ لكن هذا إمام في الخير وهذا إمام في الشر.
وبعض النحاة يقول: سمي اسما لأنه علا على المسمى؛ أو لأنه علا على قسيميه الفعل والحرف؛ وليس المراد بالاسم هذا بل لأنه يعلى المسمى فيظهر؛ ولهذا يقال سميته أي أعليته وأظهرته فتجعل المعلى المظهر هو المسمى وهذا إنما يحصل بالاسم. ووزنه فعل وفعل وجمعه أسماء كقنو وأقناء وعضو وأعضاء. وقد يقال فيه سم وسم بحذف اللام. ويقال: سمى كما قال: والله أسماك سما مباركا. وما ليس له اسم فإنه لا يذكر ولا يظهر ولا يعلو ذكره؛ بل هو كالشيء الخفي الذي لا يعرف؛ ولهذا يقال: الاسم دليل على المسمى وعلم على المسمى ونحو ذلك. ولهذا كان أهل الإسلام والسنة الذين يذكرون أسماء الله يعرفونه ويعبدونه ويحبونه ويذكرونه ويظهرون ذكره. والملاحدة : الذين ينكرون أسماءه وتعرض قلوبهم عن معرفته وعبادته ومحبته وذكره؛ حتى ينسوا ذكره (نسوا الله فنسيهم) (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم) (واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والآصال ولا تكن من الغافلين) . والاسم يتناول اللفظ والمعنى المتصور في القلب وقد يراد به مجرد اللفظ وقد يراد به مجرد المعنى فإنه من الكلام؛ والكلام اسم للفظ والمعنى، وقد يراد به أحدهما؛ ولهذا كان من ذكر الله بقلبه أو لسانه فقد ذكره لكن ذكره بهما أتم. والله تعالى قد أمر بتسبيح اسمه وأمر بالتسبيح باسمه كما أمر بدعائه بأسمائه الحسنى؛ فيدعى بأسمائه الحسنى ويسبح اسمه وتسبيح اسمه هو تسبيح له؛ إذ المقصود بالاسم المسمى؛ كما أن دعاء الاسم هو دعاء المسمى. قال تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) . والله تعالى يأمر بذكره تارة وبذكر اسمه تارة؛ كما يأمر بتسبيحه تارة وتسبيح اسمه تارة؛ فقال: (اذكروا الله ذكرا كثيرا) (واذكر ربك في نفسك) وهذا كثير. وقال: (واذكر اسم ربك وتبتل إليه تبتيلا) كما قال: (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) (ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه) (فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه) . لكن هنا يقال: بسم الله؛ فيذكر نفس الاسم الذي هو ألف سين ميم وأما في قوله: (واذكر اسم ربك) فيقال: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله. وهذا أيضا مما يبين فساد قول من جعل الاسم هو المسمى. وقوله في الذبيحة (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) كقوله: (اقرأ باسم ربك الذي خلق) وقوله: (بسم الله مجراها ومرساها) فقوله: (اقرأ باسم ربك) هو قراءة بسم الله في أول السور.
وقد بسط الكلام على هذا في غير هذا الموضع وبين أن هذه الآية تدل على أن القارئ مأمور أن يقرأ بسم الله وأنها ليست كسائر القرآن؛ بل هي تابعة لغيرها وهنا يقول: بسم الله الرحمن الرحيم كما كتب سليمان وكما جاءت به السنة المتواترة وأجمع المسلمون عليه؛ فينطق بنفس الاسم الذي هو اسم مسمى لا يقول بالله الرحمن الرحيم؛ كما في قوله: (واذكر اسم ربك) فإنه يقول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله ونحو ذلك وهنا قال: (اقرأ باسم ربك) لم يقل: اقرأ اسم ربك وقوله: (واذكر اسم ربك) يقتضي أن يذكره بلسانه. وأما قوله: (واذكر ربك) فقد يتناول ذكر القلب. وقوله: (اقرأ باسم ربك) هو كقول الآكل باسم الله. والذابح باسم الله كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (ومن لم يكن ذبح فليذبح بسم الله) . وأما التسبيح فقد قال: (وسبحوه بكرة وأصيلا) وقال: (سبح اسم ربك الأعلى) وقال: (فسبح باسم ربك العظيم) . وفي الدعاء: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى) فقوله: (أيا ما تدعوا) يقتضي تعدد المدعو لقوله (أيا ما) وقوله: (فله الأسماء الحسنى) يقتضي أن المدعو واحد له الأسماء الحسنى وقوله: (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) - ولم يقل ادعوا باسم الله أو باسم الرحمن - يتضمن أن المدعو هو الرب الواحد بذلك الاسم.
فقد جعل الاسم تارة مدعوا وتارة مدعوا به في قوله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) فهو مدعو به باعتبار أن المدعو هو المسمى وإنما يدعى باسمه. وجعل الاسم مدعوا باعتبار أن المقصود به هو المسمى وإن كان في اللفظ هو المدعو المنادى كما قال: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن) أي ادعوا هذا الاسم أو هذا الاسم والمراد إذا دعوته هو المسمى؛ أي الاسمين دعوت ومرادك هو المسمى: (فله الأسماء الحسنى) . فمن تدبر هذه المعاني اللطيفة تبين له بعض حكم القرآن وأسراره فتبارك الذي نزل الفرقان على عبده فإنه كتاب مبارك تنزيل من حكيم حميد لا تنقضي عجائبه ولا يشبع منه العلماء من ابتغى الهدى في غيره أضله الله ومن تركه من جبار قصمه الله وهو حبل الله المتين وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم وهو قرآن عجب يهدي إلى الرشد أنزله الله هدى ورحمة وشفاء وبيانا وبصائر وتذكرة. فالحمد لله رب العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى وكما ينبغي لكرم وجهه وعز جلاله. آخره ولله الحمد والمنة وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم).[70]
في الاسم والمسمى
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (هل هو هو أو غيره؟ أو لا يقال هو هو ولا يقال هو غيره؟ أو هو له؟ أو يفصل في ذلك؟ . فإن الناس قد تنازعوا في ذلك والنزاع اشتهر في ذلك بعد الأئمة بعد أحمد وغيره والذي كان معروفا عند أئمة السنة أحمد وغيره: الإنكار على الجهمية الذين يقولون: أسماء الله مخلوقة.
فيقولون: الاسم غير المسمى وأسماء الله غيره وما كان غيره فهو مخلوق؛ وهؤلاء هم الذين ذمهم السلف وغلظوا فيهم القول؛ لأن أسماء الله من كلامه وكلام الله غير مخلوق؛ بل هو المتكلم به وهو المسمي لنفسه بما فيه من الأسماء. والجهمية يقولون: كلامه مخلوق وأسماؤه مخلوقة؛ وهو نفسه لم يتكلم بكلام يقوم بذاته ولا سمى نفسه باسم هو المتكلم به؛ بل قد يقولون: إنه تكلم به وسمى نفسه بهذه الأسماء بمعنى أنه خلقها في غيره؛ لا بمعنى أنه نفسه تكلم بها الكلام القائم به. فالقول في أسمائه هو نوع من القول في كلامه. والذين وافقوا السلف على أن كلامه غير مخلوق وأسماءه غير مخلوقة يقولون: الكلام والأسماء من صفات ذاته؛ لكن هل يتكلم بمشيئته وقدرته. ويسمي نفسه بمشيئته وقدرته؟ هذا فيه قولان: النفي هو قول ابن كلاب ومن وافقه. والإثبات قول أئمة أهل الحديث والسنة وكثير من طوائف أهل الكلام كالهشامية والكرامية وغيرهم كما قد بسط هذا في مواضع. والمقصود هنا أن المعروف عن أئمة السنة إنكارهم على من قال أسماء الله مخلوقة وكان الذين يطلقون القول بأن الاسم غير المسمى هذا مرادهم؛ فلهذا يروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنه قال: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة؛ ولم يعرف أيضا عن أحد من السلف أنه قال الاسم هو المسمى؛ بل هذا قاله كثير من المنتسبين إلى السنة بعد الأئمة وأنكره أكثر أهل السنة عليهم. ثم منهم من أمسك عن القول في هذه المسألة نفيا وإثباتا؛ إذ كان كل من الإطلاقين بدعة كما ذكره الخلال عن إبراهيم الحربي وغيره؛ وكما ذكره أبو جعفر الطبري في الجزء الذي سماه (صريح السنة) ذكر مذهب أهل السنة المشهور في القرآن والرؤية والإيمان والقدر والصحابة وغير ذلك. وذكر أن مسألة اللفظ ليس لأحد من المتقدمين فيها كلام؛ كما قال لم نجد فيها كلاما عن صحابي مضى ولا عن تابعي قفا إلا عمن في كلامه الشفاء والغناء ومن يقوم لدينا مقام الأئمة الأولى أبو عبد الله أحمد بن حنبل فإنه كان يقول: اللفظية جهمية. ويقول: من قال لفظي بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن قال غير مخلوق فهو مبتدع. وذكر أن القول في الاسم والمسمى من الحماقات المبتدعة التي لا يعرف فيها قول لأحد من الأئمة وأن حسب الإنسان أن ينتهي إلى قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى) وهذا هو القول بأن الاسم للمسمى. وهذا الإطلاق اختيار أكثر المنتسبين إلى السنة من أصحاب الإمام أحمد وغيره).[71]
الفرق بين الصفة والوصف
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(في الصحيح أيضا (أن النبي صلى الله عليه وسلم سأل الذي كان يقرأ بقل هو الله أحد في كل ركعة - وهو إمام - فقال: إني أحبها؛ لأنها صفة الرحمن فقال: أخبروه أن الله يحبه) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على تسميتها صفة الرحمن. وفي هذا المعنى أيضا آثار متعددة. فثبت بهذه النصوص أن الكلام الذي يخبر به عن الله صفة له فإن الوصف هو الإظهار والبيان للبصر أو السمع كما يقول الفقهاء ثوب يصف البشرة أو لا يصف البشرة. وقال تعالى: (سيجزيهم وصفهم) وقال: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون) وقال صلى الله عليه وسلم " (لا تنعت المرأة المرأة لزوجها حتى كأنه ينظر إليها) " والنعت الوصف. ومثل هذا كثير. و " الصفة " مصدر وصفت الشيء أصفه وصفا وصفة مثل وعد وعدا وعدة ووزن وزنا وزنة؛ وهم يطلقون اسم المصدر على المفعول كما يسمون المخلوق خلقا ويقولون: درهم ضرب الأمير فإذا وصف الموصوف بأنه وسع كل شيء رحمة وعلما: سمي المعنى الذي وصف به بهذا الكلام صفة. فيقال للرحمة والعلم والقدرة: صفة بهذا الاعتبار، هذا حقيقة الأمر).[72]
(والصفة والوصف:
تارة يراد به الكلام الذي يوصف به الموصوف؛ كقول الصحابي في (قل هو الله أحد): (أحبها لأنها صفة الرحمن)، وتارة يراد به المعاني التي دل عليها الكلام: كالعلم والقدرة.
والجهمية والمعتزلة وغيرهم تنكر هذه وتقول: إنما الصفات مجرد العبارة التي يعبر بها عن الموصوف. والكلابية ومن اتبعهم من الصفاتية قد يفرقون بين الصفة والوصف فيجعلون الوصف هو القول؛ والصفة المعنى القائم بالموصوف.
وأما جماهير الناس فيعلمون أن كل واحد من لفظ الصفة والوصف مصدر في الأصل؛ كالوعد والعدة؛ والوزن والزنة؛ وأنه يراد به تارة هذا؛ وتارة هذا).[73]
تعبيد الخلق لرب الخلق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(شريعة الإسلام الذي هو الدين الخالص لله وحده: تعبيد الخلق لربهم كما سنه رسول الله r، وتغير الأسماء الشركية إلى الأسماء الإسلامية والأسماء الكفرية إلى الأسماء الإيمانية، وعامة ما سمى به النبي r: عبد الله وعبد الرحمن، كما قال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (الإسراء/110)، فإن هذين الاسمين هما أصل بقية أسماء الله تعالى.
وكان شيخ الإسلام الهروي قد سمى أهل بلده بعامة أسماء الله الحسنى وكذلك أهل بيتنا: غلب على أسمائهم التعبيد لله: كعبد الله؛ وعبد الرحمن؛ وعبد الغني؛ والسلام؛ والقاهر؛ واللطيف؛ والحكيم؛ والعزيز؛ والرحيم؛ والمحسن؛ والأحد؛ والواحد؛ والقادر؛ والكريم؛ والملك؛ والحق.
وقد ثبت في صحيح مسلم عن نافع عن عبد الله بن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الأسماء إلى الله عبد الله وعبد الرحمن وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة)[74]، وكان من شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في الحروب: يا بني عبد الرحمن؛ يا بني عبد الله؛ يا بني عبيد الله؛ كما قالوا ذلك يوم بدر؛ وحنين؛ والفتح؛ والطائف؛ وكان شعار المهاجرين: يا بني عبد الرحمن؛ وشعار الخزرج: يا بني عبد الله؛ وشعار الأوس: يا بني عبيد الله).[75]
القسم الاول
المبحث الثاني
فوائد
في باب
توحيد الاسماء والصفات
- قَالَ الله تَعَالَى: (قل هَذِه سبيلي أَدْعُو إِلَى الله على بَصِيرَة أَنا وَمن اتبعني)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فالدعوة إِلَى الله هِيَ الدعْوَة إِلَى الْإِيمَان بِهِ وَبِمَا جَاءَت بِهِ رسله, وَذَلِكَ يتَضَمَّن الدعْوَة إِلَى الشَّهَادَتَيْنِ وإقام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَصَوْم رَمَضَان وَحج الْبَيْت وَالْإِيمَان بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله والبعث بعد الْمَوْت والايمان بِالْقدرِ خَيره وشره والدعوة إِلَى أَن يعبد العَبْد ربه كَأَنَّهُ يرَاهُ فَإِن الدَّرَجَات الثَّلَاث وَهِي الْإِسْلَام وَالْإِيمَان وَالْإِحْسَان دَاخِلَة فِي الدّين.
وأصل الدّين عبَادَة الله وَحده لَا شريك لَهُ كَمَا اتّفق على ذَلِك جَمِيع الرُّسُل قَالَ تَعَالَى: (وَمَا أرسلنَا من قبلك من رَسُول إِلَّا نوحي إِلَيْهِ أَنه لَا إِلَه إِلَّا أَنا فاعبدون) فالدين وَاحِد وَإِنَّمَا تنوعت شرائع الْأَنْبِيَاء ومناهجهم قَالَ تَعَالَى: (لكل جعلنَا مِنْكُم شرعة ومنهاجا).
فالرسل متفقون فِي الدّين الْجَامِع لِلْأُصُولِ الاعتقادية والعملية، فالاعتقادية الْإِيمَان بِاللَّه وَرَسُوله وَالْيَوْم الآخر، والعملية كأعمال الْعِبَادَة الْعَامَّة الْمَذْكُورَة فِي سور الْأَنْعَام والأعراف وَبني إِسْرَائِيل، كَقَوْلِه تَعَالَى: (قل تَعَالَوْا أتل مَا حرم ربكُم عَلَيْكُم) إِلَى آخر الْآيَات الثَّلَاث وَقَوله تبَارك وَتَعَالَى: (وَقضى رَبك أَلا تعبدوا إِلَّا إِيَّاه) إِلَى آخر الْوَصَايَا وَقَوله: (قل أَمر رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأقِيمُوا وُجُوهكُم عِنْد كل مَسْجِد) وَقَوله: (قل إِنَّمَا حرم رَبِّي الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن وَالْإِثْم وَالْبَغي بِغَيْر الْحق).
فالدعوة إِلَى الله الْأَمر بِعِبَادَتِهِ وَحب كل مَا أحبه وَمن أحبه وبغض كل مَا أبغضه الله وَرَسُوله من بَاطِن وَظَاهر فَمن الدعْوَة إِلَى الله النهى عَمَّا نهى عَنهُ ولا تتم الدعْوَة إِلَى الله إِلَّا بذلك سَوَاء كَانَ من الْأَقْوَال الْبَاطِنَة أَو الظَّاهِرَة أَو من الْأَعْمَال الْبَاطِنَة أَو الظَّاهِرَة كالتصديق بِمَا أخبر بِهِ الرَّسُول من أَسمَاء الله وَصِفَاته والمعاد وَمَا أخبر بِهِ عَن سائر الْمَخْلُوقَات كالعرش والكرسي وَالْمَلَائِكَة والأنبياء السَّابِقين وأممهم وأعدائهم كإخلاص الدّين لله وَأَن يكون الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا وكالتوكل عَلَيْهِ والرجاء لِرَحْمَتِهِ وخشية غَضَبه وعذابه وَالصَّبْر لحكمه وأمثال ذَلِك وكصدق الحَدِيث وَأَدَاء الْأَمَانَة وَالْوَفَاء بالعهد وصلَة الْأَرْحَام وَحسن الْجوَار وكالجهاد فِي سَبِيل الله بِالْقَلْبِ وَالْبدن وَاللِّسَان.
إِذا تبين ذَلِك فالدعوة إِلَى الله وَاجِبَة على من اتبع الرَّسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على طَرِيقه وهم أمته الَّذين يدعونَ إِلَى الله تَعَالَى كَمَا دَعَا هُوَ إِلَيْهِ ويتناول الْأَمر بِكُل مَعْرُوف والنهى عَن كل مُنكر كَمَا وَصفهم الله تَعَالَى بقوله: (كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس تأمرون بِالْمَعْرُوفِ وتنهون عَن الْمُنكر) وَهَذَا وَاجِب كفائى على كل الْأمة إِن قَامَ بِهِ طائفة سقط عَن البَاقِينَ
فمجموع أمته تقوم فِي الدعْوَة إِلَى الله تَعَالَى وَلِهَذَا كَانَ إِجْمَاعهم حجَّة قَاطِعَة فَلَا تَجْتَمِع أمته على ضَلَالَة، وكل وَاحِد من الْأمة يجب عَلَيْهِ أَن يقوم من الدعْوَة بِمَا يقدر عَلَيْهِ إِذا لم يقم بِهِ غَيره فَيجب على كل من يقدر على شيء أَن يَدْعُو إِلَيْهِ من تَعْلِيم الْعلم وَالْجهَاد وَالْعَمَل وتبيين الْأَمر وَغير ذَلِك.
والدعوة إِلَى الله هِيَ الدعْوَة إِلَى سَبيله وسبيله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَصْدِيقه فِيمَا أخبر وطاعته فِيمَا أَمر وَقد تبين أَنَّهُمَا واجبان على كل فَرد من أَفْرَاد الْمُسلمين وجوب فرض الْكِفَايَة.
وَالْقِيَام بِالْوَاجِبِ من الدعْوَة والواجبة وَغَيرهَا بِثَلَاثَة شُرُوط كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث يَنْبَغِي لمن أَمر بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْمُنكر أَن يكون فقهيا فِيمَا يَأْمر بِهِ فَقِيها فِيمَا ينْهَى عَنهُ رَفِيقًا فِيمَا يَأْمر بِهِ رفيقا فِيمَا ينْهَى عَنهُ حَلِيمًا فِيمَا يَأْمر بِهِ حَلِيمًا فِيمَا ينْهَى عَنهُ.
فالتفقه ليعرف بِهِ والرفق ليسلك بِهِ وَهُوَ أقرب الطّرق لتَحْصِيل الْمَقْصُود والحلم ليصبر على الْأَذَى فكثيرا مَا يحصل لَهُ الْأَذَى كَمَا قَالَ تَعَالَى: (واصبر على مَا أَصَابَك) بعد أَن قَالَ: (وَأمر بِالْمَعْرُوفِ وانه عَن الْمُنكر)، وَقَوله تَعَالَى لنَبيه: (ولربك فاصبر)، وَقَوله: (واصبر على مَا يَقُولُونَ)، وَهُوَ كثير فِي الْقُرْآن وَالسّنة).[76]
- القاعدة العظيمة الجليلة في مسائل الصفات والأفعال
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(في القاعدة العظيمة الجليلة في مسائل الصفات والأفعال من حيث قدمها ووجوبها أو جوازها ومشتقاتها أو وجوب النوع مطلقا وجواز الآحاد معينا.
فنقول: المضافات إلى الله سبحانه في الكتاب والسنة سواء كانت إضافة اسم إلى اسم أو نسبة فعل إلى اسم أو خبر باسم عن اسم لا يخلو من ثلاثة أقسام:
- أحدها إضافة الصفة إلى الموصوف كقوله تعالى: (ولا يحيطون بشيء من علمه) وقوله: (إن الله هو الرزاق ذو القوة). وفي حديث الاستخارة: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك) وفي الحديث الآخر (اللهم بعلمك الغيب وقدرتك على الخلق) فهذا في الإضافة الاسمية. وأما بصيغة الفعل فكقوله: (علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم) وقوله: (علم أن لن تحصوه فتاب عليكم) .
وأما الخبر الذي هو جملة اسمية: فمثل قوله: (والله بكل شيء عليم) (والله على كل شيء قدير) . وذلك لأن الكلام الذي توصف به الذوات: إما جملة أو مفرد. فالجملة إما اسمية كقوله: (والله بكل شيء عليم) أو فعلية كقوله: (علم أن لن تحصوه) . أما المفرد فلا بد فيه من إضافة الصفة لفظا أو معنى كقوله: (بشيء من علمه) وقوله: (هو أشد منهم قوة) أو إضافة الموصوف كقوله: (ذو القوة) .
- و(القسم الثاني: إضافة المخلوقات كقوله: (ناقة الله وسقياها) وقوله: (وطهر بيتي للطائفين) وقوله: (رسول الله) و(عباد الله) وقوله: (ذو العرش) وقوله: (وسع كرسيه السماوات والأرض) . فهذا القسم لا خلاف بين المسلمين في أنه مخلوق كما أن القسم الأول لم يختلف أهل السنة والجماعة في أنه قديم وغير مخلوق. وقد خالفهم بعض أهل الكلام في ثبوت الصفات؛ لا في أحكامها وخالفهم بعضهم في قدم العلم وأثبت بعضهم حدوثه وليس الغرض هنا تفصيل ذلك.
- (الثالث - وهو محل الكلام هنا - ما فيه معنى الصفة والفعل مثل قوله: (وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (النساء/164)، وقوله: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)(يس/82)، وقوله: (قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي)(الكهف/109)، وقوله: (يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللهِ)(الفتح/15)، (وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ)(البقرة/75)، وقوله: (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ)(المائدة/1)، (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) (هود/107) و(البروج/16)، وقوله: (فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ)(البقرة/90)، وقوله: (وَغَضِبَ اللهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ)(النساء/93)، وقوله: (فلما آسفونا انتقمنا منهم) وقوله: (ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه) وقوله: (رضي الله عنهم ورضوا عنه) . وقوله: (وإن لم تغفر لنا وترحمنا) (وقل رب اغفر وارحم) (واعف عنا واغفر لنا وارحمنا) . وكذلك قوله: (خلق السموات والأرض) (لما خلقت بيدي) وقوله: (ثم استوى على العرش) (وجاء ربك والملك صفا صفا) (هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة) (هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة) .).[77]
- الإثبات المفصل لصفات الكمال والنفي المجمل لصفات النقص
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (الله سبحانه بعث الرسل بما يقتضي الكمال من إثبات أسمائه وصفاته على وجه التفصيل، والنفي على طريق الإجمال للنقص والتمثيل، فالرب تعالى موصوف بصفات الكمال التي لا غاية فوقها، منزه عن النقص بكل وجه ممتنع، وأن يكون له مثيل في شيء من صفات الكمال، فأما صفات النقص فهو منزه عنها مطلقا وأما صفات الكمال فلا يماثله - بل ولا يقاربه - فيها شيء من الأشياء.
والتنزيه يجمعه نوعان: نفي النقص، ونفي مماثلة غيره له في صفات الكمال، كما دل على ذلك سورة (قل هو الله أحد) وغيرها من القرآن، مع دلالة العقل على ذلك، وإرشاد القرآن إلى ما يدل على ذلك من العقل، بل وقد أخبر الله أن في الآخرة من أنواع النعيم ما له شبه في الدنيا، كأنواع المطاعم والمشارب والملابس والمناكح وغير ذلك، وقد قال ابن عباس t : (ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء) [78]، فحقائق تلك أعظم من حقائق هذه بما لا يعرف قدره، وكلاهما مخلوق، والنعيم الذي لا يعرف جنسه قد أجمله الله سبحانه وتعالى بقوله: (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين)(السجدة/17).
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يقول الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر) [79] فإذا كان هذان المخلوقان متفقين في الاسم مع أن بينهما في الحقيقة تباينا لا يعرف في الدنيا قدره ، فمن المعلوم أن ما يتصف به الرب من صفات الكمال مباين لصفات خلقه، أعظم من مباينة مخلوق لمخلوق، ولهذا قال أعلم الخلق بالله في الحديث الصحيح: (لا أحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك)[80]،
وقال في الدعاء المأثور الذي رواه أحمد وابن حبان في صحيحه، عن ابن مسعود t، عن النبي r قال: (ما أصاب عبدا هم قط ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي; إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدله مكان حزنه فرحا). قالوا: يا رسول الله! أفلا نتعلمهن؟ قال: (بلى، ينبغي لكل من سمعهن أن يتعلمهن) [81]، فبين أن لله أسماء استأثر بها في علم الغيب عنده لا يعلمها ملك ولا نبي. وأسماؤه تتضمن صفاته، ليست أسماء أعلام محضة، كاسمه: العليم، والقدير، والرحيم، والكريم، والمجيد، والسميع، والبصير، وسائر أسمائه الحسنى سبحانه وتعالى.
وهو سبحانه مستحق للكمال المطلق ; لأنه واجب الوجود بنفسه، يمتنع العدم عليه، ويمتنع أن يكون مفتقرا إلى غيره بوجه من الوجوه، إذ لو افتقر إلى غيره بوجه من الوجوه كان محتاجا إلى الغير، والحاجة إما إلى حصول كمال له، وإما إلى دفع ما ينقص كماله، ومن احتاج في شيء من كماله إلى غيره لم يكن كماله موجودا بنفسه، بل بذلك الغير، وهو بدون ذلك الكمال ناقص، والناقص لا يكون واجبا بنفسه، بل ممكنا مفتقرا إلى غيره; لأنه لو كان واجبا بنفسه مع كونه ناقصا مفتقرا إلى كمال من غيره، لكان الذي يعطيه الكمال: إن كان ممكنا فهو مفتقر إلى واجب آخر، والقول في هذا كالقول في الأول، وإن كان واجبا ناقصا، فالقول فيه كالقول في الأول; وإن كان واجبا كاملا فهذا هو الواجب بنفسه، وذاك الذي قدر واجبا ناقصا فهو مفتقر إلى هذا في كماله، وذاك غني عنه، فهذا هو رب ذاك، وذاك عبده، ويمتنع مع كونه مربوبا معبدا أن يكون واجبا، ففرض كونه واجبا ناقصا محال.
وأيضا، فيمتنع أن يكون نفس ما هو واجب بنفسه فيه نقص يفتقر في زواله إلى غيره ; لأن ذلك النقص حينئذ يكون ممكن الوجود وإلا لما قبله، وممكن العدم وإلا لكان لازما له لا يقبل الزوال، والتقدير أنه ممكن زواله بحصول الكمال الممكن الوجود، فإن ما هو ممتنع لا يكون كمالا، وما هو ممكن: فإما أن يكون للواجب أو من الواجب، ويمتنع أن يكون المخلوق أكمل من الخالق، فالخالق الواجب بنفسه أحق بالكمال الممكن الوجود الذي لا نقص فيه، فلا تكون ذاته مستلزمة لذلك الكمال ; فيكون ذلك الكمال - إذا وجد - مفتقرا إليه وإلى ذلك الغير الآخر، يحصل بهما جميعا، وكل منهما واجب بنفسه فلا يكون ذلك الأثر لا من هذا ولا من هذا، بل هو شيء منفصل عنهما.
وتحقيق ذلك أن كمال الشيء هو من نفس الشيء وداخل فيه، فالواجب بنفسه لا يكون واجبا إن لم يكن ما هو داخل في نفسه واجب الوجود لا يفتقر فيه إلى سبب منفصل عنه، فمتى افتقر فيما هو داخل فيه إلى سبب منفصل عنه لم تكن نفسه واجبة بنفسه، وما لا يكون داخلا في نفسه، لا يكون من كماله أيضا، بل يكون شيئا مباينا له، وإنما يكون ذلك شيئين: أحدهما واجب بنفسه والآخر شيء قرن به وضم إليه. وأيضا، فنفس واجب الوجود هو أكمل الموجودات، إذ الواجب أكمل من الممكن بالضرورة، فكل كمال ممكن له: إن كان لازما له امتنع أن يكون كماله مستفادا من غيره، أو أن يحتاج فيه إلى غيره.
وإن لم يكن لازما له: فإن لم يكن قابلا له من قبول غيره من الممكنات له، كان الممكن أكمل من الواجب، وما لا يقبله لا واجب ولا ممكن ليس كمالا ; وإن كان قابلا له ولم تكن ذاته مستلزمة له، كان غيره معطيا له إياه، والمعطي للكمال هو أحق بالكمال، فيكون ذلك المعطي أكمل منه، وواجب الوجود لا يكون غيره أكمل منه.
وإذا قيل: ذلك الغير واجب أيضا. فإن لم يكن كاملا بنفسه كان كل منهما معطيا للآخر الكمال، وهذا ممتنع; لأنه يستلزم كون كل من الشيئين مؤثرا في الآخر أثرا لا يحصل إلا بعد تأثير الآخر، فإن هذا لا يفيد ذلك الكمال للآخر حتى يكون كاملا، ولا يكون كاملا حتى يفيده الآخر الكمال، وهذا ممتنع، كما يمتنع أن لا يوجد هذا حتى يوجده ذاك، ولا يوجد ذاك حتى يوجده هذا. وإن كان ذلك الغير واجبا كاملا بنفسه مكملا لغيره، والآخر واجب ناقص يحتاج في كماله إلى ذلك الكامل المكمل، كان جزء منه مفتقرا إلى ذاك; وما افتقر جزء منه إلى غيره لم تكن جملته واجبة بنفسها.
وإيضاح ذلك: أن الواجب بنفسه: إما أن يكون شيئا واحدا لا جزء له، أو يكون أجزاء. فإن كان شيئا واحدا لا جزء له، امتنع أن يكون له بعض، فضلا عن أن يقال: بعضه يفتقر إلى الغير وبعضه لا يفتقر إلى الغير، وامتنع أن يكون شيئين: أحدهما نفسه، والآخر كماله. وإن قيل: هو جزءان أو أجزاء، كان الواجب هو مجموع تلك الأجزاء، فلا يكون واجبا بنفسه حتى يكون المجموع واجبا بنفسه، (فمتى كان البعض مفتقرا إلى سبب منفصل عن المجموع لم يكن واجبا بنفسه)، وهذا المقام برهان بين لمن تأمله. وبيانه أن الناس متنازعون في إثبات الصفات لله: فأهل السنة يثبتون الصفات لله، وكثير من الفلاسفة والشيعة يوافقهم على ذلك، وأما الجهمية وغيرهم - كالمعتزلة ومن وافقهم من الشيعة والفلاسفة كابن سينا ونحوه - فإنهم ينفون الصفات عن الله تعالى، ويقولون: إن إثباتها تجسيم وتشبيه وتركيب).[82]
- الألفاظ نوعان
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (معلوم أن الألفاظ نوعان:
1/ لفظ ورد في الكتاب والسنة أو الإجماع؛ فهذا اللفظ يجب القول بموجبه سواء فهمنا معناه أو لم نفهمه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقول إلا حقا والأمة لا تجتمع على ضلالة.
2/ والثاني: لفظ لم يرد به دليل شرعي كهذه الألفاظ التي تنازع فيها أهل الكلام والفلسفة، فهذه الألفاظ ليس على أحد أن يقول فيها بنفي ولا إثبات حتى يستفسر المتكلم بذلك فإن بين أنه أثبت حقا أثبته وإن أثبت باطلا رده وإن نفى باطلا نفاه وإن نفى حقا لم ينفه وكثير من هؤلاء يجمعون في هذه الأسماء بين الحق والباطل في النفي والإثبات).[83]
(وأما السلف والأئمة فلم يدخلوا مع طائفة من الطوائف فيما ابتدعوه من نفي أو إثبات بل اعتصموا بالكتاب والسنة ورأوا ذلك هو الموافق لصريح العقل فجعلوا كل لفظ جاء به الكتاب والسنة من أسمائه وصفاته حقا يجب الإيمان به وإن لم تعرف حقيقة معناه وكل لفظ أحدثه الناس فأثبته قوم ونفاه آخرون فليس علينا أن نطلق إثباته ولا نفيه حتى نفهم مراد المتكلم فإن كان مراده حقا موافقا لما جاءت به الرسل والكتاب والسنة: من نفي أو إثبات قلنا به؛ وإن كان باطلا مخالفا لما جاء به الكتاب والسنة من نفي أو إثبات منعنا القول به ورأوا أن الطريقة التي جاء بها القرآن هي الطريقة الموافقة لصريح المعقول وصحيح المنقول وهي طريقة الأنبياء والمرسلين.
وأن الرسل صلوات الله عليهم جاءوا بنفي مجمل وإثبات مفصل؛ ولهذا قال سبحانه وتعالى: (سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين) فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب وطريقة الرسل هي ما جاء بها القرآن والله تعالى في القرآن يثبت الصفات على وجه التفصيل وينفي عنه - على طريق الإجمال - التشبيه والتمثيل.
فهو في القرآن يخبر أنه: بكل شيء عليم، وعلى كل شيء قدير، وأنه عزيز حكيم، غفور رحيم، وأنه سميع بصير، وأنه غفور ودود، وأنه تعالى - على عظم ذاته - يحب المؤمنين ويرضى عنهم، ويغضب على الكفار ويسخط عليهم، وأنه خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش، وأنه كلم موسى تكليما، وأنه تجلى للجبل فجعله دكا؛ وأمثال ذلك.
ويقول في النفي (ليس كمثله شيء)، (هل تعلم له سميا)، (فلا تضربوا لله الأمثال)، (قل هو الله أحد ۞ الله الصمد ۞ لم يلد ولم يولد ۞ ولم يكن له كفوا أحد)، فيثبت الصفات وينفي مماثلة المخلوقات).[84]
- اللفظ المشترك
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (الاشتراك الخاص: وهو أن يكون اللفظ دالا على معنيين من غير أن يدل على معنى مشترك بينهما ألبتة ، فمن الناس من ينازع في وجود معنى هذا في اللغة الواحدة التي تستند إلى وضع واحد؛ ويقول: إنما يقع هذا في موضعين كما يسمي هذا ابنه باسم ويسمي آخر ابنه بذلك الاسم.
وهم لا يقولون: إن تسمية الكوكب سهيلا والمشتري وقلب الأسد والنسر ونحو ذلك هو باعتبار وضع ثان سماها من سماها من العرب وغيرها بأسماء منقولة كالأعلام المنقولة كما يسمي الرجل ابنه كلبا وأسدا ونمرا وبحرا ونحو ذلك. ولا ريب أن الاشتراك بهذا المعنى مما لا ينازع فيه عاقل لكن معلوم أن هذا وضع ثان وهذا لا يغيره دلالة الأعلام الموضوعة على مسمياتها والعلامة المميزة في المجاز وإن كان المسمى بالاسم قد يقصد به اتصاف المسمى: إما التفاؤل بمعناها؛ وإما دفع العين عنه؛ وإما تسميته باسم محبوب له من أب أو أستاذ؛ أو مميز؛ أو يكون فيه معنى محمود كعبد الله وعبد الرحمن ومحمد وأحمد لكن بكل حال هذا وضع ثان لهذا واللفظ بهذا الاعتبار يصير به مشتركا ولهذا احتيج في الأعلام إلى التمييز باسم الأب أو الجد مع الأب إذا لم يحصل التمييز باسمه واسم أبيه وإن حصل التمييز بذلك اكتفى به كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم في كتابة الصلح بينه وبين قريش حيث كتب: (هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله سهيل بن عمرو) بعد أن امتنع المشركون أن يكتبوا محمدا رسول الله وهو صلى الله عليه وسلم متميز بصفة الرسالة والنبوة عند الله فلما غير تمييزه بوصفه الذي يوجب تصديقه والإيمان به وافقهم على التمييز باسم أبيه.
والمقصود أن من الناس من يقول: ما من لفظ على معنيين في اللغة الواحدة إلا وبينهما قدر مشترك بل ويلتزم ذلك في الحروف فيجعل بينها وبين المعاني مناسبة تكون باعثة للمتكلم على تخصيص ذلك المعنى بذلك اللفظ. ولم يقل أحد من العقلاء: إن اللفظ يدل على المعنى بنفسه من غير قصد أحد وإن تلك الدلالة صفة لازمة للفظ حتى يقول القائل: لو كان اللفظ يناسب المعنى لم يختلف باختلاف الأمم فإن الأمور الاختيارية من الألفاظ والأعمال العادية يوجد فيها مناسبات وتكون داعية للفاعل المختار وإن كانت تختلف بحسب الأمكنة والأزمنة والأحوال.
والأمور الطبيعية التي ليست باختيار حيوان تختلف أيضا فالحر والبرد والسواد والبياض ونحو ذلك من الأمور الطبيعية تختلف باختلاف طبائع البلاد والأمور الاختيارية من المأكول والمشروب والملبوس والمسكن والمركب والمنكح وغير ذلك تختلف باختلاف عادات الناس مع أنها أمور اختيارية ولها مناسبات فتناسب أهل مكان وزمان من ذلك ما لا تناسب أهل زمان آخر كما يختار الناس من ذلك في الشتاء والبلاد الباردة ما لا يختارونه في الصيف والبلاد الحارة مع وجود المناسبة الداعية لهم؛ إذ كانوا يختارون في الحر من المأكل الخفيف والفاكهة ما يخف هضمه لبرد بواطنهم وضعف القوى الهاضمة وفي الشتاء والبلاد الباردة. يختارون من المآكل الغليظة ما يخالف ذلك لقوة الحرارة الهاضمة في بواطنهم أو كان زمن الشتاء تسخن فيه الأجواف وتبرد الظواهر من الجماد والحيوان والشجر وغير ذلك؛ لكون الهواء يبرد في الشتاء وشبيه الشيء منجذب إليه فينجذب إليه البرد فتسخن الأجواف وفي الحر يسخن الهواء فتنجذب إليه الحرارة فتبرد الأجواف فتكون الينابيع في الصيف باردة لبرد جوف الأرض وفي الشتاء تسخن لسخونة جوف الأرض).[85]
- الدلالة على المشترك والمميز في الاسماء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (أن أسماء الله - مثل العليم والقدير
والرحمن والرحيم - دالة على نفسه المقدَّسةِ بما لها من نفسِ علمِه وقدرته ورحمته،
وهذا الاسم الذي دلَّ على هذا المعنى لا يجوز أن يُسمَّى به سِواه أصلًا، وإذا
أطلقناه على المخلوق وقلنا في الإنسان: سميع بصير، فهذا الاسم الذي دلَّ على حقيقة
سَمْع المخلوق وبَصرِه لا يُسمَّى الله به قطُّ، وأما الاسم المطلق الذي لا يُضاف
فهو دالٌّ على القدر المشترك. فالاسم وإن كان لفظه قبلَ الإضافة والتعريف واحدًا،
فهو بالإضافة والتعريف يصير دالًّا على أكثر مما كان دالًّا عليه حينَ التجرُّد.
ولهذا قال الفقهاءُ في باب
الأيمان: إن أسماءَ الله ثلاثةُ أصنافٍ:
منها: ما هو نصٌّ، كقوله: الله، ورب العالمين، وأرحم الراحمين، ونحو ذلك. فهذه
تكون يمينًا لا تحتمل غيرَ ذلك.
ومنها: ما هو ظاهر، وهو ما يكون بإطلاقِه لله، وقد يُسمَّى به غيرُه بالقرينة،
كقوله: العزيز والحكيم والرؤوف والرحيم، ونحو ذلك.
ومنها: ما هو مجمل، لا ينصرف إطلاقُه إلى الخالق والمخلوق إلا بالقرينة، كقوله:
الموجود ونحوه، فهذا لا يكون يمينًا إلا إذا نَوَى به الله، وهل يكون يمينًا
بالنية على قولين بناءً على أن اليمين بالله تعالى هل تنعقد بالكناية: أحدهما يكون
يمينًا، وهو المشهور من مذهب أبي حنيفة وأحمد وغيرهما. والثاني: لا يكون يمينًا،
وهو ظاهر مذهب الشافعي وقول القاضي أبي يعلى في بعض كتبه.
وهذا ثابت في جميع الأسماء التي تتغيَّرُ دلالتُها بالتقييد والإضافة في أسماء
المخلوقين، فكيف بالاسم الدالّ على الخالق والمخلوق؟ فلفظ «الرسول» واحد، ومع هذا
فلما قال: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ) (المزمل/ 16) وقال لنا: (لَا
تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ) (النور/ 63) لم تكن صفةُ الرسالة
وقَدْرُها المدلولُ عليها باسم الرسول في أحد الموضعين هي الصفة والقدر المدلول
عليها به في الموضع الآخر).
(وهذا لما قدَّمناه من أن الأسماء المتواطئة تَدُلُّ بمجرَّدِها على القدر المطلق
المشترك الذي لا يُوجد مطلقًا مشتركًا إلّا في الذهن، وتدلُّ عند تعيينها بالتعريف
على خصوص المعنى المعيَّن الموجود في الخارج الذي لا شركةَ فيه، فمدلولُها عند
التعيين ليس فيه اشتراك أصلًا، كما أنه ليس فيها اشتراك ولا إطلاق، ولكن الذهن
يأخذ القدر المشترك بين المعنيين، كما ينطق اللسانُ باللفظ المشترك المتواطئ الموجود
في المحلَّين، وإن كان حالُ المطلق المشترك المتواطئ كالمعنى المطلق المشترك، وليس
هذا بشرط الإطلاق إلّا في الذهن، كما أن اللفظ المطلق بشرط الإطلاق لا يكون في
كلام الناس واستعمالهم، واللفظ المقيّد بتعريف الإضافة وغيرها يطابق المعنى الذهني
المقيد بفهم تلك الحقيقة المعينة، والحقيقة الخارجة المعينة مطابقة لذلك المعنى
المفهوم من هذا اللفظ المعين، واللفظان في حال تعيينهما والمعنيان الذهنيان
والحقيقتان الخارجتان كل منهما متميز بنفسه، ليس فيه شركة مع غيره، ولكن معنى
قولنا: «إنه يشاركه» أن الذهن يُدرِك أن هذا يُشبِه هذا من تلك الجهة، وكلٌّ منهما
لا يكون في نفسه مطلقًا بشرط الإطلاق ولا مشتركًا بشرط الاشتراك، ولكن المعنى
المطلق يوجد فيه لا بشرط الإطلاق، والمشترك يوجد فيه لا بشرط الاشتراك، بل مع
تقييد وتخصيص.
ومن هنا قيل: كما أن بين اللفظين اشتراكًا واشتباهًا فكذلك بين المعنيين اشتراكًا
واشتباهًا، لكن هذا القدر المشترك المشتبه ليس داخلًا في حقيقة أحدهما الخارجة
الموجودة أصلًا مشتركًا، إذ الذي فيها لا يكون مطلقًا بشرط الإطلاق، وإنما هو مطلق
لا بشرط الإطلاق، بل هو مقيد بالتعيين، ولا مشتركًا بشرط الاشتراك، وإنما يقال: هو
مشترك للمشابهة، بل هو مختصٌّ متميز.
ثم إذا عُرِف هذا (في) جميع الأسماء المتواطئة وأنها إذا دلَّت على معنيينِ لم يكن
في المدلولين الخارجين اشتراك، بل كلٌّ منهما متميز بنفسه، فلا يكون اسمُ هذا
اسمًا لهذا ولا اسمُ هذا اسمًا لهذا قطُّ من جهة التعيين، فإن اسم المعيَّن لا
يكون اسمًا لغيره، لكن إن كان المسمَّيانِ متماثلين في بعض الأمور صحَّ أن يُسمَّى
أحدهما باسم الآخر، ويقال: هو سَمِيُّه، فإن التَّماثل في الحقيقة يُوجب التماثل
في أسمائها، هذا الإنسانُ سَمِيُّ هذا، وهذا السواد سميُّ هذا، وهذا العالم سميُّ
هذا، لتماثلهما في العلم وإن تفاوتَا في غيره.
وأما إن كان المسمَّيان غير متماثلين في شيء من الأشياء لم يكن أحدُهما سميًّا
للآخر بحالٍ، فإذا قيل لجبريل: الروح، وقيل: الذبابةُ فيها روحٌ، لم تكن روحُ
الذبابة سميًّا لجبريل الذي اسمُه الروح، وإذا (قيل) عن جبريل: (مُطَاعٍ ثَمَّ
أَمِينٍ) (التكوير/ 21)، وقيل عن بعض أهل الكتاب: (إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ
يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ) (آل عمران/ 75) لم يكن هذا الأمين سميًّا لذلك الأمين، وذلك
لأن اللفظ دلَّ على أن بينهما تشابهًا من بعض الوجوه، وهو أصل الأمانة، وأما
حقيقتها وصفتها وقدرُها فلم يشتبها فيه، فلم يكن اسمُ أحدهما دالًّا على مثل مدلول
اسم الآخر، فلم يكن سميًّا له.
فالله تعالى هو السميع البصير، فإذا سُمِّي بعضُ مخلوقاته بالسميع البصير لم يكن
مدلولُ اسمِه تعالى مِثْلًا لمدلولِ اسم ذلك المخلوق بوجهٍ من الوجوه، فإذا لم يكن
مُسمَّى السميع البصير الذي هو الذات والصفة مِثْلًا لذلك، لا الذات مثل الذات ولا
الصفة مثل الصفة، امتنع أن يكون اسمُ هذا يُقال على هذا، وأن يكون سميًّا له، وإن
كان من مدلولِ الاسمين تشابهٌ من بعض الوجوه. والتشابه ليس هو التماثل بوجهٍ من
الوجوه، فإن الشيء قد يُشبِه ما يكون مخالفًا له، إذ ما من شيئين إلّا وقد
يَشتبهانِ ولو في أدنى شيء، ولو أن في أحدهما غير الآخر وخلافه وضدّه، ومثلُ هذه
المشابهة لا توجب تماثلًا بوجهٍ من الوجوه، بل رفعُ الاشتباه من كلِّ وجهٍ يقتضي
عدم أحدهما. وقد قدّمنا كلام العلماء في ذلك، وامتناعَ محققيهم أن يَنْفُوا
المشابهةَ من كل وجهٍ، وإن نفَوا المماثلة من كل وجه.
فهو سبحانه ليس له شِبْهٌ ولا له مِثلٌ بوجهٍ من الوجوه، إذ التماثل بوجهٍ من الوجوه منفيٌّ عن الله تعالى بالنصوص المتقدمة، وبالأمثال العقلية المضروبة التي أرشد إليها النصُّ، إذ لو حصلَ له مثلٌ في بعض الأمور لزِمَ الجوازُ والوجوب والامتناع من كل الوجه، فيلزم التناقُض والمحالات المتقدمة، وأما الاشتباه في بعض الأمور فلا يستلزم الاشتراك في الوجوب والجواز والامتناع، بل لا بدَّ منه بين كلِّ موجودين.
فمن فَهِمَ هذه المعاني الشريفة فهمَ ما بين الأسماء من التواطؤ والافتراق، وما بين مدلولها من التباين والاشتباه، وعلمَ أن الله ليس له مِثلٌ ولا سَميٌّ، لا في نفسه ولا في شيء من صفاته ولا من أفعاله، ولا يُسمَّى أحدٌ بشيء من أسمائه أصلًا، وعلمَ أن المخلوق إذا سُمِّي بالأسماء التي تصير اسمًا لله إذا أضيفتْ إليه، فلم يُسَمَّ بأسماء الله ولا بمثل أسماء الله، ولا صار شيء من الأسماء سميًّا لله، ولكن الاسم الذي يكون اسمًا لله إذا سُمِّي الخلق به يصير اسمًا لهذا إذا سُمِّيَ به، وكونُه يصير اسمًا له إذا سُمِّي به لا يُوجب كونه سميًّا له، وإنما لأجل ما في اللفظين من التواطئ دلَّا على معنًى مشترك، وهو ما بين الحقيقة من تشابه في معنى الاسم، وأنه بثبوت ذلك المعنى الذي يأخذه الذهن مشتركًا يكون الموجود موجودًا، وإلّا كان معدومًا، كما قد بيناه لما تكلمنا على الوجود الواجب والممكن).[86]
- اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه وما هو محدث ممكن يقبل الوجود والعدم: فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى الوجود أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا بل وجود هذا يخصه ووجود هذا يخصه واتفاقهما في اسم عام: لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الإضافة والتخصيص والتقييد ولا في غيره. فلا يقول عاقل إذا قيل أن العرش شيء موجود وأن البعوض شيء موجود: إن هذا مثل هذا؛ لاتفاقهما في مسمى الشيء والوجود لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق وإذا قيل هذا موجود وهذا موجود: فوجود كل منهما يخصه لا يشركه فيه غيره؛ مع أن الاسم حقيقة في كل منهما).[87]
- أسماء الله وصفاته مختصة به وإن اتفقت مع ما لغيره عند الإطلاق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمى صفاته بأسماء؛ وكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره وسمى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص؛ ولم يلزم من اتفاق الاسمين وتماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص: اتفاقهما ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص.
فقد سمى الله نفسه حيا فقال: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) وسمى بعض عباده حيا؛ فقال: (يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي) وليس هذا الحي مثل هذا الحي لأن قوله الحي اسم لله مختص به وقوله: (يخرج الحي من الميت) اسم للحي المخلوق مختص به وإنما يتفقان إذا أطلقا وجردا عن التخصيص؛ ولكن ليس للمطلق مسمى موجود في الخارج ولكن العقل يفهم من المطلق قدرا مشتركا بين المسميين وعند الاختصاص يقيد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق والمخلوق عن الخالق ولا بد من هذا في جميع أسماء الله وصفاته يفهم منها ما دل عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق وما دل عليه بالإضافة والاختصاص: المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى.
وكذلك سمى الله نفسه عليما حليما وسمى بعض عباده عليما فقال: (وبشروه بغلام عليم) يعني إسحاق وسمى آخر حليما فقال: (فبشرناه بغلام حليم) يعني إسماعيل وليس العليم كالعليم ولا الحليم كالحليم، وسمى نفسه سميعا بصيرا فقال: (إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا) وسمى بعض عباده سميعا بصيرا فقال: (إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا) وليس السميع كالسميع ولا البصير كالبصير وسمى نفسه بالرءوف الرحيم. فقال: (إن الله بالناس لرءوف رحيم) وسمى بعض عباده بالرءوف الرحيم فقال: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم) وليس الرءوف كالرءوف ولا الرحيم كالرحيم وسمى نفسه بالملك. فقال: (الملك القدوس) وسمى بعض عباده بالملك فقال (وكان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا) (وقال الملك ائتوني به) وليس الملك كالملك. وسمى نفسه بالمؤمن المهيمن وسمى بعض عباده بالمؤمن فقال: (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) وليس المؤمن كالمؤمن وسمى نفسه بالعزيز فقال: (العزيز الجبار المتكبر) وسمى بعض عباده بالعزيز فقال: (قالت امرأة العزيز) وليس العزيز كالعزيز وسمى نفسه الجبار المتكبر وسمى بعض خلقه بالجبار المتكبر قال: (كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار) وليس الجبار كالجبار ولا المتكبر كالمتكبر ونظائر هذا متعددة).[88]
- اتفاق أسماء مخلوقاته تعالى وصفاتهم مع أسمائه وصفاته في اللفظ لا في الكيفية
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (وإذا كان سبحانه قد سمى نفسه الإلهية المقدسة الكاملة الغنية بمثل ما سمى به عبده المخلوق الفقير والناقص مثل: الملك، والمؤمن، والعزيز، والجبار، والمتكبر، والعليم، والسميع، والبصير، والحكم، والعدل، وغير ذلك. وكذلك سمى صفاته وأفعاله الإلهية المقدسة الكاملة بمثل ما سمى به صفات المخلوق وأفعاله المخلوقة الناقصة مثل الحياة والعلم، والقدرة، والسمع، والبصر، والتعجب، والضحك، والوجه، واليدين، والقدم، والمجيء، والإتيان، والاستواء، والنزول؛ وغير ذلك كانت المماثلة في اللفظ بالأسماء فقط. وحقيقة ذات العبد وكيفيته على الوجه المشهود الذي خلقه الله عليه بقدرته ومشيئته وحقيقة ذات الله وكيفيته على الوجه اللائق بكماله وعز وجلاله الذي استأثر علينا به ولا سبيل لنا إلى معرفته وكذلك حقائق صفاته وأفعاله وكيفياتها على الوجه اللائق بذاته وكماله وعز جلاله فيجب الإيمان بما ورد به الشرع من أسماء الله وأسماء صفاته وأفعاله. وأن مسمياتها على الوجه اللائق بكماله وعز جلاله. ويجب السكوت عما سكت عنه الشرع من بيان حقائقها وكيفياتها. ولا يصح التمسك بدين النبوة والإيمان بأنها وحي لا فيض إلا على هذا الوجه).[89]
- اقسام الاشتقاق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (والمقصود هنا: أن بشرا من الناس ليس عباد بن سليمان وحده؛ بل كثير من الناس بل أكثر المحققين من علماء العربية والبيان يثبتون المناسبة بين الألفاظ والمعاني ويقسمون الاشتقاق إلى ثلاثة أنواع:
الاشتقاق الأصغر: وهو اتفاق اللفظين في الحروف والترتيب: مثل علم وعالم وعليم.
والثاني الاشتقاق الأوسط: وهو اتفاقهما في الحروف دون الترتيب مثل سمي ووسم؛ وقول الكوفيين إن الاسم مشتق من السمة صحيح إذا أريد به هذا الاشتقاق وإذا أريد به الاتفاق في الحروف وترتيبها فالصحيح مذهب البصريين أنه مشتق من السمو: فإنه يقال في الفعل سماه ولا يقال: وسمه ويقال في التصغير: سمي ولا يقال: وسيم. ويقال في جمعه: أسماء ولا يقال أوسام.
وأما الاشتقاق الثالث: فاتفاقهما في بعض الحروف دون بعض لكن أخص من ذلك أن يتفقا في جنس الباقي مثل أن يكون حروف حلق كما يقال: حزر؛ وعزر؛ وأزر فالمادة تقتضي القوة والحاء والعين والهمزة جنسها واحد ولكن باعتبار كونها من حروف الحلق. ومنه المعاقبة بين الحروف المعتل والمضعف كما يقال: تقضى البازي؛ وتقضض. ومنه يقال: السرية مشتق من السر وهو النكاح. ومنه قول أبي جعفر الباقر: العامة مشتقة من العمى. ومنه قولهم: الضمان مشتق من ضم إحدى الذمتين إلى الأخرى. وإذا قيل: هذا اللفظ مشتق من هذا فهذا يراد به شيئان: أحدهما: أن يكون بينهما مناسبة في اللفظ والمعنى من غير اعتبار كون أحدهما أصلا والآخر فرعا فيكون الاشتقاق من جنس آخر بين اللفظين). [90]
- اشتقاق الفعل
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (ويراد بالاشتقاق أن يكون أحدهما مقدما على الآخر أصلا له كما يكون الأب أصلا لولده. وعلى الأول فإذا قيل: الفعل مشتق من المصدر؛ أو المصدر مشتق من الفعل: فكلا القولين: قول البصريين؛ والكوفيين صحيح. وأما على الثاني فإذا أريد الترتيب العقلي فقول البصريين أصح فإن المصدر إنما يدل على الحدث فقط؛ والفعل يدل على الحدث والزمان وإن أريد الترتيب الوجودي - وهو تقدم وجود أحدهما على الآخر - فهذا لا ينضبط فقد يكونون تكلموا بالفعل قبل المصدر؛ وقد يكونون تكلموا بالمصدر قبل الفعل وقد تكلموا بأفعال لا مصادر لها مثل بد وبمصادر لا أفعال لها مثل: (ويح) و (ويل) وقد يغلب عليهم استعمال فعل ومصدر فعل آخر كما في الحب؛ فإن فعله المشهور هو الرباعي يقال: أحب يحب ومصدره المشهور هو الحب دون الإحباب وفى اسم الفاعل قالوا: محب ولم يقولوا: حاب وفي المفعول قالوا: محبوب ولم يقولوا: محب إلا في الفاعل وكان القياس أن يقال: أحبه إحبابا كما يقال: أعلمه إعلاما.
وهذا أيضا له أسباب يعرفها النحاة وأهل التصريف: إما كثرة الاستعمال: وإما نقل بعض الألفاظ؛ وإما غير ذلك كما يعرف ذلك أهل النحو والتصريف؛ إذ كانت أقوى الحركات هي الضمة؛ وأخفها الفتحة؛ والكسرة متوسطة بينهما؛ فجاءت اللغة على ذلك من الألفاظ المعربة والمبنية فما كان من المعربات عمدة في الكلام لا بد له منه: كان له المرفوع؛ كالمبتدأ والخبر والفاعل والمفعول القائم مقامه وما كان فضلة كان له النصب؛ كالمفعول والحال والتمييز. وما كان متوسطا بينهما لكونه يضاف إليه العمدة تارة والفضلة تارة: كان له الجر وهو المضاف إليه. وكذلك في المبنيات؛ مثل ما يقولون في أين وكيف: بنيت على الفتح طلبا للتخفيف لأجل الياء. وكذلك في حركات الألفاظ المبنية الأقوى له الضم وما دونه له الفتح؛ فيقولون: كره الشيء والكراهية يقولون فيها: كرها بالفتح كما قال تعالى: (وله أسلم من في السماوات والأرض طوعا وكرها) وقال: (ائتيا طوعا أو كرها) . وكذلك الكسر مع الفتح فيقولون في الشيء المذبوح والمنهوب: ذبح ونهب بالكسر كما قال تعالى: (وفديناه بذبح عظيم) وكما في الحديث (أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنهب إبل) وفي المثل السائر: أسمع جعجعة ولا أرى طحنا بالكسر؛ أي: ولا أرى طحينا ومن قال بالفتح أراد الفعل كما أن الذبح والنهب هو الفعل ومن الناس من يغلط هذا القائل. وهذه الأمور وأمثالها هي معروفة من لغة العرب لمن عرفها معروفة بالاستقراء والتجربة تارة وبالقياس أخرى كما تفعل الأطباء في طبائع الأجسام وكما يعرف ذلك في الأمور العادية التي تعرف بالتجربة المركبة من الحس والعقل ثم قد قيل: تعرف ما لم تجرب بالقياس. ومعلوم أن هذه الأمور لها أسباب ومناسبات عند جماهير العقلاء من المسلمين. وغيرهم ومن أنكر ذلك من النظار فذلك لا يتكلم معه في خصوص مناسبات هذا فإنه ليس عنده في المخلوقات قوة يحصل بها الفعل ولا سبب يخص أحد المتشابهين؛ بل من أصله أن محض مشيئة الخالق تخصص مثلا عن مثل بلا سبب ولا لحكمة فهذا يقول: كون اللفظ دالا على المعنى إن كان بقول الله فهذا لمجرد الاقتران العادي؛ وتخصيص الرب عنده ليس لسبب ولا لحكمة بل نفس الإرادة تخصص مثلا عن مثل بلا حكمة ولا سبب. وإن كان باختيار العبد فقد يكون السبب خطور ذلك اللفظ في قلب الواضع دون غيره. وبسط هذه الأمور له موضع آخر والمقصود هنا أن الحجة التي احتج بها على إثبات المجاز وهي قوله: إن هذه الألفاظ إن كانت حقيقة لزم أن تكون مشتركة: هي مبنية على مقدمتين: إحداهما: أنه يلزم الاشتراك. والثانية: أنه باطل. وهذه الحجة ضعيفة؛ فإنه قد تمنع المقدمة الأولى؛ وقد تمنع المقدمة الثانية؛ وقد تمنع المقدمتان جميعا؛ وذلك أن قوله: يلزم الاشتراك: إنما يصح إذا سلم له أن في اللغة الواحدة باعتبار اصطلاح واحد ألفاظا تدل على معان متباينة من غير قدر مشترك وهذا فيه نزاع مشهور وبتقدير التسليم فالقائلون بالاشتراك متفقون على أنه في اللغة ألفاظ بينها قدر مشترك وبينها قدر مميز وهذا يكون مع تماثل الألفاظ تارة؛ ومع اختلافها أخرى؛ وذلك أنه كما أن اللفظ قد يتحد ويتعدد معناه فقد يتعدد ويتحد معناه كالألفاظ المترادفة. وإن كان من الناس من ينكر الترادف المحض فالمقصود أنه قد يكون اللفظان متفقين في الدلالة على معنى ويمتاز أحدهما بزيادة كما إذا قيل في السيف: إنه سيف وصارم ومهند فلفظ السيف يدل عليه مجردا ولفظ الصارم في الأصل يدل على صفة الصرم عليه والمهند يدل على النسبة إلى الهند وإن كان يعرف الاستعمال من نقل الوصفية إلى الاسمية فصار هذا اللفظ يطلق على ذاته مع قطع النظر عن هذه الإضافة لكن مع مراعاة هذه الإضافة: منهم من يقول: هذه الأسماء ليست مترادفة لاختصاص بعضها بمزيد معنى. ومن الناس من جعلها مترادفة باعتبار اتحادها في الدلالة على الذات وأولئك يقولون: هي من المتباينة كلفظ الرجل والأسد فقال لهم هؤلاء: ليست كالمتباينة.
والإنصاف: أنها متفقة في الدلالة على الذات متنوعة في الدلالة على الصفات فهي قسم آخر قد يسمى المتكافئة. وأسماء الله الحسنى وأسماء رسوله وكتابه من هذا النوع. فإنك إذا قلت: إن الله عزيز؛ حكيم؛ غفور؛ رحيم؛ عليم؛ قدير: فكلها دالة على الموصوف بهذه الصفات سبحانه وتعالى كل اسم يدل على صفة تخصه فهذا يدل على العزة؛ وهذا يدل على الحكمة وهذا يدل على المغفرة؛ وهذا يدل على الرحمة؛ وهذا يدل على العلم؛ وهذا يدل على القدرة).[91]
- وصف الفعل (الصفة الفعلية)[92]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: (أن الاسم المشتق من معنى لا يتحقق بدون ذلك المعنى فإن اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وأفعال التفضيل يمنع ثبوت معناها دون ثبوت معنى المصدر التي هي مشتقة منه والناس متفقون على أنه لا يكون متحرك ولا متكلم إلا بحركة وكلام فلا يكون مريد إلا بإرادة وكذلك لا يكون عالم إلا بعلم ولا قادر إلا بقدرة ونحو ذلك ثم هذه الأشياء المشتقة من المصدر إنما يسمى بها من قام به مسمى المصدر فإنه يسمى بالحي من قامت به الحياة وبالمتحرك من قامت به الحركة وبالعالم من قام به العلم وبالقادر من قامت به القدرة فأما من لم يقم به مسمى المصدر فيمتنع أن يسمى باسم بالفاعل ونحوه من الصفات وهذا معلوم بالاعتبار في جميع النظائر وذلك أن اسم الفاعل ونحوه من المشتقات هو مركب يدل على الذات وعلى الصفة والمركب يمتنع تحققه بدون تحقق مفرداته، وهذا كما أنه ثابت في الأسماء المشتقة فكذلك في الأفعال مثل تكلم وكلم ويتكلم ويكلم وعلم يعلم وسمع ويسمع ورأى ويرى ونحو ذلك سواء قيل إن الفعل مشتق من المصدر أو المصدر مشتق من الفعل لا نزاع بين الناس أن فاعل الفعل هو فاعل المصدر فإذا قيل كلم وعلم أو تكلم أو تعلم، ففاعل التكليم والتعليم هو المكلم والمعلم وكذلك التعلم والتكلم والفاعل هو الذي قام به المصدر الذي هو التكليم والتعليم والتكلم والتعلم فإذا قيل تكلم فلان أو كلم فلان فلانا ففعلان هو المتكلم والمكلم).[93]
القسم الاول
المبحث الثالث
قواعد وضوابط الاحصاء
من كتب
شيخ الاسلام ابن تيمية
تمهيد
أقسام ما يجري صفة أو خبرا عن الرب تبارك وتعالى[94]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(قال سبحانه وتعالى: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الصافات/180 – 182).
والله تعالى يخبر في كتابه أنه: حي، قيوم، عليم، حكيم، غفور، رحيم، سميع، بصير، علي، عظيم[95]، خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش، وكلم موسى تكليما، وتجلى للجبل فجعله دكا، ويرضى عن المؤمنين، ويغضب على الكافرين [96] إلى أمثال ذلك من الأسماء والصفات.
ويقول في النفي: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(الشورى/11)، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ)(الإخلاص/4)، (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا) (مريم/65)، (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا)(البقرة/22)، فنفى بذلك أن تكون صفاته كصفات المخلوقين، وأنه ليس كمثله شيء، لا في نفسه المقدسة، المذكورة بأسمائه وصفاته، ولا في شيء من صفاته ولا أفعاله: (سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوًّا كَبِيرًا ۞ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا)(الإسراء/43 - 44).[97]
وقال: (قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ)(الأَعراف/180).
وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(سورة الإسراء/110).
وقال تعالى: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(طه/ 8).
وقال تعالى: (هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الحشر/24).
ويفرق بين دعائه والإخبار عنه، فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم (شيء) و(ذات) و(موجود)).[98]
(وترجم بعده [99] على قوله تعالى: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ)(الأنعام/19)، فسمى الله تعالى نفسه شيئًا).[100]
قلت:
يشتمل توحيد الأسماء والصفات على أربعة أبواب:
1 ـ باب الأسماء، وهو أخص الأبواب الأربعة.
2 ـ باب الصفات، وهو أوسع من باب الأسماء.
3 - باب الأفعال، وهو أوسع منهما.
4 ـ باب الأخبار، وهو أوسع الأبواب.
أو بمعنى آخر: باب الأسماء الحسنى أضيق من باب الصفات، وباب الصفات أضيق من باب الأفعال، وباب الأفعال أضيق من باب الإخبار عن الله عز وجل.
فلا يصح أن نشتق الصفات من الأفعال، ولا يصح أن نشتق الأسماء من الصفات والأفعال، ولا بأس أن يخبر عن الله تعالى بفعل أو صفة أو اسم، شرط أن يكون بمعنى صحيح لم ينفَ في الكتاب والسنة، وثبت جنسه في الكتاب والسنة.
القاعدة الاولى
الاخبار عنه سبحانه وتعالى لا يستلزم إثباتا أو نفيا في أسمائه وصفاته[101]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها، وبين ما يخبر به عنه للحاجة، فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى كما قال: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه مثل أن يقال: ليس هو بقديم ولا موجود ولا ذات قائمة بنفسها ونحو ذلك فقيل في تحقيق الإثبات بل هو سبحانه قديم موجود وهو ذات قائمة بنفسها، وقيل ليس بشيء فقيل بل هو شيء، فهذا سائغ وإن كان لا يدعى بمثل هذه الأسماء التي ليس فيها ما يدل على المدح كقول القائل: يا شيء إذ كان هذا لفظا يعم كل موجود، وكذلك لفظ (ذات وموجود) ونحو ذلك؛ إلا إذا سمى بالموجود الذي يجده من طلبه كقوله: (ووجد الله عنده) فهذا أخص من الموجود الذي يعم الخالق والمخلوق).[102]
وقال: (فالفرق بين مقام المخاطبة ومقام الإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل، وبه يظهر الفرق بين ما يدعى الله به من الأسماء الحسنى، وبين ما يخبر به عنه وجل مما هو حق ثابت، لإثبات ما يستحقه سبحانه من صفات الكمال، ونفي ما تنزه عنه عز وجل من العيوب والنقائص، فإنه الملك القدوس السلام، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وقال تعالى (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه) (الأعراف/180) مع قوله (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم)(الأنعام/19) ، ولا يقال في الدعاء: يا شيء).[103]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(والناس متنازعون هل يسمى الله بما صح معناه في اللغة والعقل والشرع وإن لم يرد بإطلاقه نص ولا إجماع أم لا يطلق إلا ما أطلق نص أو إجماع على قولين مشهورين. وعامة النظار يطلقون ما لا نص في إطلاقه ولا إجماع كلفظ (القديم) و(الذات) ونحو ذلك ومن الناس من يفصل بين الأسماء التي يدعى بها وبين ما يخبر به عنه للحاجة فهو سبحانه إنما يدعى بالأسماء الحسنى كما قال: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها) وأما إذا احتيج إلى الإخبار عنه مثل أن يقال: ليس هو بقديم ولا موجود ولا ذات قائمة بنفسها ونحو ذلك فقيل في تحقيق الإثبات بل هو سبحانه قديم موجود وهو ذات قائمة بنفسها وقيل ليس بشيء فقيل بل هو شيء فهذا سائغ وإن كان لا يدعى بمثل هذه الأسماء التي ليس فيها ما يدل على المدح كقول القائل: يا شيء إذ كان هذا لفظا يعم كل موجود وكذلك لفظ ( ذات وموجود ) ونحو ذلك؛ إلا إذا سمى بالموجود الذي يجده من طلبه كقوله: (وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ )(النور/39)، فهذا أخص من الموجود الذي يعم الخالق والمخلوق).[104]
وقال: (وقال قوم لئن حرم أن الله لا يجوز أن يسمى قديماً لأن ذلك لم يرد به الشرع فأسماء الله شرعية والصواب أن القديم ما تقدم على غيره في اللغة التي جاء بها القرآن وأما كونه كان معدوماً أو لم يكن معدوماً فهذا لا يشترط في تسميته قديماً والله أحق أن يكون قديماً لأنه متقدم على كل شيء لكن لما كان لفظ القديم فيه نواحٍ لا تدل مطلقة إلا على المتقدم على غيره كان اسم (الأوَّل) أحسن منه فجاء في أسمائه الحسنى التي في الكتاب والسنة أنه (الأوَّل) وفرق بين الأسماء التي يُدعَى بها وبينما يُخبر به من الألفاظ لأجل الحاجة إلى بيان معانيها).[105]
وقال: (أن ما أخبر به الرسول عن ربه فإنه يجب الإيمان به - سواء عرفنا معناه أو لم نعرف - لأنه الصادق المصدوق؛ فما جاء في الكتاب والسنة وجب على كل مؤمن الإيمان به وإن لم يفهم معناه وكذلك ما ثبت باتفاق سلف الأمة وأئمتها مع أن هذا الباب يوجد عامته منصوصا في الكتاب والسنة متفق عليه بين سلف الأمة، وما تنازع فيه المتأخرون نفياً وإثباتاً فليس على أحد، بل ولا له أن يوافق أحدا على إثبات لفظه أو نفيه حتى يعرف مراده.
فإن أراد حقا قبل، وإن أراد باطلا رُدَّ، وإن اشتمل كلامه على حق وباطل لم يقبل مطلقا، ولم يُردَّ جميع معناه، بل يوقف اللفظ، ويفسر المعنى).[106]
قلت:
يطلق على الله عز وجل ثلاثة أمور:
الأول: الاسم.
الاسم: هو ما دل على ذات الله سبحانه وتعالى مع دلالته على صفة العظمة والكمال والجلال والجمال (صفات الكمال المطلق)، وتنزيهه سبحانه عن كل عيب ونقص، وثابِت في الكتاب والسنة.
وكل لفظ يقتضي التعظيم والكمال والجلال والجمال؛ لا يكون إلا لله تعالى دون غيره، وما يطلق على الله تعالى من الأسماء لا بُدّ أن يكون في غاية الحسن؛ لأنّ الله تعالى له أحسن الأسماء وأعلاها، كما قال تعالى: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(الأعراف /180)، وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه ، فهي إعلام وأوصاف، إعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وأن كل اسم من أسماء الله تعالى فهو متضمن لصفة وليست كل صفة متضمنة لاسم، ولهذا كانت الصفات أوسع من باب الأسماء، فالاسم ما دل على معنى وذات، والصفة ما دل على معنى.
وأسماء الله تعالى كلها مشتقة ليس فيها اسم جامد، فهي أسماء مدح، ولو كانت ألفاظا مجردة لا معاني لها لم تدل على المدح. فلا يجوز أن يكون من أسمائه أعلام جامدة لأنّه لا دلالة فيه على شيء من الحسن أصلاً.
الثاني: الصفة.
الصفة: ما قام بذات الله تعالى من المعاني والنعوت. أو ما قام بالذات الإلهية (ويخرج من هذا التقييد ما كان من إضافة الملك والتشريف)، مما يميزها عن غيرها من أمور ذاتية أو معنوية أو فعلية، وهي لا تنفصل عن الموصوف، وثبتت في الكتاب والسنة، وهي في حق الله تعالى نعوت (صفات) عظمة وكمال وجلال وجمال؛ كالعِلم والرحمة والعِزَّة والحِكمة والسمع والبصر.
و(الصفات نوعان:
أحدهما: صفات نقص فهذه يجب تنزيهه عنها مطلقا كالموت والعجز والجهل.
والثاني: صفات كمال فهذه يمتنع أن يماثله فيها شيء).[107]
الثالث: الخبر.
الإخبار: أن نخبر عن الله جل وعلا بفعل أو صفة أو إسم، لكنه ليس من باب وصف الله Y به أو تسميته سبحانه وتعالى به، وإنما من جهة الإخبار لا جهة الوصف والتسمية، شرط أن يكون الإخبار بمعنى صحيح لم ينفَ في الكتاب والسنة، وثبت جنسه في الكتاب والسنة، فالإخبار باب مستفاد من اللوازم، لوازم كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه واله وسلم، إن صح أنه لازم (أي إن دلت عليه النصوص دلالة صحيحة بدلالة اللزوم).
ﻓ (الأعز) من باب الخبر عن الله تعالى، فقد دل عليه اسم الله تعالى (العزيز)، قال تعالى: (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) (الحشر/24) ودل عليه صفة (العزة) لله تعالى، قال تعالى: (فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا) (النساء/139) ودل عليه فعل الله تعالى: (وَتُعِزُّ مَن تَشَاء)(آل عمران/26). والتعبير عن الحق بالألفاظ الشرعية النبوية الإلهية هو سبيل أهل السنة والجماعة.
قلت:
أما الكلمات المُجْمَلة أو الالفاظ المجملة فهي:
(ألفاظ يطلقها أهل التعطيل، أو: هي مصطلحات أحدثها أهل الكلام.
ومعنى كونها مجملة: أي أنها
تحتمل حقاً وباطلاً.
أو يقال: لأنها ألفاظ مُشتركة بين معانٍ صحيحة، ومعانٍ باطلة، أو يقال: لخفاء
المراد منها؛ بحيث لا يدرك معنى اللفظ إلا بعد الاستفصال والاستفسار.
ومراد أهل التعطيل من إطلاقها: التوصل إلى نفي الصفات عن الله تعالى بحجة تنزيهه سبحانه
عن النقائص،
والذي دعاهم إلى ذلك: عجزهم عن مقارعة أهل السنة بالحجة؛ فلجأوا إلى هذه الطريقة؛
ليخفوا عوارهم، وزيفهم. وهذه الألفاظ لم ترد في الكتاب، والسنة؛ بل هي من إطلاقات
أهل الكلام كما تقدم).[108]
و(طريقة أهل السنة في التعامل
مع هذه الكلمات: أنهم يتوقفون في هذه الألفاظ؛ لأنه لم يرد نفيها، ولا إثباتها في
الكتاب والسنة؛ فلا يثبتونها، ولا ينفونها.
أما المعنى الذي تحت هذه الألفاظ فإنهم يستفصلون عنه، فإن كان معنى باطلاً
يُنَزَّه الله عنه رَدُّوه، وإن كان معنى حقاً لا يمتنع على الله قبلوه، واستعملوا
اللفظ الشرعي المناسب للمقام).[109]
(فالألفاظ الشرعية صحيحة المعاني، سالمة من الاحتمالات الفاسدة، فكذلك يجب أن لا يعدل عن الألفاظ الشرعية نفيا ولا إثباتا، لئلا يثبت معنى فاسد، أو ينفى معنى صحيح. وكل هذه الألفاظ المجملة عرضة للمحق والمبطل).[110]
فائدة
قاعدة في إثبات الأسماء والصفات والفرق بينها وبين باب الإخبار
قلت:
قال الشيخ يوسف بن محمد علي الغفيص: (الإثبات لاسم من أسماء الله سبحانه وتعالى أو صفة من صفاته عند أهل السنة والحديث معتبر بمورد النص المفصل، فلابد أن يكون مبنياً على دليل مثبت له: إما من كتاب الله، وإما من سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
ولا بد للناظر في مسائل الأسماء والصفات أن يعرف فرقاً عند أهل السنة والجماعة بين مورد الإثبات وبين مورد النفي؛ فإنا إذا ذكرنا الإثبات للأسماء والصفات قلنا: إنه مبني على مفصَّل النصوص؛ فلا يثبت اسم من الأسماء ولا صفة من الصفات، إلا وقد ثبتت وجاءت به النصوص؛ إما مطابقةً وإما تضمناً.
والمطابقة نعني بها التصريح بالصفة كالرحمة والعلم والسمع أو التصريح بالاسم كالعليم والسميع والبصير.
والتضمن مستفاد من باب الإخبار عن الرب سبحانه وتعالى، والذي يقول فيه أهل السنة: إن باب الإخبار أوسع من باب الأسماء.
فهذا - أعني باب الأخبار أو باب الإخبار، ولك أن تقول هذا وهذا والثاني أقرب - مبني على النصوص المفصلة من جهة التضمن.
فإذا قال قائل: كيف يقال: إن باب الإثبات مبني على النصوص مع أن أهل السنة يتوسعون في باب الإخبار، أو يفرِّقون بين باب الأسماء وباب الإخبار عن الرب سبحانه وتعالى؟
فيقال: إن باب الإثبات مبني على النصوص المفصلة، لكن دلالة النصوص قد تكون مطابقة، وهذا ما يصرح به في الأسماء كالسميع والبصير ونحوها، أو في الصفات كالسمع والبصر والرحمة والعلم، أو تقع الدلالة تضمناً، وهذا يفيد ما يسمى بباب الأخبار، ولهذا يخبر عن الرب سبحانه وتعالى ببعض الأفعال وبعض الإضافات التي هي على طريقة الأسماء في اللغة الإضافية، وإن كان هذا الاسم الإضافي لم ترد به النصوص على التصريح، فيقال: إن هذا ليس من الأسماء الحسنى، وإنما هو من باب الإخبار.
فإذا قيل: من أين جاء الدليل على الإخبار؟
قيل: دلت عليه نصوص من الصفات تضمناً، وقد يؤخذ هذا التضمن من صفة واحدة، وقد يكون هذا المعنى الإخباري أُخذ تضمناً من أكثر من صفة أو أكثر من اسم.
وهنا تكون النتيجة: أن باب الإثبات للأسماء والصفات أو الإخبار عن ذلك مبني على مورد النصوص، إما مطابقة وهو ما يسمى صفةً أو اسماً، وإما تضمناً وهو ما يسمى في اصطلاح أهل السنة باب الإخبار، وهذا مصطلح فيه قدر من التأخر، وإن كان قد ذكره الشيخ أبو عثمان الصابوني رحمه الله وجمعه، وذكره الإمام ابن تيمية من بعده.
فباب الإثبات مبني على النص، فإن كان مطابقة، قيل: هو اسم أو صفة بحسب مورده، وإن كان تضمناً، فهو باب من الخبر الذي قد يكون محصَّلاً من اسم واحد أو صفة واحدة، وقد يكون محصَّلاً من أكثر من ذلك.
ومن هنا ذكر الدارمي رحمه الله الحركة من باب الإخبار عن الله، وهذا لفظ فيه قدر من النزاع من جهة: دخوله في باب الإخبار أو عدم دخوله.
ولهذا يقال: إن باب الإخبار قد يقع في بعض إطلاقاته أو بعض حروفه قدر من التردد بين الأئمة، فهذا لا ينبغي أن يُشكل على معتقد أهل السنة والجماعة، وليس هو من باب الخلاف بينهم في الصفات، فإن ما صرحت به النصوص من اسم أو صفة، فإنهم مجمعون عليه، وأما باب الإخبار فكما ترى أنه محصَّل من جهة دلالة التضمن، وقد يكون هذا التحصيل فيه قدر من النزاع، وقد يكون في اللفظ الذي أريد للمعنى المحصل قدر من التردد؛ ولهذا لا عجب أن يقع بين جملة من أهل السنة قدر من التردد في هذا، ولا سيما وقد اشتغل كثير من المتأخرين بهذا الباب - أعني باب الإخبار - فتوسع ابن مندة رحمه الله في كتاب الأسماء والصفات، ومثله البيهقي في هذا الباب في كتابه الاعتقاد، كذلك ابن مندة في كتاب الإيمان أو كتاب التوحيد.
وأنبه إلى أن شيخ الإسلام رحمه الله أحياناً يستعمل لفظ الاسم على مورد الخبر، فهنا لا يقال: إن شيخ الإسلام يجعل هذا المورد من الأسماء الحسنى، فإنه ربما قال: وعند جمهور أهل السنة أن الله يسمى كذا؛ مع أن هذا الاسم الذي أورده بمثل هذا السياق لا ترى أن النصوص جاءت به على التصريح، فمثلاً قوله: (وعند جمهور أهل السنة من أصحابنا وغيرهم أن الله يسمى دليلاً) فهذا ليس من باب أن الإمام ابن تيمية يجعل الدليل من الأسماء الحسنى التي هي على سياق السميع والعزيز والحكيم ..
إلى غير ذلك، فكلمة (يسمى) في مثل هذا السياق لـ شيخ الإسلام هي بمعنى: يخبر عنه بذلك، وتعلم أن الألفاظ مشتركة، فإنك لك أن تقول في سائر الأسماء والصفات أنها خبر عن الله، فإن هذا باب فيه لفظ مشترك واسع).[111]
القاعدة الثانية
الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه تعالى[112]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فإن اللفظ يستعمل مطلقا ومقيدا. فإذا أخذت المعنى المشترك بين جميع موارده مطلقها ومقيدها؛ كان أعم من المعنى المفهوم منه عند إطلاقه، وذلك المعنى المطلق يحصل بحصول بعض مسميات اللفظ في أي استعمال حصل من استعمالاته المطلقة والمقيدة.
وأما معناه في حال إطلاقه فلا يحصل بعض معانيه عند التقييد بل يقتضي أمورا كثيرة لا يقتضيها اللفظ المقيد. فكثيرا ما يغلط الغالطون هنا).[113]
وقال: (أما تسميته سبحانه بأنه مريد وأنه متكلم فإن هذين الاسمين لم يردا في القرآن ولا في الأسماء الحسنى المعروفة، ومعناهما حق، ولكن الأسماء الحسنى المعروفة هي التي يدعى الله بها، وهي التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها، والعلم والقدرة والرحمة ونحو ذلك وهي في نفسها صفات مدح، والأسماء الدالة عليها أسماء مدح.
أما الكلام والإرادة: فلما كان جنسه ينقسم إلى محمود كالصدق والعدل، وإلى مذموم كالظلم والكذب، والله تعالى لا يوصف إلا بالمحمود دون المذموم، جاء ما يوصف به من الكلام والإرادة في أسماء تخص المحمود كاسمه (الحكيم والرحيم والصادق والمؤمن والشهيد والرءوف والحليم والفتاح) ونحو ذلك مما يتضمن معنى الكلام ومعنى الإرادة.
فإن الكلام نوعان: إنشاء وإخبار، والإخبار ينقسم إلى صدق وكذب، والله تعالى يوصف بالصدق دون الكذب، والإنشاء نوعان: إنشاء تكوين وإنشاء تشريع، فإنه سبحانه له الخلق والأمر، وإنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون، والتكوين يستلزم الإرادة عند جماهير الخلائق، وكذلك يستلزم الكلام عند أكثر أهل الإثبات، وأما التشريع فيستلزم الكلام وفي استلزامه الإرادة نزاع، والصواب أنه يستلزم أحد نوعي الإرادة كما سنبين إن شاء الله، والإنشاء يتضمن الأمر والنهي والإباحة، والله تعالى يوصف بأنه يأمر بالخير وينهى عن الشر فهو سبحانه لا يأمر بالفحشاء، وكذلك الإرادة قد نزه نفسه عن بعض أنواعها بقوله تعالى: (وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْماً لِلْعالَمِينَ)(آل عمران/108)، وقوله: يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)(البقرة/ 185)، فلهذا لم يجئ في أسمائه الحسنى المأثورة: المتكلم والمريد.
وأما ما يوصف به الرب من الكلام والإرادة، فقد دلت عليه أسماؤه الحسنى، وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الله تعالى متكلم بكلام قائم به وأن كلامه غير مخلوق، وأنه مريد بإرادة قائمة به، وأن إرادته ليست مخلوقة).[114]
وقال: (واسم المنتقم ليس من أسماء الله الحسن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جاء في القرآن مقيداً كقوله تعالى: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(السجدة/ 22)، وقوله: (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)(ابراهيم/47))[115].
قلت:
اسم (المريد)
لا يصح أن يشتق اسم (المريد) من صفة الإرادة لان الارادة منقسمة عند التجرد إلى:
1/ إرادة محمودة؛ إرادة الخير إرادة المصلحة، إرادة النفع، إرادة موافقة للحكمة.
2/ والقسم الآخر إرادة الشرّ، إرادة الفساد، إرادة ما لا يوافق الحكمة، إلى آخره.
فهنا لا يسمى الله تعالى باسم المريد، لأنّ هذا منقسم، مع أنَّ الله تعالى يريد، فيُطْلَقْ عليه الفعل، وهو سبحانه موصوف بالإرادة الكاملة، ولكن اسم المريد لا يكون من أسمائه لما تقدم ذكره.
اسم (الطبيب)
جاء في الحديث: (الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها).[116] فلا يصح إطلاق أسم الطبيب على الله تعالى لأنه ليس فيه كمال مطلق، ولا يصح اطلاقه الا بموضع الكمال مقيدا بالقرينة المنصوص عليها، (طبيبها الذي خلقها).
ففي اللغة كلمة طبب[117] لها معان منها:
الطِّبُّ (بالكسر): بمَعْنَى الرِّفْق. أو الطَّوِيَّة والشَّهْوَةُ والإِرادَةُ.
والطُّبُّ (بالضم): بِمَعْنى السِّحْرِ.
والطَّبُّ (بالفتح): بمعنى المَاهِرُ الحَاذِقُ، الرَّفِيقُ.
ويُقَال رجل مطبوب أَي مسحور كني بالطب عَن السحر
والطَّبِيب: كل حاذق عِنْد الْعَرَب فَهُوَ طَبِيب.
وقال الشاعر:[118]
فقلتُ لِعَرَّافِ اليمامَةِ دَاوِني فإنك إِن أبرأتني لَطَبِيبُ
والعَرَّافُ: الطَّبِيب أَو الكاهن.
قلت: فلا يقال الطبيب من أسماء الله تعالى؛ لأن من معان الطب؛ الرفق والتداوي والسحر، أي لأنه يوهم نقصا عند تجرده عن الاضافة، والصواب قول: الله طبيبنا.
القاعدة الثالثة
لا يلزم من الاخبار عنه
سبحانه وتعالى بالفعل مقيدا أن يشتق له اسم مطلق[119]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(وكذلك ما ادعوا أنه مجاز في القرآن كلفظ: المكر والاستهزاء والسخرية، المضاف إلى الله، وزعموا أنه مسمى باسم ما يقابله على طريق المجاز، وليس كذلك بل مسميات هذه الأسماء إذا فعلت بمن لا يستحق العقوبة كانت ظلما له، وأما إذا فعلت بمن فعلها بالمجني عليه عقوبة له بمثل فعله كانت عدلا، كما قال تعالى: (كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ) (يوسف/76)، فكاد له كما كادت إخوته لما قال له أبوه: (قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا)(يوسف/5)، وقال تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ۞ وَأَكِيدُ كَيْدًا)(الطارق/15 - 16)، وقال تعالى: (وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ۞ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ)(النمل/50 - 51)، وقال تعالى: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ)(التوبة/79)، ولهذا كان الاستهزاء بهم فعلا يستحق هذا الاسم).[120]
وقال: (ويتميز أهل العدل بأنهم أهل الحق والعدل، فلهذا كان هذا مما أمر الله به ورسوله وهو من العدل والقسط، ومن هذا ما وصف الله تعالى به نفسه في مثل قوله تعالى: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ ۞ اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) (البقرة/14- 15)، وفي مثل قوله: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(النساء/142)، وفي مثل قوله: (الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)(التوبة/79)، فلما كان المنافقون فيهم من الكذب والظلم ما هو استهزاء وخديعة ومكر وسخرية بغير الحق جازاهم الله على ذلك بما فعله بهم من الاستهزاء والخديعة والسخرية بالحق والعدل ومثله قوله: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا ۞ وَأَكِيدُ كَيْدًا)(الطارق/15-16)، وقوله: (أَمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فَالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ الْمَكِيدُونَ) (الطور/42)، وقوله: (فَذَرْنِي وَمَنْ يُكَذِّبُ بِهَذَا الْحَدِيثِ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ)(القلم/44)، وقوله: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ ۞ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ)(المؤمنون/55-56)، وقوله: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ)(الأنعام/44)، إلى أمثال ذلك في القرآن).[121]
قلت: ورد في القرآن أفعال أطلقها الله عزّ وجلّ على نفسه على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة، وهي فيما سيقت فيه مدح وكمال، ولكن لا يجوز أن يشتق لله تعالى منها أسماء، ولا تطلق عليه في غير ما سبقت فيه من الآيات، كقوله تعالى: (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(آل عمران/54).
قال العلامة ابن القيم الجوزية: (فإن الفعل أوسع من الاسم، ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل[122]، كأراد، وشاء، وأحدث، ولم يسم بالمريد والشائي والمحدث، كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق على نفسه، فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء.
وقد أخطأ - أقبح خطأ - من اشتق له من كل فعل اسما، وبلغ بأسمائه زيادة على الألف، فسماه الماكر، والمخادع، والفاتن، والكائد ونحو ذلك.)[123]
القاعدة الرابعة
أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف[124]
اسماء الله تعالى اعلام واوصاف (أسماء الله تعالى متضمنة لصفاته)
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فإذا قيل: الرحمن الرحيم الملك القدوس السلام، فهي كلها أسماء لمسمى واحد سبحانه وتعالى، وإن كان كل اسم يدل على نعت لله تعالى لا يدل عليه الاسم الآخر).[125]
وقال: (أسماء الرب تعالى إذا قيل: الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارىء المصور، فكل اسم يدل على معنى ليس هو المعنى الذى في الاسم الآخر، فالذات واحدة والصفات متعددة).[126]
وقال: (وفي الحديث الذي رواه أحمد في المسند ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أصاب عبدا هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرحا. قالوا. يا رسول الله ألا نتعلمهن؟ قال: بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن) [127].
فقد أخبر في هذا الحديث أن لله أسماء استأثر بها في علم الغيب عنده وأسماء الله متضمنة لصفاته ليست أسماء أعلام محضة بل أسماؤه تعالى كالعليم والقدير والسميع والبصير والرحيم والحكيم ونحو ذلك كل اسم يدل على ما لم يدل عليه الاسم الآخر من معاني صفاته مع اشتراكها كلها في الدلالة على ذاته وإذا كان من أسمائه ما اختص هو بمعرفته ومن أسمائه ما خص به من شاء من عباده علم أن تفاضل الناس في معرفته أعظم من تفاضلهم في معرفة كل ما يعرفونه).[128]
وقال: (وأما قوله: (لأنه واحد وليس بجسم)[129].
فإن أراد بالواحد ما أراده الله ورسوله بمثل قوله: (وإلهكم إله واحد)(البقرة/163)، وقوله: (وهو الواحد القهار) (الرعد/16)، ونحو ذلك، فهذا حق.
وإن أراد بالواحد ما تريده الجهمية نفاة الصفات من أنه ذات مجردة عن الصفات، فهذا الواحد لا حقيقة له في الخارج، وإنما يقدر في الأذهان لا في الأعيان، ويمتنع وجود ذات مجردة عن الصفات، ويمتنع وجود حي عليم قدير لا حياة له ولا علم ولا قدرة، فإثبات الأسماء دون الصفات سفسطة في العقليات، وقرمطة في السمعيات).[130]
وقال: (وَقد يقرب من هَؤُلَاءِ ابْن حزم حَيْثُ رد الْكَلَام والسمع وَالْبَصَر وَغير ذَلِك إِلَى الْعلم مَعَ أَنه لَا يثبت صفة لله هِيَ الْعلم وَيجْعَل أسماءه الْحسنى إِنَّمَا هِيَ أَعْلَام مَحْضَة فالحي والعالم والقادر والسميع والبصير وَنَحْوه كلهَا أَسمَاء أَعْلَام لَا تدل على الْحَيَاة وَالْعلم وَالْقُدْرَة).[131]
القاعدة الخامسة
الاسماء الحسنى لها دلالات ثلاثة
المطابقة والتضمن واللزوم[132]
المطابقة والتضمن واللزوم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(دلالة المطابقة والتضمن والالتزام، فدلالة المطابقة هي دلالة اللفظ على جميع المعنى الذي عناه المتكلم.
ودلالة التضمن دلالة اللفظ على ما هو داخل في ذلك المعنى، ودلالة الالتزام دلالة اللفظ على ما هو لازم لذلك المعنى خارج عن مفهوم اللفظ).[133]
وقال: (أن كل اسم من أسماء الله فإنه يستلزم معنى الآخر؛ فإنه يدل على الذات، والذات تستلزم معنى الاسم الآخر، لكن هذا باللزوم. وأما دلالة كل اسم على خاصيته وعلى الذات بمجموعهما فبالمطابقة، ودلالتها على أحدهما بالتضمن).[134]
وقال: (قال الله تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الإسراء/110).
وقال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)(الأعراف/180).
وقال الله تعالى: (هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ۞ هُوَ اللهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ ۞ هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(الحشر/22 - 24)، فأسماؤه كلها متفقة في الدلالة على نفسه المقدسة ثم كل اسم يدل على معنى من صفاته، ليس هو المعنى الذي دل عليه الاسم الآخر؛ فالعزيز يدل على نفسه مع عزته، والخالق يدل على نفسه مع خلقه، والرحيم يدل على نفسه مع رحمته، ونفسه تستلزم جميع صفاته فصار كل اسم يدل على ذاته والصفة المختصة به بطريق المطابقة، وعلى أحدهما بطريق التضمن، وعلى الصفة الأخرى بطريق اللزوم). [135]
وقال: (فبين كل اسمينِ اجتماعٌ وامتيازٌ إلاّ اسم (الله)، ففيه قولان. ولهذا هل يدخل في الأسماء؟
فيه روايتان عن الإمام أحمد:
إحداهما أنه لا يدخل في هذه الأسماء، بل هو متضمنٌ للجميع، وهذا يطابق قول من يقول: ليس بمشتق.
والثاني: أنه من الأسماء، وهذا يطابق قول من يقول: إنه مشتق.
والصواب أنه فيه الاشتقاق وعدم الاشتقاق، ففيه الاشتقاق الأصلي لا الوضعي، فليس في الاستعمال مشتقًّا كاشتقاق سائر الأسماء التي هي اشتقاقها اشتقاق الصفات. وأما في الأصل فإنه مشتق، وهذا يُسمَّى الاشتقاق الوضعي، وذاك يُسمَّى الاشتقاق الوصفي.
والأسماء جميعها هي أسماءٌ لله رب العالمين...... .
إذا عُرِف هذا فالفرق بين اسم (الله) والاسم (الرحمن)، أن الرحمن متضمن للرحمة المتعلقة بالخلق، والاسم الله متضمن للعموم أو لخصوص الإلهية التي هي استحقاق العبادة.
فأما كون هذا واصفًا والآخر موصوفا فهذا شيء ليس له دخولٌ في معنى اسم الله والاسم الرحمن).[136]
أنوع الدلالة اللفظية الوضعية
قلت:
دلالة الألفاظ على المعاني
تنقسم إلى :
دلالة مطابقة:
وهي دلالة اللفظ على كل معناه أو الماهية التي
يدل عليها، كدلالة لفظ البيت على معنى: البيت بكل أركان .
ودلالة تضمن:
وهي دلالة اللفظ على بعض معناه، كدلالة لفظ
البيت على السقف فهو بعضه .
ودلالة لزوم:
وهي دلالة اللفظ على معنىً في
غيرِه لا ينفك تصوره عنه، فمتى تصور الذهن الأول أصلا، تصور الثاني فرعا، كدلالة
لفظ السقف على الحائط، فإن السقف لا يقوم إلا على حائط، فصار الحائط معنىً ملازما
للسقف، وإن اختلفت ماهيتهما .
وعرفها بعض أهل العلم، بأنها: دلالة النتيجة
على سببها، كقول الأعرابي: البعرة تدل على البعير والأثر يدل على المسير، فإن
البعرة: نتيجة تدل على سببها وهو البعير الذي خرجت منه، والأثر: نتيجة تدل على
سببها وهو المسير .
وعرفها أيضا بأنها: دلالة المعلول على علته،
فالمعلول نتيجةُ علتِه، فيكون لازما لها، كدلالة الولد على الوطء نكاحا أو سفاحا،
فهو معلول: الوطء، إذ لا ولد بغير وطء إلا خارقة ترد مورد الآية، فلا يقاس عليه .
وفي التنزيل: (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ
كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، فنفي المعلول: الولد يستلزم نفي
علته الصاحبة، إذ الأول يدل على الثاني لزوما، ونفي اللازم نفي لملزومه.
ودلالة التزام:
وهي عكس دلالة اللزوم فهي دلالة السبب على النتيجة، كدلالة الوطء على الولد إذا انتفت الموانع الكونية وتهيأت الأسباب فأذن الله عز وجل كونا بوقوع الحمل وتمامه.
وفي باب الأسماء والصفات يقال :دلالة
أسماء الله عز وجل تكون :
مطابقة: فكل اسم يدل على معنى بعينه
غير المعاني التي تدل عليها بقية الأسماء، مع كونه علما على الذات القدسية،
فاجتمعت له العلمية والوصفية، فصار دلالته على كليهما: دلالة مطابقة، فيقال في اسم
الله (الرحمن)، هو دال على ذات الله عز وجل دلالة الاسم على مسماه، فهذا وجه كونه
عَلَماً، وهو في نفس الوقت دال على صفة
الرحمة العامة.
وتضمنا : فدلالة اسم الرحمن على صفة
الرحمة أو ذات الله عز وجل المتصفة بها دلالة تضمن .
ولزوما : فدلالة اسم الرحمن على صفة
الحياة دلالة لزوم، إذ لا تتصور رحمة بلا حياة، فصفة الحياة هي أصل الصفات، فكل
الصفات تدل عليها لزوما، إذ الحياة أصل صفات الذات، كما أن القيومية أصل صفات الأفعال .
فائدة
قال الشيخ الالباني في (التعليق على التنكيل،1/ 349): (صفاته تعالى توقيفية، فلا تثبت له صفة بطريق اللزوم مثلاً، كأن يقال: يلزم من ثبوت مجيئه تعالى ونزوله ثبوت الحركة، فإن هذا إن صح بالنسبة للمخلوق، فالله ليس كمثله شيء فتأمل).[137]
القاعدة السادسة
اسماء الله الحسنى لها اعتباران[138]
أسماء الله وصفاته متنوعة في معانيها متفقة في دلالتها على ذات الله
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أسماء الله تعالى كلُّها متفقة في دلالتها على نفسه المقدسة، ولكل اسمٍ خاصَّةٌ ينفرد بها عن الاسم الآخر، فللرحمن الرحمة، وللحكيم الحكمة، وللقدير القدرة. وهكذا أسماء الرسول وأسماء القرآن، ليست هذه الأسماء مترادفة، ولا هي أيضًا متباينةٌ من كل وجه، بل هي باعتبار الذات مترادفة، وباعتبار الصفات غير مترادفة بل كالمتباينة، ولهذا يُسمى هذا النوع المتكافئة). [139]
وقال: (اسماء الله الحسنى: فإن هذه الأسماء تدل على ذات واحدة باعتبار صفات متعددة وهذه الأسماء مترادفة في الذات متباينة في الصفات ويسميها بعضُ الناس المتكافئة وهي مَرْتبة بين المترادفة المَحْضة وبين المتباينة المَحْضة).[140]
وقال:(أسماء الله الحسنى ليست مترادفة بحيث يكون معنى كل اسم هو معنى الاسم الآخر ولا هي أيضا متباينة التباين في المسمى وفي صفته، بل هي من جهة دلالتها على المسمى كالمترادفة ومن جهة دلالتها على صفاته كالمتباينة، وهذا القسم كثير) ...........( فإذا قيل الرحمن الرحيم وقيل العليم القدير وقيل السميع البصير: فالأول يدل على المسمى بصفة الرحمة، والثاني يدل عليه بصفة العلم، والثالث بصفة القدرة، والرابع بصفة السمع، والخامس بصفة البصر وهذه الصفات ليس أحدها هو الآخر، وهذا مما لا ينازع فيه هؤلاء ولا غيرهم فصفات كل اسم يدل من صفات الرب على ما لم يدل عليه الآخر مع اتفاقها في الدلالة على المسمى نعم وقد يدل الاسم على معنى الآخر بطريق اللزوم فإنه يدل على الذات والذات تستلزم جميع الصفات لكن دلالة اللزوم ليست هي دلالة الاسم اللغوية واللزوم أيضا يحتاج إلى أن تعرف تلك الصفات من غير الاسم هو الدال عليها وإذا كان كذلك فتعدد أسماء الله تعالى لم يقتض تعدد المسمى ولكن اقتضى تعدد صفاته التي دلت عليها تلك الأسماء).[141]
وقال: (والله سبحانه وتعالى أخبرنا أنه عليم، قدير، سميع، بصير، غفور، رحيم، إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته؛ فنحن نفهم معنى ذلك، ونميّز بين العلم والقدرة، وبين الرحمة والسمع والبصر، ونعلم أن الأسماء كلها اتفقت في دلالتها على ذات الله، مع تنوع معانيها، فهي متفقة متواطئة من حيث الذات، متباينة من جهة الصفات).[142]
القاعدة السابعة
الاسماء والصفات توقيفية على النص[143]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(باب في الإيمان بصفات الله تعالى وأسمائه، قال[144]: واعلم بأن أهل العلم بالله وبما جاءت به أنبياؤه ورسله يرون الجهل بما لم يخبر به تعالى عن نفسه علمًا، والعجز عن ما لم يدع إليه إيمانًا، وأنهم إنما ينتهون من وصفه بصفاته وأسمائه إلى حيث انتهى في كتابه، وعلى لسان نبيه).[145]
وقال: (وذلك أن المسلمين في أسماء الله تعالى على طريقتين:
فكثير منهم يقول: إن أسماءه سمعية شرعية، فلا يسمى إلا بالأسماء التي جاءت بها الشريعة، فإن هذه عبادة، والعبادات مبناها على التوقيف والاتباع.
ومنهم من يقول: ما صح معناه في اللغة، وكان معناه ثابتا له، لم يحرم تسميته به، فإن الشارع لم يحرم علينا ذلك، فيكون عفوا.
والصواب القول الثالث؛ وهو أن يفرق بين أن يدعى بالأسماء أو يخبر بها عنه. فإذا دعي لم يدع إلا بالأسماء الحسنى كما قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأعراف/180).
وأما الإخبار عنه فهو بحسب الحاجة؛ فإذا احتيج في تفهيم الغير المراد إلى أن يترجم أسماؤه بغير العربية، أو يعبر عنه باسم له معنى صحيح، لم يكن ذلك محرما).[146]
وقال: (روى البخاري في صحيحه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه سأله سائل عن قوله: (وكان الله غفورا رحيما)، (عزيزا حكيما)، (سميعا بصيرا)، فكأنه كان ثم مضى، فقال ابن عباس: (وكان الله غفورا رحيما) سمى نفسه ذلك وذلك قوله أني لم أزل كذلك، هذا لفظ البخاري وهو رواه مختصرا، ولفظ البوشنجي محمد بن إبراهيم الإمام عن شيخ البخاري الذي رواه من جهته البرقاني في صحيحه: فإن الله سمى نفسه ذلك، ولم ينحله غيره فذلك قوله (وكان الله) أي لم يزل كذلك هكذا رواه البيهقي عن البرقاني. وذكر الحميدي لفظه فإن الله جعل نفسه ذلك وسمى نفسه وجعل نفسه ذلك ولم ينحله أحدا غيره، وكان الله أي لم يزل كذلك، ولفظ يعقوب بن سفيان عن يوسف بن عدي شيخ البخاري: فإن الله سمى نفسه ذلك ولم يجعله غيره وكان الله أي لم يزل كذلك.
فقد أخبر ابن عباس: أن معنى القرآن إن الله سمى نفسه بهذه الأسماء لم ينحله ذلك غيره، وقوله (وكان الله) يقول إني لم أزل كذلك ومن المعلوم أن الذي قاله ابن عباس هو مدلول الآيات ففي هذا دلالة على فساد قول الجهمية من وجوه:
أحدها: إنه إذا كان عزيزا حكيما ولم يزل عزيزا حكيما، والحكمة تتضمن كلامه ومشيئته كما أن الرحمة تتضمن مشيئته، دل على أنه لم يزل متكلما مريدا، وقوله غفورا أبلغ فإنه إذا كان لم يزل غفورا فأولى أنه لم يزل متكلما، وعند الجهمية: بل لم يكن متكلما ولا رحيما ولا غفورا إذ هذا لا يكون إلا بخلق أمور منفصلة عنه فحينئذ كان كذلك.
الثاني: قول ابن عباس فإن الله سمى نفسه ذلك يقتضي أنه هو الذي سمى نفسه بهذه الأسماء لا أن المخلوق هو الذي سماه بها، ومن قال إنها مخلوقة في جسم لزمه أن يكون ذلك الجسم هو الذي سماه بها.
الثالث: قوله ولم ينحله ذلك غيره وفي اللفظ الآخر ولم يجعله ذلك غيره وهذا يبين بجعله ذلك في رواية أي هو الذي حكم بنفسه بذلك لا غيره، ومن جعله مخلوقا لزمه أن يكون الغير هو الذي جعله كذلك ونحله ذلك.
الرابع: إن ابن عباس ذكر ذلك في بيان معنى قوله وكان الله غفورا رحيما عزيزا حكيما سميعا بصيرا، ليبين حكمة الإتيان بلفظ كان في مثل هذا، فأخبر في ذلك أنه هو الذي سمى نفسه ذلك ولم ينحله ذلك غيره، ووجه مناسبة هذا الجواب أنه إذا نحل ذلك غيره كان ذلك مخلوقا بخلق ذلك الغير فلا يخبر عنه بأنه كان كذلك، وأما إذا كان هو الذي سمى به نفسه ناسب أن يقال إنه كان كذلك وما زال كذلك لأنه هو لم يزل سبحانه وتعالى).[147]
وقال: (ومن الوجوه الصحيحة أن معرفة الله بأسمائه وصفاته على وجه التفصيل لا تعلم إلا من جهة الرسول عليه الصلاة والسلام إما بخبره واما بخبره وتنبيهه ودلالته على الأدلة العقلية ولهذا يقولون لا نصف الله إلا بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الصافات/180-182)).[148]
وقال: (قال الخطابي في الرسالة الناصحة له ومما يجب أن يعلم في هذا الباب ويحكم القول فيه أنه لا يجوز أن يعتمد في الصفات إلا الأحاديث المشهورة إذ قد ثبت صحة أسانيدها وعدالة ناقليها).[149]
وقال: (فالقول في أسمائه هو نوع من القول في كلامه. والذين وافقوا السلف على أن كلامه غير مخلوق وأسماءه غير مخلوقة يقولون: الكلام والأسماء من صفات ذاته؛ لكن هل يتكلم بمشيئته وقدرته. ويسمي نفسه بمشيئته وقدرته؟ هذا فيه قولان: النفي هو قول ابن كلاب ومن وافقه. والإثبات قول أئمة أهل الحديث والسنة وكثير من طوائف أهل الكلام كالهشامية والكرامية وغيرهم كما قد بسط هذا في مواضع.
والمقصود هنا أن المعروف عن أئمة السنة إنكارهم على من قال أسماء الله مخلوقة وكان الذين يطلقون القول بأن الاسم غير المسمى هذا مرادهم؛ فلهذا يروى عن الشافعي والأصمعي وغيرهما أنه قال: إذا سمعت الرجل يقول: الاسم غير المسمى فاشهد عليه بالزندقة؛ ولم يعرف أيضا عن أحد من السلف أنه قال الاسم هو المسمى؛ بل هذا قاله كثير من المنتسبين إلى السنة بعد الأئمة وأنكره أكثر أهل السنة عليهم. ثم منهم من أمسك عن القول في هذه المسألة نفيا وإثباتا؛ إذ كان كل من الإطلاقين بدعة كما ذكره الخلال عن إبراهيم الحربي وغيره؛ وكما ذكره أبو جعفر الطبري في الجزء الذي سماه صريح السنة ذكر مذهب أهل السنة المشهور في القرآن والرؤية والإيمان والقدر والصحابة وغير ذلك).[150]
وقال: (السعادة والشقاوة في الدار الآخرة لا تعرف إلا بالشرع، فما أخبرت به الرسل من تفاصيل اليوم الآخر، وأمرت به من تفاصيل الشرائع لا يعلمه الناس بعقولهم، كما أن ما أخبرت به الرسل من تفصيل أسماء الله وصفاته لا يعلمه الناس بعقولهم، وإن كانوا قد يعلمون بعقولهم جمل ذلك. وهذا التفصيل الذي يحصل به الإيمان وجاء به الكتاب هو ما دل عليه قوله تعالى: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِنْ جَعَلْنَاهُ نُورًا نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا)(الشورى/52)، وقوله تعالى: (قُلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ)(سبأ/50)، وقوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُنْذِرُكُمْ بِالْوَحْيِ)(الأنبياء/45)).[151]
القاعدة الثامنة
اشتقاق المصدر والفعل من الأسماء الحسنى[152]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فمن أثبت لله الأسماء الحسنى وأحكامها، لزمه ما يلزم من أثبت الصفات.
فالاسم المشتق يدل على المصدر وعلى الفعل).[153]
وقال: (الأفعال نوعان: متعد ولازم.
- فالمتعدي مثل: الخلق والإعطاء ونحو ذلك.
- واللازم: مثل الاستواء والنزول والمجيء والإتيان.
قال تعالى: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ)(الحديد/4)، فذكر الفعلين: المتعدي واللازم وكلاهما حاصل بمشيئته وقدرته وهو متصف به؛ وقد بسط هذا في غير هذا الموضع.
والمقصود هنا: أن القرآن يدل على هذا الأصل في أكثر من مائة موضع.
وأما الأحاديث الصحيحة فلا يمكن ضبطها في هذا الباب، كما في الصحيحين: عن زيد بن خالد الجهني (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بأصحابه صلاة الصبح بالحديبية على أثر سماء كانت من الليل ثم قال: (أتدرون ماذا قال ربكم الليلة؟ قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر فأما من قال مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب وأما من قال مطرنا بنوء كذا ونوء كذا وكذا؛ فذلك كافر بي مؤمن بالكواكب).
وفي الصحاح حديث الشفاعة: (فيقول كل من الرسل إذا أتوا إليه: إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله)، وهذا بيان أن الغضب حصل في ذلك اليوم لا قبله.
وفي الصحيح: (إذا تكلم الله بالوحي سمع أهل السموات كجر السلسلة على الصفوان) فقوله: إذا تكلم الله بالوحي سمع يدل على أنه يتكلم به حين يسمعونه، وذلك ينفي كونه أزليا وأيضا فما يكون كجر السلسلة على الصفا يكون شيئا بعد شيء والمسبوق بغيره لا يكون أزليا.
وكذلك في الصحيح: (يقول الله: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين نصفها لي ونصفها لعبدي ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال: (الحمد لله رب العالمين) قال الله: حمدني عبدي فإذا قال: (الرحمن الرحيم) قال الله: أثنى علي عبدي. فإذا قال (مالك يوم الدين) قال الله: مجدني عبدي؛ فإذا قال: (إياك نعبد وإياك نستعين) قال الله: هذه الآية بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل؛ فإذا قال: (اهدنا الصراط المستقيم) (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) قال الله: هؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل)، فقد أخبر أن العبد إذا قال (الحمد لله) قال الله: حمدني فإذا قال (الرحمن الرحيم) قال الله: أثنى علي عبدي الحديث.
وفي الصحاح حديث النزول: (ينزل ربنا كل ليلة حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟)، فهذا قول وفعل في وقت معين وقد اتفق السلف على أن النزول فعل يفعله الرب كما قال ذلك الأوزاعي وحماد بن زيد والفضيل بن عياض وأحمد بن حنبل وغيرهم).[154]
وقال: (ومعلوم أن حياة الله التي هي صفته ليست منبثقة منه، بل هي قائمة به لا تخرج عنه البتة، وهي صفة لازمة له لا تتعلق بغيره، فإن العلم يتعلق بالمعلومات، والقدرة بالمقدورات والتكليم بالمخاطبين بخلاف التكلم فإنه صفة لازمة، يقال: علم الله كذا، وقدر الله على كل شيء، وكلم الله موسى.
وأما الحياة: فاللفظ الدال عليها لازم لا يتعلق بغير الحي، يقال حيا يحيا حياة، ولا يقال حيا كذا ولا بكذا، وإنما يقال: أحيا كذا، والإحياء فعل غير كونه حيا، كما أن التعليم غير العلم، والإقدار[155] غير القدرة، والتكليم غير التكلم).[156]
وقال: (وأما أهل الإثبات فباقون على الفطرة كما وردت به الشريعة وكما جاء به الكتاب والسنة، فإن الله وصف نفسه في غير موضع بأفعاله كما وصف نفسه بالعلم والقدرة والكلام ومن ذلك المجيء والإتيان والنزول والاستواء ونحو ذلك من أفعاله ولكن هنا أخبر بأفعاله وهناك ذكر أسماءه المتضمنة للأفعال ولم يفرق السلف والأئمة بين أسماء الأفعال وأسماء الكلام كما في صحيح البخاري عن سعيد بن جبير أن رجلا سأل ابن عباس قال إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي فذكر مسائله ومنها قال:
وقوله: (وكان الله غفورا رحيما)(النساء/96)، (وكان الله عزيزا حكيما) (النساء/158)، (وكان الله سميعا بصيرا)(النساء/134)، فكأنه كان ثم مضى.
فقال ابن عباس: وقوله (وكان الله غفورا رحيما)(النساء/96) سمى نفسه ذلك وذلك قوله أي لم أزل كذلك هذا لفظ البخاري بتمامه واختصر الحديث ورواه البرقاني من طريق شيخ البخاري بتمامه فقال ابن عباس: فأما قوله (وكان الله غفورا رحيما)(النساء/96)، و(إن الله عزيز حكيم)(البقرة/220)، (وكان الله سميعا بصيرا)(النساء/134) فإن الله جعل نفسه ذلك وسمى نفسه ذلك ولم ينحله أحد غيره وكان الله أي لم يزل كذلك هذا لفظ الحميدي صاحب الجمع ورواه البيهقي عن البرقاني من حديث محمد إبراهيم البوشنجي عن يوسف بن عدي شيخ البخاري قال إن الله سمى نفسه ذلك ولم ينحله غيره فذلك قوله وكان الله أي لم يزل كذلك ورواه البيهقي من رواية ابن يعقوب بن سفيان عن يوسف ولفظ السائل فكأنه كان ثم مضى ولفظ ابن عباس فإن الله سمى نفسه ذلك ولم يجعله غيره فذلك قوله وكان الله أي لم يزل يقال جعلت زيدا عالما إذ جعلته في نفسك وجعلته عالما إذا جعلته في نفسي أي اعتقدته عالما كما قال تعالى: (وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثا)(الزخرف/19) أي اعتقدوهم، (وقد جعلتم الله عليكم كفيلا)(النحل/91) أي في نفوسكم بما عقدتموه من اليمين.
فقوله: (جعل نفسه ذلك) و(سمى نفسه ذلك) يخرج على الثاني أي هو الذي حكم بذلك وأخبر بثبوته له، وسمى به نفسه لم ينحله ذلك أحد غيره).[157]
وقال: (فإن أفعاله هي مقتضى أسمائه وصفاته، فمغفرته ورحمته من مقتضى اسمه الغفور الرحيم، وعفوه من مقتضى اسمه العفو. ولهذا لما قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن وافقتُ ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني)[158]).[159]
قلت:
دلالة الاسم على الصفة على نوعين:
1/صفة متعدية، أي أنها دالة على فعل متعد[160].
2/صفة لازمة، أي أنها دالة على فعل لازم[161].
والاسماء الحسنى إن دلت على صفة متعدية، فللإيمان بالاسم أركان ثلاثة:
الايمان بالاسم.
الايمان بالصفة.
الايمان بالحكم.
والاسماء الحسنى إن دلت على صفة لازمة، فللإيمان بالاسم ركنان:
الايمان بالاسم.
الايمان بالصفة.
القاعدة التاسعة
أفعال الرب تبارك وتعالى صادرة عن أسمائه وصفاته[162]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(أن الكسب هو الفعل الذي يعود على فاعله بنفع أو ضر كما قال تعالى: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) (البقرة/286)، فبين سبحانه أن كسب النفس لها أو عليها والناس يقولون: فلان كسب مالا أو حمدا أو شرفا كما أنه ينتفع بذلك، ولما كان العباد يكملون بأفعالهم ويصلحون بها إذ كانوا في أول الخلق خلقوا ناقصين صح إثبات السبب إذ كمالهم وصلاحهم عن أفعالهم، والله سبحانه وتعالى فعله وصنعه عن كماله وجلاله فأفعاله عن أسمائه وصفاته ومشتقة منها كما قال سبحانه وتعالى: (أنا الرحمن خلقت الرحم وشققت لها من اسمي)[163] والعبد أسماؤه وصفاته عن أفعاله فيحدث له اسم العالم والكامل بعد حدوث العلم والكمال فيه).[164]
وقال: (أن الكمال ثابت لله بل الثابت له هو أقصى ما يمكن من الأكملية بحيث لا يكون وجود كمال لا نقص فيه إلا وهو ثابت للرب تعالى يستحقه بنفسه المقدسة وثبوت ذلك مستلزم نفي نقيضه؛ فثبوت الحياة يستلزم نفي الموت وثبوت العلم يستلزم نفي الجهل وثبوت القدرة يستلزم نفي العجز).[165]
وقال: (وهذا صنع الله الذي أتقن كل شيء، والخير كله بيديه، وهو أرحم الراحمين، وهو أرحم بعباده من الوالدة بولدها كما أقسم على ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (والله لله أرحم بعباده من هذه الوالدة بولدها)[166]، إلى نحو هذه المعاني التي تقتضي شمول حكمته وإتقانه وإحسانه، خلق كل شيء، وسعة رحمته وعظمتها وأنها سبقت غضبه كل هذا حق.
فهذان الأصلان:
عموم خلقه وربوبيته
وعموم إحسانه وحكمته
أصلان عظيمان وإن كان من الناس من يكفر ببعض الأول كالقدرية الذين يخرجون أفعال العباد عن خلقه ويضيفونها إلى محض فعل ذي الاختيار أو الطبيعة الذين يقطعون إضافة الفعل إلى الله سبحانه ويضيفونه إما إلى الطبع أو إلى جسم فيه طبع أو إلى فلك أو إلى نفس أو غير ذلك مما هو من مخلوقاته العاجزة عن إقامة نفسها فهي عن إقامة غيرها أعجز.
ومن الناس من يجحد بعض الثاني أو يعرض عنه متوهما خلو شيء من مخلوقاته عن إحسان خلقه وإتقانه وعن حكمته ويظن قصور رحمته وعجزها من القدرية الإبليسية أو المجوسية وغيرهم.
وإذا كان كذلك فجميع الكائنات: آيات له شاهدة دالة مظهرة لما هو مستحق له من الأسماء الحسنى والصفات العلى؛ وعن مقتضى أسمائه وصفاته خلق الكائنات.
فإن الرحم شجنة من الرحمن [167]خلق الرحم وشق لها من اسمه [168]؛ وهو الرازق ذو القوة المتين يرزق من يشاء بغير حساب، وهو الهادي النصير يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وينصر رسله والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد، وهو الحكيم العليم الرحيم الذي أظهر من آثار علمه وحكمته ورحمته ما لا يحصيه إلا هو.
فهو رب العالمين والعالمون ممتلئون بما فيهم من آثار أسمائه وصفاته وكل شيء يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).[169]
القاعدة العاشرة
إحصاء الأسماء الحسنى والعلم بها [170]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(فإن الله خلق الخلائق بقدرته وأظهر فيهم آثار مشيئته وحكمته ورحمته وجعل المقصود الذي خلقوا له فيما أمرهم به هو عبادته .
وأصل ذلك هو معرفته ومحبته؛ فمن هداه الله صراطه المستقيم آتاه رحمة وعلما ومعرفة بأسمائه الحسنى وصفاته العليا ورزقه الإنابة إليه والوجل لذكره والخشوع له والتأله له؛ فحن إليه حنين النسور إلى أوكارها، وكلف بحبه تكلف الصبي بأمه لا يعبد إلا إياه رغبة ورهبة ومحبة وأخلص دينه لمن الدنيا والآخرة له رب الأولين والآخرين، مالك يوم الدين، خالق ما تبصرون وما لا تبصرون، عالم الغيب والشهادة الذي أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).[171]
وقال: (ذكر أن إحصاءها يورث الجنة؛ فإنه لو ذكر هذه الجملة منفردة وأتبعها بهذه منفردة لكان حسنا؛ فكيف والأصل في الكلام الاتصال وعدم الانفصال فتكون الجملة الشرطية صفة؛ لا ابتدائية.
فهذا هو الراجح في العربية مع ما ذكر من الدليل. ولهذا قال: (إنه وتر يحب الوتر)، ومحبته لذلك تدل على أنه متعلق بالإحصاء؛ أي يحب أن يحصى من أسمائه هذا العدد؛ وإذا كانت أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين أمكن أن يكون إحصاء تسعة وتسعين اسما يورث الجنة مطلقا على سبيل البدل؛ فهذا يوجه قول هؤلاء وإن كان كثير من الناس يجعلها أسماء معينة؛ ثم من هؤلاء من يقول: ليس إلا تسعة وتسعين اسما فقط وهو قول ابن حزم وطائفة والأكثرون منهم يقولون: وإن كانت أسماء الله أكثر؛ لكن الموعود بالجنة لمن أحصاها هي معينة وبكل حال؛ فتعيينها ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم باتفاق أهل المعرفة بحديثه؛ ولكن روي في ذلك عن السلف أنواع من ذلك ما ذكره الترمذي ومنها غير ذلك).[172]
القاعدة الحادية عشر
أسماؤه كلها حسنى ليس فيها أسم غير ذلك [173]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
وقال: (قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ)(الأَعراف/180).
وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(سورة الإسراء/110).
وقال تعالى: (اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(طه/ 8).
وقال تعالى: (هُوَ اللهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الحشر/24).
والحسنى : المفضلة على الحسنة والواحد الأحاسن. ثم هنا ثلاثة أقوال :
إما أن يقال: ليس له من الأسماء إلا الأحسن ولا يدعى إلا به؛
وإما أن يقال: لا يدعى إلا بالحسنى؛ وإن سمي بما يجوز - وإن لم يكن من الحسنى - وهذان قولان معروفان.
وإما أن يقال: بل يجوز في الدعاء والخبر. وذلك أن قوله: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها)، وقال: (ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)، أثبت له الأسماء الحسنى وأمر بالدعاء بها. فظاهر هذا: أن له جميع الأسماء الحسنى.
وقد يقال: جنس الأسماء الحسنى بحيث لا يجوز نفيها عنه كما فعله الكفار، وأمر بالدعاء بها وأمر بدعائه مسمى بها؛ خلاف ما كان عليه المشركون من النهي عن دعائه باسمه الرحمن .
فقد يقال: قوله (فادعوه بها) أمر أن يدعى بالأسماء الحسنى وأن لا يدعى بغيرها؛ كما قال: (ادعوهم لآبائهم) فهو نهي أن يدعوا لغير آبائهم.
ويفرق بين دعائه والإخبار عنه فلا يدعى إلا بالأسماء الحسنى؛ وأما الإخبار عنه: فلا يكون باسم سيئ؛ لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيئ وإن لم يحكم بحسنه. مثل اسم شيء وذات وموجود؛ إذا أريد به الثابت).[174]
لا ينسب الشر الى الله تعالى
وقال: (لا يجيء في كلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم إضافة الشر وحده إلى الله؛ بل لا يذكر الشر إلا على أحد وجوه ثلاثة: إما أن يدخل في عموم المخلوقات فإنه إذا دخل في العموم أفاد عموم القدرة والمشيئة والخلق وتضمن ما اشتمل عليه من حكمة تتعلق بالعموم.
وإما أن يضاف إلى السبب الفاعل.
وإما أن يحذف فاعله.
فالأول كقوله تعالى (الله خالق كل شيء) ونحو ذلك ومن هذا الباب أسماء الله المقترنة: كالمعطي المانع والضار النافع المعز المذل الخافض الرافع؛ فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه ولا الضار عن قرينه؛ لأن اقترانهما يدل على العموم وكل ما في الوجود من رحمة ونفع ومصلحة فهو من فضله تعالى وما في الوجود من غير ذلك فهو من عدله فكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع) فأخبر أن يده اليمنى فيها الإحسان إلى الخلق ويده الأخرى فيها العدل والميزان الذي به يخفض ويرفع فخفضه ورفعه من عدله وإحسانه إلى خلقه من فضله.
وأما حذف الفاعل فمثل قول الجن: (وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا) وقوله تعالى في سورة الفاتحة (صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين) ونحو ذلك. وإضافته إلى السبب كقوله: (من شر ما خلق) وقوله: (فأردت أن أعيبها) مع قوله: (فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما) وقوله تعالى: (ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك) وقوله: (ربنا ظلمنا أنفسنا) وقوله تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم) وأمثال ذلك.
ولهذا ليس من أسماء الله الحسنى اسم يتضمن الشر وإنما يذكر الشر في مفعولاته كقوله: (نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم) (وأن عذابي هو العذاب الأليم) وقوله: (إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم) وقوله: (اعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم) وقوله: (إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ ۞ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ ۞ وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ) (البروج/12 - 14)، فبين سبحانه أن بطشه شديد وأنه هو الغفور الودود.
واسم ( المنتقم ) ليس من أسماء الله الحسنى الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جاء في القرآن مقيدا كقوله تعالى: (إنا من المجرمين منتقمون) وقوله: (إن الله عزيز ذو انتقام) والحديث الذي في عدد الأسماء الحسنى الذي يذكر فيه المنتقم فذكر في سياقه (البر التواب المنتقم العفو الرءوف) ليس هو عند أهل المعرفة بالحديث من كلام النبي صلى الله عليه وسلم بل هذا ذكره الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبد العزيز أو عن بعض شيوخه؛ ولهذا لم يروه أحد من أهل الكتب المشهورة إلا الترمذي رواه عن طريق الوليد بن مسلم بسياق ورواه غيره باختلاف في الأسماء وفي ترتيبها: يبين أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم. وسائر من روى هذا الحديث عن أبي هريرة ثم عن الأعرج ثم عن أبي الزناد لم يذكروا أعيان الأسماء؛ بل ذكروا قوله صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة) وهكذا أخرجه أهل الصحيح كالبخاري ومسلم وغيرهما ولكن روي عدد الأسماء من طريق أخرى من حديث محمد بن سيرين عن أبي هريرة ورواه ابن ماجه وإسناده ضعيف يعلم أهل الحديث أنه ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم وليس في عدد الأسماء الحسنى عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا هذان الحديثان كلاهما مروي من طريق أبي هريرة وهذا مبسوط في موضعه. والمقصود هنا التنبيه على أصول تنفع في معرفة هذه المسألة فإن نفوس بني آدم لا يزال يحوك فيها من هذه المسألة أمر عظيم. وإذا علم العبد من حيث الجملة أن لله فيما خلقه وما أمر به حكمة عظيمة كفاه هذا ثم كلما ازداد علما وإيمانا ظهر له من حكمة الله ورحمته ما يبهر عقله ويبين له تصديق ما أخبر الله به في كتابه حيث قال: (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق).[175]
وقال: (وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في دعاء الاستفتاح (والخير بيديك والشر ليس إليك)، وسواء أريد به: أنه لا يضاف إليك ولا يتقرب به إليك أو قيل إن الشر إما عدم وإما من لوازم العدم وكلاهما ليس إلى الله، فهذا يبين أنه سبحانه إنما يضاف إليه الخير وأسماؤه تدل على صفاته، وذلك كله خير حسن جميل ليس فيه شر، وإنما وقع الشر في المخلوقات، قال تعالى: (نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ۞ وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ) (الحجر/49 - 50)، وقال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(المائدة/98)، وقال تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)(الأَنعام/165)، فجعل المغفرة والرحمة من معاني أسمائه الحسنى التي يسمي بها نفسه فتكون المغفرة والرحمة من صفاته وأما العقاب الذي يتصل بالعباد فهو مخلوق له وذلك هو الأليم فلم يقل: وإني أنا المعذب ولا في أسمائه الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم اسم المنتقم وإنما جاء المنتقم في القرآن مقيدا كقوله (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(السجدة/22)، وجاء معناه مضافا إلى الله في قوله: (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)(إِبراهيم/47)، وهذه نكرة في سياق الإثبات والنكرة في سياق الإثبات مطلقة ليس فيها عموم على سبيل الجمع).[176]
قلت:
قال الشيخ الالباني في تحقيقه للكلم الطيب لابن تيمية: قال المصنف: (اعْلَمْ أَنَّ مذْهَبَ أَهل الحقِّ من المُحدِّثين والفقهاء من الصحابة والتابعين ومَن بَعْدَهم من عُلماء المسلمين: أّن جميع الكائناتِ خَيْرها وشرّها، نفْعَها وضرَّها، كُلُّها مِنَ الله تعالى وبإٍرادَته وتَقْديرِه، فلا بُدّ منْ تأويل الحديث، فَذَكَر العلماء فيه أَجْوبَة: ً
أَحدها: وهو أَشْهَرُها؛ قاله النَّضْر بن شُمَيْل والأئِمَّة بعْدَهُ - أَن معناه: والشر لا يُتَقَرّبُ بِهِ إٍلَيْكَ.
والثاني: لا يَصْعَدُ إليْك، إنما يصْعدُ الكَلِمُ الطّيّبُ.
والثالث: لا يُضاف إِلَيْك أَدباً، فلا يُقال: يا خالِق الشرِّ، وإِن كان خالقه، كما لا يقال: يا خالِق الخنازير، وإِن كان خالِقها.
والرابع: ليس شراً بالنِّسبة إِلى حكْمَتِكَ، فإنك لا تَخْلُقُ شَيْئاً عبثاً).[177]
إن أفعال الله تعالى متمحّضةٌ بالخيريّة، فلا يُنسب إليه الشر إليه مفرداً أبداً، والشر لم يضف إلى الله في الكتاب والسنة إلا على أحد وجوه ثلاثة: [178]
إما أن يدخل في عموم المخلوقات، كقوله تعالى: (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(الأنعام/101)،
وإما أن يضاف إلى السبب، كقوله تعالى: (مِن شَرِّ مَا خَلَقَ)(الفلق/2)،
وإما أن يُحذف فاعله، كقول الجن: (وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً)(الجن/10).
ومن هنا يُعلم كمال أدب الأنبياء والمرسلين، فإن الخضر عليه السلام عندما خرق السفينة وفعل فيها ما ظاهره فعل سوء، قال مخبراً: (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدتُّ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً)(الكهف/79)، ولم يقل: (فأراد ربك أن أعيبها)، بينما قال في الغلامين: (ن فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا) (الكهف/ 82)، ونجد إبراهيم عليه السلام يستدلّ على ربوبيّة الخالق سبحانه بأفعاله فيقول: (الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ ۞ وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ ۞ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) \(الشعراء/78-80)، فعندما جاء إلى مسألة المرض نسب المرض إلى نفسه، ولم يقل: (وإذا أمرضني) حفظاً للأدب مع الله تعالى.
القاعدة الثانية عشر
مراتب إحصاء أسمائه سبحانه وتعالى[179]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(فقوله: (إن لله تسعة وتسعين) قد يكون للتحصيل بهذا العدد فوائد غير الحصر. و (منها) ذكر أن إحصاءها يورث الجنة؛ فإنه لو ذكر هذه الجملة منفردة وأتبعها بهذه منفردة لكان حسنا؛ فكيف والأصل في الكلام الاتصال وعدم الانفصال فتكون الجملة الشرطية صفة؛ لا ابتدائية.
فهذا هو الراجح في العربية مع ما ذكر من الدليل. ولهذا قال: (إنه وتر يحب الوتر) ومحبته لذلك تدل على أنه متعلق بالإحصاء؛ أي يحب أن يحصى من أسمائه هذا العدد؛ وإذا كانت أسماء الله أكثر من تسعة وتسعين أمكن أن يكون إحصاء تسعة وتسعين اسما يورث الجنة مطلقا على سبيل البدل؛ فهذا يوجه قول هؤلاء وإن كان كثير من الناس يجعلها أسماء معينة؛ ثم من هؤلاء من يقول: ليس إلا تسعة وتسعين اسما فقط وهو قول ابن حزم وطائفة والأكثرون منهم يقولون: وإن كانت أسماء الله أكثر؛ لكن الموعود بالجنة لمن أحصاها هي معينة).[180]
وقال: (والصواب الذي عليه جمهور العلماء أن قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن لله تسعة وتسعين أسماً من أحصاها دخل الجنة)، معناه أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون أسماً، فإنه في الحديث الآخر الذي رواه أحمد وأبو حاتم في صحيحه: (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب غمي وهمي).
وثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك)، فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصى ثناء عليه ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها فكان يحصي الثناء عليه لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه).[181]
الاحسان في الدعاء
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(أن مسألة الله بأسمائه وصفاته وكلماته جائز مشروع كما جاءت به الأحاديث وأما دعاء صفاته وكلماته فكفر باتفاق المسلمين فهل يقول مسلم يا كلام الله اغفر لي وارحمني وأغثني أو أعني أو يا علم الله أو يا قدرة الله أو يا عزة الله أو يا عظمة الله ونحو ذلك أو سمع من مسلم أو كافر أنه دعا لذلك من صفات الله وصفات غيره أو يطلب من الصفة جلب منفعة أو دفع مضرة أو إعانة أو نصرا أو إغاثة أو غير ذلك)[182]
وقال: (وجميع ما يفعل الله بعبده من الخير من مقتضى اسمه الرب، ولهذا يقال في الدعاء: يا رب يا رب كما قال آدم: (قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(الأَعراف/23)، وقال نوح: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ)(هود/47)، وقال إبراهيم: (رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ ...)(إِبراهيم/37)، وكذلك سائر الأنبياء).[183]
(وإن العبد إذا قال: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور، كان قد أحسن في مناجاة ربه، وإذا قال: اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب، لم يكن محسنا في مناجاته. وأن الله أنكر على المشركين الذين امتنعوا من تسميته بالرحمن فقال تعالى: (وإذا قيل لهم اسجدوا للرحمن قالوا وما الرحمن أنسجد لما تأمرنا وزادهم نفورا) وقال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) وقال تعالى: (كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم تتلو عليهم الذي أوحينا إليك وهم يكفرون بالرحمن قل هو ربي لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه متاب) وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى) (سورة الإسراء/110)).[184]
(أنَّ الله إنَّما يُدعى بأسمائه الحسنى وهي الأسماء التي تدل عليه نفسه وتبين من أوصافه ما فيه حمد وثناء عليه فأمَّا الألفاظ التي لا تدل إلاَّ على مطلق الوجود ونحوه فلا يُدعى بها كما انَّه سبحانه لا يُدعى بالأسماء الدالة على خلقه للضرر إلاَّ مقرونًا بالأسماء التي تدلُّ على خلقه للنفع فلا يقال: يا ضارُّ ولا يا مانع، إلاّ مقرونًا بيا نافع ويا هادي ويا معطي [185]، فإنَّ الاقتران يقتضي عموم القدرة والخلق والحكمة وهذا من أسمائه الحسنى بخلاف إفراد أحدهما).[186]
الدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة
(أن دعاء الله المذكور في القرآن نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة ورغبة، فقوله: (فانصب)(الشرح/7) (وإلى ربك فارغب)(الشرح/8) يجمع نوعي دعاء الله، قال تعالى: (وأنه لما قام عبد الله يدعوه كادوا يكونون عليه لبدا)(الجن/19) وقال تعالى: (ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه)(المؤمنون/117) الآية ونظائره كثيرة).[187]
فائدة
تخلقوا بأخلاق الله
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(قال تعالى: (مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)(آل عمران/79-80) .
ولهذا ضل من سلك سبيل هؤلاء فصار مقصودهم هو التشبه بالله واحتجوا بما يروون (تخلقوا بأخلاق الله)[188].
وصنف أبو حامد شرح أسماء الله الحسنى وضمنه التشبه بالله[189] في كل اسم من أسمائه وسماه التخلق حتى في اسمه الجبار والمتكبر والإله ونحو ذلك من الأسماء التي ثبت بالنص والإجماع أنها مختصة بالله وأنه ليس للعباد فيها نصيب كقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح الذي رواه مسلم وغيره (يقول الله تعالى: العظمة إزاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحدا منهما عذبته).
وسلك هذا المسلك ابن عربي وابن سبعين وغيرهما من ملاحدة الصوفية وصار ذلك مع ما ضموا إليه من البدع والإلحاد موقعا لهم في الحلول والإتحاد.
وقد أنكر المازري وغيره على أبي حامد ما ذكره في التخلق وبالغوا في النفي حتى قالوا ليس لله اسم يتخلق به العبد.[190]
ولهذا عدل أبو الحكم بن برجان [191] عن هذا اللفظ إلى لفظ التعبد ولبسط الكلام على ذلك موضع آخر فإن من أسمائه وصفاته ما يحمد العبد على الاتصاف به كالعلم والرحمة والحكمة وغير ذلك ومنها ما يذم العبد على الاتصاف به كالإلهية والتجبر والتكبر.
وللعبد من الصفات التي يحمد عليها ويؤمر بها ما يمنع اتصاف الرب به كالعبودية والافتقار والحاجة والذل والسؤال ونحو ذلك وهو في كل ذلك كماله في عبادته لله وحده وغاية كماله أن يكون الله هو معبوده فلا يكون شيء أحب إليه من الله ولا شيء أعظم عنده من الله ويكون هو إلهه الذي يعبده وربه الذي يسأله فيتحقق بقوله: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) .
ومتصوفة الفلاسفة تسلك مسلك ابن سينا في مقامات العارفين الذي ذكره في آخر الإشارات وقد بسط الكلام على ذلك في غير هذا الموضع وبين أن ذلك مع مدح الرازي له غايته فناء ناقص مع نقص توحيد الربوبية والإثبات.
وأما الفناء الذي جاءت به الرسل ونزلت به الكتب فهو أن يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه ومحبته عن محبة ما سواه وبخشيته عن خشية ما سواه وبرجائه عن رجاء ما سواه وبطاعته عن طاعة ما سواه فيتحقق بحقيقة قول لا إله إلا الله.
وقد ثبت في الصحيح عن عثمان عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (من مات وهو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة)[192].
وفي السنن عن معاذ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة)[193].
وهذا التوحيد يتضمن إثبات صفات الكمال لله ونفي النقص ونفي مماثلته لشيء من الأشياء وإثبات خصائصه بالمحبة والعبادة والتعظيم ونحو ذلك.
وإنما يتفاوت أهل العلم والإيمان بحسب تفاوتهم في تحقيق هذا التوحيد كما قد بسط في موضعه والله أعلم).[194]
وقال: ((تخلقوا بأخلاق الله) فإن هذا من جنس ما يقوله المتفلسفة الصابئون ومن سلك مسلكهم من الإسلاميين من قولهم إن الفلسفة هي التشبه بحسب الطاقة فيثبتون أن العبد يصير شبيهاً بالله تعالى بفعل نفسه ويحتج من اتبعهم على ذلك كأبي حامد وغيره بقوله تخلقوا بأخلاق الله وهذا اللفظ لا يعرف عن النبي صلى الله عليه وسلم في شيء من كتب الحديث ولا هو معروف عن أحد من أهل العلم بل هو من باب الموضوعات عندهم وإن كان قد يفسر بمعنى صحيح يوافق الكتاب والسنة فإن الشارع قد ذكر أنه يحب اتصاف العبد بمعاني أسماء الله تعالى كقول النبي صلى الله عليه وسلم إن الله جميل يحب الجمال إنه وتر يحب الوتر إنه طيب لا يقبل إلا طيباً الراحمون يرحمهم الرحمن إنك عفو تحب العفو فاعف عني إن الله نظيف يحب النظافة لكن المقصود أن هؤلاء مع كونهم أظهر الناس تبرؤا من التشبيه يزعمون أن كمال الفلسفة عندهم أن يفعل الإنسان ما يصير به مشابهاً لله في الجملة وقد وافقهم عليه بعض المتكلمين وإن كان كثير من المتكلمين يخالفونهم في ذلك ويقول أخبرهم كالمازري ليس لله خلق يتخلق به العبد فلأن يكون الله هو القادر على أن يخلق ما يشبهه من بعض الوجوه أولى وأحرى فيكون هذا ثابتاً بخلق الله تعالى وأما الأخلاق والأفعال المناسبة المشابهة لمعاني أسمائه التي يحبها فهي مما أمر به وهو سبحانه له الخلق والأمر)[195]
القاعدة الثالثة عشر
الأسماء التي تطلق على الله تعالى وعلى العبد[196]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(فلله تعالى أسماء كثيرة، فإنه سبحانه له الأسماء الحسنى. ومن أسمائه القدير، والقدرة تستلزم من قدرته على المخلوقات ما لا يدل عليه العلم، وخلقه للمخلوقات يدل على قدرته أبلغ من دلالته على علمه، واختصاصه بالقدرة أظهر من اختصاصه بالعلم، حتى إن طائفة من النظار كأبي الحسن الأشعري وغيره يقول: أخص وصفه القدرة على الاختراع، فلا يوصف بذلك غيره.
والجهم بن صفوان قبله يقول: ليس في الوجود قادر غيره، ولا لغيره قدرة، والأشعري وإن أثبت للمخلوق قدرة، لكن يثبت قدرة لا تؤثر في المقدور، ولم يقل أحد من العقلاء: إن أخص وصفه الحياة والعلم، ولا إن غيره ليس بحي ولا عالم، فكان جعل القدير اسما وغيره صفة - إن كان الفرق حقا - أولى من العكس، فكيف إذا كان الفرق باطلا فإن أسماءه تعالى التي يعرفها الناس هي أسماء، وهي صفات في اصطلاح أهل العربية تدل على معان، هي صفاته القائمة به.
فالحي يدل على الحياة، والعليم يدل على العلم، والقدير يدل على القدرة، هذا مذهب سلف الأمة وجماهير الأمم، ومن الناس فرقة شاذة تزعم أن هذه الأسماء لا تدل على معان كأسماء الأعلام، وقد تنازع الناس فيما يسمى به سبحانه، ويسمى به غيره كالحي والعليم والقدير. فالجمهور على أنه حقيقة فيهما، وقالت طائفة كأبي العباس الناشي [197]: إنها حقيقة في الرب عز وجل مجاز في المخلوق، وقالت طائفة عكس هؤلاء من الجهمية والملاحدة والمتفلسفة: إنها مجاز في الرب عز وجل حقيقة في المخلوق، والأولون هي عندهم متواطئة، وقد يسمونها مشككة لما فيها من التفاضل، وبعضهم يقول: هي مشتركة اشتراكا لفظيا[198]).[199]
وقال: (اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات:
وإذا كان من المعلوم بالضرورة أن في الوجود ما هو قديم واجب بنفسه، وما هو مُحْدَث ممكن، يقبل الوجود والعدم، فمعلوم أن هذا موجود وهذا موجود ولا يلزم من اتفاقهما في مسمى (الوجود) أن يكون وجود هذا مثل وجود هذا، بل وجود هذا يخصّه ووجود هذا يخصه، واتفاقهما في اسم عام لا يقتضي تماثلهما في مسمى ذلك الاسم عند الاضافة والتقييد والتخصيص ولا في غيره، فلا يقول عاقل - إذا قيل: إن العرش شيء موجود وإن البعوض شيء موجود - إن هذا مثل هذا لاتفاقهما في مسمى (الشيء) و(الوجود)، لأنه ليس في الخارج شيء موجود غيرهما يشتركان فيه، بل الذهن يأخذ معنى مشتركا كليا هو مسمى الاسم المطلق، وإذا قيل: هذا موجود وهذا موجود، فوجود كلّ منهما يخصه لا يشركه فيه غيره، مع أن الاسم حقيقة في كل منهما.
أسماء الله وصفاته مختصة به وإن اتفقت مع ما لغيره عند الإطلاق:
ولهذا سمى الله نفسه بأسماء وسمّى صفاته بأسماء، فكانت تلك الأسماء مختصة به إذا أضيفت إليه لا يشركه فيها غيره، وسمّى بعض مخلوقاته بأسماء مختصة بهم مضافة إليهم توافق تلك الأسماء إذا قطعت عن الإضافة والتخصيص، ولم يلزم من اتفاق الاسمين تماثل مسماهما واتحاده عند الإطلاق والتجريد عن الإضافة والتخصيص، لا اتفاقهما، ولا تماثل المسمى عند الإضافة والتخصيص، فضلا عن أن يتحد مسماهما عند الإضافة والتخصيص.
فقد سمّى الله نفسه حيًّا، فقال: (اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) (البقرة/255) وسمّى بعض عباده حيًا، فقال: (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) (الروم/19) وليس هذا الحيّ مثل هذا الحي، لأن قوله (الْحَيُّ) اسم لله مختص به، وقوله (يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ) اسم للحي المخلوق مختص به، وإنما يتفقان إذا أُطلقا وجُرِّدا عن التخصيص، ولكن ليس للمطلق مسمّى موجود في الخارج، ولكن العقل يفهم من المطلق قدرًا مشتركا بين المسميين، وعند الاختصاص يقيّد ذلك بما يتميز به الخالق عن المخلوق، والمخلوق عن الخالق.
ولا بدّ من هذا في جميع أسماء الله وصفاته، يُفهم منها ما دلّ عليه الاسم بالمواطأة والاتفاق، وما دلّ عليه بالإضافة والاختصاص، المانعة من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه سبحانه وتعالى.
وكذلك سمّى الله نفسه عليمًا حليمًا، وسمّى بعض عباده عليمًا، فقال: (وَبَشَّرُوهُ بِغُلاَمٍ عَلِيمٍ) (الذاريات/28) يعني إسحق، وسمّى آخر حليمًا، فقال: (فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلاَمٍ حَلِيمٍ) (الصافات/101) يعني إسماعيل، وليس العليم كالعليم، ولا الحليم كالحليم.
وسمّى نفسه سميعًا بصيرًا، فقال: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) (النساء/58) وسمّى بعض خلقه سميعًا بصيرًا فقال: (إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا) (الإنسان/2) وليس السميع كالسميع، ولا البصير كالبصير.
وسمّى نفسه بالرءوف الرحيم، فقال: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (البقرة/143) وسمّى بعض عباده بالرءوف الرحيم فقال: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ) (التوبة/128) وليس الرءوف كالرءوف، ولا الرحيم كالرحيم.
وسمى نفسه بالملك، فقال: (الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ) (الحشر/23) وسمّى بعض عباده بالملك، فقال: (وَكَانَ وَرَاءَهُم مَّلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا) (الكهف/79) ، (وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ) (يوسف/50) وليس الملك كالملك.
وسمى نفسه بالمؤمن، فقال: (الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ) (الحشر/23) وسمّى بعض عباده بالمؤمن، فقال: (أَفَمَن كَانَ مُؤْمِنًا كَمَن كَانَ فَاسِقًا لاَّ يَسْتَوُونَ) (السجدة/18) وليس المؤمن كالمؤمن.
وسمّى نفسه بالعزيز، فقال: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ) (الحشر/23) ، وسمّى بعض عباده بالعزيز، فقال: (قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ) (يوسف/51) وليس العزيز كالعزيز.
وسمّى نفسه الجبار المتكبر، وسمّى بعض خلقه بالجبار المتكبر، فقال: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر/35) وليس الجبار كالجبار، ولا المتكبر كالمتكبر. ونظائر هذا متعددة.) [200]
فائدة
التوافق بين أسماء الله وأسماء صفاته وبين أسماء المخلوقين وأسماء صفاتهم لا يستلزم التوافق في المسمى
قلت:
قال الشيخ عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي: (وقد أشكل على بعض الناس التوافق في أسماء صفات الله عز وجل وأسمائه وأسماء وصفات المخلوقين، فالله عز وجل هو الحي وقد سمى بعض عباده الحي، وهو سبحانه وتعالى يعلم وعبده يعلم أيضاً، وهو سبحانه وتعالى له قدم ولعبده قدم، وهو سبحانه وتعالى له عينان ولعبده عينان، وهو سبحانه وتعالى له يد ولعبده يد، هذا التوافق أشكل وأصبح مأزقاً عند الكثير لا يستطيع الخروج منه، أو يخرج منه ببدعة ضالة إما بدعة التعطيل ونفي صفات الله سبحانه وتعالى وحقائقها، أو التمثيل وهو أن صفات الله سبحانه وتعالى مثل صفات المخلوقين.
وهذا المأزق يمكن أن نحله كالتالي: أن التوافق بين أسماء صفات الله عز وجل وأسماء صفات المخلوق لا تستلزم التوافق في المسمى، فالله عز وجل يقول: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}(البقرة 255)، ويقول: {يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ}(الروم 19) فسمى نفسه الحي وسمى عبده الحي.
وكذلك الحال في بقية الأسماء والصفات.
نقول: إن الاشتراك في الأسماء لا يقتضي التماثل في المسميات، فإن هذا الاشتراك يحصل في قدر كلي لا وجود له في الخارج وإنما هو موجود في عقل الإنسان وذهنه.
ويتميز بالنسبة، يعني: عندما ننسب هذا الأمر نقول مثلاً: يد الإنسان؛ فعرفنا خصوصية معينة لهذه اليد وهي أنها يد إنسان ذات صفة معينة.
وإذا قلنا: يد الله، عرفنا أنها يد خاصة بالله سبحانه وتعالى لها صفة أخرى تختلف عن صفة المخلوق لأن هناك فارقاً بين الخالق والمخلوق.
فهذه القضية لم يدركها المعطلة ولا الممثلة، فالمعطلة قالوا: إن هذا التشابه يقتضي التماثل التام بين صفات الله عز وجل وصفات خلقه، وبناءً على هذا فلا بد أن ننفي مقتضاها، ورتبوا على هذا أن النصوص القرآنية والنبوية ظواهرها التمثيل، وأن اعتقاد ذلك كفر والعياذ بالله، وأنه لا بد لنا من التأويل، وأن التأويل هو العقيدة الصحيحة التي تجعلنا نصل إلى حقيقة صفات الله سبحانه وتعالى، وأما الإيمان بالظواهر وإثبات ما أثبته الله لنفسه فإن هذا يستلزم التمثيل ولا بد.
أما الممثلة فقالوا نفس الكلام، لكن قالوا: لا بد أن نؤمن بما أخبر الله، وقد أخبر الله بالتمثيل فلا بد أن نؤمن به.
والحق أن كلتا الطائفتين أخطأت، فإن الله عز وجل لم يجعل ظاهر هذه النصوص التمثيل، ولم يجعل ظاهر هذه النصوص الموافقة التامة، وإنما هي تتفق في الأسماء لكن تختلف في الحقائق.
فأنت الآن مثلاً تقول: يد الفيل، وتقول: يد النملة، هنا يد وهنا يد، لكن هذه مختلفة عن هذه من كل الوجوه.
وبناءً على هذا نقول: إن القدر المشترك بين اسم صفة الله عز وجل واسم صفة العبد لا حقيقة له من حيث الواقع، وإنما هو قدر يقتضيه الاشتراك الذهني فقط، يعني: يمكن أن يوجد في الذهن أن هذه يد وهذه يد، لكن لا يوجد لها صورة وحقيقة معينة في ذهنك.
ويمكن أن توجد في الخارج عند الاختصاص أي: عندما يكون يد الله أو يد المخلوق، فتقول: يد المخلوق وتعرف حقيقتها وتعرف طبيعتها، ويد الله عز وجل تليق بجلاله لا تشبه يد المخلوق، ولا نعلم كيفيتها.
فمجرد الاشتراك في الاسم لا يقتضي التماثل في المسميات، ولهذا ضرب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مثلاً في كتابه التدمرية بالجنة، فقال: الجنة ورد في النصوص الشرعية أن فيها نخلاً وفيها ثمراً وفيها فواكه، لكن لا تشبه شيئاً مما في الدنيا، فليست فواكه الجنة مثل فواكه الدنيا، وليس هناك تشابه أصلاً بينهما، ولهذا ورد عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: ليس شيء في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء.
وهذه الأسماء معنى كلي في الذهن، أي: لا يمكن للإنسان أن يميزه إلا بالاختصاص، فإذا خصه فقال: ثمرة الدنيا أو ثمرة الآخرة، وهكذا الحال في كل الأسماء الكلية، فإن الأسماء الكلية لا وجود لها في الواقع، وقد يعبر بعض العلماء عن كلمة الواقع هذه فيقول: في الخارج، يعني: خارج الذهن، فيقولون: في الداخل يعني: داخل الذهن، وفي الخارج يعني: الواقع المعاش الذي يعايشه الناس.
إذاً القدر المشترك هو المعنى الكلي الذي يؤخذ من مطلق الاسم، مثل عموم كلمة يد، أو عموم كلمة نزول، أو عموم كلمة علم، أو عموم كلمة وجه، لكن عند الاختصاص تتمايز وتختلف بشكل تام). [201]
القاعدة الرابعة عشر
دلالة الأسماء التي تطلق على الله تعالى وعلى العبد[202]
الصِّفات لها ثلات اعتبارات مطلقة أو مضافة للعبد أو مضافة للرب
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(وأصل هذا أن ما يوصف الله به، ويوصف به العباد، يوصف الله به على ما يليق به، ويوصف به العباد بما يليق بهم من ذلك، مثل الحياة والعلم والقدرة والسمع والبصر والكلام، فإن الله له حياة وعلم وقدرة وسمع وبصر وكلام، فكلامه يشتمل على حروف وهو يتكلم بصوت نفسه، والعبد له حياة وعلم وقدرة وسمع وبصر وكلام، وكلام العبد يشتمل على حروف وهو يتكلم بصوت نفسه.
فهذه الصفات لها ثلاث اعتبارات:
تارة تعتبر مضافة إلى الرب.
وتارة تعتبر مضافة إلى العبد.
وتارة تعتبر مطلقة لا تختص بالرب والعبد.[203]
فإذا قال العبد: حياة الله وعلم الله وقدرة الله وكلام الله ونحو ذلك، فهذا كله غير مخلوق ولا يماثل صفات المخلوقين، وإذا قال علم العبد وقدرة العبد وكلام العبد، فهذا كله مخلوق ولا يماثل صفات الرب، وإذا قال العلم والقدرة والكلام، فهذا مجمل مطلق لا يقال عليه أنه مخلوق ولا أنه غير مخلوق، بل ما اتصف به الرب من ذلك فهو غير مخلوق، وما اتصف به العبد من ذلك فهو مخلوق، فالصفة تتبع الموصوف؛ فإن كان الموصوف هو الخالق فصفاته غير مخلوقة، وإن كان الموصوف هو العبد المخلوق فصفاته مخلوقة.)[204]
وقال: (فإنه يجب تنزيه الرب عنها، وينفي عنه مماثلة المخلوقات، فإنه كما يجب تنزيه الرب عن كل نقص وعيب يجب تنزيهه عن أن يماثله شيء من المخلوقات في شيء من صفات الكمال الثابتة له، وهذان النوعان يجمعان التنزيه الواجب لله، و (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)، دلت على النوعين. فقوله: (أَحَدٌ)، مع قوله: (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ) ينفي المماثلة والمشاركة، وقوله: (الصَّمَدُ)، يتضمن جميع صفات الكمال، فالنقائص جنسها منفي عن الله تعالى وكل ما اختص به المخلوق، فهو من النقائص التي يجب تنزيه الرب عنها، بخلاف ما يوصف به الرب، ويوصف العبد بما يليق به، مثل العلم والقدرة والرحمة، ونحو ذلك، فإن هذه ليست نقائص، بل ما ثبت لله من هذه المعاني، فإنه يثبت لله على وجه لا يقاربه فيه أحد من المخلوقات، فضلا عن أن يماثله فيه، بل ما خلقه الله في الجنة من المآكل والمشارب والملابس، لا يماثل ما خلقه في الدنيا وإن اتفقا في الاسم، وكلاهما مخلوق. قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء)[205]، فقد أخبر الله أن في الجنة لبنًا وخمرًا وعسلًا وماءً وحريرًا وذهبًا وفضةً، وتلك الحقائق ليست مثل هذه، وكلاهما مخلوق. فالخالق تعالى أبعد عن مماثلة المخلوقات من المخلوق إلى المخلوق.
وقد سمى الله نفسه عليمًا، حليمًا، رؤوفًا، رحيمًا، سميعًا، بصيرًا، عزيزًا، ملكًا، جبارًا، متكبرًا، مؤمنًا، عظيمًا، كريمًا، غنيًا، شكورًا، كبيرًا، حفيظًا، شهيدًا، حقًا، وكيلًا، وليًا، وسمى أيضًا بعض مخلوقاته بهذه الأسماء، فسمى الإنسان سميعًا بصيرًا، وسمى نبيه رؤوفًا رحيمًا، وسمى بعض عباده ملكًا، وبعضهم شكورًا، وبعضهم عظيمًا، وبعضهم حليمًا وعليمًا، وسائر ما ذكر من الأسماء، مع العلم بأنه لَيْسَ الْمُسَمَّى بِهَذِهِ الْأَسْمَاءِ مِنْ الْمَخْلُوقِينَ مُمَاثِلًا لِلْخَالِقِ جَلَّ جَلَالُهُ في شيء من الأشياء.).[206]
وقال: قال ابن عباس: (ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء) رواه الأعمش عن أبي ظبيان عن ابن عباس وقد رواه غير واحد منهم محمد ابن جرير الطبري في التفسير في قوله: (وأتوا به متشابها) (سورة البقرة/25).
وإذا كان بين المخلوق والمخلوق قدر فارق مع نوع من إثبات القدر المشترك الذي يقتضي التناسب والتشابه من بعض الوجوه، فمعلوم أن ما بين الخالق والمخلوق من المفارقة والمباينة أعظم مما بين المخلوق والمخلوق، فهذا مما يوجب نفي مماثلة صفاته لصفات خلقه، ويوجب أن ما بينهما من المباينة والمفارقة أعظم مما بين مخلوق ومخلوق مع أنه لولا أن بين مسمى الموجود والموجود، والحي والحي، والعليم والعليم، والقدير والقدير، وأمثال ذلك من المعنى المتفق المتواطئ المناسب والمتشابه ما يوجب فهم المعنى لم يفهمه، ولا أمكن أن يفهم أحد ما أخبر به عن الأمور الغائبة).[207]
فائدة
أقسام الألفاظ المشتركة في اللغة ودلالتها
قلت:
قال الشيخ عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي: (وقد وقع خلاف كبير عند هؤلاء في القدر المشترك في الأسماء ما هو؟ هل هو مقول بالاشتراك اللفظي، أو هو مقول كما يسمونه بالتواطؤ، أو هو مقول بالتشكيك؟ وهذه مصطلحات للكلمات العربية.
فبعضها تقال بالاشتراك اللفظي، مثلاً كلمة عين، ممكن تفهم عين الإنسان، وممكن تفهم العين الجارية، وممكن تفهم الجاسوس، ويمكن أن تفهم أشياء متعددة مع أن الكلمة واحدة، فيعرفون الاشتراك اللفظي بأنه اللفظ الذي يدل على حقائق مختلفة وهو لفظ واحد.
فالعين لفظ واحد، لكنها تدل على حقائق مختلفة تمام الاختلاف.
كذلك (المشتري) تطلق على الإنسان الذي يشتري بضاعة من بائع، وتطلق على الكوكب، والفرق بين الكوكب وبين المشتري كشخص في الحقائق تماماً.
وهناك اصطلاح آخر وهو التواطؤ، والتواطؤ هو الاسم الكلي الذي يدل على أنواع متعددة متفقة في الحقيقة، يمثلون له بكلمة إنسان، فكلمة إنسان كلمة كلية عامة تدل على أشخاص كثر، هذا إنسان وهذا إنسان وهذا إنسان، لكنها كلها متفقة في الحقيقة، أي: حقيقة الإنسان أن له جسداً وروحاً وعينين وأذنين، لكن هذا الإنسان يختلف عن هذا الإنسان، هذا زيد وهذا عمرو، وهذا محمد، وهذا خالد، وهذا فهد، وهكذا.
هذا يسمى التواطؤ.
والتواطؤ يقسمه بعض الأصوليين إلى قسمين: تواطؤ عام.
وتواطؤ خاص.
وهناك فرق بين التواطؤ العام والتواطؤ الخاص، وقد يسمون التواطؤ الخاص بالمشكك.
ومعنى اصطلاح المشكك: اللفظ الذي يدل على أكثر من معان مختلفة في الحقيقة، لكن مقسمها واحد، وهناك فرق بين أن يكون حقيقتها واحدة وبين أن يكون مقسمها واحداً، مثل كلمة (الحيوان) تدل على أنواع متعددة لكن الحقيقة واحدة.
لكن في المشكك الحقيقة ليست واحدة، بل هي حقائق مختلفة، لكن ليس مثل الاشتراك اللفظي، وهي أن الحقائق مختلفة كلياً بحيث إن هذا له معنى مختلف عن المعنى الآخر، وهذه الحقائق المختلفة لها معنى، كل واحد يمكن أن يفهم فهماً من خلال الاسم العام والمطلق.
فإطلاق الصفات سواء إطلاقاً عاماً هكذا هي من جنس المشكك وليست من جنس الاشتراك اللفظي، ولهذا جمهور المعطلة من المعتزلة والأشاعرة والماتريدية وغيرهم يعتقدون أن إطلاق هذه الأسماء من جنس المشكك كما سبق، لكنهم ينفونها لاعتقادهم أن هذا يدل على التماثل ولا بد، ونحن نقول: إنه لا يدل على التماثل وإنما هو معنى عام مشترك يتمايز في الحقائق.
وانحرف بعضهم انحرافاً كبيراً جداً في هذه المسألة فقال: إن إطلاق هذه الأسماء هي من جنس الاشتراك اللفظي.
وهذا يدل على أن الذي يؤمن بهذه القضية سيدخل في فوضى كبيرة من خلال تفكره في هذا الاشتراك اللفظي.
ونحن قلنا: إن الاشتراك اللفظي هو الكلمة التي تستخدم في حقائق متعددة، يعني: العين الباصرة غير العين الجارية من كل وجه، يعني: ليس هناك قدر مشترك بينها أبداً، فهي مختلفة من كل وجه، وإنما اتفقت في الحروف (ع ي ن).
وأما اتفاق أسماء صفات الله عز وجل مع أسماء المخلوقين فهي ليست من هذا الباب، وإنما هي من باب الاتفاق في قدر مشترك ومعنى عام يختلف في الحقائق عند الإضافة، فيقال: هذه صفة المخلوق وهذه صفة الخالق، هذه صفة الله وهذه صفة العبد مثلاً، لأن القول بأنها من الاشتراك اللفظي يجعل الإنسان في متاهة وفي حيرة كبيرة، فعندما يقرأ: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}(البقرة 255) ماذا يفهم من كلمة الحي؟ يعني: ما دام أنه بالاشتراك اللفظي يمكن أن يكون معناها بعيداً كل البعد، ونحن خاطبنا الله عز وجل بلغة العرب الواضحة البينة، وإنما يتضح معنى الآية من السياق.
ولو أخذنا مثالاً واحداً وهو الوجود، فالله عز وجل موجود والعبد موجود، لكن وجود الله ليس مثل وجود العبد، بل هو مختلف تماماً، لكن هذا وجود وهذا وجود، بمعنى: هذا ليس بمعدوم وهذا ليس بمعدوم أيضاً.
والوجود له معنى عام يفهمه الإنسان، لكن هذا المعنى لا يمكن للإنسان أن يحدده بالنسبة لله ويجعلها مثل صفة المخلوق، وهذا هو التمثيل الذي حذر الله ونهى عنه.
على كل حال هذه خلاصة هذه المسألة، وهي مسألة طويلة الذيل، وهذا هو المأزق الذي وقع فيه أهل الكلام سواء المعطلة منهم أو المشبهة، والحق هو ما سبق أن أشرنا إليه، ولهذا يرد كثيراً في كلام شيخ الإسلام رحمه الله أن من لم يقل بالقدر المشترك فهو ينفي وجود الله سبحانه وتعالى.
ومعنى كلامه أن من لم يقل بأن هناك قدراً مشتركاً بين وجود العبد ووجود الخالق، وأن هذا القدر المشترك لا يقتضي التماثل وإنما هناك تمايز من كل وجه إذا أضيفت إلى الخالق أو المخلوق؛ فإن هذا يقتضي ألا يثبت وجوداً أصلاً، أي: لا يثبت وجوداً حقيقياً لله سبحانه وتعالى.
هذا ما يتعلق بقضية موقف السلف الصالح رضوان الله عليهم بشكل مجمل في إثبات الأسماء والصفات، فهم يثبتونها كما أثبتها الله عز وجل وكما أثبتها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينفون ما نفاه الله عز وجل أو نفاه عنه رسوله صلى الله عليه وسلم).[208]
القاعدة الخامسة عشر
ما يلزم من الصفات وما لا يلزم [209]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(وهنا أربع مسائل مسألتان عقليتان ومسألتان سمعيتان لغويتان:
الأولى: أن الصفة إذا قامت بمحل عاد حكمها إلى ذلك المحل فكان هو الموصوف بها فالعلم والقدرة والكلام والحركة والسكون إذا قام بمحل كان ذلك المحل هو العالم القادر المتكلم أو المتحرك أو الساكن
الثانية: أن حكمها لا يعود على غير ذلك المحل فلا يكون عالما بعلم يقوم بغيره ولا قادرا بقدرة تقوم بغيره ولا متكلما بكلام يقوم بغيره ولا متحركا بحركة تقوم بغيره وهاتان عقليتان
الثالثة: أنه يشتق لذلك المحل من تلك الصفة اسم إذا كانت تلك الصفة مما يشتق لمحلها منها اسم كما إذا قام العلم أو القدرة أو الكلام أو الحركة بمحل قيل عالم أو قادر أو متكلم أو متحرك بخلاف أصناف الروائح التي لا يشتق لمحلها منها اسم
الرابعة: أنه لا يشتق الاسم لمحل لم يقم به تلك الصفة فلا يقال لمحل لم يقم به العلم أو القدرة أو الإرادة أو كلام أو الحركة إنه عالم أو قادر أو مريد أو متكلم أو متحرك).[210]
وقال: (أن المعنى إذا قام بمحل عاد حكمه على ذلك المحل؛ واشتق لذلك المحل منه اسم؛ ولم يشتق لغيره منه اسم وعاد حكمه على ذلك المحل؛ ولم يعد على غيره؛ كما أن الحركة والسواد والبياض والحرارة والبرودة إذا قامت بمحل كان هو المتحرك الأسود الأبيض الحار البارد دون غيره.
قالوا: فكذلك الكلام والإرادة إذا قاما بمحل كان ذلك المحل هو المتكلم المريد دون غيره. قالوا: فلا يكون المتكلم متكلما إلا بكلام يقوم به؛ ولا مريدا إلا بإرادة تقوم به؛ وكذلك لا يكون حيا عالما قادرا إلا بحياة وعلم وقدرة تقوم به؛ وطرد هذا أنه لا يكون فاعلا إلا بفعل يقوم به.
ولهذا استعاذ النبي صلى الله عليه وسلم بصفات الله تعالى وأفعاله وذاته فقال: (اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك؛ وبمعافاتك من عقوبتك؛ وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك). وهذا مما استدل به الأئمة أحمد بن حنبل وغيره على أن كلام الله ليس بمخلوق؛ قالوا: لأنه استعاذ به ولا يستعاذ بمخلوق).[211]
وقال: (قلت: المقصود التنبيه على أن السلف فهموا حقيقة قول هؤلاء الجهمية الذي هو حقيقة قول القرامطة ومن وافقوه من الفلاسفة فإنهم ينفون الصفات وهم في الحقيقة ينفون الأسماء أيضا لكن يحتاجون إلى إطلاقها في الظاهر لأجل تظاهرهم بالإسلام ويتأولونها على أنه خلق معانيها في غيره وهذه هي القاعدة المعروفة وهو أن الصفة إذا قامت بمحل عاد حكمها على ذلك المحل دون غيره ووجب أن يشتق لذلك المحل من لفظها اسم ولا يشتق لغيره الاسم).[212]
فائدة
قوله تعالى: (وكلم الله موسى تكليما) وقوله: (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) وقوله: (ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه)، يقتضي أن الله هو المكلم فكما يمتنع أن يقال : هو متكلم بكلام قائم بغيره يمتنع أن يقال كلم بكلام قائم بغيره فهذه ثلاثة أوجه:
أحدها: أنه يلزم الجهمية على قولهم أن يكون كل كلام خلقه الله كلاما له إذ لا معنى لكون القرآن كلام الله إلا كونه خلقه وكل من فعل كلاما ولو في غيره كان متكلما به عندهم وليس للكلام عندهم مدلول يقوم بذات الرب تعالى لو كان مدلول قائما لكونه خلق صوتا في محل والدليل يجب طرده فيجب أن يكون كل صوت بخلقه له كذلك وهم يجوزون أن يكون الصوت المخلوق على جميع الصفات فلا يبقى فرق بين الصوت الذي هو كلام الله على قولهم والصوت الذي ليس هو بكلام
الثاني: أن الصفة إذا قامت بمحل كالعلم والقدرة والكلام والحركة عاد حكمه إلى ذلك المحل ولا يعود حكمه إلى غيره
الثالث: أن مشتق المصدر منه اسم الفاعل والصفة المشبهة به ونحو ذلك ولا يشتق ذلك لغيره وهذا كله ظاهر بين وهو ما يبين قول السلف والأئمة أن من قال : إن الله خلق كلاما في غيره لزمه أن يكون حكم التكلم عائدا إلى ذلك المحل لا إلى الله
الرابع: أن الله وكد تكليم موسى بالمصدر فقال: (تكليما) قال غير واحد من العلماء: التوكيد بالمصدر ينفي المجاز لئلا يظن أنه أرسل غيره ممن لم يكلمه، وقال: (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا) الآية فكان تكليم موسى من وراء حجاب وقال: (يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي) وقال: (إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده) إلى قوله: (وكلم الله موسى تكليما).[213]
القاعدة السادسة عشر
الأسماء الحسنى لا تدخل تحت حصر ولا تحد بعدد[214]
أسماء الله تبارك وتعالى غير محصورة بعدد
(أسماء الله تبارك وتعالى متعددة كثيرة، فإنه:
(هو الله الذي لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمن الرحيم ۞ هو الله الذي لا إله إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون ۞ هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم)(الحشر/22- 24).
وقال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون) (الأعراف/180) .
وقال تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى)(الإسراء/110) .
وقال تعالى: (طه ۞ ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى ۞ إلا تذكرة لمن يخشى ۞ تنزيلا ممن خلق الأرض والسماوات العلا۞ الرحمن على العرش استوى ۞ له ما في السماوات وما في الأرض وما بينهما وما تحت الثرى ۞ وإن تجهر بالقول فإنه يعلم السر وأخفى ۞ الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى)(طه/1- 8) .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن لله تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة) وهذا معناه في أشهر قولي العلماء وأصحهما أن من أسمائه تعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة، وإلا فأسماؤه تبارك وتعالى: أكثر من ذلك، كما في الحديث الآخر الذي رواه أحمد في مسنده، وأبو حاتم في صحيحه، عن ابن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أصاب عبدا قط هم ولا حزن وقال اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي وغمي، إلا أذهب الله همه وغمه، وأبدل مكانه فرحا، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتعلمهن، قال: بلى ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن) [215].)[216]
و(الذي عليه جمهور العلماء أن قول النبي r: (إن لله تسعة وتسعين أسماً من أحصاها دخل الجنة) معناه أن من أحصى التسعة والتسعين من أسمائه دخل الجنة ليس مراده أنه ليس له إلا تسعة وتسعون أسماً، فإنه في الحديث الآخر الذي رواه أحمد وأبو حاتم في صحيحه (أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحداً من خلقك أو أستأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب غمي وهمي) .
وثبت في الصحيح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: ( اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وبك منك لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك) فأخبر أنه صلى الله عليه وسلم لا يحصى ثناء عليه ولو أحصى جميع أسمائه لأحصى صفاته كلها، فكان يحصي الثناء عليه لأن صفاته إنما يعبر عنها بأسمائه).[217]
القاعدة السابعة عشر
اسماؤه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا ومقترنا بغيره [218]
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(أن أسماء الله - مثل العليم والقدير والرحمن والرحيم - دالة على نفسه المقدَّسةِ بما لها من نفسِ علمِه وقدرته ورحمته، وهذا الاسم الذي دلَّ على هذا المعنى لا يجوز أن يُسمَّى به سِواه أصلًا، وإذا أطلقناه على المخلوق وقلنا في الإنسان: سميع بصير، فهذا الاسم الذي دلَّ على حقيقة سَمْع المخلوق وبَصرِه لا يُسمَّى الله به قطُّ، وأما الاسم المطلق الذي لا يُضاف فهو دالٌّ على القدر المشترك. فالاسم وإن كان لفظه قبلَ الإضافة والتعريف واحدًا، فهو بالإضافة والتعريف يصير دالًّا على أكثر مما كان دالًّا عليه حينَ التجرُّد).[219]
وقال: (واسمه الحي القيوم يجمع أصل معاني الأسماء والصفات كما قد بسط هذا في غير هذا الموضع، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله إذا اجتهد في الدعاء[220]).[221]
وقال: (أسماء الله المقترنة كالمعطي المانع والضار النافع المعز المذل الخافض الرافع[222]، فلا يفرد الاسم المانع عن قرينه ولا الضار عن قرينه؛ لأن اقترانهما يدل على العموم وكل ما في الوجود من رحمة ونفع ومصلحة فهو من فضله تعالى وما في الوجود من غير ذلك فهو من عدله فكل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل كما في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (يمين الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض؟ فإنه لم يغض ما في يمينه وبيده الأخرى القسط يخفض ويرفع)[223]، فأخبر أن يده اليمنى فيها الإحسان إلى الخلق ويده الأخرى فيها العدل والميزان الذي به يخفض ويرفع فخفضه ورفعه من عدله وإحسانه إلى خلقه من فضله). [224]
وقال: (وقد قال من قال من العلماء إن مثل أسمائه الخافض الرافع والمعز المذل والمعطي المانع والضار النافع لا يذكر ولا يدعى بأحد الاسمين الذي هو مثل الضار والنافع والخافض لأن الاسمين إذا ذكرا معًا دلّ ذلك على عموم قدرته وتدبيره وأنه لا رب غيره وعموم خلقه وأمره فيه مدح له وتنبيه على أن ما فعله من ضرر خاص ومنع خاص فيه حكمة ورحمة بالعموم وإذا ذكر أحدهما لم يكن فيه هذا المدح والله له الأسماء الحسنى ليس له مثل السوء قط فكذلك أيضًا الأسماء التي فيها عموم وإطلاق لما يحمد ويذم لا توجد في أسماء الله تعالى الحسنى لأنها لا تدل على ما يحمد الرب به ويمدح لكن مثل هذه الأسماء ومثل تلك ليس لأحد أن ينفي مضمونها أيضًا فيقول ليس بضار ولا خافض أو يقول ليس بمريد ولا متكلم ولا بائن عن العالم ولا متحيز عنه ونحو ذلك لأن نفي ذلك باطل وإن كان إثباته يثبت على الوجه المتضمن مدح الله وحمده وإذا نفاها نافٍ فقد تقابل ذلك النفي بالإثبات ردًّا لنفيه وإن لم تذكر مطلقة في الثناء والدعاء والخبر المطلق فإن هذا نوع تقييد يقصد به الرد على النافي المعطل وهذا في الإثبات والنفي جميعًا فمن العيوب والنقائص ما لا يَحْسن أن يثنى على الله به ابتداء لكن إذا وصفه به بعض المشركين نفي ذلك ردًّا لقولهم كمن يقول إن الله فقير ووالد ومولود أو ينام ونحو ذلك فيُنفى عن الله الفقر والولادة والنوم وغير ذلك فهذا أصل في التفريق بين ما ذكر من أسماء الله وصفاته مطلقًا وما لا يذكر إلا مقيدًا إما مقرونًا بغيره وإما لمعارضة مبطل وصف الله بالباطل فـ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الصافات/180-182)).[225]
لَيْسَ فِي أَسمَاء الله: (الْبعيد)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(القريب والبعيد: لَيْسَ فِي أَسمَاء الله الْبعيد وَلَا وَصفه بذلك أحد من سلف الْأمة وأمتها بل هُوَ موصوف بِالْقربِ دون الْبعد، وَفِي الحَدِيث الْمَشْهُور فِي التَّفْسِير أَن الْمُسلمين قَالُوا: يَا رَسُول الله أَقَرِيب رَبنَا فنناجيه أم بعيد فنناديه، فَأنْزل الله: (وَإِذا سَأَلَك عبَادي عني فَإِنِّي قريب)(الْبَقَرَة/186) وَهَذَا يَقْتَضِي وَصفه بِالْقربِ دون الْبعد، وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن أبي مُوسَى عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لأَصْحَابه لما جعلُوا يرفعون أَصْوَاتهم بِالتَّكْبِيرِ: (أَيهَا النَّاس اربعوا على أَنفسكُم فَإِنَّكُم لَا تدعون أَصمّ وَلَا غَائِبا إِنَّمَا تدعون سميعا قَرِيبا إِن الَّذِي تَدعُونَهُ أقرب إِلَى أحدكُم من عنق رَاحِلَته).
وَإِنَّمَا الْوَاجِب أَن يُوصف بالعلو والظهور كَمَا قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الحَدِيث الصَّحِيح: (أَنْت الظَّاهِر فَلَيْسَ فَوْقك شيء وَأَنت الْبَاطِن فَلَيْسَ دُونك شيء)، وَقَالَ تَعَالَى: (وَهُوَ الْعلي الْعَظِيم)(الْبَقَرَة/255) فَلَو قَالَ هُوَ الْعلي الْقَرِيب كَانَ حسنا صَوَابا وَكَذَلِكَ لَو قَالَ قريب فِي علوه عَليّ فِي دنوه.
فَأَما وَصفه بِأَن الْقَرِيب الْبعيد فَلَا أصل لَهُ بل هُوَ وصف بأسم حسن وبضده، كَمَا لَو قيل العلى السافل اَوْ الْجواد الْبَخِيل اَوْ الرَّحِيم القاسي وَنَحْو ذَلِك وَالله تَعَالَى لَهُ الْأَسْمَاء الْحسنى وَإِنَّمَا يُؤْتِي مثل هَؤُلَاءِ من الْقيَاس الْفَاسِد لما سَمِعُوهُ يخبر عَن نَفسه بِأَن الأول الآخر الظَّاهِر الْبَاطِن قاسوا على ذَلِك الْقَرِيب والبعيد وَهَذَا خطأ لِأَن تِلْكَ الْأَسْمَاء كلهَا حَسَنَة دَالَّة على كَمَال إحاطته مَكَانا وزمانا وَأما هَذَا فَهُوَ جمع بَين الإسم الْحسن وضده).[226]
القاعدة الثامنة عشر
أنواع الصفات
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(الصفات نوعان:
أحدهما صفات نقص فهذه يجب تنزيهه عنها مطلقا كالموت والعجز والجهل.
والثاني صفات كمال فهذه يمتنع أن يماثله فيها شيء وكذلك ما كان مختصا بالمخلوق فإنه يمتنع اتصاف الرب به فلا يوصف الرب بشيء من النقائص ولا بشيء من خصائص المخلوق وكل ما كان من خصائص المخلوق فلا بد فيه من نقص وأما صفات الكمال الثابتة له فيمتنع أن يماثله فيها شيء من الأشياء وبهذا جاءت الكتب الإلهية فإن الله تعالى وصف نفسه فيها بصفات الكمال على وجه التفصيل فأخبر: أنه بكل شيء عليم؛ وعلى كل شيء قدير؛ وأنه عزيز حكيم؛ غفور ودود؛ سميع بصير إلى غير ذلك من أسمائه وصفاته، وأخبر: أنه ليس كمثله شيء؛ ولم يكن له كفوا أحد؛ وقال تعالى: (هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً) فأثبت لنفسه ما يستحقه من الكمال بإثبات الأسماء والصفات ونفى عنه مماثلته المخلوقات.
ولهذا كان مذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفون الله سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل يثبتون له الأسماء والصفات وينفون عنه مماثلة المخلوقات إثبات بلا كمثيل وتنزيه بلا تعطيل، كما قال تعالى: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)، فقوله: (ليس كمثله شيء) رد على أهل التمثيل وقوله: (وهو السميع البصير) رد على أهل التعطيل وهؤلاء نفاة الأسماء من هؤلاء الغالية من الجهمية الباطنية والفلاسفة وإنما استطالوا على المعتزلة بنفي الصفات وأخذوا لفظ التشبيه بالاشتراك والإجمال كما أن المعتزلة فعلت كذلك بأهل السنة والجماعة مثبتة الصفات فلما جعلوا إثبات الصفات من التشبيه الباطل ألزمهم أولئك بطرد قولهم فألزموهم نفي الأسماء الحسنى والأمر بالعكس فإن إثبات الأسماء حق وهو يستلزم إثبات الصفات).[227]
وقال: (وأيضاً فإن ما به تثبت الصفات القائمة به، تثبت الأفعال القائمة به التي تحصل بقدرته واختياره، ونحو ذلك، وذلك أنه يقال: العلم والقدرة والسمع والبصر والكلام ونحو ذلك صفات كمال، فلو لم يتصف الرب بها اتصف بنقائضها كالجهل والعجز والصمم والبكم والخرس، وهذه صفات نقص، والله منزه عن ذلك، فيجب اتصافه بصفات الكمال، ويقال: كل كمال يثبت لمخلوق من غير أن يكون فيه نقص بوجه من الوجوه فالخالق تعالى أولى به، وكل نقص تنزه عنه مخلوق فالخالق سبحانه أولى بتنزيهه عنه، بل كل كمال يكون للموجود لا يستلزم نقصاً فالواجب الوجود أولى به من كل موجود، وأمثال هذه الأدلة المبسوطة في غير هذا الموضع).[228]
قلت:
قال الشيخ ابن عثيمين: (كل ما أثبت الله لنفسه من الصفات، فهو صفة كمال ولا يمكن أبداً أن يكون فيما أثبته الله لنفسه من الصفات نقص)
و(الصفات تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
صفة كمال مطلق،
وصفة كمال مقيد،
وصفة نقص مطلق.
أما صفة الكمال على الإطلاق، فهي ثابتة لله عز وجل، كالمتكلم، والفعال لما يريد، والقادر... ونحو ذلك.
وأما صفة الكمال بقيد، فهذه لا يوصف الله بها على الإطلاق إلا مقيداً، مثل: المكر، والخداع، والاستهزاء... وما أشبه ذلك، فهذه صفات كمال بقيد، إذا كانت في مقابلة من يفعلون ذلك، فهي كمال، وإن ذكرت مطلقة، فلا تصح بالنسبة لله عز وجل، ولهذا لا يصح إطلاق وصفه بالماكر أو المستهزئ أو الخادع، بل تقيد، فنقول: ماكر بالماكرين، مستهزئ بالمنافقين، خادع للمنافقين، كائد للكافرين، فتقيدها؛ لأنها لم تأت إلا مقيدة.
وأما صفة النقص على الإطلاق، فهذه لا يوصف الله بها بأي حال من الأحوال، كالعاجز، والخائن، والأعمى، والأصم، لأنها نقص على الإطلاق، فلا يوصف الله بها، وانظر إلى الفرق بين خادع وخائن، قال الله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(النساء/142)، فأثبت خداعه لمن خادعه، لكن قال في الخيانة: (وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ)(الأنفال/71)، ولم يقل: فخانهم، لأن الخيانة خداع في مقام الائتمان، والخداع في مقام الائتمان نقص، وليس فيه مدح أبداً.
فإذاً، صفات النقص منفية عن الله مطلقاً.
والصفات المأخوذة من الأسماء هي كمال بكل حال، ويكون الله عز وجل قد أتصف بمدلولها، فالسمع صفة كمال دل عليها اسمه السميع، فكل صفة دلت عليها الأسماء، فهي صفة كمال مثبته لله على سبيل الإطلاق، وهذه تجعلها قسماً منفصلاً، لأنه ليس فيها تفصيل، وغيرها تنقسم إلى الأقسام الثلاثة التي سلف ذكرها، ولهذا لم يسم الله نفسه بالمتكلم، مع أنه يتكلم، لأن الكلام قد يكون خيراً، وقد يكون شراً، وقد لا يكون خيراً ولا شراً، فالشر لا ينسب إلى الله، واللغو كذلك لا ينسب إلى الله، لأنه سفه، والخير ينسب إليه، ولهذا لم يسم نفسه بالمتكلم، لأن الأسماء كما وصفها الله عز وجل: (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الأعراف/180)، ليس فيها أي شيء من النقص، ولهذا جاءت باسم التفضيل المطلق.)[229]
القاعدة التاسعة عشر
من أسماء الله تعالى الحسنى ما يكون دالا على عدة صفات [230]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(قال الله تعالى: (قل هو الله أحد ۞ الله الصمد ۞ لم يلد ولم يولد ۞ ولم يكن له كفوا أحد)(الاخلاص/1-4).
وقال ابن عباس: الصمد: العليم الذي كمل في علمه، والعظيم الذي كمل في عظمته، القدير الكامل في قدرته، الحكيم الكامل في حكمته، السيد الكامل في سؤدده.[231]
وقال ابن مسعود وغيره: هو الذي لا جوف له.
والأحد: الذي لا نظير له.
فاسمه (الصمد) يتضمن اتصافه بصفات الكمال، ونفي النقائص عنه، واسمه (الأحد) يتضمن اتصافه أنه لا مثل له).[232]
وقال ابن القيم وقال لي شيخنا يوما: (لهذين الاسمين وهما (الحي القيوم) تأثير عظيم في حياة القلب وكان يشير إلى أنهما الاسم الأعظم).[233]
قلت:
اسم الله تعالى (السيد) جل جلاله.
إذا أطلق اسم السيد على الله
تعالى فهو بمعنى المالك والمولى والرب.
ومعناه: المحتاج إليه على الإطلاق.
فالسؤدد كله حقيقة لله، والخلق كلهم عبيده، إذ إن الله تعالى هو المالك لعبيده،
فنواصيهم بيديه، المتولي أمرهم، القائم على كل نفس بما كسبت، فما من معنى من معاني
السيادة إلا ولله تعالى أكمله. ومن آثار هذا الاسم:
1- إثبات السيادة لله تعالى
من جميع الوجوه.
2- وجوب إفراده جل وعلا بالربوبية، إذ هو رب كل شيء ومليكه، وخالقه ومدبره، وكل
شيء راجع إليه.
3- وجوب إفراده جل وعلا بالعبادة، فإنه إذا كان سيد كل شيء وربه ومليكه وخالقه
ورازقه، وكل شيء تحت تصرفه وتقديره، فإنه يمتنع حينئذ أن يعبد غيره، أو يسأل غيره،
أو يرجى غيره، أو يتوكل على غيره قال تعالى:
(لَهُ مَقَالِيدُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْض)(الزمر/63).
4- وجوب إفراده جل وعلا بالأسماء الحسنى والصفات العلى، كما قال تعالى: (لَيْسَ
كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِير)(الشورى/11)، وكما قال تعالى:
(وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ
يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُون
َ)(الأعراف/180)، وقال تعالى: (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ
الْحُسْنَى)(طه/8) وقال تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ
الْحَكِيم)(النحل/60)، وقال تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا
بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ
سَمِيّاً)(مريم/65).
5- وجوب جعل شرعه هو الحاكم
والسيد على كل أمر، فالحكم لله تعالى وحده، فالأمر أمره، والنهي نهيه، وأما
التحاكم إلى غيره، فهو قدح في هذه السيادة.
فمن جعل غير شرع الله حاكما يتحاكم إليه، فقد اتخذ سيدا غير الله، فالذين يجعلون
العقول حاكمة على شرع الله تعالى ما قدروا هذه السيادة حق قدرها، والذين يتحاكمون
إلى القوانين الوضعية الشيطانية، أعطوا هذه القوانين السيادة، والذين يقدمون آراء
الرجال، ويقلدون الآباء والشيوخ والأحبار والرهبان، ما جعلوا الله تعالى سيدا،
وإنما جعلوا السيادة للمتبوعين.
قال تعالى مخبرا عن أهل النار: (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا
وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا)(الأحزاب/67).
قال تعالى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ
اللَّهِ)(التوبة/31).
وقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ
يَأْذَنْ بِهِ الله)(الشورى/21).
وقال تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ
حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)(المائدة/50).
إلى غير ذلك من الآثار الجليلة التي دل عليها هذا الاسم.[234]
فائدة
أسم (الله) هو الاسم الجامع لمعاني أسماء الله الحسنى كلها، ما عُلِم منها، وما لم يُعلم؛ ولذلك يقال في كل اسم من أسمائه الكريمة: (هو من أسماء الله، ولا ينعكس).
القاعدة العشرين
معرفة الالحاد في أسماء الله تعالى حتى لا يقع فيه [235]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
- (وهكذا أهل السنة والجماعة في الفرق. فهم في باب أسماء الله وآياته وصفاته وسط بين أهل التعطيل الذين يلحدون في أسماء الله وآياته ويعطلون حقائق ما نعت الله به نفسه؛ حتى يشبهوه بالعدم والموات، وبين أهل التمثيل الذين يضربون له الأمثال ويشبهونه بالمخلوقات. فيؤمن أهل السنة والجماعة بما وصف الله به نفسه وما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف وتمثيل).[236]
- (من الإيمان بالله: الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه وبما وصفه به رسوله محمد صلى الله عليه وسلم من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل بل يؤمنون بأن الله سبحانه: (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) (الشورى/11)). فلا ينفون عنه ما وصف به نفسه ولا يحرفون الكلم عن مواضعه ولا يلحدون في أسماء الله وآياته ولا يكيفون ولا يمثلون صفاته بصفات خلقه لأنه سبحانه لا سمي له ولا كفو له ولا ند له ولا يقاس بخلقه I، فإنه سبحانه أعلم بنفسه وبغيره وأصدق قيلا وأحسن حديثا من خلقه ثم رسله صادقون مصدوقون؛ بخلاف الذين يقولون عليه ما لا يعلمون ولهذا قال سبحانه وتعالى: (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ۞ وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ ۞ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)(الصافات/180 - 182)، فسبح نفسه عما وصفه به المخالفون للرسل وسلم على المرسلين لسلامة ما قالوه من النقص والعيب، وهو سبحانه قد جمع فيما وصف وسمى به نفسه بين النفي والإثبات فلا عدول لأهل السنة والجماعة عما جاء به المرسلون؛ فإنه الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين).[237]
- (وإنما ينكر أن تكون هذه الأسماء حقيقة النفاة من القرامطة الإسماعيلية الباطنية ونحوهم من المتفلسفة الذين ينفون عن الله الأسماء الحسنى ويقولون: ليس بحي ولا عالم ولا جاهل ولا قادر ولا عاجز ولا موجود ولا معدوم؛ فهؤلاء ومن ضاهاهم ينفون أن تكون له حقيقة ثم يقول بعضهم: إن هذه الأسماء لبعض المخلوقات وأنها ليست له حقيقة ولا مجازا.
وهؤلاء الذين يسميهم المسلمون الملاحدة؛ لأنهم ألحدوا في أسماء الله وآياته وقد قال الله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأَعراف/180)، وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا)(فصلت/40) وهؤلاء شر من المشركين الذين أخبر الله عنهم بقوله: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)(الفرقان/60) وقال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ)(الرعد/30). فإن أولئك المشركين إنما أنكروا اسم الرحمن فقط وهم لا ينكرون أسماء الله وصفاته؛ ولهذا كانوا عند المسلمين أكفر من اليهود والنصارى. ولو كانت أسماء الله وصفاته مجازا يصح نفيها عند الإطلاق؛ لكان يجوز أن الله ليس بحي ولا عليم ولا قدير ولا سميع ولا بصير ولا يحبهم ولا يحبونه ولا استوى على العرش؛ ونحو ذلك).[238]
- (وَهَذَا يؤول إِلَى قَول القرامطة الباطنية وَنَحْوهم نفاة أَسمَاء الله تَعَالَى الَّذين يَقُولُونَ لَا يُقَال حَيّ وَلَا عَالم وَلَا قَادر وَهَذَا كُله من الْإِلْحَاد فِي أَسمَاء الله وآياته قَالَ تَعَالَى: (وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى فَادعوهُ بهَا وذروا الَّذين يلحدون فِي أَسْمَائِهِ)(الْأَعْرَاف/180).
وَإِذا كَانَ من الْإِلْحَاد إِنْكَار اسْمه (الرَّحْمَن) كَمَا قَالَ تَعَالَى: (وَإِذا قيل لَهُم اسجدوا للرحمن قَالُوا وَمَا الرَّحْمَن) (الْفرْقَان/60)، وَقَالَ: (قل ادعوا الله أَو ادعوا الرَّحْمَن أَيَّامًا تدعوا فَلهُ الْأَسْمَاء الْحسنى)(الْإِسْرَاء/110)، وَقَالَ تَعَالَى: (وهم يكفرون بالرحمن قل هُوَ رَبِّي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ توكلت وَإِلَيْهِ متاب)(الرَّعْد/30) إِلَى غير ذَلِك. فَإِذا كَانَ اسْمه (الرَّحْمَن) قد أنزل فِيهِ مَا انْزِلْ فَكيف إِنْكَار سَائِر الْأَسْمَاء وَمَعْلُوم أَن اللَّفْظ إِذا كَانَ علما مَحْضا لم يُنكره أحد وَلَو كَانَت أعلاما لم يفرق بَين الرَّحْمَن والعليم والقدير).[239]
- (قال تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)(النساء/59) وهذا عام في جميع الأشياء لاسيما باب أسماء الله وصفاته فإن الاعتصام في ذلك بالكتاب والسنة هو من أعظم أصول الإيمان فإن الله قد ذم الذين يلحدون في أسمائه وآياته ويجادلون فيه بغير علم والذين يجادلون بغير كتاب منزل من الله ونهى عن ضرب الأمثال له فقال: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأعراف/180)، وقال: (وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ)(الرعد/13)، وقد روي أنها نزلت فيمن جادل في الله من أي جنس هو من أجناس المخلوقات).[240]
- (الفرق بين مقام المخاطبة ومقام الإخبار فرق ثابت بالشرع والعقل، وبه يظهر الفرق بين ما يدعى الله به من الأسماء الحسنى، وبين ما يخبر به عنه وجل مما هو حق ثابت، لإثبات ما يستحقه سبحانه من صفات الكمال، ونفي ما تنزه عنه عز وجل من العيوب والنقائص، فإنه الملك القدوس السلام، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وقال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)(الأعراف/180) مع قوله: (قل أي شيء أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم)(الأنعام/19)، ولا يقال في الدعاء: يا شيء).[241]
قلت:
قال العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
(العشرون: وهي الجامعة لما تقدم من الوجوه، وهي معرفة الإلحاد في أسمائه حتى لا يقع فيه، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) الأعراف/180)، والإلحاد في أسمائه هو: العدول بها وبحقائقها ومعانيها عن الحق الثابت لها، وهو مأخوذ من الميل كما يدل عليه مادته (ل ح د). فمنه: اللحد، وهو الشق في جانب القبر الذي قد مال عن الوسط. ومنه: الملحد في الدين المائل عن الحق إلى الباطل.
قال ابن السِّكيت: الملحد
المائل عن الحق المُدْخل فيه ما ليس منه. ومنه الملتَحَد، وهو مفتعل من ذلك، وقوله
تعالى: (ولن تجد من دونه ملتحدا)(الكهف/27) أي: مَن تَعْدِل إليه وتهرب إليه
وتلتجئ إليه وتميل إليه عن غيره. تقول العرب: التحد فلان إلى فلان إذا عَدَلَ
إليه.
إذا عُرِف هذا فالإلحاد في أسمائه تبارك وتعالى أنواع:
أحدها: أن يسمى الأصنام بها كتسميتهم اللات من الإلهية، والعزى من العزيز،
وتسميتهم الصنم إلها، وهذا إلحاد حقيقة فإنهم عدلوا بأسمائه إلى أوثانهم وآلهتهم
الباطلة.
الثاني: تسميته بما لا يليق بجلاله كتسمية النصارى له: أبا، وتسمية الفلاسفة له:
موجبا بذاته، أو علة فاعلة بالطبع، ونحو ذلك.
وثالثها: وصفه بما يتعالى عنه ويتقدس من النقائص، كقول أخبث اليهود: إنه فقير.
وقولهم: إنه استراح بعد أن خلق خلقه. وقولهم: (يد الله مغلولة)(المائدة /64)،
وأمثال ذلك مما هو إلحاد في أسمائه وصفاته.
ورابعها: تعطيل الأسماء عن معانيها وجحد حقائقها، كقول من يقول من الجهمية وأتباعهم: إنها ألفاظ مجردة لا تتضمن صفات ولا معاني، فيطلقون عليه اسم: السميع والبصير والحي والرحيم والمتكلم والمريد، ويقولون: لا حياة له ولا سمع ولا بصر ولا كلام ولا إرادة تقوم به، وهذا من أعظم الإلحاد فيها عقلا وشرعا ولغة وفطرة، وهو يقابل إلحاد المشركين، فإن أولئك أعطوا أسماءه وصفاته لآلهتهم، وهؤلاء سلبوه صفات كماله وجحدوها وعطلوها، فكلاهما ملحد في أسمائه.
ثم الجهمية وفروخهم متفاوتون
في هذا الإلحاد؛ فمنهم الغالي والمتوسط والمنكوب. وكل من جحد شيئا عما وصف الله به
نفسه أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فقد ألحد في ذلك، فليستقل أو ليستكثر.
وخامسها: تشبيه صفاته بصفات خلقه، تعالى الله عما يقول المشبهون علوا كبيرا.
فهذا الإلحاد في مقابلة إلحاد المعطلة، فإن أولئك نفوا صفة كماله وجحدوها، وهؤلاء
شبهوها بصفات خلقه، فجمعهم الإلحاد وتفرقت بهم طرقه، وبرَّأ الله أتباع رسوله صلى
الله عليه وسلم وورثته القائمين بسنته عن ذلك كله، فلم يصفوه إلا بما وصف به نفسه،
ولم يجحدوا صفاته ولم يشبهوها بصفات خلقه، ولم يعدلوا بها عما أنزلت عليه لفظا ولا
معنى، بل أثبتوا له الأسماء والصفات ونفوا عنه مشابهة المخلوقات؛ فكان إثباتهم
بريئا من التشبيه، وتنزيههم خليا من التعطيل، لا كمن شبه حتى كأنه يعبد صنما، أو
عطل حتى كأنه لا يعبد إلا عدما.
وأهل السنة وسط في النحل، كما أن أهل الإسلام وسط في الملل، توقد مصابيح معارفهم من: (مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ)
(النّور/35)، فنسأل الله تعالى أن يهدينا لنوره ويسهل لنا السبيل إلى الوصول إلى مرضاته ومتابعة رسوله، إنه قريب مجيب). [242]
ثم قال العلامة ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
فهذه عشرون فائدة مضافة إلى القاعدة التي بدأنا بها في أقسام ما يوصف به الرب تبارك وتعالى، فعليك بمعرفتها ومراعاتها، ثم اشرح الأسماء الحسنى إن وجدت قلبا عاقلا ولسانا قائلا ومحلا قابلا؛ وإلا فالسكوت أولى بك، فجناب الربوبية أجل وأعز مما يخطر بالبال أو يعبر عنه المقال:
(وفوق كل ذي علم عليم)(يوسف/76)، حتى ينتهي العلم إلى من أحاط بكل شيء علما.
وعسى الله أن يعين بفضله على تعليق (شرح الأسماء الحسنى)[243] مراعيا فيه أحكام القواعد بريئا من الإلحاد في أسمائه وتعطيل صفاته، فهو المان بفضله، والله ذو الفضل العظيم.[244]
أهمية المعرفة بقواعد الأسماء والصفات[245]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى:
(لَا ريب أَن الَّذين أُوتُوا الْعلم وَالْإِيمَان أرفع من الَّذين أُوتُوا الْإِيمَان فَقَط كَمَا دلّ عَلَيْهِ الْكتاب[246] وَالسّنة[247]، وَالْعلم الممدوح هُوَ الَّذِي ورثته الْأَنْبِيَاء وَهَذَا الْعلم ثَلَاثَة أَقسَام:
- علم بِاللَّه وأسمائه وَصِفَاته وَمَا يتبع ذَلِك وَفِي مثله أنزل الله سُورَة الْإِخْلَاص وَآيَة الْكُرْسِيّ وَنَحْوهمَا.
- وَالْقسم الثَّانِي: الْعلم بِمَا أخبر الله تَعَالَى بِهِ مِمَّا كَانَ من الْأُمُور الْمَاضِيَة وَمِمَّا يكون من الْمُسْتَقْبلَة وَمَا هُوَ كَائِن من الْأُمُور الْحَاضِرَة وَفِي مثله أنزل الله الْقَصَص والوعد والوعيد وَصفَة الْجنَّة وَالنَّار.
- وَالْقسم الثَّالِث: الْعلم بِمَا أَمر الله بِهِ من الْأُمُور الْمُتَعَلّقَة بالقلوب والجوارح من الْإِيمَان بِاللَّه وَمن معارف الْقُلُوب وَأَحْوَالهَا الْجَوَارِح وأعمالها وَهَذَا ينْدَرج فِيهِ الْعلم بأصول الْإِيمَان وقواعد الْإِسْلَام وَالْعلم بالأقوال وَالْأَفْعَال الظَّاهِرَة مِمَّا هُوَ فِي كتب الفقه).[248]
تم القسم الاول
ويليه القسم الثاني
بإذن الله تعالى
القسم الثاني
المبحث الاول
توحيد الأسماء والصفات/
الأسماء الحسنى
(إحصاء الأسماء الحسنى في القرآن الكريم)
لشيخ الاسلام ابن تيمية
كما جاء نصها في
(المستدرك على مجموع الفتاوى)
الطبعة الاولى
1418ﻫ
انتهى
النص نقلا عن المستدرك على مجموع الفتاوى
ويليه
دراسة لإحصاء الاسماء الحسنى من القران الكريم
لشيخ الاسلام ابن تيمية
باذن الله تعالى
القسم الثاني
المبحث الثاني
دراسة لإحصاء الاسماء الحسنى من القران الكريم
لشيخ الاسلام ابن تيمية
المبحث الثاني
دراسة لإحصاء الاسماء الحسنى من القران الكريم
لشيخ الاسلام ابن تيمية
تمهيد
تقدم ذكر النص الكامل لإحصاء الاسماء الحسنى من القران الكريم لشيخ الاسلام ابن تيمية، كما جاء في المستدرك على الفتاوى، وسأتناول بإذن الله تعالى في هذه الصفحات:
1/ دراسة النص وفق ما جاء في القواعد التي قررها شيخ الاسلام في كتبه وقد ذكرت ما تيسر منها في القسم الاول المتقدم.
2/ لقد أحصى شيخ الاسلام الأسماء الحسنى الواردة في القرآن الكريم حصرا دون ذكر الأسماء الحسنى الواردة في السنة النبوية. لذا ستكون الدراسة شاملة لهذه الاسماء حصرا.
3/ ترتيب الأسماء الحسنى التي احصاها شيخ الاسلام من خلال النص الوارد في المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام [249]، وذلك بترقيم متسلسل.
4/ ذكر اسم السورة ورقم الآية الواردة في النص.
5/ يتضمن التسلسل العام الأسماء الحسنى المطلقة والمقيدة، وفق ما بينه شيخ الاسلام.
6/ قد يكون الاسم مطلقا الا انه جاء مقيدا في نصوص اخرى، كما في اسم (الرب)، و(رب العالمين)، فتجد شيخ الاسلام يذكر الاسم المطلق ضمن التسلسل العام ولا يذكر الاسم المقيد، ولكن عند ذكر الدليل يأتي بالنصوص الدالة على أن الاسم مطلق ومقيد، ففي هذه الحالة سيعطى ترقيم للمطلق وللمقيد وضمن التسلسل العام.
7/ قد يذكر شيخ الاسلام الاسم ضمن التسلسل العام للأسماء الحسنى ، ثم يبين انه جاء مقيدا مع ادلته، كما في اسم (الجامع)، ذكره كاسم مطلق ثم بين انه جاء مضافا مع دليله (جامع الناس)، لذا صحح الاسم كونه مقيدا وليس مطلقا ضمن التسلسل العام.
8/ تم استثناء بعض الاسماء من التسلسل العام، والتي لم ترد في القرآن الكريم، واضعا علامة (*) ضمن التسلسل من غير ترقيم، لعدم ورود الدليل في القرآن الكريم، كما في اسم (الإل) و(الحكم)..
9/ تم استثناء الاسماء المكررة ضمن النص من التسلسل العام، واضعا علامة (**) ضمن التسلسل من غير ترقيم.
10/ ترقيم الأسماء الحسنى المذكورة في التسلسل العام سيكون ﺒ (خط غامق مائل)، لتسهيل عد الاسماء التي احصاها شيخ الاسلام.
11/ سيكون النص الوارد في المستدرك متصدرا ﺒ (قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:)، وﺒ (خط غامق)، ثم اتبعه بقولي: (قلت:) لبيان عد الاسماء الحسنى وفق ما ورد في النص وبيان الاسم المطلق والمقيد او لذكر فائدة. وكذلك الامر في الحواشي ستكون حاشية النص ﺒ (خط غامق)، ثم اتبعها بقولي: (قلت:) لبيان توضيح. أو قد أضيف حاشية إن تطلب الامر.
لذا أقول ومن الله التوفيق: اللهم رب يسر وأعن يا عليم.
توحيد الأسماء والصفات - الأسماء الحسنى
إحصاء الاسماء الحسنى في
القرآن الكريم
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(سورة الإسراء 110)،
(اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(سورة طه 8)،
(وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)(سورة الأَعراف 180)،
(لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(سورة الحشر 24).
قلت:
الأسماء الحسنى
معنى الأسماءِ: أسماء جمع اسم، والاسم: معناه لغة هو ما يعرف به الشيء ويستدل عليه.
وعند النحاة: هو ما دل على معنى في نفسه غير مقترن بزمن.[250]
والاسم الأعظم: هو الاسم الجامع لمعاني صفات الله عز وجل.
واسم الجلالة: الله، وهو اسمه سبحانه وتعالى.
واصطلاحاَ: إذا قيل: أسماء الله تعالى، أو أسماء الله تعالى وصفاته، أو الأسماء والصفات، كان معنى الأسماء أسماء الله تعالى الحسنى التي تسمى بها سبحانه، واستأثر بها لنفسه جل وعلا.
وقد وردت تسمية الأسماء الحسنى في قول الله تعالى: {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا}(سورة الأعراف 180) وفي قوله: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}(سورة طه 8). وسميت الأسماء الحسنى، لأنها حسن في الأسماع والقلوب، وتدل على توحيده، وكرمه وجوده، ورحمته، وأفضاله كما أنها تدل على أحسن مسمى، وأشرف مدلول، وكل اسم يدل على صفة كمال عظيمة، وبذلك كانت أسماء الله تعالى جميعا حسنى، فهي ليست أعلاماً محضة، إذ لو كانت كذلك ولم تتضمن صفات الكمال لم تكن حسنى، وكذلك لو دلت على صفات ليست بصفات كمال: كصفات نقص، أو صفات منقسمة إلى المدح والقدح لم تكن حسنى.
فكل اسم من أسمائه تعالى دال على جميع الصفة التي اشتق منها لجميع معناها، وذلك نحو اسم (العليم) الدال على أن له علما محيطاً عاما لجميع الأشياء، فلا يخرج عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء.
واسم (الرحيم) الدال عَلى أن له رحمة عظمية واسعة لكل شيء.
واسم (القدير) الدال على أن له قدرة عامة لا يعجزها شيء - ونحو ذلك.
ومن تمام كونها حسنى أنه لا يدعى إلا بها، ولذلك قال تعالى: {فَادْعُوهُ بِهَا}(سورة الأعراف 180).[251]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ترتيب أسماء الله سبحانه وتعالى:
1/ الظاهرة نحو مائة وخمسين موجودة في كتاب الله: مفردة، ومقرونة، ومضافة، ومشبهة بالمضافة وعاملة في ظرف أو غيره.
قلت:
بين شيخ الاسلام ان الاسماء الحسنى الواردة في القران الكريم: ظاهرة وموصولة مضمرة.
1/ الظاهرة: الاسم الظاهر لغة: هو ما دل على مسماه بلا قيد، والقيد هو: التكلم أو الخطاب أو الغيبة، (أو ما دل بلفظه وحروفه على معناه)، وذكر شيخ الاسلام انواع للاسماء الحسنى الظاهرة:
المفرد: وهو ما يأتي مفردا؛ كقولك: الخالق، الصمد، السميع، البصير سبحانه وتعالى.
المقرون بغيره، وهو على نوعين:
1: الاقتران مع امتناع الافراد وهو الذي لا ينفك صاحبه عن الاخر. وتسمى الأسماء المزدوجة (المتقابلة) وهو ما لا يطلق على الله بمفرده، بل مقرونا بمقابله؛ لأن الكمال في اقتران كل اسم منها بما يقابله، وهذه الأسماء المزدوجة تجري الأسماء منها مجرى الاسم الواحد الذي يمتنع فصل بعض حروفه عن بعض، فهي وإن تعددت جارية مجرى الاسم الواحد، ولذلك لاتطلق عليه إلا مقترنة.
والسبب في ذلك أن الكمال إنما يحصل في الجمع بين الاسمين، كقولك: المقدم المؤخر[252]، الباسط القابض.
2: الاقتران مع صحة الافراد وهو الذي يسوغ لك الافراد والجمع بينها، (أو هو ما يطلق عليه عز وجل مفرداً ومقترناً بغيره)، وعند اقترانها تسمى الأسماء المركبة.
ومثال الاسماء المفردة: العليم، القدير، الغفور، الرحيم. فهذه الأسماء وما جرى مجراها يسوغ أن يدعى بها مفردة.
ومثال المركبة أو المقترنة بغيرها، كقولك: (العليم القدير)، (الغفور الرحيم).
وقال شيخ الاسلام: (وهذا القِران في معنى الافراد).[253]
المضاف: وهو ما اضيف الى ما بعده. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وكذلك أسماؤه المضافة مثل: أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدِّين، وأحسن الخالقين، وجامع النَّاس ليوم لا ريب فيه، ومقلِّب القلوب، وغير ذلك ممَّا ثبت في الكتاب والسنَّة، وثبت في الدُّعاء بها بإجماع المسلمين).[254]
و(الأسماء المضافة يتميز معناه بالإضافة، ومعلوم أن اللفظ المركب تركيب مزج أو إسناد أو إضافة, ليس هو من لغتهم كاللفظ المجرد عن ذلك لا في الإعراب ولا في المعنى).[255]
مشبه بالمضاف: وهو ما اتصل به شئ من تمام معناه.
عامل في ظرف
وغيره
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
2/ فأما الموصولة المضمرة فأكثر من أن تحصى،
قلت:
2/ الموصولة المضمرة: الاسم المضمر لغة: هو ما دَلَّ على مُسَمَّاهُ بقَيْد (التكَلُّم، أَوْ الخطاب، أَوْ الغيبة) .
وقَيْد التكَلُّم مثاله: أنا، فهو يدل على الْمُتَكَلِّم.
وقَيْد الخطاب مثاله: أنت، فهو يدل على مُخاطَب.
وقَيْد الغَيْبة مثاله: هو، فهو يدل على غائب.
وجميع هذه الأسماء بقيودها ضمائر؛ ولذا سُمِّيَت بـ (الأسماء الْمُضْمَرة).
ومثاله:
قال تعالى: {إِنَّنِي أَنَا اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي}(سورة طه 14).
قال تعالى: {أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}(سورة البقرة 286).
قال تعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}(سورة البقرة 29).
و(ضمائر المتكلم والخطاب والغيبة كناية عن المتكلم أو المخاطب أو الغائب مطلقا فليست أسماء لله لغة ولا شرعا، لأنه لم يسم بها نفسه، فدعاؤه بها تسمية ونداء وذكر له بغير أسمائه فلا يجوز، ولأنه إلحاد في أسمائه بتسميته بما لم يسم به نفسه، ونداء له ودعاء بما لم يشرعه، وقد نهى سبحانه عن ذلك فقال: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}(سورة الأعراف 180). [256]
وقال الشيخ أبو جعفر الهمذاني: (ما قال عارف قط يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة تطلب العلو ولا تلتفت يمنة ولا يسرة، وكذلك المخاطب له بمثل قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، هو مثل الداعي بقوله: {اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيم َ}، فإن الخطاب كله سواء، سواء كان بالأسماء المضمرة منفصلها ومتصلها مرفوعها ومنصوبها ومخفوضها كقوله: أنت ربي وأنا أعبدك، وقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}، وقوله: أسلمت نفسي إليك ووجهت وجهي إليك وفوضت أمري إليك, وقوله: خلقتني ورزقتني, وقوله: نستعينك ونستهديك ونستغفرك).[257]
قلت: وذهب جماعة من النحاة إِلى أن الاسماء ثلاثة انواع: مُظْهر، ومُضْمر، ومُبْهَم؛ والذين ذهبوا بانها: مُظْهر، ومُضْمر، جعلوا الْمُبْهَم من المُضْمر.
والاسم الْمُبْهَم؛ كـ (هذا والذي)، ويُضبط بأنه ما دَلَّ على مُسَمَّاهُ بقَيْد: (الإشارة أَوْ الصِّلة).
وقَيْد الإشارة مثاله: هذا، فهو اسم إشارة.
وقَيْد الصلة مثاله: الذي، فهو اسم موصول.
واسم الإشارة والصِّلة كلاهما يدل على مُبْهَم. ولذا سُمِّيَا بـ (الأسماء الْمُبْهَمة).
ومثاله:
قال تعالى: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ}(سورة الأَعراف 196).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وكذلك ما قد يشتق من الأفعال المذكورة في القرآن.
قلت:
- ان كان القصد الاشتقاق اللغوي، فان الاسماء توقيفية على النص (وهو الوقوف على نص الشارع فلا يجوز الكلام في هذا الباب بطريق القياس أو الاشتقاق اللغوي[258] بل يكتفي بما وردت به نصوص الشرع لفظاً ومعنى).
وقد بين ذلك شيخ الاسلام حيث قال: (وأما أهل الإثبات فباقون على الفطرة كما وردت به الشريعة وكما جاء به الكتاب والسنة، فإن الله وصف نفسه في غير موضع بأفعاله كما وصف نفسه بالعلم والقدرة والكلام ومن ذلك المجيء والإتيان والنزول والاستواء ونحو ذلك من أفعاله ولكن هنا أخبر بأفعاله وهناك ذكر أسماءه المتضمنة للأفعال). اھ [259]
وقال: (فإن أفعاله هي مقتضى أسمائه وصفاته، فمغفرته ورحمته من مقتضى اسمه الغفور الرحيم، وعفوه من مقتضى اسمه العفو. ولهذا لما قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن وافقتُ ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني)[260]).اھ [261]
وقال: (وفي صحيح البخاري تعليقا عن سعيد بن جبير أن رجلا سأل ابن عباس عن قوله: (وكان الله غفورا رحيما) (وكان الله عزيزا حكيما) (وكان الله سميعا بصيرا) فكأنه كان فمضى فقال ابن عباس: قوله (وكان الله) (وكان الله) فإنه يجل نفسه عن ذلك وسمى نفسه بذلك لم يجله أحد غيره وكان أي لم يزل كذلك.
رواه عبد بن حميد في تفسيره مسندا موصولا ورواه ابن المنذر أيضا في تفسيره وهذا لفظ رواية عبد).اھ [262]
فلا يصح اشتقاق الاسماء من الصفات والافعال الواردة في الكتاب والسنة كما قرر ذلك شيخ الاسلام في كتبه، أما ذكره لأسماء لم يرد بها النص في كتبه فهو من باب الاخبار لا من باب التسمية، كما تقدم في القسم الاول من الكتاب الذي بين يديك. [263]
وقال العلامة ابن القيم الجوزية في مسألة اشتقاق الاسماء من الافعال (الاشتقاق اللغوي: اشتقاق الاسم من الفعل):
(إن الله تعالى لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع والاستهزاء مطلقا، ولا ذلك داخل في أسمائه الحسنى، ومن ظن من الجهال المصنفين في شرح الأسماء الحسنى أن من أسمائه الماكر المخادع المستهزئ الكائد فقد فاه بأمر عظيم تقشعر منه الجلود، وتكاد الأسماع تصم عند سماعه، وغر هذا الجاهل أنه سبحانه وتعالى أطلق على نفسه هذه الأفعال فاشتق له منها أسماء، وأسماؤه كلها حسنى فأدخلها في الأسماء الحسنى، وأدخلها وقرنها بالرحيم الودود الحكيم الكريم، وهذا جهل عظيم، فإن هذه الأفعال ليست ممدوحة مطلقا، بل تمدح في موضع وتذم في موضع، فلا يجوز إطلاق أفعالها على الله مطلقا، فلا يقال: إنه تعالى يمكر ويخادع ويستهزئ ويكيد.
فكذلك بطريق الأولى[264] لا يشتق له منها أسماء يسمى بها، بل إذا كان لم يأت في أسمائه الحسنى المريد ولا المتكلم ولا الفاعل ولا الصانع، لأن مسمياتها تنقسم إلى ممدوح ومذموم، وإنما يوصف بالأنواع المحمودة منها، كالحليم والحكيم، والعزيز والفعال لما يريد، فكيف يكون منها الماكر المخادع المستهزئ، ثم يلزم هذا الغالط أن يجعل من أسمائه الحسنى الداعي والآتي، والجائي والذاهب والقادم والرائد، والناسي والقاسم، والساخط والغضبان واللاعن، إلى أضعاف ذلك من الأسماء التي أطلق على نفسه أفعالها في القرآن، وهذا لا يقوله مسلم ولا عاقل، والمقصود أن الله سبحانه لم يصف نفسه بالكيد والمكر والخداع إلا على وجه الجزاء لمن فعل ذلك بغير حق، وقد علم أن المجازاة على ذلك حسنة من المخلوق، فكيف من الخالق سبحانه).[265] إھ
- أما اذا كان القصد من الاشتقاق هو ما سيذكره لاحقا من اسماء الافعال عند قوله:
ومعنى أسماء الأفعال: كقوله: (يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(سورة النساء 142).
فانه مما ورد بلفظ الاسم على وجه الإضافة، فهذا يطلق على الله بلفظ الإضافة ولفظ الفعل، فيجوز أن نقول: الله خادع المنافقين كاسم مقيد بالاضافة، من قوله تعالى: (وَهُوَ خَادِعُهُمْ)، ويخادع من خدعه. ولا يجوز أن نعد من أسمائه الخادع؛ لعدم وروده، ولأن إطلاق الخادع يحتمل الذم والمدح، فلا يجوز إطلاقه في حق الله.
فهاذا اسم مقيد بالاضافة لا مشتق من الفعل (اشتقاق لغويا). والله اعلم
فقد ذكر شيخ الاسلام افعالا يقابلها اسماء، وهي المقصودة بانها مقيدة وليس المقصود اشتقاق الاسم من الفعل.
مثال:
{أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ}(سورة الواقعة 69). منزل الماء من المزن، اسم مقيد.
{إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۞ وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا}(سورة الكهف 7 - 8). جاعل ما على الارض صَعِيدًا جُرُزًا، اسم مقيد.
قلت:
وأضاف شيخ الاسلام انوعا اخرى في احصائه، كما سيتبين لاحقا ومنها:
1/ اسماء الفعل العامة والخاصة، {رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ}، فإن هذا معناه معنى الأفعال المضارعة؛ لكن لفظه لفظ الأسماء.
2/ الاسم المفضل، في قوله: {أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ}. وبصيغة التفضيل، في قوله: {أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}، و: {خَيْرُ الْحَاكِمِينَ}، {خَيْرُ الْفَاصِلِينَ}.
3/ الاسم المقيد، {وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِي الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}، {بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}, {وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا}.
4/ الاسم المتعلق، متعلقا تعلقا عاما في قوله: {بِكُمْ رَحِيمًا}، وخاصا في قوله: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا}.
5/ الاسم المطلق, مطلقا في قوله: {وَرَبٌّ غَفُورٌ}. وهو ما اطلق عليه شيخ الاسلام في بداية الاحصاء بالمفرد.
وخلاصة ما تقدم تجده في التعاريف التالية:
الاسم المطلق: هو ما جاء بلفظ الاسم في الكتاب أو السنة على وجه التسمي به، من دون تقييد، ويدل على صفة من صفات الله سبحانه وتعالى غاية في العظمة والكمال والجلال والجمال، فالاسم يدل على:
الذات الإلهية بثبوت الاسم.
وعلى ثبوت الصفة.
وعلى ثبوت الحكم (الفعل).
فاسم الله تعالى: (القدير) دل على ذات الله وصفة القدرة المطلقة بدلالة المطابقة، ويخبر عنه بالفعل (قدر).
الاسم المقيد: هو الاسم الثابت في الكتاب أو السنة، ويفيد المدح والثناء بتقييده. ويظهر الحسن والكمال عند ذكره مقيدا (أي: أن يذكر بما قيد به).
انواع التقييد:
1 / التقييد بالإضافة: فاسم (عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) اسم مقيد بالإضافة، ولا يصح إطلاقه بحذف الإضافة؛ كقولك (العلام). فهذا الاسم يطلق على الله سبحانه وتعالى بلفظ الإضافة كما ورد: (عَلاَّمُ الْغُيُوبِ).
قال تعالى: (يَوْمَ يَجْمَعُ اللّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُواْ لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ) (المائدة/109).
2 / التقييد الصريح: فاسم (الصاحب في السفر) اسم مقيد لا يصح إطلاقه؛ كقولك (الصاحب).
قال صلى الله عليه وآله وسلم: (اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَمِنْ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ وَالْخَلِيفَةُ فِي الْأَهْلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ وَإِذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ آيِبُونَ تَائِبُونَ عَابِدُونَ لِرَبِّنَا حَامِدُونَ).[266]
3 / التقييد الظاهر في سياق النص: (موسع السماء)، (ماهد الأرض) اسم مقيد لا يصح إطلاقه، كقولك: (الموسع، الماهد).
قال تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ۞ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ) (الذاريات/47و48).
4 / التقييد بموضع الكمال عند انقسام المعنى المجرد [267]؛ (ما لا يجوز إطلاقه على الله سبحانه وتعالى لانقسامه إلى مدح وذم؛ أي لا يطلق إلا مقيدا):
فاسم (صانع ما شاء) اسم مقيد لا يصح إطلاقه؛ فلا يقال: أن (الصانع) من أسماء الله تعالى؛ لأن الصّنع منقسم إلى ما هو موافق للحكمة، وإلى ما هو ليس موافقا للحكمة، والله يصنع وله الصنع سبحانه، كما قال سبحانه وتعالى: (صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)(النمل/88)، وهو سبحانه وتعالى يصنع ما يشاء وصانِعٌ ما شاء كما جاء في الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: (لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ، اللهُمَّ ارْحَمْنِي إِنْ شِئْتَ، لِيَعْزِمْ فِي الدُّعَاءِ، فَإِنَّ اللهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ، لَا مُكْرِهَ لَهُ)[268]، ولكن لم يُسَمَّ الله تعالى باسم (الصانع) لأنّ الصُّنع منقسم.
5/ ما أطلق على الله سبحانه وتعالى على سبيل الجزاء والعدل والمقابلة؛ (ما يجوز إطلاقه في حال دون حال):
ومن ذلك المنتقم، جاء في القرآن الكريم مقيداً بالمجرمين: (إنَّا من المجرمين منتقمون) (السجدة/22)، فلا يصح اطلاق (المنتقم) والصواب اطلاقه مقيداً: (المنتقم من المجرمين). إذ أن الانتقام من أفعاله التي لم يثبت له منها اسم. ونقول أنه في اللغة التي ورد بها القرآن بمعنى الجزاء والقصاص، فلا يعم معنى الظلم كما يستعمله الناس.
وكذلك (خادع المنافقين)، من قوله تعالى: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) (النساء/142)، و(كائد للكافرين) من قوله تعالى: (إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً۞ وَأَكِيدُ كَيْداً)(الطارق/15و16)، وقوله تعالى: (وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)(الأعراف/183).
والاسم المقيد يطلق على الله سبحانه وتعالى كما ورد (مقيدا)، ولا يجوز أن يشتق لله تعالى منه اسم (أي بحذف التقييد).
فكل ما ذكره الله تعالى عن نفسه من اسم متعلقاً أو مقيداً بشيء، أو مقترناً بمقابله بحيث يوهم ذكره بدونه نقصاً لم يجز إطلاقه عليه تعالى مجرداً دون ذكر متعلقه. [269]
تقييد الاسم المطلق
الاسم المطلق قد يأتي مقيدا، قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)(النساء/86)، و(وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)(الأحزاب/39)، ففي الآية الأولى اسم (الحسيب) اسم مطلق، أما في الثانية فإنه اسم مقيد.
فالاسم المطلق لو قُيد لا يحتمل نقصا، بأي وجه من الوجوه، أما الاسم المقيد لو أطلق فإنه يوهم نقصاً.
ترتيب أسماء الله سبحانه وتعالى
(إحصاء الاسماء الحسنى من القران الكريم)
قلت:
وقد قسم شيخ الاسلام احصائه للأسماء الحسنى على أقسام[270]:
1/ أسماء الألوهية والربوبية والملك.
2/ أسماء الفعل العامة.
3/ أسماء الفعل الخاصة.
4/ أسماء الخلق.
5/ أسماء الوحدانية ونحو ذلك من الأسماء الجامعة للتنزيه والتحميد.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أسماء الألوهية والربوبية والملك أكثر من أن تحصى[271]:
إله: أكثر ما يقع مضافا، كقوله: (وَإِلَهُكُمْ)(سورة البقرة 163)، (إِلَهِ النَّاسِ)(سورة الناس 3)، (إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ)(سورة البقرة 133)، (إِلَى إِلَهِ مُوسَى)(سورة القصص 38)، أو منكورا موصوفا بالوحدانية، كقوله: (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ)(سورة البقرة 163)، كقوله: (وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ)(سورة الزخرف 84).
قلت [272]:
1/ إِلَهِ النَّاس
2/ إِلَه إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ
3/ إِلَهِ مُوسَى
4/ إِلَه
الإله: من الاسماء المطلقة، وجاء مقيدا بالإضافة؛ كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الإل : كقوله: (لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً)(سورة التوبة 10)، على قول، وفي قول أبي بكر: (لم يخرج من إل)، يعني من إلاه أو من الله.
قلت:
*/ الإل
(الإلُّ) أو (إِيْل): ليس من الاسماء الحسنى لعدم ثبوت النص.
وقول الصحابي في باب الاسماء يعد من باب الاخبار، ولا يعد توقيفا[273].وقوله تعالى: (كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ)(التوبة/8).
(قال بعض العلماء: (الإلُّ) اسم الله بالعبرانية. واستأنسوا لهذا ببعض القراءات الشاذة: (لا يرقبوا فيكم إِيْلاً ولا ذمة) (التوبة/8) والإيل من أسماء الله بالعبرية. فجبرائيل معناه: عبد الله، وإسرافيل: عبد الله، وإسرائيل: عبد الله. وهذا القول قال به جماعة من العلماء، أن (الإيل والإلّ) تطلق على الله، ومعروفٌ في قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه لما جاءه قوم من أصحاب مسيلمة الكذَّاب وقال لهم: اقرؤوا علي مما يدّعي أنه ينزل عليه. فقرأوا عليه شيئاً مِنْ تُرَّهَاتٍ مسيلمة الكذَّاب، فقال: (أنتم تعلمون أن هذا لم يخرج من إلّ)[274]، أن هذا كلام لم يصدر من الله. وعلى هذا القول فالمراد: إن يظهروا عليكم ويغلبوكم لا يراقبوا فيكم الله، ولا يراعوا فيكم الله، ولا العهود. هذا قال به قوم). [275]
وقال الزجاج: (قيل: الإل: القرابة، وقيل: الِإل: الحلف، وقيل: الِإل: العهْدُ، وقيل: الإل اسم من أَسماءِ اللَّه، وهذا عندنا ليس بالوجه لأن أسماءَ اللَّه جلَّ وعز معروفة معلومة كما سمعَت في القرآن وتُلِيَتْ في الأخبار قال الله جلَّ وعزَّ: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا). فالداعي يقول: يا اللَّه، يا رحمن، يا ربُّ، يا مْؤمِن، يَا مهيَمن. ولم يَسْمَعْ: (يا إلُّ في الدعاءِ).
وحقيقة (الإلّ) عندي على ما تُوحيه اللغة تحديد الشيءِ فمن ذلك: الإلَّةُ: الحربة، لأنَّها محدَّدَة، ومن ذلك: إذُن مُؤلَّلة، إذا كانت محدَّدَة.
والأل يُخرَجُ في جميع ما فُسِرَ من العهْدِ والجوار على هذا، وكذلك القرابَة، فإِذا قلت في العهد بَيْنَهُما إِلٌّ فمعناه جواز يحاد الإنسان، وإذا قُلْتَهُ في القرابة فتأوِيله القرابَة الدانِية التي تحادُّ الإنسانَ.[276] إﻫ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الرب: لم يقع إلا مضافا:
إما إضافة عامة،
كقوله: (رب العالمين) في أكثر من عشرين موضعا،
وقوله: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا)(سورة الشعراء 24)،
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ)(سورة الشعراء 28)،
(رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ)(سورة الشعراء 26)،
(رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ)(سورة الصافات 5)،
(رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)(سورة المزمل 9)،
(رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)(سورة المؤمنون 86)،
(بِرَبِّ الْفَلَقِ)(سورة الفلق 1)،
(رَبِّ الْعَرْشِ)(سورة الأنبياء 22)،
(رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ)(سورة النمل 26)،
(رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ)(سورة المؤمنون 116).
وأما إضافة خاصة
كقوله: (بِرَبِّ النَّاس)(سورة الناس 1)، (رَبَّنَا)(سورة البقرة 127)، (رَبِّي)(سورة البقرة 258)، (وَرَبُّك)(سورة القصص 69)، (رَبَّكُم)(سورة البقرة 21)، و(رَبِّه)(سورة البقرة 110)[277]، و(رَبِّهِم)(سورة البقرة 5)،
و(رَبِّ مُوسَى وَهَارُون)(سورة الأَعراف 122)، وهذا لا يكاد يحصى.
ووقع مجامعي المضاف في قوله: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)(سورة يس 58).
قلت:
5/ ربّ العالمين
6/ رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض
7/ رَبّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب
8/ رَبّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِين
9/ رَبّ الْمَشَارِق
10/ رَبّ السَّمَاوَاتِ السَّبْع
11/ رَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيم
12/ رَبّ الْعَرْشِ الْكَرِيم
13/ رَبّ الْعَرْش
14/ رَبّ الْفَلَق
15/ رَبّ النَّاس
16/ رب المؤمنين
17/ رَبّ مُوسَى وَهَارُون
18/ الربّ
الرب: من الاسماء المطلقة، وجاء مقترنا بغيره من الاسماء، فأسماؤه تعالى منها ما يطلق عليه مفردا أو مقترنا بغيره. [278]
وجاء الاسم مضافا (أي انه مقيد بالإضافة) كالأسماء في: (ت6 – ت18)، وكذا بقية الاسماء المقيدة بالإضافة والتي بينها شيخ الاسلام في نصوص الآيات:
(رَبَّنَا)(سورة البقرة 127): رب ابراهيم وإسماعيل،
(رَبِّي)(سورة البقرة 258): رب ابراهيم،
(وَرَبُّك)(سورة القصص 69): رب محمد،
(رَبَّكُم)(سورة البقرة 21): رب الناس،
و(رَبِّه)(سورة البقرة 37): رب آدم،
و(رَبِّهِم)(سورة البقرة 5): رب المؤمنين،
وهذه الاسماء سوف لا تذكر ضمن التسلسل العام للإحصاء لأنها كما قال شيخ الاسلام أكثر من أن تحصى.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الملك: وقع مقرونا في قوله: (الْمَلِكُ الْقُدُّوس)في موضعين، (سورة الحشر 23)، (سورة الجمعة 1)، ومقرونا في قوله: (الْمَلِكُ الْحَق)في موضعين، (سورة طه 114)، (سورة المؤمنون 116).
قلت:
19/ الملك
الملك: من الاسماء المطلقة ، وفي هذا النص جاء مقترنا بغيره. ولم يذكر شيخ الاسلام ان الاسم قد جاء مقيدا بالإضافة في القران الكريم قال تعالى: (مَلِكِ النَّاسِ)(سورة الناس 2).
فائدة: (وقال أصحاب المعاني الملك النافذ الأمر في ملكه إذ ليس كل مالك ينفذ أمره وتصرفه فيما يملكه فالملك أعم من المالك والله تعالى مالك المالكين كلهم والملاك إنما استفادوا التصرف في أملاكهم من جهته تعالى).[279]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المالك: وقع مضافا: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّين)(سورة الفاتحة 4)
قلت:
20/ مَالِكِ يَوْمِ الدِّين
مَالِكِ يَوْمِ الدِّين: من الاسماء المقيدة بالإضافة، وقد اشار شيخ الاسلام على انه وقع مضافا أي انه مقيد بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و(مَالِكَ الْمُلْك)(سورة آل عمران 26).
قلت:
21/ مالك الملك
مالك الملك: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
فائدة: المالك هو المنفرد بملكية المُلك والملكوت.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المليك: وقع مقرونا في قوله: (عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِر)(سورة القمر 55).
قلت:
22/ المليك
المليك: من الاسماء المطلقة.
فائدة: المليك هو المالك العظيم الملك، ويكون بمعنى المَلك.
فائدة: والفرق بين المالك والملك والمليك، أن المالك في اللغة صاحب المُلْك أو من له ملكية الشيء، ولا يلزم أن يكون المُلك له، فقد يؤثر الملك على المالك وملكيته فيحجر على ملكيته أو ينازعه فيها أو يسلبها منه، أما الملك فهو أعم من المالك لأنه غالب قاهر فوق كل مالك، فالملك مهيمن على الملك وإن لم تكن له الملكية إلا بضرب من القهر ومنع الغير من التصرف فيما يملكون، والمليك صيغة مبالغة في إثبات كمال الملكية والملك معا مع دوامها أزلا وأبدا، فالمليك أكثر مبالغة من الملك، والملك أكثر مبالغة من المالك، قال ابن الجوزي: (المليك هو المالك وبناء فعيل للمبالغة في الوصف، ويكون المليك بمعنى الملك)، فاسم الله المليك يشمل الأمرين معا الملكية والمُلك.[280]
فائدة: قال الحافظ العسقلاني في الفتح: (وَلَا يَبْقَى بَعْدَ ذَلِكَ إِلَّا النَّظَرُ فِي الْأَسْمَاءِ الْمُشْتَقَّةِ مِنْ صِفَةٍ وَاحِدَةٍ مِثْلِ الْقَدِيرِ وَالْمُقْتَدِرِ وَالْقَادِرِ وَالْغَفُورِ وَالْغَفَّارِ وَالْغَافِرِ وَالْعَلِيِّ وَالْأَعْلَى وَالْمُتَعَالِ وَالْمَلِكِ وَالْمَلِيكِ وَالْمَالِكِ وَالْكَرِيمِ وَالْأَكْرَمِ وَالْقَاهِرِ وَالْقَهَّارِ وَالْخَالِقِ وَالْخَلَّاقِ وَالشَّاكِرِ وَالشَّكُورِ وَالْعَالِمِ وَالْعَلِيمِ فَأَمَّا أَنْ يُقَالَ لَا يَمْنَعُ ذَلِكَ مِنْ عَدِّهَا فَإِنَّ فِيهَا التَّغَايُرَ فِي الْجُمْلَةِ فَإِنَّ بَعْضَهَا يَزِيدُ بِخُصُوصِيَّةٍ عَلَى الْآخَرِ لَيْسَتْ فِيهِ وَقَدْ وَقَعَ الِاتِّفَاقُ عَلَى أَنَّ الرَّحْمَنَ الرَّحِيمَ اسْمَانِ مَعَ كَوْنهِمَا مُشْتَقَّيْنِ مِنْ صِفَةٍ وَاحِدَةٍ وَلَوْ مَنَعَ مِنْ عَدِّ ذَلِكَ لَلَزِمَ أَنْ لَا يُعَدَّ مَا يَشْتَرِكُ الِاسْمَانِ فِيهِ مَثَلًا مِنْ حَيْثُ الْمَعْنى مثل الْخَالِق البارئ الْمُصَوِّرِ لَكِنَّهَا عُدَّتْ لِأَنَّهَا وَلَوِ اشْتَرَكَتْ فِي مَعْنَى الْإِيجَادِ وَالِاخْتِرَاعِ فَهِيَ مُغَايِرَةٌ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى وَهِيَ أَنَّ الْخَالِقَ يُفِيدُ الْقُدْرَةَ عَلَى الايجاد والبارئ يُفِيدُ الْمُوجِدَ لِجَوْهَرِ الْمَخْلُوقِ وَالْمُصَوِّرَ يُفِيدُ خَالِقَ الصُّورَةِ فِي تِلْكَ الذَّاتِ الْمَخْلُوقَةِ وَإِذَا كَانَ ذَلِكَ لَا يَمْنَعُ الْمُغَايِرَةَ لَمْ يَمْتَنِعْ عَدُّهَا أَسْمَاءً مَعَ وُرُودِهَا وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى). إھ [281]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أسماء الفعل العامة:
(فعال لما يريد): في موضعين أو ثلاثة (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)(سورة هود 107) (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)(سورة البروج 16) ،
قلت:
23/ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد
الفَعَّالٌ لِمَا يُرِيد: من الاسماء المقيدة، ولا يصح اطلاقه بقولك: (الفَعَّال).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ)(سورة الأنبياء 79).
قلت:
24/ فاعل ما سخر
فاعل ما سخر: من الاسماء المقيدة، ولا يصح اطلاقه بقولك: (الفاعل). وشيخ الاسلام لم يذكر الاسم واكتفى بذكر الآية.
وقد تقدم قول العلامة ابن القيم الجوزية:
(فإن الفعل أوسع من الاسم، ولهذا أطلق الله على نفسه أفعالا لم يتسم منها بأسماء الفاعل، كأراد، وشاء، وأحدث، ولم يسم بالمريد والشائي والمحدث، كما لم يسم نفسه بالصانع والفاعل والمتقن وغير ذلك من الأسماء التي أطلق على نفسه، فباب الأفعال أوسع من باب الأسماء. [282]
وقد أخطأ - أقبح خطأ - من اشتق له من كل فعل اسما، وبلغ بأسمائه زيادة على الألف، فسماه: الماكر، والمخادع، والفاتن، والكائد ونحو ذلك.)[283]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أسماء الفعل خاصة:[284]
وذلك عام ومشبهة بالمضاف كقوله: (فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ)(سورة الأَنعام 95)، (فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا)(سورة الأَنعام 96)، و(مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ)(سورة الأَنْفال 18)، و (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ)(سورة فاطر 1)، و(رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)(سورة القصص 7)، فإن هذا معناه معنى الأفعال المضارعة؛ لكن لفظه لفظ الأسماء.
و(إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي
الْمَوْتَى)(سورة الروم 50)، و(إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(سورة
السجدة 22) ، (فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)(سورة
الزخرف 41)، وأعم منه: (وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)(سورة المائدة 95) ، (لَمْ
يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى)(سورة الأَنعام 131)، معناه معنى الأفعال. وكذلك
قوله: (كَاشِفُوا الْعَذَابِ قَلِيلًا)(سورة الدخان 15).
ومعنى أسماء الأفعال: كقوله: (يُخَادِعُونَ اللهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(سورة النساء
142)، (وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)(سورة المؤمنون 29)، (وَالسَّمَاءَ
بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ ۞ وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ
الْمَاهِدُونَ)(سورة الذاريات 47 - 48).
قلت [285]:
25/ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى
26/ مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَي
27/ فَالِقُ الْإِصْبَاح
28/ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِين
29/ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا
30/ راد موسى
31/ جَاعِلُ موسى مِنَ الْمُرْسَلِين
32/ مُحْيِي الْمَوْتَى
33/ المنتقم مِنَ الْمُجْرِمِين
34/ ذُو انْتِقَامٍ
35/ مُهْلِكَ الْقُرَى
36/ كَاشِفُ الْعَذَاب
37/ خَادِعُ المنافقين
38/ خَيْرُ الْمُنْزِلِين
39/ مُوسِعُ السماء
40/ مَاهِدُ الارض
الاسماء (ت25 - ت40)، اسماء مقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (واسم المنتقم ليس من أسماء الله الحسن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما جاء في القرآن مقيداً كقوله تعالى: (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(السجدة/ 22)، وقوله: (إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)(ابراهيم/47))[286].
وقال الشيخ السعدي:
(فائدة نفيسة: ما ورد في الكتاب والسنة من أسماء الله وصفاته أقسام:
منها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه التسمي به، كالعزيز والحكيم والغفور وشبه ذلك. فهذا القسم يوصف به الرب، ويسمى به ويشتق له منه فعل، ويثبت له منه مصدر؛ كالعزة والحكمة والمغفرة.
ومنها: ما ورد بلفظ الاسم على وجه الإضافة، فهذا يطلق على الله بلفظ الإضافة ولفظ الفعل، ولا يشتق له منه اسم، مثل قوله تعالى: (يخادعون الله وهو خادعهم) يجوز أن نقول: الله خادع المنافقين، ويخادع من خدعه، ونحو ذلك، ولا يجوز أن نعد من أسمائه الخادع؛ لعدم وروده، ولأن إطلاق الخادع يحتمل الذم والمدح، فلا يجوز إطلاقه في حق الله.
ومنها: ما ورد بلفظ الفعل فقط، كالكيد والمكر، فهذا لا يطلق على الله إلا بلفظ الفعل، كقوله سبحانه وتعالى: (إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا) وقوله: (ومكروا ومكر الله) ولا يجوز أن من أسمائه سبحانه الكائد والماكر، لما تقدم. وإنما جاز وصف الرب بالخداع والمكر والكيد في الآيات المشار؛ لأنه في مقابل خداع أعدائه ومكرهم وكيدهم، ومعاملتهم بمثل ما فعلوا مدح وعدل يستحق عليه المدح والثناء). [287]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أسماء الخلق:
الخالق: وقع مفردا في قوله: (هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللهِ)(سورة فاطر 3)،
قلت:
41/ الخالق
الخالق: من الاسماء المطلقة. وقد جاء مقترنا كما سيأتي قريبا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ)(سورة الواقعة 59).
قلت:
42/ خالق البشر
خالق البشر: من الاسماء المقيدة، وهو من التقييد الظاهر في سياق النص، قال تعالى: (نَحْنُ خَلَقْنَاكُمْ فَلَوْلَا تُصَدِّقُونَ ۞ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ ۞ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ)(سورة الواقعة 57-59).
قال البيضاوي في تفسير الآية: أَفَرَأَيْتُمْ مَّا تُمْنُونَ أي ما تقذفونه في الأرحام من النطف، وقرئ بفتح التاء من منى النطفة بمعنى أمناها. أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ تجعلونه بشراً سوياً. أَمْ نَحْنُ الْخالِقُونَ. إھ
وقال الماوردي في تفسير الآية: (أَفَرَءَيْتُم مَّا تُمْنُونَ) يعني نطفة المني، قال الفراء، يقال أمنى يمني ومنى يمني بمعنى واحد. ويحتمل عندي أن يختلف معناهما فيكون أمنى إذا أنزل عن جماع , ومني إذا عن احتلام.
وفي تسمية المني منياً وجهان:
أحدهما: لإمنائه وهو إراقته.
الثاني: لتقديره ومنه المناء الذي يوزن به فإنه مقدار لذلك فكذلك المني مقدار صحيح لتصوير الخلقة.
(ءَأَنتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ) يحتمل وجهين:
أحدهما: أي نحن خلقنا من المني المهين بشراً سوياً، فيكون ذلك خارجاً مخرج الإمتنان.
الثاني: أننا خلقنا مما شاهدتموه من المني بشراً فنحن على خلق ما غاب من إعادتكم أقدر، فيكون ذلك خارجاً مخرج البرهان، لأنهم على الوجه الأول معترفون، وعلى الوجه الثاني منكرون. إھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومضاف إضافة عامة في قوله: (خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)في ثلاثة مواضع [288]
(سورة الأَنعام 102)، (سورة الرعد 16)، (سورة الزمر 62)، (سورة غافر 62).
قلت:
43/ خَالِقُ كُلِّ شَيْء
خَالِقُ كُلِّ شَيْء: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
ووقع مقرونا في قوله: (الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ)(سورة الحشر 24).
قلت:
**/ الخالق
الخالق: من الاسماء المطلقة وقد تقدم، ووقع مقترنا بغيره.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقوله: (الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ)(سورة الحجر 86)، (سورة يس 81).
قلت:
44/ الخلاق
الخلاق: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومفضلا في قوله: (أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ)(سورة المؤمنون 14)، (سورة الصافات 125).
قلت:
45/ أحسن الخالقين
أحسن الخالقين: من الاسماء المقيدة بصيغة التفضيل.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
الفاطر: لم يقع إلا مضافا في قوله: (فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)في نحو ستة
مواضع:
(سورة الأَنعام 14)، (سورة يوسف 101)، (سورة إِبراهيم 10)، (سورة فاطر 1)، (سورة الزمر 46)، (سورة الشورى 11).
قلت:
46/ فاطر السماوات والأرض
فاطر السماوات والأرض: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
البارئ: جاء مفردا في قوله: (الْبَارِئُ)(سورة الحشر 24)،
قلت:
47/ الْبَارِئ
البارئ: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومضافا في قوله: (فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ)(سورة البقرة 54).
قلت:
48/ بارئ قوم موسى
بارئ قوم موسى: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
49/ الْمُصَوِّر
المصور: جاء مفردا في قوله: (الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ)(سورة الحشر 24).
قلت:
الْمُصَوِّر: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
البديع: لم يقع إلا مضافا في قوله: (بديع السماوات والأرض) في موضعين (بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)(سورة البقرة 117)، (سورة الأَنعام 101)، بديع: أي مبدعهما. ومن زعم أنه خفض وجعله من[289] وأن المعنى بديعة سمواته وأرضه فقد أخطأ.
قلت:
50/ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
بديع السماوات والأرض: من الاسماء المقيدة بالإضافة .
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الرزاق: وقع مفردا في قوله: (إِنَّ اللهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)(سورة الذاريات 58).
قلت:
51/ الرَّزَّاق
الرَّزَّاق: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومفضلا [290] في قوله: (خير الرازقين) في خمسة مواضع.
(وَأَنْتَ خَيرُ الرَّازِقِينَ)(سورة المائدة 114)، (وَإِنَّ اللهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(سورة الحج 58)، (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(سورة المؤمنون 72)، (وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(سورة سبأ 39)، (وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)(سورة الجمعة 11).
قلت:
52 / خَيْرُ الرَّازِقِين
خَيْرُ الرَّازِقِين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الجامع: جاء مضافا في قوله: (جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَا رَيْبَ فِيهِ)(سورة آل عمران 9).
قلت:
53 / جَامِعُ النَّاس
جَامِعُ النَّاس: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (إِنَّ اللهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا)(سورة النساء 140).
قلت:
54/ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِين
جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِين: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
الصادق: (ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ)(سورة الأَنعام
146).
قلت:
55/ الصادق في خبره
الصادق في خبره: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
المرسل: (وَمَا كُنْتَ ثَاوِيًا فِي أَهْلِ مَدْيَنَ تَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا
وَلَكِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ)(سورة القصص 45)، (أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا
كُنَّا مُرْسِلِينَ)(سورة الدخان 5) [291]،لأن
الإرسال والإمداد لا بد فيه من واسطة ولكثرة معانيه.
قلت:
56/ مرسل الرسل
مرسل الرسل: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المنذر: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)(سورة الدخان 3).
قلت:
57/ مُنْذِرِ الناس
منذر الناس: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المؤمن: في قوله: (الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ)(سورة الحشر 23).
قلت:
58/ الْمُؤْمِن
الْمُؤْمِن: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
المبتلي: في قوله: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ)(سورة
المؤمنون 30).
قلت:
59/ مبتلي العباد
مبتلي العباد: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المبرم: في قوله: (أَمْ
أَبْرَمُوا أَمْرًا فَإِنَّا مُبْرِمُونَ)(سورة الزخرف 79).
قلت:
60/ مبرم الأمر
مبرم الأمر: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحكم: في قوله: (أَفَغَيْرَ اللهِ أَبْتَغِي حَكَمًا)(سورة الأَنعام 114).
قلت:
*/ الحكم
الحكم: ليس من الاسماء الحسنى الثابتة في القران الكريم، لكنه ثبت في السنة النبوية:
(إن الله هو: الحكم وإليه الحكم).[292]
قال البغوي في تفسيره/ سورة الأَنعام 114: قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ) فِيهِ إِضْمَارٌ، أَيْ: قُلْ لَهُمْ يَا مُحَمَّدُ أَفَغَيْرَ اللَّهِ، أَبْتَغِي، أَطْلُبُ حَكَماً، قَاضِيًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ، وَذَلِكَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ حَكَمًا فَأَجَابَهُمْ بِهِ، وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ مُفَصَّلًا، مُبَيَّنًا فِيهِ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ، يَعْنِي: الْقُرْآنَ، وَقِيلَ: مُفَصَّلًا أَيْ خَمْسًا خَمْسًا وعشرا عشرا كَمَا قَالَ: (لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ)( سورة الْفُرْقَانَ 32)، وَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الْكِتابَ، يَعْنِي: عُلَمَاءَ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ، وَقِيلَ: هُمْ مُؤْمِنُو أَهْلِ الْكِتَابِ، وَقَالَ عَطَاءٌ: هُمْ رؤوس أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَالْمُرَادُ بِالْكِتَابِ هُوَ الْقُرْآنُ، يَعْلَمُونَ أَنَّهُ، يعني: القرآن مُنَزَّلٌ، قَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ وَحَفْصٌ: مُنَزَّلٌ، بِالتَّشْدِيدِ مِنَ التَّنْزِيلِ لِأَنَّهُ أُنْزِلَ نُجُومًا مُتَفَرِّقَةً، وَقَرَأَ الْآخَرُونَ بِالتَّخْفِيفِ مِنَ الْإِنْزَالِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتابَ، مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ، مِنَ الشَّاكِّينَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ ذَلِكَ. إھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحكيم: مقرونا بالعزيز في أكثر من أربعين موضعا: (العزيز الحكيم) [293] ومقرونا بالخبير: (الحكيم الخبير) في نحو أربعة مواضع؛ (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)(سورة الأَنعام 18و73)، ومقرونا بالعلم: (العليم الحكيم) في قريب من ثلاثين موضعا [294] و: (الحكيم العليم) في نحو من سبعة مواضع [295] ، وبالحميد في قوله: (حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(سورة فصلت 42)، وبالتواب في قوله: (وَأَنَّ اللهَ تَوَّابٌ حَكِيمٌ)(سورة النور 10)، وبالعلي في قوله: (إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ)(سورة الشورى 51) بعد قوله: (وما كان لبشر) الآية، وبالواسع في قوله: (وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللهُ وَاسِعًا حَكِيمًا)(سورة النساء 130).
قلت:
61/ الْحَكِيم
الْحَكِيم: من الاسماء المطلقة. وقد جاء مقرونا بغيره من الاسماء الحسنى كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحاكم: لم يجئ إلا بصيغة التفضيل في قوله: (وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ)(سورة هود 45)، (أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ)(سورة التين 8) في موضعين.
قلت:
62/ أحكم الحاكمين
أحكم الحاكمين: من الاسماء المقيدة بصيغة التفضيل، كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و: (خير الحاكمين) في ثلاثة مواضع: (وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ)(سورة الأَعراف 87)، (سورة يونس 109)، (سورة يوسف 80).
قلت:
63/ خير الحاكمين
خير الحاكمين: من الاسماء المقيدة بصيغة التفضيل.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الفاصل: كذلك في قوله: (وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ)(سورة الأَنعام 57).
قلت:
64/ خير الفاصلين
خير الفاصلين: من الاسماء المقيدة بصيغة التفضيل.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
الفتاح: جاء مقرونا في قوله: (وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ)(سورة سبأ 26).
قلت:
65/ الْفَتَّاح
الْفَتَّاح: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومفضلا في قوله: (وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ)(سورة الأَعراف 89).
قلت:
66/ خَيْرُ الْفَاتِحِين
خَيْرُ الْفَاتِحِين: من الاسماء المقيدة بصيغة التفضيل.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الهادي: جاء مقيدا في قوله: (وَإِنَّ اللهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)(سورة الحج 54)،
قلت:
67/ هادي المؤمنين
هادي المؤمنين: من الاسماء المقيدة، كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد قيل في قوله: (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)(سورة الرعد 7)، وليس بشيء بل المراد النبي الداعي المبين.
قلت: قال البغوي في تفسيره للآية: (وَلِكُلِ قَوْمٍ هَادٍ) أَيْ: لِكُلِّ قَوْمٍ نَبِيٌّ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى. وَقَالَ الْكَلْبِيُّ: دَاعٍ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْحَقِّ أَوْ إِلَى الضَّلَالَةِ. وَقَالَ عِكْرِمَةُ: الْهَادِي مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَأَنْتَ هَادٍ لِكُلِّ قَوْمٍ، أَيْ: دَاعٍ. وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ: الْهَادِي هُوَ اللَّهُ تَعَالَى. إھ
وساق الطبري الأقوال في تفسيره ثم قال: (وقد بينت معنى الهداية وأنه الإمام المتبع الذي يقدم القوم. فإذا كان ذلك كذلك، فجائز أن يكون هو الله الذي يهدي خلقه، ويتبع خلقه هداه، ويأتمون بأمره ونهيه. وجائز أن يكون نبي الله الذي تأتم به أمته. وجائز أن يكون إماما من الأئمة يؤتم به، ويتبع منهاجه وطريقته أصحابه. وجائز أن يكون داعيا من الدعاة إلى خير أو شر. وإن كان ذلك كذلك، فلا قول أولى في ذلك بالصواب من أن يقال كما قال جل ثناؤه: إن محمدا هو المنذر من أرسل إليه بالإنذار، وإن لكل قوم هاديا يهديهم فيتبعونه ويأتمون به).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الشكور: جاء مقرونا بالعليم: (شَاكِرٌ عَلِيمٌ)(سورة البقرة 158)، (شَاكِرًا عَلِيمًا)(سورة النساء 147)، وجاء مقرونا بالغفور في موضعين أو ثلاثة [296] : (غَفُورٌ شَكُورٌ)(سورة فاطر 30 )، (سورة الشورى 23)، (لَغَفُورٌ شَكُورٌ)(سورة فاطر 34)، وهذا من سعة الكرم؛ فإنه قرن العلم بالشكر؛ لأن العلم يحيط بتفاصيل الأعمال، وقرن بالمغفرة الشكور ليبين أن المسيء مع أنه يغفر له يضاعف له الحسنات، وبالحليم في قوله: (شَكُورٌ حَلِيمٌ)(سورة التغابن 17).
قلت:
68/ الشَكُور
الشَكُور: من الاسماء المطلقة، وقد جاء مقترنا كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الموفي: جاء مقيدا في قوله: (لَمُوَفُّوهُمْ نَصِيبَهُمْ غَيْرَ مَنْقُوصٍ)(سورة هود 109).
قلت:
69/ الموفي ما وعد
الموفي ما وعد: من الاسماء المقيدة، كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أسماء الوحدانية ونحو ذلك من الأسماء الجامعة للتنزيه والتحميد [297]
الأحد: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ)(سورة الإِخلَاص 1).
قلت:
70/ الأَحَد
الأَحَد: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الواحد: وقع مقرونا صفة في قوله: (إِلَهٌ وَاحِدٌ)في نحو خمسة مواضع [298]،
ومفردا خبرا في معنى المقرون في قوله: (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ)(سورة الصافات 4)،
ومقرونا بالقهار في قوله: (الْوَاحِدُ
الْقَهَّارُ)(سورة ص 65)[299].
قلت:
71/ الوَاحِد
الوَاحِد: من الاسماء المطلقة، ومقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وأما الوحد: فقط غلط من أدخله في أسماء الله.
قلت:
الوحد والوحيد ليست من الاسماء الحسنى لعدم ثبوت النص من الكتاب والسنة.
(الوَحَدُ: المُنْفَرِدُ من كلِّ َشْيءٍ، وكذلك الوَحِيْدُ. ووَحَدَ الشَّيْءُ يَحِدُ حِدَةً. وذلك على حِدَتِه، ويُثَنّي ويُجْمَعُ، وعلى وَحْدِه كذلك. والوَحْدَةُ: الإنْفِرادُ، وَحُدَ يَوْحُدُ وَحَادَةً ووَحْدَةً، ووَحِدَ مِثْلُه. والتَّوْحِيْدُ: الإيمانُ باللهِ عزَّ وجَلَّ).[300]
و(الأحَدُ: قَالَ النَحْوِيُّوْنَ: أصْلُهُ فِي الكَلاَمِ: الوَحَدُ ويُقالُ: وَحُدَ الشيءُ يَوْحَدُ فَهُوَ وَحَدٌ. كَمَا يُقَالُ: حَسُنَ الشيءُ يَحْسُنُ فَهُوَ حَسَن. ثُم أبْدَلُوا عَنِ الوَاوِ الهَمزَةَ. وَالفَرْقُ بَيْنَ الوَاحِدِ، وَالأحَدِ أن الواحد هُوَ المُنْفَرِدُ بالذَّاتِ لا يضامُّهُ آخر، والأحد: هو المنفرد بِالمَغنَى لَا يُشَارِكُهُ فِيْهِ أحَدٌ ولذَلِكَ قيل لِلْمُتَنَاهِي فِي العلْمِ والمَعرِفَةِ هُوَ أحَدُ الأحَدَينِ.
وَمما يَفْتَرِقانِ بِهِ فِي مَعَانِي الكلَام: أن الوَاحِدَ فِي جِنْس المعْدُوْدِ، وَقَدْ يُفْتَتَحُ بِهِ العَدَدُ. والأحَدُ يَنقَطِعُ مَعَهُ العَدَدُ. وإنَّ الأحَدَ يَصلُحُ فِي الكَلَامِ فِي مَوْضِعِ الجُحُودِ. وَالوَاحِدُ فِي مَوْضِع الإثبَاتِ. تَقُوْلُ: لَمْ يَأتِني مِنَ القَوْمِ أحَدٌ. وجَاءَنِي مِنْهُم وَاحِدٌ. وَلَا يُقَال: جَاءني مِنْهم أحَدٌ.
فَأما الوَحِيْد فَإنما يُوصَفُ بِهِ، في غَالِبِ العُرْفِ، المنفَرِدُ عَنْ أصْحَابِهِ، المنقطِعُ عَنْهُم وإطلَاقُهُ فِي صِفَةِ الله سُبْحَانَهُ لَيسَ بالبيِّن عِندي صَوابُهُ.
وَلَا أستَحْسِنُ التسْميةَ بِعَبدِ الوَحِيْدِ كَمَا أسْتَحْسِنُهَا بِعَبْدِ الوَاحِدِ، وَبعَبْدِ الأحَدِ. وَأرَى كَثِيرَاً مِنَ العَامةِ قَد تَسَمَّوْا بِهِ.
قَالَ أبو سُلَيْمَانَ رحمه الله وَقَدْ يَقَع الغَلَطُ كَثِيْرَاً في بَاب التسْمِيَةِ). [301]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الصمد: في قوله: (اللهُ الصَّمَدُ)(سورة الإِخلَاص 2).
قلت:
72/ الصَّمَد
الصَّمَد: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الغني: وقع مفردا في قوله: (وَاللهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ)(سورة محمد 38)، وهو هنا يجمع معنيي الغنى،
قلت:
73/ الْغَنِي
الْغَنِي: من الاسماء المطلقة. وجاء مقترنا كما سيأتي قريبا من كلام شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ)(سورة آل عمران 97)، (غَنِيٌّ عَنْكُمْ)(سورة الزمر 7)، ومقرونا في قوله: (الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ)(سورة الممتحنة 6)[302]، و: (غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، في نحو تسعة مواضع[303]، (وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ)في موضعين (سورة الأَنعام 133)[304].
قلت:
74/ الْغَنِي عن العالمين
الْغَنِي عن العالمين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
القدوس: وقع مقرونا في قوله: (الْقُدُّوسُ السَّلَامُ)(سورة الحشر 23).
قلت:
75/ الْقُدُّوس
الْقُدُّوس: من الاسماء المطلقة.
فائدة: قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: (القدوس مأخوذ من التقديس وهو التطهير ومنه سمي القدوس قدوسا).[305]
وقال: (ومما يبين عدل الرب وإحسانه وأن الخير بيديه والشر ليس إليه وهو مع غاية عدله أرحم بعباده من الوالدة بولدها وهو عادل في كل ما خلقه واضع للأشياء مواضعها وهو قادر على أن يظلم لكنه سبحانه منزه عن الظلم لا يفعله لأنه السلام القدُّوس المستحق للتبرئة عن السوء وهو سبحانه سُبُّوح قدُّوس يسبح له ما في السماوات والأرض).[306]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
السلام: وقع مقرونا في: (الْقُدُّوسُ السَّلَامُ)(سورة الحشر 23)، وهذا القران في معنى الإفراد.
قلت:
76/ السَّلَام
السَّلَام: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الوتر: في قوله: (وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ)(سورة الفجر 3)، على قول مجاهد وغيره.
قلت:
77/ الْوَتْر
الْوَتْر: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
على قول مجاهد وغيره.
قلت:
قال الشيخ إبراهيم بن إسماعيل الأبياري في الموسوعة القرآنية 6/382: (والوتر: بفتح الواو وسكون التاء، وهى لغة قريش، وهى قراءة الجمهور. وقرئ: بكسر الواو، وهى لغة تميم، وهى قراءة الأغر، عن ابن عباس، وأبى رجاء، وابن وثاب، وقتادة، وطلحة، والأعمش، والحسن، بخلاف عنه، والأخوين.). ٳھ
واختلفوا فِي الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ، قِيلَ: الشَّفْعُ الْخَلْقُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا)(سورة النبأ 8) وَالْوَتْرُ: هُوَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَمَسْرُوقٌ: الشَّفْعُ الْخَلْقُ كله، والوتر هو الله، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(سورة الْإِخْلَاصِ 1) قَالَ الْحَسَنُ وَابْنُ زَيْدٍ: الشَّفْعُ وَالْوَتْرُ الْخَلْقُ كُلُّهُ مِنْهُ شَفْعٌ وَمِنْهُ وَتْرٌ. وَرَوَى قَتَادَةُ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: هُوَ الْعَدَدُ مِنْهُ شَفْعٌ وَمِنْهُ وَتْرٌ. وَقَالَ قَتَادَةُ: هَمَا الصَّلَوَاتُ منها شفع ومنها وتر). إھ [307]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
الحي: جاء مفردا في قوله: (وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ)(سورة
الفرقان 58)، وفي قوله: (هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ)(سورة غافر 65)
ومقرونا في قوله: (الْحَيُّ الْقَيُّومُ)في ثلاثة مواضع: (هُوَ الْحَيُّ
الْقَيُّومُ)(سورة البقرة 255) (الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(سورة آل عمران 2) (لِلْحَيِّ
الْقَيُّومِ)(سورة طه 111).
قلت:
78/ الْحَي
الْحَي: من الاسماء المطلقة. وجاء مقترنا بغيره كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
القائم: جاء مقيدا [308] في قوله: (قَائِمًا بِالْقِسْطِ)(سورة آل عمران 18)،
قلت:
79/ القائم بالقسط
القائم بالقسط: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقوله: (أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ)(سورة الرعد 33).
قلت:
80/ القَائِم عَلَى كُلِّ نَفْس بما كسبت
القَائِم عَلَى كُلِّ نَفْس بما كسبت: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الباقي: جاء مفضلا في قوله: (وَاللهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى)(سورة طه 73).
قلت:
81/ أَبْقَى للمؤمنين
أَبْقَى للمؤمنين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الوارث: جاء مفضلا في قوله: (وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ)(سورة الأنبياء 89).
قلت:
82/ خَيْرُ الْوَارِثِين
خَيْرُ الْوَارِثِين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَنَحْنُ الْوَارِثُونَ)(سورة الحجر 23) [309]؛ صفة.
قلت:
83/ الْوَارِث
الْوَارِث: من الاسماء المطلقة، والوارث اسم وليس صفة. والضابط في التفريق بين الأسماء والصفات، أن الاسم: ( ما دل على ذات ومعنىً )، والصفة: ( ما دل على معنى )، فالوارث اسم لأنه دل على ذات ومعنى. وتقدم قول شيخ الاسلام في اسم (الخالق) في قوله تعالى: (أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ)(سورة الواقعة 59).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحق: جاء مقرونا في قوله:
(الْمَلِكُ الْحَقّ)(سورة طه 114)[310]، وفي قوله:
(الْحَقُّ الْمُبِينُ)(سورة النور 25) ، وفي قوله: (وَرُدُّوا إِلَى اللهِ
مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ)(سورة يونس 30)، و: (فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ
الْحَقُّ)(سورة يونس 32)، ومفردا في قوله: (ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ)،
في ثلاثة مواضع (سورة الحج 6 و62)، (سورة لقمان30).
قلت:
84/ الْحَق
الْحَق: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
النور: (اللهُ نُورُ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)(سورة النور 35).
قلت:
85/ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
العليم: جاء مفردا في قوله: (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ)(سورة يوسف 76)،
قلت:
86/ العَلِيم
العَلِيم: من الاسماء المطلقة، وجاء مقترنا ومقيدا كما سيأتي.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا)(سورة النساء 70)،
قلت:
87/ عليم بكل شيء
العليم بكل شيء: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومنه نوع مقيد جاء مقرونا بالحليم: (عَلِيمٌ حَلِيمٌ)(سورة النساء 12)،[311] و: (الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)(سورة يوسف 83)، و: (الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ)(سورة الزخرف 84) ، و: (عليما حكيما) في أكثر من ثلاثين موضعا [312].
ومقرونا: (عليم خبير) في نحو
ثلاثة مواضع [313]،
ومقرونا بالواسع في قوله: (واسع عليم) في نحو أربع مواضع[314].
ومقرونا بالسميع: (سميع عليم) نحو ثلاثين موضعا[315]. و: (شاكر
عليم) موضعان (شَاكِرٌ عَلِيمٌ)(سورة البقرة 158)و: (شَاكِرًا عَلِيمًا)(سورة
النساء 147). و: (العزيز العليم) نحو ستة مواضع[316]. و: (عليم
حكيم) نحو ثلاثة مواضع[317].
و: (عليم قدير) نحو أربعة مواضع[318].
وفي قوله: (الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ)(سورة سبأ 26).
قلت: جاء اسم العليم مقترنا، كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومبالغا عاما في قوله: (بكل شيء عليم) في بضعة عشر موضعا[319].
قلت:
**/ عليم بكل شيء
العليم بكل شيء: تقدم انه من الاسماء المقيدة عند قول شيخ الاسلام: وفي قوله: (وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا)(سورة النساء 70).
وقوله: (وَكَفَى بِاللهِ عَلِيماً) أي: عليما بأهل طاعته وأهل معصيته وبطاعة المطيعين ومعصية العاصين، ولذلك يتم الجزاء عادلاً رحيماً. فالعليم اسم مقيد في هذه الآية.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وخاصا: (عليم بذات الصدور) في نحو اثني عشر موضعا[320]،
قلت:
88/ عليم بذات الصدور
عليم بذات الصدور: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(عليم بالمتقين) موضعان (عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ)(سورة آل عمران 115)، (سورة التوبة 44).
قلت:
89/ عليم بالمتقين
عليم بالمتقين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(عليم بالظالمين) موضعان (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)(سورة التوبة 47)[321].
قلت:
90/ عليم بالظالمين
عليم بالظالمين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(بما تعملون عليم) موضعان (بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ)(سورة المؤمنون 51)[322].
قلت:
91/ عليم بما تعملون
عليم بما تعملون: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِهِ عَلِيمًا)(سورة النساء 127).
قلت:
92/ عليم بما تفعلون
عليم بما تفعلون: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و: (بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ)(سورة يوسف 50)،
قلت:
93/ عليم بكيد النساء
عليم بكيد النساء: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ)(سورة آل عمران 92)،
قلت:
94/ عليم بما تنفقون
عليم بما تنفقون: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و: (وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ)(سورة يس 79).
قلت:
95/ عليم بكل خلق
عليم بكل خلق: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
العالم: لم يجئ إلا مضافا في قوله: (عالم الغيب والشهادة) في نحو ستة مواضع[323].
قلت:
96/ عالم الغيب والشهادة
عالم الغيب والشهادة: من الاسماء المقيدة بالإضافة كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
العلام: جاء مضافا في قوله: (علام الغيوب) في نحو ثلاثة مواضع[324].
قلت:
97/ علام الغيوب
علام الغيوب: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الأعلم: لم يجئ إلا مضافا: (بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ)(سورة العنْكبوت 10)،
قلت:
98/ أعلم بما في صدور العالمين
أعلم بما في صدور العالمين: من الاسماء المقيدة بالإضافة. وقد بين شيخ الاسلام ان (الاعلم) لم يجئ إلا مضافا؛ أي مقيدا بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى)(سورة النجم 30)،
قلت:
99/ أعلم بمن ضل عن سبيله
أعلم بمن ضل عن سبيله: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقوله: (وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)(سورة القصص 56)،
قلت:
100/ أعلم بالمهتدين
أعلم بالمهتدين: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ)(سورة الأَنعام 119)،
قلت:
101/ أعلم بالمعتدين
أعلم بالمعتدين: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَاللهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ)(سورة الأَنعام 58)،
قلت:
102/ أعلم بالظالمين
أعلم بالظالمين: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ)(سورة الإسراء 25)،
قلت:
103/ أعلم بما في نفوسكم
أعلم بما في نفوسكم: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى)(سورة النجم 30).
قلت:
104/ أعلم بمن اهتدى
أعلم بمن اهتدى: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
خبير: جاء مقيدا: (وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)(سورة البقرة 234و271) [325]، و: (خبير بما تعملون) في نحو من عشرين موضعا[326]،
قلت:
105/ الخبير بما تعملون
الخبير بما تعملون: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا)في نحو ثلاثة مواضع[327].
قلت:
106/ الخبير بذنوب عباده
الخبير بذنوب عباده: : من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ)(سورة العاديات 11)، وفي قوله: (إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا)(سورة الإسراء 30 و96)،
قلت:
107/ الخبير بعباده
الخبير بعباده: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومقرونا في قوله: (خَبِيرًا بَصِيرًا)(سورة الإسراء 30) [328]، و: (عليم خبير) في نحو ثلاثة مواضع (عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(سورة الحجرات 13)، (الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)(سورة التحريم 3)، (عَلِيمًا خَبِيرًا)(سورة النساء 35) [329]،
ومقرونا مبالغا في قوله: (بعباده خبير بصير) موضعان[330] (بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ)(سورة الشورى 27) ،
و: (الحكيم الخبير) أربعة مواضع (الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)(سورة الأَنعام 18) [331]، ومقرونا باللطيف: (لطيف خبير) في نحو ستة مواضع[332].
قلت:
108/ الخبير
الخبير: من الاسماء المطلقة، وجاء مقرونا، وكما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
السَّمِيع: جاء مقرونا بالعليم في نحو ثلاثين موضعا [333]،
وفي قوله: (سَمِيعٌ قَرِيبٌ)(سورة سبأ 50)، وبالبصير في نحو تسعة مواضع [334] ،
قلت:
109/ السَّمِيع
السَّمِيع: من الاسماء المطلقة، وجاء مقرونا كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومضافا في قوله: (سميع
الدعاء) في قصة زكريا وإبراهيم (إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)(سورة آل عمران 38)،
(إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ)(سورة إِبراهيم 39).
قلت:
110/ سميع الدعاء
سَمِيعُ الدُّعَاء: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
البصير: جاء مقرونا بالسميع سبعة مواضع.
قلت:
111/ الْبَصِير
البصير: من الاسماء المطلقة. وجاء مقرونا بالسميع في قوله تعالى: (سَمِيعًا بَصِيرًا)(سورة النساء 58 و134)، (سورة الإِنْسان 2)، و(سَمِيعٌ بَصِيرٌ)(سورة الحج 61 و 75)، (سورة لقمان 28)، (سورة المجادلة 1)، و(السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(سورة الإسراء 1)، (سورة غافر 20 و 56)، (سورة الشورى 11). وقد جاء مقيدا كما سيأتي.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
................[335]، في قوله: (وَاللهُ بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(سورة الحجرات 18)، و: (بما تعملون بصيرا) في نحو من عشرين [336]،
قلت:
112/ البصير بما تعملون
البصير بما تعملون: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)(سورة آل عمران 15 و20) في نحو أربعة مواضع[337] ، وفي قوله: (إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا)(سورة طه 35)، وفي قوله: (بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا)(سورة الِانْشقاق 15).
قلت:
113/ البصير بالعباد
البصير بالعباد: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
الرقيب: جاء مؤكدا عاما في قوله: (وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
رَقِيبًا)(سورة الأحزاب 52)، وخاصا في قوله: (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ
رَقِيبًا)(سورة النساء 1)، وخاصا في قوله: (كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ
عَلَيْهِمْ)(سورة المائدة 117).
قلت:
114/ الرقيب
الرقيب: من الاسماء المطلقة. وجاء مقترنا بالعلو المطلق في قوله تعالى: (وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا)، فالاسم يكون حسناً باعتبار انفراده، وباعتبار جمعه يزيد كمالاً فوق كمال.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الشهيد: جاء مفردا في معنى المقيد في قوله: (وكفى بالله شهيدا) في نحو أربعة مواضع [338]،
قلت:
115/ الشهيد على إرسال الرسل
الشهيد على إرسال الرسل: من الاسماء المقيدة، قال تعالى: (مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولًا وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا)(سورة النساء79).
والاسم المقيد في الآية هو: (الشهيد على إرسال الرسول للناس) أو (الشهيد على تبليغ الرسول ما أرسل به إلى الناس).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و [339]، في قوله: (وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)(سورة المجادلة 6)، و: (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدًا)(سورة الأحزاب 55)،
قلت:
116/ الشهيد
الشهيد: من الاسماء المطلقة، وقد جاء اسم (الْشَهِيد) مقترنا بالعلو المطلق في قوله تعالى: (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ)، فالاسم يكون حسناً باعتبار انفراده، وباعتبار جمعه يزيد كمالاً فوق كمال.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَاللهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ)(سورة آل عمران 98)،
قلت:
117/ الشهيد على ما تعملون
الشهيد على ما تعملون: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
..... [340] ، (قُلْ كَفَى بِاللهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)(سورة الإسراء 96)، و: (قُلْ كَفَى بِاللهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا)(سورة العنْكبوت 52)، و: (قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)(سورة الأَنعام 19).
قلت:
118/ الشهيد بين الرسول والعباد
الشهيد بين الرسول والعباد: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الشاهد: جاء.... [341] بصيغة الجمع في قوله: (وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ)(سورة الأنبياء 78)،
قلت:
119/ الشاهد لحكم المرسلين
الشاهد لحكم المرسلين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ)(سورة يونس 61)،
قلت:
120/ الشاهد لأعمال العباد
الشاهد لأعمال العباد: من الاسماء المقيدة.
وقال ابن أبي زَمَنِين المالكي في تفسير الآية: (وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ):
((وَمَا تكون فِي شَأْن) مِنْ حَوَائِجِكَ لِلدُّنْيَا (وَمَا تَتْلُو مِنْهُ من قُرْآن) خَاطب بِهَذَا النَّبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (وَلَا تَعْمَلُونَ) يَعْنِي: الْعَامَّةَ (مِنْ عَمَلٍ إِلا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ) يُخْبِرُهُمْ أَنَّهُ شاهدٌ لأَعْمَالِهِمْ (وَمَا يعزب عَن رَبك) أَيْ: يَغِيبُ عَنْ رَبِّكَ (مِنْ مِثْقَال ذرة) وَزْنُ ذَرَّةٍ (فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاء) حَتَّى لَا يَعْلَمُهُ وَيَعْلَمُ مَوْضِعَهُ (وَلا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ) بَيَّنٌ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ).اھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومفردا في قوله: (وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ)(سورة البروج 3)، على قول.
قلت:
121/ الشاهد على الخلق
122/ الشاهد على الاعمال
123/ الشاهد على يوم القيامة.
الاسماء الثلاثة مقيدة، على قول: أن الشاهد هو الله تعالى لقوله: (وكفى بالله شَهِيداً)(النساء 79، 166)، (الفتح 28)؛ والمشهود على هذا يحتمل ثلاثة أوجه : أحدها أن يكون الخلق بمعنى أنه يشهد عليهم ، والآخر أن تكون الأعمال بمعنى أنه يشهد بها ، والثالث أن يكون يوم القيامة.
فائدة: (سورة البروج 3)
قال الطبري في تفسيره حيث نقل عدة أقوال في ذلك وقال: (والصواب من القول في ذلك عندنا: أن يقال: ان الله أقسم بشاهد شهد، ومشهود شهد، ولم يخبرنا مع إقسامه بذلك أي شاهد وأي مشهود أراد، وكل الذي ذكرنا أن العلماء قالوا: هو المعنىّ مما يستحق أن يقال له: (شاهد ومشهود)).اھ
وقال ابن جزي في تفسيره (التسهيل لعلوم التنزيل): (وقد اضطرب الناس في تفسير الشاهد والمشهود اضطراباً عظيماً ، ويتلخص من أقوالهم في الشاهد ستة عشر قولاً : يقابلها في المشهود اثنان وثلاثون قولاً).إھ فأنظرها هناك.
وقال ابن كثير في تفسيره: (وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: الشَّاهِدُ: اللَّهُ، وَالْمَشْهُودُ: يَوْمَ الْقِيَامَةِ).إھ
وقال الشوكاني في فتح القدير: (وَقِيلَ: الشَّاهِدُ: هُوَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ. وَبِهِ قَالَ الْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، لِقَوْلِهِ: (وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً) وَقَوْلِهِ: (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ)، وَقِيلَ: الشَّاهِدُ: مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِقَوْلِهِ: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً)، وقوله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْناكَ شاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً)، وقوله: (وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً)).اھ
والله اعلم بالصواب.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ)(سورة آل عمران 81).
قلت:
124/ الشاهد على الانبياء والامم.
الشاهد على الانبياء والامم: من الاسماء المقيدة.
قال الشعراوي في تفسيره للآية (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ): لقد أعلمنا الحق أنه قد عرض شهادة الأنبياء على بعضهم، وشهادة الأنبياء على أممهم، وشهادة الله سبحانه على الجميع. اھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
اللطيف: جاء مقرونا بالخبير في نحو خمسة مواضع [342]
قلت:
125/ اللَّطِيف
اللطيف: من الاسماء المطلقة. وقد جاء مقترنا ومقيدا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و ...... [343] في قوله: (لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ)(سورة يوسف 100) ،
قلت:
126/ اللطيف لما يشاء
اللطيف لما يشاء: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و: (اللهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ)(سورة الشورى 19).
قلت:
127/ اللطيف بعباده
اللطيف بعباده: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
قدير: معلقا عاما كما في قوله: (على كل شيء قدير) في قريب من ثلاثين موضعا [344] ، ومعلقا خاصا في قوله: (إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا)(سورة النساء 133)، ومفردا في قوله: (وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا)(سورة الفرقان 54)، ومقرونا بالعلم في نحو من أربعة مواضع [345] ، ومقرونا في قوله: (عَفُوًّا قَدِيرًا)(سورة النساء 149)، (وَاللهُ قَدِيرٌ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)(سورة الممتحنة 7).
قلت:
128/ القدير
القدير: من الاسماء المطلقة، وقد جاء مقترنا بالعلو المطلق في قوله تعالى: (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قدير)، فالاسم يكون حسناً باعتبار انفراده، وباعتبار جمعه يزيد كمالاً فوق كمال. وجاء مقترنا بغيره من الاسماء كما بينه شيخ الاسلام.
فائدة:
لما كان توحيد الربوبية في القرآن الكريم والسنة النبوية يقوم على ركنين أساسيين أو معنيين جامعين, عليهما يدور محور الدليل النقلي وهما :
الأول : إفراد الله بالخلق والقدرة التقدير, وكل ما يلزم من صفات الذات وصفات الأفعال, لتخليق الشيء وتصنيعه, وكمال إيجاده واختراعه.
الثاني : إفراد الله بالحكمة والتدبير، من تدبير أمر المخلوقات وتقدير أحوالهم, والقيام على شؤونهم، والهداية إلي ما يصلحهم, والحكم بينهم في الدنيا والآخرة .
ولما كان توحيد الربوبية يقوم على هذين الركنين كان العلم الإلهي مرتبطا أيضا بهذين الركنين:
فإما يرتبط بالخلق والقدرة والتقدير وهو العلم السابق المسمى بعلم التقدير.
أو يرتبط بالحكمة والتدبير، وهو علم الإحاطة.
ولذلك إذا ذكرت معاني القدرة والخلق وباقي معاني الربوبية اقترن اسمه العليم باسمه القدير، قال تعالى: (وَاللهُ خَلقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلى أَرْذَلِ العُمُرِ لِكَيْ لا يَعْلمَ بَعْدَ عِلمٍ شَيْئاً إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)(النحل/70) .
وإذا ذكرت معاني الحكمة والأمر وأمور الشرائع والتدبير اقترن اسمه العليم باسمه الحكيم .
قال الله تعالى: (وعَلمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلى الْمَلاَئِكَةِ فَقَال أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قَالُوا سُبْحَانَكَ لا عِلمَ لنَا إِلا مَا عَلمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ) (البقرة/32).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
......... [346] ، (قُلْ إِنَّ اللهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً)(سورة الأَنعام 37) ،
قلت:
129/ القادر عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً
القادر عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا)(سورة الأَنعام 65) ،
قلت:
130/ القادر على بعث العذاب
القادر على بعث العذاب: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ)(سورة المؤمنون 18) ،
قلت:
131/ القادر على ذهاب الماء
ا لقادر على ذهاب الماء: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
والقدرة على المعاد في قوله: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى)(سورة القيامة 40)،
قلت:
132/ القادر عَلَى احياء الْمَوْتَى
القادر عَلَى احياء الْمَوْتَى: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)(سورة يس 81) [347]،
قلت:
133/ القادر على الخلق
القادر على الخلق: من الاسماء
المقيدة.
قال القرطبي في تفسير الآية 81 من سورة يس: (ثُمَّ قَالَ تَعَالَى
مُحْتَجًّا:" أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِقادِرٍ
عَلى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ" أَيْ أَمْثَالَ الْمُنْكِرِينَ لِلْبَعْثِ.
وَقَرَأَ سَلَامٌ أَبُو الْمُنْذِرِ وَيَعْقُوبُ الْحَضْرَمِيُّ:" يَقْدِرُ
عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مثلهم" على أنه فعل." بلى" أي إن خلق السموات
والأرض أعظم من خلقهم، فالذي خلق السموات وَالْأَرْضَ يَقْدِرُ عَلَى أَنْ
يَبْعَثَهُمْ." وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ" وَقَرَأَ الْحَسَنُ
بِاخْتِلَافٍ عَنْهُ" الْخَالِقُ").
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(سورة الأَحقاف 33)[348]،
قلت: تقدم ذكر الاسم المقيد:
*/ القادر عَلَى احياء الْمَوْتَى
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ)(سورة الطارق 8) ،
قلت:
134/ القادر عَلَى البعث
القادر عَلَى البعث: من الاسماء المقيدة.
قال القرطبي في تفسير الآية:
(إِنَّهُ أَيْ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ عَلى رَجْعِهِ أَيْ عَلَى رَدِّ الْمَاءِ فِي الْإِحْلِيلِ، لَقادِرٌ كَذَا قَالَ مُجَاهِدٌ وَالضَّحَّاكُ. وَعَنْهُمَا أَيْضًا أَنَّ الْمَعْنَى: إنه على رد الماء في الصلب، وقال عِكْرِمَةُ. وَعَنِ الضَّحَّاكِ أَيْضًا أَنَّ الْمَعْنَى: إِنَّهُ عَلَى رَدِّ الْإِنْسَانِ مَاءً كَمَا كَانَ لَقَادِرٌ. وَعَنْهُ أَيْضًا أَنَّ الْمَعْنَى: إِنَّهُ عَلَى رَدِّ الْإِنْسَانِ مِنَ الْكِبَرِ إِلَى الشَّبَابِ، وَمِنَ الشَّبَابِ إِلَى الْكِبَرِ، لَقَادِرٌ. وَكَذَا فِي الْمَهْدَوِيِّ. وَفِي الْمَاوَرْدِيِّ وَالثَّعْلَبِيِّ: إِلَى الصِّبَا، وَمِنَ الصِّبَا إِلَى النُّطْفَةِ. وَقَالَ ابْنُ زَيْدٍ: إِنَّهُ عَلَى حَبْسِ ذَلِكَ الْمَاءِ حَتَّى لَا يَخْرُجَ، لَقَادِرٌ. وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَتَادَةُ وَالْحَسَنُ وَعِكْرِمَةُ أَيْضًا: إِنَّهُ عَلَى رَدِّ الْإِنْسَانِ بَعْدَ الْمَوْتِ لَقَادِرٌ. وَهُوَ اخْتِيَارُ الطَّبَرِيِّ. الثَّعْلَبِيُّ: وَهُوَ الْأَقْوَى، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ (الطارق: 9)قَالَ الْمَاوَرْدِيُّ: وَيَحْتَمِلُ أَنَّهُ عَلَى أَنْ يُعِيدَهُ إِلَى الدُّنْيَا بَعْدَ بَعْثِهِ فِي الْآخِرَةِ، لِأَنَّ الكفار يسألون الله تعالى فيها الرجعة).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(إِنَّا لَقَادِرُونَ ۞ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْرًا مِنْهُمْ)(سورة المعارج 40 - 41) ،
قلت:
135/ القادر عَلَى تبديل الامم
القادر عَلَى تبديل الامم: من الاسماء المقيدة.
قال القرطبي في تفسير الآية: (إِنَّا لَقادِرُونَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ خَيْراً مِنْهُمْ) يَقُولُ: نَقْدِرُ عَلَى إِهْلَاكِهِمْ وَالذَّهَابِ بِهِمْ وَالْمَجِيءِ بِخَيْرٍ مِنْهُمْ فِي الْفَضْلِ وَالطَّوْعِ وَالْمَالِ.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وجاء مفردا في قوله: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)(سورة المرسلات 23).
قلت:
136/ القادر
القادر: من الاسماء المطلقة. وقد جاء مقيدا كما تبين من قول شيخ الاسلام المتقدم.
فائدة: قوله سبحانه وتعالى: (فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ)(المرسلات/23).
إذا ورد الاسم معرفا بالألف واللام مطلقا بصيغة الجمع والتعظيم فانه يزيد الاطلاق عظمة وجلالا وجمالا وحسنا وكمالا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
القوي: جاء مقرونا بالعزيز في قوله: (القوي العزيز) في نحو ثلاثة مواضع [349].
قلت:
137/ القوي
القوي: من الاسماء المطلقة. وجاء مقترنا في قوله تعالى: (هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)(سورة الشورى 19)، (إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(سورة الأَنْفال 52)، (إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(سورة غافر 22)، (لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(سورة الحج 40 و74)، (قَوِيًّا عَزِيزًا)(سورة الأحزاب 25)، (قَوِيٌّ عَزِيزٌ)(سورة الحديد 25) و(سورة المجادلة 21).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذو القوة: جاء في قوله: (الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)(سورة الذاريات 58).
قلت:
138/ ذو القوة
ذو القوة: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
القاهر: جاء في قوله: (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ)موضعان (سورة الأَنعام 18 و61).
قلت:
139/ القاهر
القاهر: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
القهار: جاء في قوله: (الواحد القهار) في نحو سبعة مواضع [350] .
قلت:
140/ القهار
القهار: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
العزيز: جاء مقرونا بالحكيم في أكثر من أربعين موضعا [351] ، وبالعليم في نحو ستة مواضع [352] ،
و: (القوي العزيز) في عدة مواضع [353] ، و: (الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ)(سورة سبأ 6)[354]، و: (العزيز الغفار) في نحو ثلاثة مواضع [355] ، و: (الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)(سورة الملك 2)، و: (العزيز الرحيم) في نحو اثني عشر موضعا [356]، و: (عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ)(سورة إِبراهيم 47) ثلاثة مواضع[357]، و: (أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ)(سورة القمر 42)، ومقرونا كمفرد: (الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ)(سورة الحشر 23).
قلت:
141/ العزيز
العزيز: من الاسماء المطلقة. وجاء مقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المحيط: جاء معلقا عاما في قوله: (بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ)(سورة فصلت 54)،
قلت:
142/ المحيط بكل شيء
المحيط بكل شيء: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وخاصا في قوله: (وَاللهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ)(سورة البروج 20)،و: (مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ)(سورة البقرة 19)،
قلت:
143/ المحيط بالكافرين
المحيط بالكافرين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(إِنَّ اللهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) ستة مواضع[358].
قلت:
144/ المحيط بما يعملون
المحيط بما يعملون: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
رفيع الدرجات: في قوله: (رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ)(سورة غافر 15).
قلت:
145/ رَفِيعُ الدَّرَجَات
رَفِيعُ الدَّرَجَات: من الاسماء المقيدة بالإضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذو المعارج: في قوله: (لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ ۞ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ)(سورة المعارج 2و3).
قلت:
146/ ذو المعارج
ذو المعارج: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
العلي: جاء مقرونا في قوله: (الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)(سورة الرعد 9)، وفي قوله: (الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ)، خمسة مواضع (سورة الحج 62)[359]. وفي هذه المواضع (العلي) ، و(المتعالي) ، وجاء في قوله: (عَلِيٌّ حَكِيمٌ)(سورة الشورى 51)، و(الأعلى) في قوله: (سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى)(سورة الأَعلى 1).
قلت:
147/ العلي
148/ المتعال، المتعالي
149/ الاعلى
العلي، المتعال، المتعالي، الاعلى: من الاسماء المطلقة.
وقوله سبحانه وتعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)(الرعد/9)
جاء في الميسر في القراءات الأربع عشر: (بإثبات ياء في الحالين ابن كثير، ويعقوب. وافقهما ابن محيصن كذلك، ووصلا الحسن. وقرأ الباقون بالحذف في الحالين.) ٳھ
وجاء في الموسوعة القرآنية / الشيخ إبراهيم بن إسماعيل الأبياري (5 / 346):
(المتعال: وقرئ:
1- بإثبات الياء وقفا ووصلا، وهى قراءة ابن كثير، وأبى عمرو، في رواية.
2- بحذفها، ووصلا ووقفا، وهى قراءة الباقين.) ٳھ
فائدة: من اسماء الله تعالى الحسنى: (العلي) و(المتعال، المتعالي) و(الاعلى)؛ واسم الله (العلي) يدل على ذات الله وعلى صفة العلو (علو الذات والفوقية) بدلالة المطابقة؛ واسم الله (المتعال، المتعالي) يدل على ذات الله وعلى صفة العلو (علو القهر) بدلالة المطابقة؛ واسم الله (الأعلى) يدل على ذات الله وعلى صفة العلو (علو الشأن) بدلالة المطابقة.
والعلو نوعان علو مطلق ، وعلو مقيد.
1/ العلو المطلق: وهو علو الذات والفوقية، وعلو القهر، وعلو الشأن.
2/ العلو المقيد: الاستواء على العرش؛ لأنه مقيد بالعرش.
وصفة العلو أعم من وصف الاستواء، فكل استواء علو وليس كل علو استواء.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
العظيم: جاء مقرونا في قوله:
(الْعَلِيُّ الْعَظِيم)موضعان (سورة البقرة 255)[360] ،
ومفردا في قوله: (فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ)، ثلاثة مواضع (سورة
الحاقة 52)، وهو نعت للرب بدليل قوله: (سبحان ربي العظيم)[361].
قلت:
150/ العظيم
العظيم: من الاسماء المطلقة.
فائدة: قول شيخ الاسلام: (وهو نعت للرب).[362]
قال العلامة ابن القيم الجوزية: (أن الاسم من أسمائه له دلالات؛ دلالة على الذات والصفة بالمطابقة؛ ودلالة على أحدهما بالتضمن؛ ودلالة على الصفة الأخرى باللزوم).[363]
وقال: (كل اسم من أسمائه سبحانه له صفة خاصة، فإن أسماءه أوصاف مدح وكمال، وكل صفة لها مقتضى وفعل).[364]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المهيمن: في قوله: (الْمُؤْمِنُ
الْمُهَيْمِنُ)(سورة الحشر 23).
قلت:
151/ المهيمن
الْمُهَيْمِن: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الكفيل: في قوله: (وَقَدْ
جَعَلْتُمُ اللهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا)(سورة النحل 91).
قلت:
152/ كفيل المؤمنين
كفيل المؤمنين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الوكيل: جاء مفردا[365] في قوله: (وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا) في نحو تسعة مواضع [366]،
قلت:
153/ الوكيل على شؤون خلقه
الوكيل على شؤون خلقه: من الاسماء المقيدة.
فائدة: قال تعالى: (وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلاً)(سورة النساء 81).
كَفى: فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر.( كفى: فعل متصرف - يؤدي معنى الجامد - غير أنه بمعنى فعل التعجب، وهو غير متصرف؛ لأن معناه: ما أكفاه!).
بِاللَّهِ: الباء حرف جر زائد يفيد التوكيد.
الله: اسم الجلالة؛ اسم مجرور لفظا مرفوع محلا فاعل للفعل كفى؛ (فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد).
وَكِيلاً: تمييز منصوب علامة نصبه الفتحة.
والتَّمْييزُ هو: الاسم المنصوب, المُفَسِّرُ لما انْبَهَمَ من الذَّوَاتِ، ولا يكون إلا نَكِرَة، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام.
توضيح: مجيء الفاعل (اسم الجلالة) مجرورا بالباء الزائدة؛ والتي تفيد معنى التوكيد؛ وزيدت – هنا - مع الفاعل؛ لأن الأصل: كفى اللهُ وكيلاً.
قال سيبويه: (إنما هو (كفى الله) والباء زائدة، والقياس يوجب أنْ يكون التأويل: (كفى كفايتي بالله) فحذفَ المصدر لدلالة الفعل عليه، وهذا في العربية موجود). إھ [367]
قلت: مما تقدم فان اسم (الوكيل) في (سورة النساء 81)، اسم مقيد في هذه الآية، وان جاء مطلقا في غيرها.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(اللهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ)(سورة يوسف 66)،
قلت:
154/ الوكيل على قول يعقوب واخوة يوسف
الوكيل على قول يعقوب واخوة يوسف: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و: (رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا)(سورة المزمل 9)،
قلت:
155/ الوكيل لأمور النبي، (الوكيل بما وعد النبي)
الوكيل لأمور النبي، (الوكيل بما وعد النبي): من الاسماء المقيدة.[368]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و: (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)(سورة هود 12).
قلت:
156/ الوكيل
الوكيل: من الاسماء المطلقة، قال تعالى: (حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)(سورة آل عمران 173)، وقد ورد اسم (الْوَكِيلُ) في القرآن الكريم في قوله تعالى: (وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ)(سورة الأَنعام 102)، مقترنا بالعلو المطلق فالاسم يكون حسناً باعتبار انفراده، وباعتبار جمعه يزيد كمالاً فوق كمال.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحسيب: جاء.... [369] في قوله: (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)(سورة النساء 86)،
قلت:
157/ الحسيب
الحسيب: من الاسماء المطلقة. وقد ورد اسم (الحسيب) في القرآن الكريم مقترنا بالعلو المطلق (إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)(سورة النساء 86)، فالاسم يكون حسناً باعتبار انفراده، وباعتبار جمعه يزيد كمالاً فوق كمال. وقد جاء مقيدا في القرآن الكريم ايضا.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (وَكَفَى بِاللهِ حَسِيبًا)، موضعان[370] (سورة النساء 6).
قلت:
158/ الحسيب عَلَى أَوْلِيَاءِ الْأَيْتَام
الحسيب عَلَى أَوْلِيَاءِ الْأَيْتَام: من الاسماء المقيدة.
فائدة: (وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا)
أَيْ: وَكَفَى بِاللَّهِ مُحَاسِبًا وَشَهِيدًا وَرَقِيبًا عَلَى الْأَوْلِيَاءِ فِي حَالِ نَظَرِهِمْ لِلْأَيْتَامِ، وَحَالِ تَسْلِيمِهِمْ لِلْأَمْوَالِ: هَلْ هِيَ كَامِلَةٌ مُوَفَّرَةٌ، أَوْ مَنْقُوصَةٌ مَبْخوسة مُدْخَلَةٌ مُرَوَّجٌ حِسَابُهَا مُدَلَّسٌ أُمُورُهَا؟ اللَّهُ عَالِمٌ بِذَلِكَ كُلِّهُ. وَلِهَذَا جاء في الحديث عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:
(يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنِّي أَرَاكَ ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبُّ لَكَ مَا أُحِبُّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اثْنَيْنِ، وَلَا تَوَلَّيَنَّ مَالَ يَتِيمٍ)، أخرجه مسلم (1826) واللفظ له، في كتاب الإمارة، باب كراهية الإمارة بغير ضرورة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحاسب: جاء في قوله: (وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ)(سورة الأنبياء 47)،
قلت:
159/ حاسب الموازين
حاسب الموازين: من الاسماء المقيدة.
فائدة: (وَكَفى بِنا حاسِبِينَ)
أَيْ: كَفَى بِنَا مُحْصِينَ، وَالْحَسْبُ فِي الْأَصْلِ مَعْنَاهُ الْعَدُّ، وَقِيلَ: كَفَى بِنَا عَالِمِينَ لِأَنَّ مَنْ حَسَبَ شَيْئًا عَلِمَهُ وَحَفِظَهُ، وَقِيلَ: كَفَى بِنَا مُجَازِينَ عَلَى مَا قَدَّمُوهُ مِنْ خَيْرٍ وَشَرٍّ.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومفضلا في قوله: (أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ)(سورة الأَنعام 62) .
قلت:
160/ أَسْرَعُ الْحَاسِبِين
أَسْرَعُ الْحَاسِبِين: من الاسماء المقيدة، وبصيغة التفضيل كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
سريع الحساب: في نحو سبعة مواضع [371].
قلت:
161/ سريع الحساب
سريع الحساب: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الولي: جاء مفردا في قوله: (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُّ)(سورة الشورى 9)،
قلت:
162/ الولي
الولي: من الاسماء المطلقة. وجاء مقرونا في قوله تعالى: (وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)(سورة الشورى 28). وجاء مقيدا: (وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ) في قوله تعالى: (وَاللهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)(سورة الجاثية 19)، الا ان شيخ الاسلام لم يذكره.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (وَكَفَى بِاللهِ وَلِيًّا وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا)(سورة النساء 45)،
قلت:
163/ ولي المؤمنين
ولي المؤمنين: من الاسماء المقيدة. وجاء في قوله تعالى:(وَاللهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ)(سورة آل عمران 68).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومضافا في مثل قوله: (إِنَّ وَلِيِّيَ اللهُ)(سورة الأَعراف 196)،
قلت:
164/ ولي الرسول
ولي الرسول: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)(سورة يوسف 101).
قلت:
165/ ولي يوسف فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
ولي يوسف فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المولى: جاء مقرونا في قوله: (نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(سورة الأَنْفال 40).
قلت:
166/ المولى
المولى: من الاسماء المطلقة، وجاء مقترنا كما بين ذلك شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومضافا في قوله: (فَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَوْلَاكُمْ)(سورة الأَنْفال 40)،
قلت:
167/ مولى المؤمنين
مولى المؤمنين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلَاهُ)(سورة التحريم 4) ،
قلت:
168/ مولى النبي
مولى النبي: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ)(سورة محمد 11).
قلت:
169/ مولى الذين آمنوا
مولى الذين آمنوا: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الناصر: جاء مفضلا في قوله: (خَيْرُ النَّاصِرِينَ)(سورة آل عمران 150)،
قلت:
170/ خير الناصرين
خير الناصرين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وتقدم قوله: (نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(سورة الأَنْفال 40).
قلت:
171/ النصير
النصير: من الاسماء المطلقة. وجاء مقيدا في قوله تعالى: (وَكَفَى بِاللهِ نَصِيرًا)(سورة النساء 45)، ﻓ (نصير المؤمنين) من الاسماء المقيدة، الا ان شيخ الاسلام لم يذكره.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحفيظ: جاء في قوله: (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ) موضعان (عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)(سورة هود 57).[372]
قلت:
172/ الحفيظ
الحفيظ: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحافظ: جاء مفضلا في قوله: (فَاللهُ خَيْرٌ حَافِظًا)(سورة يوسف 64)،
قلت:
173/ خير حافظ ، خير الحافظين
خير حافظ ، خير الحافظين: من الاسماء المقيدة.
قال البيضاوي في تفسير الآية: فَاللَّهُ خَيْرٌ حافِظاً فأتوكل عليه وأفوض أمري إليه، وانتصاب (حفظا) على التمييز وحافِظاً على قراءة حمزة والكسائي وحفص يحتمله والحال كقوله: لله دره فارسا، وقرئ (خير حافظ) و (خير الحافظين).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
و ... [373] في قوله: (وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ)(سورة الأنبياء 82)،
قلت:
174/ حافِظِ سليمان من الشياطين
حافِظِ سليمان من الشياطين: من الاسماء المقيدة.
قال ابن كثير في تفسير الآية: وَقَوْلُهُ: (وَكُنَّا لَهُمْ حَافِظِينَ) أَيْ: يَحْرُسُهُ اللَّهُ أَنْ يَنَالَهُ أَحَدٌ مِنَ الشَّيَاطِينِ بِسُوءٍ، بَلْ كُلٌّ فِي قَبْضَتِهِ وَتَحْتَ قَهْرِهِ لَا يَتَجَاسَرُ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى الدُّنُوِّ إِلَيْهِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ، بَلْ هُوَ مُحَكَّم فِيهِمْ، إِنْ شَاءَ أَطْلَقَ، وَإِنْ شَاءَ حَبَسَ مِنْهُمْ مَنْ يَشَاءُ؛ وَلِهَذَا قَالَ: (وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأصْفَادِ). إھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)(سورة الحجر 9).
قلت:
175/ حَافِظُ القران مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ
حَافِظُ القران مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ: من الاسماء المقيدة.
قال ابن كثير في تفسير الآية: ثُمَّ قَرَّرَ تَعَالَى أَنَّهُ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ الذِّكْرَ، وَهُوَ الْقُرْآنُ، وَهُوَ الْحَافِظُ لَهُ مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ. وَمِنْهُمْ مَنْ أَعَادَ الضَّمِيرَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: (لَهُ لَحَافِظُونَ) عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَقَوْلِهِ: (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)(الْمَائِدَةِ 67)، وَالْمَعْنَى الْأَوَّلُ أَوْلَى، وَهُوَ ظَاهِرُ السِّيَاقِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
القريب: [374] جاء مقرونا في قوله: (قَرِيبٌ مُجِيبٌ)(سورة
هود 61)، وقوله: (فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)(سورة
البقرة 186)،
قلت:
176/ القريب
القريب: من الاسماء المطلقة، وجاء مقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومفضلا في قوله: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)(سورة ق 16)،
قلت:
177/ اقرب الينا من حبل الوريد
اقرب الينا من حبل الوريد: من الاسماء المقيدة.
قال ابن كثير في تفسير سورة ق/16: وَقَوْلُهُ: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} يَعْنِي: مَلَائِكَتُهُ تَعَالَى أقربُ إِلَى الْإِنْسَانِ مِنْ حَبْلِ وَرِيدِهِ إِلَيْهِ. وَمَنْ تَأَوَّلَهُ عَلَى الْعِلْمِ فَإِنَّمَا فَرَّ لِئَلَّا يَلْزَمَ حُلُولٌ أَوِ اتِّحَادٌ، وَهُمَا مَنْفَيَّانِ بِالْإِجْمَاعِ، تَعَالَى اللَّهُ وَتَقَدَّسَ، وَلَكِنَّ اللَّفْظَ لَا يَقْتَضِيهِ فَإِنَّهُ لَمْ يَقِلْ: وَأَنَا أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، وَإِنَّمَا قَالَ: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ} كَمَا قَالَ فِي الْمُحْتَضِرِ: {وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ}(الْوَاقِعَةِ 85)، يَعْنِي مَلَائِكَتَهُ. وَكَمَا قَالَ تَعَالَى: {إِنَّا نَحْنُ نزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ}(الْحِجْرِ 9)، فَالْمَلَائِكَةُ نَزَلَتْ بِالذِّكْرِ - وَهُوَ الْقُرْآنُ- بِإِذْنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. وَكَذَلِكَ الْمَلَائِكَةُ أَقْرَبُ إِلَى الْإِنْسَانِ مِنْ حَبْلِ وَرِيدِهِ إِلَيْهِ بِإِقْدَارِ اللَّهِ لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فالملك لَمّة فِي الْإِنْسَانِ كَمَا أَنَّ لِلشَّيْطَانِ لَمَّةً وَكَذَلِكَ: (الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ)[375]، كَمَا أَخْبَرَ بِذَلِكَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ؛ وَلِهَذَا قَالَ هَاهُنَا: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ} يَعْنِي: الْمَلَكَيْنِ اللَّذَيْنِ يَكْتُبَانِ عَمَلَ الْإِنْسَانِ. {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} أَيْ: مُتَرَصِّدٌ. اھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقوله: (أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ)(سورة الواقعة 85) [376].
قلت:
178/ أقرب إلى المحتضر
أقرب إلى المحتضر: من الاسماء المقيدة.
فائدة:
قال الشيخ العثيمين في تفسير سورة الواقعة/85: (ونحن أقرب إليه منكم) يعني أن الله تعالى أقرب إلى الحلقوم من أهله، ولكن المراد أقرب بملائكتنا، ولهذا قال: (ولكن لا تبصرون) والله تعالى يضيف الشيء إلى نفسه إذا قامت به ملائكته، لأن الملائكة رسله عليهم السلام، وليس هذا من باب تحريف الكلم عن مواضعه، ولكنه من باب تفسير الشيء بما يقتضيه السياق، لأنه ربما يقول قائل: إن ظاهر الآية (ونحن أقرب إليه منكم) أن الأقرب هو الله عز وجل فلماذا تحرفونه؟ فنقول: نحن لا نحرفها، بل فسرناها بما يقتضيه ظاهرها، لأن الله قال : (ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون) وهذا يدل على أن هذا القريب في نفس المكان ولكن لا نبصره، وهذا يعين أن يكون المراد قرب الملائكة لاستحالة ذلك في حق الله تعالى، وأيضاً فإن القرب مقيد بحال الاحتضار، والذي يحضر الميت عند موته هم الملائكة لقوله تعالى: (حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون)، فإن قيل: كيف يضيف الله الشيء إلى نفسه والمراد الملائكة؟
قلنا: لا غرابة في ذلك، فإن الله يضيف الشيء إلى نفسه وهو من فعل الملائكة لأنهم رسله، ففعلهم فعله، ألم تر إلى قول الله تبارك وتعالى: (لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه) والمراد قراءة جبريل عليه السلام لا قراءة الله، لكنه أضاف فعل جبريل إليه لأنه بأمره، وهو الذي أرسله به، إذن (ونحن أقرب إليه منكم) يعني ملائكتنا أقرب إليه منكم، لأنهم حضروا لقبض الروح، والله تبارك وتعالى قد حفظ الإنسان في حياته وبعد مماته، ففي حياته هناك ملائكة يحفظونه من أمر الله، وبعد مماته ملائكة يقبضون الروح ويحفظونها لا يفرطون فيها إطلاقاً، فهم قريبون من الميت ولكننا نحن لا نبصرهم، لأن الملائكة عالم غيبي لا يُرون. إھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله:
المجيب: جاء مقرونا في قوله: (قَرِيبٌ مُجِيبٌ)(سورة هود 61).
قلت:
179/ المجيب
المجيب: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الرحيم: قريب المائة والثلاثة عشر [377] ، جاء مقرونا بالغفور في نحو من ستين موضعا [378] ، بالرحمن في البسملة، وفي النمل أيضا، وفي غير ذلك ثلاثة مواضع [379]، ومقرونا بالرءوف في نحو [380]. وفي قوله: (سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ)(سورة يس 58)، ومقرونا بالعزيز في أكثر من عشرة مواضع [381]،
قلت:
180/ الرحيم
الرحيم: من الاسماء المطلقة، وجاء مقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومتعلقا تعلقا عاما في قوله: (بِكُمْ رَحِيمًا)(سورة النساء 29)، وخاصا في قوله: (وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)(سورة الأحزاب 43)،
قلت:
181/ رحيم بالمؤمنين
رحيم بالمؤمنين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وجاء مفضلا في قوله: (خَيْرُ الرَّاحِمِينَ)(سورة المؤمنون 109)،
قلت:
182/ خير الراحمين
خير الراحمين: من الاسماء المقيدة بصيغة التفضيل.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وفي قوله: (أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)(سورة الأَعراف 151).
قلت:
183/ أرحم الراحمين
أرحم الراحمين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الرءوف: جاء مقرونا في قوله: (رَءُوفٌ رَحِيمٌ) ثلاثة مواضع (سورة التوبة 117)[382] ،
قلت:
184/ الرءوف
الرءوف: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومعلقا في قوله: (رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ)(سورة البقرة 207) ،
قلت:
185/ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ
رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومقرونا متعلقا في قوله: (بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ) موضعان (بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ)(سورة البقرة 143)، (سورة الحج 65).
قلت:
186/ رَءُوفٌ بِالْناس
رَءُوفٌ بِالناس: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الغفور: جاء مقرونا بالرحيم
في نحو خمسين موضعا [383]،
ومطلقا في قوله: (وَرَبٌّ غَفُورٌ)(سورة سبأ 15)، ومقرونا بالشكور (غَفُورٌ
شَكُورٌ)(سورة فاطر 30) ، ومقرونا بالحليم (غَفُورٌ حَلِيمٌ)(سورة البقرة 235) ،
والتواب في حديث [384]،
وبالعزيز (وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ)(سورة الملك 2)، وبالودود (وَهُوَ
الْغَفُورُ الْوَدُودُ)(سورة البروج 14)، وبالعفو في أربعة مواضع (إِنَّ اللهَ
لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)(سورة الحج 60).
قلت:
187/ الغفور
الغفور: من الاسماء المطلقة، وقد جاء مقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الغفار: ثلاثة مواضع
(الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)(سورة ص 66).[385]
188/ الغفار
الغفار: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الغافر: جاء مضافا في قوله:
(غَافِرِ الذَّنْبِ)(سورة غافر 3).
قلت:
189/ غافر الذنب
غافر الذنب: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذو المغفرة: جاء في قوله: (إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ)(سورة النجم 32)،
قلت:
190/ واسع المغفرة
واسع المغفرة: من الاسماء المقيدة. والواسع من الاسماء المطلقة ، قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة /115)، ولم يذكره شيخ الاسلام في احصائه.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَإِنَّ رَبَّكَ لَشَدِيدُ الْعِقَابِ)(سورة الرعد 6)،
قلت:
191/ ذو المغفرة
ذو المغفرة: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقوله: (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)(سورة المدثر 56).
قلت:
192/ أهل المغفرة
أهل المغفرة: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
العفو: جاء مقرونا بالقدير في قوله: (عَفُوًّا قَدِيرًا)(سورة النساء 149)، وبالغفور في أربعة مواضع [386].
قلت:
193/ العفو
العفو: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحليم: جاء مقرونا بالغفور
في ثلاثة مواضع أو أكثر [387]،
وبالعليم في نحو ذلك [388]،
وبالغني في قوله: (غَنِيٌّ حَلِيمٌ)(سورة البقرة 263)، وبالشكور في قوله: (شَكُورٌ
حَلِيمٌ)(سورة التغابن 17).
قلت:
194/ الحليم
الحليم: من الاسماء المطلقة، وقد جاء مقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
التواب: جاء مقرونا بالرحيم في
نحو ستة مواضع(تَوَّابٌ رَحِيمٌ)(سورة الحجرات 12)[389] ، وبالحكيم في قوله: (تَوَّابٌ حَكِيمٌ)(سورة
النور 10)، وجاء مفردا في قوله: (وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)(سورة
النصر 3).
قلت:
195/ التواب
التواب: من الاسماء المطلقة، وجاء مقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
قابل التوب: جاء في قوله:
(وَقَابِلِ التَّوْبِ)(سورة غافر 3).
قلت:
196/ قابل التوب
قابل التوب: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
سريع العقاب: (إِنَّ رَبَّكَ
لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ)(سورة الأَعراف 167).
قلت:
197/ سريع العقاب
سريع العقاب: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أشد بأسا وأشد تنكيلا: جاء في قوله: (عَسَى اللهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا)(سورة النساء 84).
قلت:
198/ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا
أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ
تَنْكِيلًا: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
شديد العقاب: في نحو عشرة مواضع [390].
قلت:
199/ شديد العقاب.
شديد العقاب: من الاسماء المقيدة،
قال تعالى: (اعْلَمُوا أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ وَأَنَّ اللهَ غَفُورٌ
رَحِيمٌ)(سورة المائدة 98).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الوهاب: جاء مفردا في قوله:
(وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ)(سورة آل عمران
8).
قلت:
200/ الوهاب
الوهاب: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أسرع مكرا: في قوله: (قُلِ اللهُ أَسْرَعُ مَكْرًا إِنَّ رُسُلَنَا يَكْتُبُونَ مَا تَمْكُرُونَ)(سورة يونس 21) ،
قلت:
201/ اسرع مكرا بالمشركين
اسرع مكرا بالمشركين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقد جاء اسما له على وجه التفضيل في قوله: (خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) في ثلاثة مواضع[391] (سورة آل عمران 54)،
قلت:
202/ خير الماكرين
خير الماكرين: من الاسماء المقيدة على وجه التفضيل.
قال تعالى:
(إِنَّ اللهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ ۞ فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللهِ آمَنَّا بِاللهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ۞ رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ۞ وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ وَاللهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(سورة آل عمران 51 - 54).
وفي التفسير الميسر: ومكر الذين كفروا من بني إسرائيل بعيسى عليه السلام، بأن وكَّلوا به من يقتله غِيْلة، فألقى الله شَبَه عيسى على رجل دلَّهم عليه فأمسكوا به، وقتلوه وصلبوه ظناً منهم أنه عيسى عليه السلام، والله خير الماكرين. وفي هذا إثبات صفة المكر لله تعالى على ما يليق بجلاله وكماله; لأنه مكر بحق، وفي مقابلة مكر الماكرين.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومنه: (مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ)(سورة الأَنْفال 18)
قلت:
203/ موهن كيد الكافرين
موهن كيد الكافرين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(مُخْزِي الْكَافِرِينَ)(سورة
التوبة 2).
قلت:
204/ مخزي الكافرين
مخزي الكافرين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
.... [392] (إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)(سورة السجدة 22)، (فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ)(سورة الزخرف 41)،
قلت:
205/ المنتقم من المجرمين.
المنتقم من المجرمين: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومضافا في قوله: (عَزِيزٌ ذُو
انْتِقَامٍ ) في ثلاثة مواضع[393] (سورة آل عمران 4).
قلت:
206/ ذو انتقام
ذو انتقام: من الاسماء المقيدة بالاضافة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الكريم: جاء مقرونا في قوله:
(مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ)(سورة الِانْفطار 6).
قلت:
207/ الكريم
الكريم: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الأكرم: كذلك جاء مقرونا قرن
وصف لا عطف في قوله: (وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ۞ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ۞
عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ )، وهو أول ما نزل (سورة العلق 3 - 5).
قلت:
208/ الاكرم
الاكرم: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
البر: جاء في قوله: (إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ)(سورة الطور 28).
قلت:
209/ البر
البر: من الاسماء المطلقة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المجيد: جاء مقرونا بالحميد
في قوله: (رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ
حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(سورة هود 73)، وفي قوله: (ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ )على إحدى
القراءتين (سورة البروج 15).
قلت:
210/ المجيد
المجيد: من الاسماء المطلقة.
وقول شيخ الاسلام: (على إحدى القراءتين)، قال ابن كثير في التفسير: (وَ (الْمَجِيدُ) فِيهِ قِرَاءَتَانِ: الرَّفْعُ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِلرَّبِّ، عَزَّ وَجَلَّ. وَالْجَرُّ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِلْعَرْشِ، وَكِلَاهُمَا مَعْنًى صَحِيحٌ). إھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الحميد: جاء مفردا في قوله:
(بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ ۞ اللهِ الَّذِي لَهُ
مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)(سورة إِبراهيم 1 - 2)، ومقرونا
بالمجيد في قوله: (حَمِيدٌ مَجِيدٌ)(سورة هود 73)، وبالغني: (غني حميد) في نحو ثلاثة
مواضع [394] ، ومقرونا أيضا في قوله: (حَكِيمٍ حَمِيدٍ)(سورة
فصلت 42)، وقوله: (الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ)(سورة الشورى 28)، وفي قوله: (الْعَزِيزِ
الْحَمِيدِ)(سورة البروج 8).
قلت:
211/ الحميد
الحميد: من الاسماء المطلقة. وجاء مقترنا كما بينه شيخ الاسلام.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
خير: جاء في قوله: (وَاللهُ
خَيْرٌ وَأَبْقَى)(سورة طه 73).
قلت:
**/ أَبْقَى للمؤمنين
أَبْقَى للمؤمنين: من الاسماء المقيدة. وتقدم برقم/ 81.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذو الجلال والإكرام: جاء في
قوله: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ)(سورة الرحمن 78).
وقد غلط في أن يكون من أسمائه قوله: (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ)(سورة الرحمن 27) فإن صفة وجهه ... [395].
قلت:
212/ ذو الجلال والاكرام
ذو الجلال والاكرام: من الاسماء المقيدة.
فائدة:
قال شيخ الاسلام ابن تيمية
رحمه الله: (وَأَمَّا قَوْلُهُ: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ) فَفِيهَا قِرَاءَتَانِ: الْأَكْثَرُونَ يَقْرَءُونَ (ذِي
الْجَلَالِ) فَالرَّبُّ الْمُسَمَّى: هُوَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ.
وَقَرَأَ ابْنُ عَامِرٍ: (ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) وَكَذَلِكَ هِيَ فِي
الْمُصْحَفِ الشَّامِيِّ؛ وَفِي مَصَاحِفِ أَهْلِ الْحِجَازِ وَالْعِرَاقِ هِيَ
بِالْيَاءِ. وَأَمَّا قَوْلُهُ (وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ) فَهِيَ بِالْوَاوِ بِاتِّفَاقِهِمْ).[396]
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذو الطول: جاء في قوله:
(شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ)(سورة غافر 3).
قلت:
213/ ذو الطول
ذو الطول: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ذو الفضل العظيم: جاء مطلقا في نحو ستة مواضع [397]،
قلت:
214/ ذو الفضل
ذو الفضل: من الاسماء المقيدة، من قوله تعالى: (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ)(سورة آل عمران 174).
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومقيدا في قوله: (إِنَّ اللهَ
لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ)(سورة البقرة 243)، وفي قوله: (وَاللهُ ذُو فَضْلٍ
عَلَى الْمُؤْمِنِينَ)(سورة آل عمران 152)، و: (ذُو فَضْلٍ عَلَى
الْعَالَمِينَ)(سورة البقرة 251).
قلت:
215/ ذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ
216/ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ
217/ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ
ذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ: من الاسماء المقيدة.
ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِين: من الاسماء المقيدة.
ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
أهل التقوى: جاء مقرونا في
قوله: (هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ)(سورة المدثر 56).
قلت:
218/ أَهْلُ التَّقْوَى
أَهْلُ التَّقْوَى: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الزارع: جاء مفردا معرفا تعريفا كتعريف الإضافة في قوله: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ ۞ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)(سورة الواقعة 63و64).
قلت:
219/ زارع ما يحرثون
زارع ما يحرثون: من الاسماء المقيدة، كما بينه شيخ الاسلام.
فائدة:
روى الحاكم في المستدرك/ 3837 - عَنْ حُجْرِ بْنِ قَيْسٍ الْمَدَرِيِّ، قَالَ: بِتُّ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، " فَسَمِعْتُهُ وَهُوَ يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ يَقْرَأُ فَمَرَّ بِهَذِهِ الْآيَةِ (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ)(الواقعة 59) " قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ ، ثَلَاثًا، " ثُمَّ قَرَأَ (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ)(الواقعة 63) " قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ ، بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ، بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ، ثُمَّ قَرَأَ (أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ)(الواقعة 68) قَالَ: " بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ ثَلَاثًا، ثُمَّ قَرَأَ (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ) قَالَ: بَلْ أَنْتَ يَا رَبِّ، ثَلَاثًا ".
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المنشئ: جاء كذلك في قوله: (أَفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ ۞ أَأَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنْشِئُونَ)(سورة الواقعة 71و72).
قلت:
220/ منشئ النار
منشئ النار: من الاسماء
المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
الموسع: جاء في قوله:
(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)(سورة الذاريات 47).
قلت:
221/ موسع السماء
موسع السماء: من الاسماء المقيدة.
فائدة:
قال الشيخ العثيمين في دروس الحرم المدني: وإياك يا أخي! أن تعتقد أن قوله: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ) أن الله بنى السماء بيده، كلا. فقد قال الله عز وجل: (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت 11) فالله تعالى خلق السماوات بالكلمة ولا بيده جل وعلا، ولهذا يخطئ من يظن أن قوله: (بأيدٍ) جمع يدٍ، وإنما هي مصدر آد يئيد والمصدر أيد، كباع يبيع والمصدر بيع، ولهذا لم يضفها الله إلى نفسه كما أضافها في قوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَاماً) (يس 71) وعلى هذا فلا يجوز أن نعتقد بأن الله خلق السماء بيده أو بأيديه أبداً، بل أيد مصدر آد يئيد والمصدر أيد، مثل: باع يبيع بيعاً، وكال يكيل كيلاً. إھ
وقال في اللقاء المفتوح: يقول الله عز وجل عن نفسه أنه بنى السماء بأيد (أي: بقوة) كما قال تعالى: (وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعاً شِدَاداً) (النبأ12) أي قوية: (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي: لموسعون فيها؛ وذلك لأن السماء إذا قارنت بينها وبين الأرض وجدت بينهما بعداً عظيماً في السعة، فالسماء على الأرض مثل القبة محيطة بها من كل جانب وبينها وبين الأرض ما لا يعلمه إلا الله عز وجل من المسافات البعيدة، هذا معنى قوله: (وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ). أما أن نقول: (لَمُوسِعُونَ) في المستقبل وأنها كل مدى تتسع فهذا شيء لا نعلمه، بل ظاهر اللفظ أن الله أوسعها الآن، وأما أنها تتسع كلما مضى زمن فالله أعلم.
السائل: موجود الآن في بعض المقررات أنها تتوسع الآن؟
الشيخ: لا نستطيع أن نجزم بهذا، الآية لا تدل على هذا. إھ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
محيي: جاء في قوله: (إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى)(سورة الروم 50) وتقدم.
قلت:
**/ محيي الموتى
تقدم برقم/32.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المنزل: لم يجئ إلا مقيدا في قوله: (أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ)(سورة المؤمنون 29)،
قلت:
**/ خير المنزلين
تقدم برقم/38
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
وقوله: (إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ)(سورة العنْكبوت 34)،
قلت:
222/ منزل العذاب
منزل العذاب: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي
تَشْرَبُونَ ۞ أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ
الْمُنْزِلُونَ)(سورة الواقعة 68و69).
قلت:
223/ منزل الماء من المزن
منزل الماء من المزن: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
المنجي: في قوله: (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ) إن جعل اسما (إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ)(سورة العنْكبوت 33).
قلت:
224/ منجي لوط واهله
منجي لوط واهله: من الاسماء المقيدة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
جاعل: (جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ)(سورة غافر 61)،
قلت:
*/ الجاعل
الجاعل: لا يصح اشتقاق الاسماء من الافعال؛ فالأسماء توقيفية على الكتاب والسنة.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ)(سورة فاطر 1) وتقدم،
قلت:
**/ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا
تقدم برقم/ 29.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
(إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ
وَجَاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ)(سورة القصص 7)، وتقدم.
قلت:
**/ جَاعِلُ موسى مِنَ الْمُرْسَلِين
تقدم برقم/ 31.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
..... [398]،
(فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ
الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ)(سورة الأَنعام 95) وتقدم [399].
قلت:
**/ فالق الحب والنوى
تقدم برقم/ 25.
**/ مخرج الميت من الحي
تقدم برقم/ 26.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله:
ومما جاء متعديا بنفسه أو بحرف الجر بمعنى آخر: {فَأَتَى اللهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ}(سورة النحل 26)،
{وَقَدِمْنَا إِلَى مَا
عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ}(سورة الفرقان 23)، {وَلَوْ شَاءَ اللهُ لَذَهَبَ
بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ}(سورة البقرة 20)، {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ}(سورة
البقرة 17)[400].
قلت:
لا يصح اشتقاق الاسماء من الافعال؛ فالأسماء توقيفية على الكتاب والسنة. وقول شيخ الاسلام في الحموية: (الشائي له المشيئة)[401]. فالشائي: اسم فاعل من شاء، وهو من باب الإخبار عن الله بلفظ الاسم، وليس اسماً من أسماء الله تعالى.
وقد تقدم قول شيخ الاسلام:
(وأما أهل الإثبات فباقون على الفطرة كما وردت به الشريعة وكما جاء به الكتاب والسنة، فإن الله وصف نفسه في غير موضع بأفعاله كما وصف نفسه بالعلم والقدرة والكلام ومن ذلك المجيء والإتيان والنزول والاستواء ونحو ذلك من أفعاله ولكن هنا أخبر بأفعاله وهناك ذكر أسماءه المتضمنة للأفعال). اھ [402]
وقال: (فإن أفعاله هي مقتضى أسمائه وصفاته، فمغفرته ورحمته من مقتضى اسمه الغفور الرحيم، وعفوه من مقتضى اسمه العفو. ولهذا لما قالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن وافقتُ ليلة القدر ماذا أقول؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفوٌّ تحب العفو فاعف عني)[403]).اھ [404]
وقال العلامة ابن القيم الجوزية:
(وهكذا جميع ما أطلقه على نفسه من صفاته العلى أكمل معنى ولفظاً مما لم يطلقه.
فالعليم الخبير أكمل من الفقيه والعارف، والكريم الجواد أكمل من السخى، والخالق البارئ المصور أكمل من الصانع الفاعل، ولهذا لم تجيء هذه في أسمائه الحسنى، والرحيم والرؤوف أكمل من الشفيق والمشفق فعليك بمراعاة ما أطلقه سبحانه على نفسه من الأسماءِ والصفات والوقوف معها، وعدم إطلاق ما لم يطلقه على نفسه ما لم يكن مطابقاً لمعنى أسمائه وصفاته، وحينئذ فيطلق المعنى لمطابقته له دون اللفظ ولا سيما إذا كان مجملاً أو منقسماً إلى ما يمدح به، وغيره فإنه لا يجوز إطلاقه إلا مقيداً، وهذا كلفظ الفاعل والصانع، فإنه لا يطلق عليه في أسمائه الحسنى إلا إطلاقاً مقيداً أطلقه على نفسه كقوله تعالى: (فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ)(البروج 16)، (وَيَفعلُ الله مَا يَشَآءُ) (إبراهيم 27)، وقوله: (صُنْعَ اللهِ الَّذِى أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ)(النمل 88)، فإن اسم الفاعل والصانع منقسم المعنى إلى ما يمدح عليه ويذم.
ولهذا المعنى والله أعلم لم يجئ في الأسماء الحسنى المريد كما جاءَ فيها السميع البصير، ولا المتكلم ولا الآمر الناهى لانقسام مسمى هذه الأسماء بل وصف نفسه بكمالاتها وأشرف أنواعها.
ومن هنا يعلم غلط بعض المتأخرين وزلقة الفاحش في اشتقاقه له سبحانه من كل فعل أخبر به عن نفسه اسماً مطلقاً فأدخله في أسمائه الحسنى، فاشتق له اسم الماكر، والخادع، والفاتن، والمضل، والكاتب، ونحوها من قوله: (وَيَمْكُرُ اللهُ)(الأنفال 30)، ومن قوله: (وَهُوَ خَادِعُهُمْ)(النساء 142)، ومن قوله: (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)(طه 131)، ومن قوله: (يُضِلُّ مَن يَشَاءُ)(الرعد 27)، (النحل 93)، (فاطر 8)، وقوله تعالى: (كَتَبَ اللهُ لأَغْلِبَنَ)(المجادلة 21)، وهذا خطأ من وجوه:
أحدها: أنه سبحانه لم يطلق على نفسه هذه الاسماء، فإطلاقها عليه لا يجوز.
الثاني: أنه سبحانه أخبر عن نفسه بأفعال مختصة مقيدة، فلا يجوز أن ينسب إليه مسمى الاسم عند الإطلاق.
الثالث: أن مسمى هذه الأسماءِ منقسم إلى ما يمدح عليه المسمى به، وإلى ما يذم، فيحسن في موضع، ويقبح في موضع، فيمتنع إطلاقه عليه سبحانه من غير تفصيل.
الرابع: أن هذه ليست من الأسماء الحسنى التي يسمى بها سبحانه فلا يجوز أن يسمى بها فإن أسماء الرب تعالى كلها حسنى، كما قال تعالى: (وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الأعراف 180)، وهى التي يحب سبحانه أن يثنى عليه ويحمد بها دون غيرها.
الخامس: أن هذا القائل لو سُمي بهذه الأسماء، وقيل له هذه مدحتك وثناءٌ عليك، فأنت الماكر الفاتن المخادع المضل اللاعن الفاعل الصانع ونحوها لما كان يرضى بإطلاق هذه الأسماء عليه ويعدها مدحة، ولله المثل الأعلى سبحانه وتعالى عما يقول الجاهلون به علواً كبيراً.
السادس: أن هذا القائل يلزمه أن يجعل من أسمائه اللاعن والجائي والآتي والذاهب والتارك والمقاتل والصادق والمنزل والنازل والمذموم والمدمر وأضعاف أضعاف ذلك، فيشتق له اسماً من كل فعل أخبر به عن نفسه، وإلا تناقض تناقضاً بيناً، ولا أحد من العقلاءِ طرد ذلك، فعلم بطلان قوله والحمد لله رب العالمين).[405] إھ
فائدة:
تنقسم الصفات الفعلية من جهة تعلقها بمتعلقها إلى قسمين:
1/ متعدية: وهي ما تعدت لمفعولها بلا حرف جرّ مثل: خلق ورزق وهدى وأضل ونحوها.
2/ لازمة: وهي ما تتعدى لمفعولها بحرف جر مثل: الاستواء[406] والمجيء والإتيان والنزول ونحوها.
وإنما قسمت كذلك نظراً للاستعمال القرآني من جهة، ولكونها في اللغة كذلك، قال العلامة ابن القيم الجوزية:
(فأفعاله نوعان: لازمة، ومتعدية كما دلت النصوص التي هي أكثر من أن تحصر على النوعين)[407].
وقال رحمه الله: (المجيء والإتيان والذهاب والهبوط هذه من أنواع الفعل اللازم القائم به، كما أن الخلق والرزق والإماتة والإحياء والقبض والبسط أنواع الفعل المتعدي، وهو سبحانه موصوف بالنوعين وقد يجمعهما كقوله: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْش)(الحديد/4))[408].
وافعال الرب سبحانه وتعالى لا منتهى لها، قال تعالى: (وَيَفْعَلُ اللّهُ مَا يَشَاءُ)(إبراهيم/27)، وبالتالي فصفات الله تعالى الفعلية الاختيارية لا حصر لها، ويمكن تقسيمها من جهة تعلقها بالفعل الى قسمين[409]:
1. أفعال لازمة: ما كان منها متعلقاً بالذات الإلهية، وليس لها تأثير على المخلوقات، كالتكلم والنزول والاستواء إلى السماء والاستواء على العرش ومجيء الله تعالى يوم القيامة ونحو ذلك. وتسمى هذه الأفعال أفعال الصفات.
2. أفعال متعدية: ما كان منها متعدياً إلى غيره، ولها تأثير على المخلوقات، كالخلق والرزق والاعطاء والإحياء والإماتة وأنواع التدبير الأخرى.
فهي أفعال لله عز وجل، لكنها متعدية إلى الخلق، وتسمى هذه الأفعال أفعال الربوبية.
وختاما اليك جدولا بالأسماء الحسنى التي احصاها شيخ الاسلام من القران الكريم، موضحا فيه الاسم المطلق والمقيد، بعد حذف المكرر من الاسماء والمشتق من الافعال والاسماء التي لم يرد فيها نص صريح.
جدول بالأسماء الحسنى التي احصاها شيخ الاسلام من القران الكريم
ت |
الاسماء الحسنى كما جاءت في الاحصاء |
المطلق |
المقيد |
1 |
إِلَهِ النَّاس |
- |
إِلَهِ النَّاس |
2 |
إِلَه إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ |
- |
إِلَه إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ |
3 |
إِلَهِ مُوسَى |
- |
إِلَهِ مُوسَى |
4 |
إِلَه |
1/ إِلَه |
- |
5 |
ربّ العالمين |
- |
ربّ العالمين |
6 |
رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض |
- |
رَبّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض |
7 |
رَبّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب |
- |
رَبّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِب |
8 |
رَبّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِين |
- |
رَبّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِين |
9 |
رَبّ الْمَشَارِق |
- |
رَبّ الْمَشَارِق |
10 |
رَبّ السَّمَاوَاتِ السَّبْع |
- |
رَبّ السَّمَاوَاتِ السَّبْع |
11 |
رَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيم |
- |
رَبّ الْعَرْشِ الْعَظِيم |
12 |
رَبّ الْعَرْشِ الْكَرِيم |
- |
رَبّ الْعَرْشِ الْكَرِيم |
13 |
رَبّ الْعَرْش |
- |
رَبّ الْعَرْش |
14 |
رَبّ الْفَلَق |
- |
رَبّ الْفَلَق |
15 |
رَبّ النَّاس |
- |
رَبّ النَّاس |
16 |
رب المؤمنين |
- |
رب المؤمنين |
17 |
رَبّ مُوسَى وَهَارُون |
- |
رَبّ مُوسَى وَهَارُون |
18 |
الربّ |
2/ الربّ |
- |
19 |
الملك |
3/ الملك |
- |
20 |
مَالِكِ يَوْمِ الدِّين |
- |
مَالِكِ يَوْمِ الدِّين |
21 |
مالك الملك |
- |
مالك الملك |
22 |
المليك |
4/ المليك |
- |
23 |
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد |
- |
فَعَّالٌ لِمَا يُرِيد |
24 |
فاعل ما سخر |
- |
فاعل ما سخر |
25 |
فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى |
- |
فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى |
26 |
مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَي |
- |
مُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَي |
27 |
فَالِقُ الْإِصْبَاح |
- |
فَالِقُ الْإِصْبَاح |
28 |
مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِين |
- |
مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِين |
29 |
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا |
- |
جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا |
30 |
راد موسى |
- |
راد موسى |
31 |
جَاعِلُ موسى مِنَ الْمُرْسَلِين |
- |
جَاعِلُ موسى مِنَ الْمُرْسَلِين |
32 |
مُحْيِي الْمَوْتَى |
- |
مُحْيِي الْمَوْتَى |
33 |
المنتقم مِنَ الْمُجْرِمِين |
- |
المنتقم مِنَ الْمُجْرِمِين |
34 |
ذُو انْتِقَامٍ |
- |
ذُو انْتِقَامٍ |
35 |
مُهْلِكَ الْقُرَى |
- |
مُهْلِكَ الْقُرَى |
36 |
كَاشِفُ الْعَذَاب |
- |
كَاشِفُ الْعَذَاب |
37 |
خَادِعُ المنافقين |
- |
خَادِعُ المنافقين |
38 |
خَيْرُ الْمُنْزِلِين |
- |
خَيْرُ الْمُنْزِلِين |
39 |
مُوسِعُ السماء |
- |
مُوسِعُ السماء |
40 |
مَاهِدُ الارض |
- |
مَاهِدُ الارض |
41 |
الخالق |
5/ الخالق |
- |
42 |
خالق البشر |
- |
خالق البشر |
43 |
خَالِقُ كُلِّ شَيْء |
- |
خَالِقُ كُلِّ شَيْء |
44 |
الخلاق |
6/ الخلاق |
- |
45 |
أحسن الخالقين |
- |
أحسن الخالقين |
46 |
فاطر السماوات والأرض |
- |
فاطر السماوات والأرض |
47 |
الْبَارِئ |
7/ الْبَارِئ |
- |
48 |
بارئ قوم موسى |
- |
بارئ قوم موسى |
49 |
الْمُصَوِّر |
8/ الْمُصَوِّر |
- |
50 |
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ |
- |
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ |
51 |
الرَّزَّاق |
9/ الرَّزَّاق |
- |
52 |
خَيْرُ الرَّازِقِين |
- |
خَيْرُ الرَّازِقِين |
53 |
جَامِعُ النَّاس |
- |
جَامِعُ النَّاس |
54 |
جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِين |
- |
جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِين |
55 |
الصادق في خبره |
- |
الصادق في خبره |
56 |
مرسل الرسل |
- |
مرسل الرسل |
57 |
مُنْذِرِ الناس |
- |
مُنْذِرِ الناس |
58 |
الْمُؤْمِن |
10/ الْمُؤْمِن |
- |
59 |
مبتلي العباد |
- |
مبتلي العباد |
60 |
مبرم الأمر |
- |
مبرم الأمر |
61 |
الْحَكِيم |
11/ الْحَكِيم |
- |
62 |
أحكم الحاكمين |
- |
أحكم الحاكمين |
63 |
خير الحاكمين |
- |
خير الحاكمين |
64 |
خير الفاصلين |
- |
خير الفاصلين |
65 |
الْفَتَّاح |
12/ الْفَتَّاح |
- |
66 |
خَيْرُ الْفَاتِحِين |
- |
خَيْرُ الْفَاتِحِين |
67 |
هادي المؤمنين |
- |
هادي المؤمنين |
68 |
الشَكُور |
13/ الشَكُور |
- |
69 |
الموفي ما وعد |
- |
الموفي ما وعد |
70 |
الأَحَد |
14/ الأَحَد |
- |
71 |
الوَاحِد |
15/ الوَاحِد |
- |
72 |
الصمد |
16/ الصمد |
- |
73 |
الغني |
17/ الغني |
- |
74 |
الْغَنِي عن العالمين |
- |
الْغَنِي عن العالمين |
75 |
الْقُدُّوس |
18/ الْقُدُّوس |
- |
76 |
السَّلَام |
19/ السَّلَام |
- |
77 |
الْوَتْر |
20/ الْوَتْر |
- |
78 |
الْحَي |
21/ الْحَي |
- |
79 |
القائم بالقسط |
- |
القائم بالقسط |
80 |
القَائِم عَلَى كُلِّ نَفْس بما كسبت |
- |
القَائِم عَلَى كُلِّ نَفْس بما كسبت |
81 |
أَبْقَى للمؤمنين |
- |
أَبْقَى للمؤمنين |
82 |
خَيْرُ الْوَارِثِين |
- |
خَيْرُ الْوَارِثِين |
83 |
الوارث |
22/ الوارث |
- |
84 |
الحق |
23/ الحق |
- |
85 |
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض |
- |
نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض |
86 |
العليم |
24/ العليم |
- |
87 |
عليم بكل شيء |
- |
عليم بكل شيء |
88 |
عليم بذات الصدور |
- |
عليم بذات الصدور |
89 |
عليم بالمتقين |
- |
عليم بالمتقين |
90 |
عليم بالظالمين |
- |
عليم بالظالمين |
91 |
عليم بما تعملون |
- |
عليم بما تعملون |
92 |
عليم بما تفعلون |
- |
عليم بما تفعلون |
93 |
عليم بكيد النساء |
- |
عليم بكيد النساء |
94 |
عليم بما تنفقون |
- |
عليم بما تنفقون |
95 |
عليم بكل خلق |
- |
عليم بكل خلق |
96 |
عالم الغيب والشهادة |
- |
عالم الغيب والشهادة |
97 |
علام الغيوب |
- |
علام الغيوب |
98 |
أعلم بما في صدور العالمين |
- |
أعلم بما في صدور العالمين |
99 |
أعلم بمن ضل عن سبيله |
- |
أعلم بمن ضل عن سبيله |
100 |
أعلم بالمهتدين |
- |
أعلم بالمهتدين |
101 |
أعلم بالمعتدين |
- |
أعلم بالمعتدين |
102 |
أعلم بالظالمين |
- |
أعلم بالظالمين |
103 |
أعلم بما في نفوسكم |
- |
أعلم بما في نفوسكم |
104 |
أعلم بمن اهتدى |
- |
أعلم بمن اهتدى |
105 |
الخبير بما تعملون |
- |
الخبير بما تعملون |
106 |
الخبير بذنوب عباده |
- |
الخبير بذنوب عباده |
107 |
الخبير بعباده |
- |
الخبير بعباده |
108 |
الخبير |
25/ الخبير |
|
109 |
السَّمِيع |
26/ السَّمِيع |
|
110 |
سَمِيعُ الدُّعَاء |
- |
سَمِيعُ الدُّعَاء |
111 |
البصير |
27/ البصير |
|
112 |
البصير بما تعملون |
- |
البصير بما تعملون |
113 |
البصير بالعباد |
- |
البصير بالعباد |
114 |
الرقيب |
28/ الرقيب |
|
115 |
الشهيد على إرسال الرسل |
- |
الشهيد على إرسال الرسل |
116 |
الشهيد |
29/ الشهيد |
|
117 |
الشهيد على ما تعملون |
- |
الشهيد على ما تعملون |
118 |
الشهيد بين الرسول والعباد |
- |
الشهيد بين الرسول والعباد |
119 |
الشاهد لحكم المرسلين |
- |
الشاهد لحكم المرسلين |
120 |
الشاهد لأعمال العباد |
- |
الشاهد لأعمال العباد |
121 |
الشاهد على الخلق |
- |
الشاهد على الخلق |
122 |
الشاهد على الاعمال |
- |
الشاهد على الاعمال |
123 |
الشاهد على يوم القيامة |
- |
الشاهد على يوم القيامة |
124 |
الشاهد على الانبياء والامم |
- |
الشاهد على الانبياء والامم |
125 |
اللطيف |
30/ اللطيف |
- |
126 |
اللطيف لما يشاء |
- |
اللطيف لما يشاء |
127 |
اللطيف بعباده |
- |
اللطيف بعباده |
128 |
القدير |
31/ القدير |
- |
129 |
القادر عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً |
- |
القادر عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً |
130 |
القادر على بعث العذاب |
- |
القادر على بعث العذاب |
131 |
القادر على ذهاب الماء |
- |
القادر على ذهاب الماء |
132 |
القادر عَلَى احياء الْمَوْتَى |
- |
القادر عَلَى احياء الْمَوْتَى |
133 |
القادر على الخلق |
- |
القادر على الخلق |
134 |
القادر عَلَى البعث |
- |
القادر عَلَى البعث |
135 |
القادر عَلَى تبديل الامم |
- |
القادر عَلَى تبديل الامم |
136 |
القادر |
32/ القادر |
- |
137 |
القوي |
33/ القوي |
- |
138 |
ذو القوة |
- |
ذو القوة |
139 |
القاهر |
34/ القاهر |
- |
140 |
القهار |
35/ القهار |
- |
141 |
العزيز |
36/ العزيز |
- |
142 |
المحيط بكل شيء |
- |
المحيط بكل شيء |
143 |
المحيط بالكافرين |
- |
المحيط بالكافرين |
144 |
المحيط بما يعملون |
- |
المحيط بما يعملون |
145 |
رفيع الدرجات |
- |
رفيع الدرجات |
146 |
ذو المعارج |
- |
ذو المعارج |
147 |
العلي |
37/ العلي |
- |
148 |
المتعال، المتعالي |
38/ المتعال، المتعالي |
- |
149 |
الاعلى |
39/ الاعلى |
- |
150 |
العظيم |
40/ العظيم |
- |
151 |
الْمُهَيْمِن |
41/ الْمُهَيْمِن |
- |
152 |
كفيل المؤمنين |
- |
كفيل المؤمنين |
153 |
الوكيل على شؤون خلقه |
- |
الوكيل على شؤون خلقه |
154 |
الوكيل على قول يعقوب واخوة يوسف |
- |
الوكيل على قول يعقوب واخوة يوسف |
155 |
الوكيل لأمور النبي |
- |
الوكيل لأمور النبي |
156 |
الوكيل |
42/ الوكيل |
- |
157 |
الحسيب |
43/ الحسيب |
- |
158 |
الحسيب عَلَى أَوْلِيَاءِ الْأَيْتَام |
- |
الحسيب عَلَى أَوْلِيَاءِ الْأَيْتَام |
159 |
حاسب الموازين |
- |
حاسب الموازين |
160 |
اسرع الحاسبين |
- |
اسرع الحاسبين |
161 |
سريع الحساب |
- |
سريع الحساب |
162 |
الولي |
44/ الولي |
- |
163 |
ولي المؤمنين |
- |
ولي المؤمنين |
164 |
ولي الرسول |
- |
ولي الرسول |
165 |
ولي يوسف فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة |
- |
ولي يوسف فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة |
166 |
المولى |
45/ المولى |
- |
167 |
مولى المؤمنين |
- |
مولى المؤمنين |
168 |
مولى النبي |
- |
مولى النبي |
169 |
مولى الذين آمنوا |
- |
مولى الذين آمنوا |
170 |
خير الناصرين |
- |
خير الناصرين |
171 |
النصير |
46/ النصير |
- |
172 |
الحفيظ |
47/ الحفيظ |
- |
173 |
خير حافظ ، خير الحافظين |
- |
خير حافظ ، خير الحافظين |
174 |
حافِظِ سليمان من الشياطين |
- |
حافِظِ سليمان من الشياطين |
175 |
حَافِظُ القران مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ |
- |
حَافِظُ القران مِنَ التَّغْيِيرِ وَالتَّبْدِيلِ |
176 |
القريب |
48/ القريب |
- |
177 |
اقرب الى الانسان من حبل الوريد |
- |
اقرب الى الانسان من حبل الوريد |
178 |
أقرب إلى المحتضر |
- |
أقرب إلى المحتضر |
179 |
المجيب |
49/ المجيب |
- |
180 |
الرحيم |
50/ الرحيم |
- |
181 |
رحيم بالمؤمنين |
- |
رحيم بالمؤمنين |
182 |
خير الراحمين |
- |
خير الراحمين |
183 |
ارحم الراحمين |
- |
ارحم الراحمين |
184 |
الرءوف |
51/ الرءوف |
- |
185 |
رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ |
- |
رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ |
186 |
رَءُوفٌ بِالناس |
- |
رَءُوفٌ بِالناس |
187 |
الغفور |
52/ الغفور |
- |
188 |
الغفار |
53/ الغفار |
- |
189 |
غافر الذنب |
- |
غافر الذنب |
190 |
واسع المغفرة |
- |
واسع المغفرة |
191 |
ذو المغفرة |
- |
ذو المغفرة |
192 |
أهل المغفرة |
- |
أهل المغفرة |
193 |
العفو |
54/ العفو |
- |
194 |
الحليم |
55/ الحليم |
- |
195 |
التواب |
56/ التواب |
- |
196 |
قابل التوب |
- |
قابل التوب |
197 |
سريع العقاب |
- |
سريع العقاب |
198 |
أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا |
- |
أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا |
199 |
شديد العقاب |
|
شديد العقاب |
200 |
الوهاب |
57/ الوهاب |
- |
201 |
اسرع مكرا بالمشركين |
- |
اسرع مكرا بالمشركين |
202 |
خير الماكرين |
- |
خير الماكرين |
203 |
موهن كيد الكافرين |
- |
موهن كيد الكافرين |
204 |
مخزي الكافرين |
- |
مخزي الكافرين |
205 |
المنتقم من المجرمين |
- |
المنتقم من المجرمين |
206 |
ذو انتقام |
- |
ذو انتقام |
207 |
الكريم |
58/ الكريم |
- |
208 |
الاكرم |
59/ الاكرم |
- |
209 |
البر |
60/ البر |
- |
210 |
المجيد |
61/ المجيد |
- |
211 |
الحميد |
62/ الحميد |
- |
212 |
ذو الجلال والاكرام |
- |
ذو الجلال والاكرام |
213 |
ذو الطول |
- |
ذو الطول |
214 |
ذو الفضل |
- |
ذو الفضل |
215 |
ذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ |
- |
ذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ |
216 |
ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِين |
- |
ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِين |
217 |
ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ |
- |
ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ |
218 |
أَهْلُ التَّقْوَى |
- |
أَهْلُ التَّقْوَى |
219 |
زارع ما يحرثون |
- |
زارع ما يحرثون |
220 |
منشئ النار |
- |
منشئ النار |
221 |
موسع السماء |
- |
موسع السماء |
222 |
منزل العذاب |
- |
منزل العذاب |
223 |
منزل الماء من المزن |
- |
منزل الماء من المزن |
224 |
منجي لوط واهله |
- |
منجي لوط واهله |
ومما تقدم فان نتيجة احصاء شيخ الاسلام للأسماء الحسنى من القرآن الكريم هو (224) اسما:
منها (162) مائة واثنان وستون هي أسماءا مقيدة، وهي كثيرة في القران الكريم، والباقي (62) اثنان وستون اسما مطلقا من أصل ثمانية وسبعون اسما مطلقا جاءت في القران الكريم، لذا فان هناك (16) ستة عشر اسما لم يذكرها شيخ الاسلام في احصاءه وهي:
1/ الرَّحْمَن سبحانه وتعالى: قال الله سبحانه تعالى: (وَإِلَـهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)(البقرة /163).
2/ الْجَبَّارُ سبحانه تعالى: قال الله سبحانه وتعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(الحشر /23).
3/ الْمُتَكَبِّرُ سبحانه تعالى: قال الله سبحانه وتعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ)(الحشر/23).
4/ الْقَيُّومُ سبحانه وتعالى: قال الله تعالى: (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ)(آل عمران /2).
5/ الْأَوَّلُ سبحانه وتعالى:
6/ الْآخِرُ سبحانه وتعالى:
7/ الظَّاهِرُ سبحانه وتعالى:
8/ الْبَاطِنُ سبحانه وتعالى: قال الله تعالى: (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)(الحديد3).
9/ الْمُقِيتُ سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا)(النساء/85)
10/ الْمُقْتَدِر سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ جَاءَ آَلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ ۞ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ)(القمر/ 41-42).
11/ الْكَبِيرُ سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ)(الرعد/9)
12/ الشَاكِرُ سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ)(البقرة/158).
13/ الْمُبِينُ سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ)(النور/25).
14/ الْمَتِينُ سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)(الذاريات/58).
15/ الْوَدُودُ سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ)(هود/90).
16/ الوَاسِعُ سبحانه وتعالى: قال سبحانه وتعالى: (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)(البقرة /115).
هذا ما تيسر بيانه، والله اعلم واجل واعظم سبحانه وتعالى.
الخاتمة
أحمد الله في الختام كما حمدته في البدء، فهو أهل للحمد في كلّ موطن، الحمد لله الذي بحمده تتم الصالحات وأحمده على توفيقه، وأثني عليه الخير كله، لا أحصي ثناء عليه، هو كما أثنى على نفسه.
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه أجمعين.
وبعد:
فقد انتهيت من دراسة موضوع احصاء الأسماء الحسنى لشيخ الاسلام إلى النتائج التالية:
1/ ان القواعد التي جمعها العلامة ابن القيم في بدائع الفوائد، تجدها منثورة في كتب شيخ الاسلام، وهذا ما تضمنه القسم الاول – المبحث الثالث من الكتاب الذي بين يديك.
2/ ان لشيخ الاسلام احصاء للأسماء الحسنى من القران الكريم منشور مجموعة في المستدرك على الفتاوى. وقد اشار الى العديد من الاسماء الحسنى من الحديث الشريف وهو منثور في كتبه.
3/ التوحيد هو: توحيد الالهية والربوبية والاسماء والصفات.
4/ الاعتصام بالكتاب والسنة؛ اذ يجب على الناس رد ما تنازعوا فيه إلى الله والرسول فإن الله أرسل رسله وأنزل كتبه بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه.
5/ إن منهج أهل السنة والجماعة في دراسة أسماء الله الحسنى هو الأسلم وألاحكم والأعلم، وهو وسط بين منهج أهل التعطيل وبين منهج أهل التمثيل.
6/ مذهب أهل السنة والجماعة، أن أسماء الله عز وجل كلها حسنى، كما قال تعالى (وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا)، وذلك لأنها متضمنة لصفات كاملة لا نقص فيها بوجه من الوجوه، فهي إعلام وأوصاف، إعلام باعتبار دلالتها على الذات، وأوصاف باعتبار ما دلت عليه من المعاني، وأن كل اسم من أسماء الله تعالى فهو متضمن لصفة وليست كل صفة متضمنة لاسم، ولهذا كانت الصفات أوسع من باب الأسماء، فالاسم ما دل على معنى وذات، والصفة ما دل على معنى.
7/ ليس من الأسماء الحسنى اسم يتضمن الشر وإنما يذكر الشر في مفعولاته، وأن الذي يضاف اليه سبحانه وتعالى كله خير وحكمة ومصلحة وعدل والشر ليس اليه.
8/ الاسماء الحسنى توقيفية على النص. ومذهب أهل السنة والجماعة: ما دل عليه الكتاب والسنة واتفق عليه سلف الأمة، وهو القول المطابق لصحيح المنقول وصريح المعقول.
9/ الحديث الذي فيه ذكر الأسماء الحسنى حديث ضعيف. ولعدم ثبوت تعيين الأسماء الحسنى مرفوعًا إِلى النَّبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فإنّ أسلم المناهج في تعيينها يقوم على تتبّعها من النّصوص الثابتة في الكتاب والسنة الصحيحة، مع مراعاة قواعد وضوابط تعيين الأسماء.
10/ قال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) (الأعراف/180)، فأمر أن يدعى بأسمائه الحسنى مطلقا؛ المطلقة والمقيدة والثابتة في الكتاب والسنة. والدعاء نوعان: دعاء عبادة، ودعاء مسألة.
11/ الاسماء الحسنى مشتقة وليست جامدة
12/ التوافق بين أسماء الله وأسماء صفاته وبين أسماء المخلوقين وأسماء صفاتهم لا يستلزم التوافق في المسمى.
13/ أسماء الله تبارك وتعالى غير محصورة بعدد معين، والحديث (إن لله تسعة وتسعين إسماً من أحصاها دخل الجنة)، لا يفيد أنها محصورة بالتسعة والتسعين، وإنما غاية ما فيه أن هذه الأسماء موصوفة بأن على من أحصاها دخل الجنة.
14/ لَيْسَ فِي أَسمَاء الله: الْبعيد، الوحد، الوحيد.
15/ الراجح عند أهل السنة أن يقال: إن الاسم للمسمى ؛ لورود الأدلة بذلك قال الله تبارك وتعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(الأعراف /180).
والاسم: ما حصل به تعيين المسمى، وأي اسم دعوت به فانك قد دعوت الله عز وجل، قال تعالى: (قُلِ ادْعُواْ اللّهَ أَوِ ادْعُواْ الرَّحْمَـنَ أَيّاً مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً) (الإسراء/110).
16/ كل لفظ يقتضي التعظيم والكمال لا يكون إلا لله تعالى دون غيره، وما يطلق على الله تعالى من الأسماء لا بُدّ أن يكون في غاية الحسن؛ لأنّ الله تعالى له أحسن الأسماء وأعلاها.
17/ الإخبار تشتق من الأسماء والصفات والأفعال الثابتة لله عز وجل وغيرها، ويُخبر عن الله بها، ولا تعد من الأسماء، لان باب الإخبار أوسع الأبواب، فهو أوسع من باب الأسماء ومن باب الصفات لأنه احتواها وزاد عليها.
18/ أسماء الله الحسنى غير مخلوقة؛ لأنها من كلام الله سبحانه وتعالى، وكلام ﷲ جل وعلا غير مخلوق، بل الله جل جلاله هو المسمي نفسه بها.
19/ الاسماء الحسنى، باعتبار دلالتها على الذات فهي مترادفة ؛ لأنها دلت على شيء واحد وهو الله، وأما باعتبار دلالتها على المعنى فهي متباينة؛ لأن لكل اسم منها معنى غير المعنى في الاسم الآخر.
والمترادف: هو متعدد اللفظ متحد المعنى، والمتباين: هو متعدد اللفظ والمعنى.
20/ لا يجوز أن يعدّ من الاسماء الحسنى، ما ينقسم مدلوله إلى كامل وناقص، أو خير وشرّ، وكذلك لا يجوز أن يعدّ منها ما لا يحمل معنى الكمال المطلق.
21/ أسماء الله تعالى من أعظم أدلّة التّنزيه ؛ وهي تدلّ على التّنزيه باعتبار وصفها، وتدلّ عليه سبحانه وتعالى باعتبار آحادها.
22/ الأسماء الحسنى كلها من قبيل المحكم المعلوم المعنى وليست من المتشابه. والمحكم هـو البينّ الواضح الذي لا يحتاج في معناه إلى غيره، وذلك لوضوحه. أما المتشابه فهو ما لا سبيل إلى إدراك حقيقته وكنهه. وكل أسمائه تعالى دالة على معانيها وكلها أوصاف مدح وحمد وثناء وهي من قبيل المحكم لأن معانيها واضحة في لغة العرب إنما الكنه والكيفية من ما استأثر الله بعلمه.
23/ أسماؤه سبحانه وتعالى أعلام وأوصاف، والوصفية لا تنافي العلمية، بخلاف أوصاف العباد.
24/ دلالة الأسماء الحسنى قسمان:
1- دلالة عامة: وهي الدلالة على العَلَمية والوصفية، وهي دلالة مطلقة من حيث هي أسماء الله الحسنى.
2- دلالة خاصة: وهي تستفاد من كل اسم من أسماء الله الحسنى بعينه، وهي ما دل لفظها على الذات وخصوص صفة، كدلالة: (الرحمن) على ذات الله تعالى وعلى صفة الرحمة. وهي باعتبار الدلالة اللفظية ثلاثة أنواع:
أ- دلالة مطابقة: وذلك بدلالة الاسم على جميع أجزائه: (الذات والصفات) دلالة اللفظ على كل معناه.
ب- دلالة تضمن: وذلك بدلالة الاسم على بعض أجزائه.
جـ- دلالة لزوم: وذلك بدلالة الاسم على غيره من الأسماء أو الصفات التي تتعلق تعلقًا وثيقًا بهذا الاسم وإن كانت خارجة عنه. وبما ان اسماءه وصفاته تعالى توقيفية، فلا تثبت له اسم ولا صفة بطريق اللزوم.
25/ الله سبحانه وتعالى، لا تضرب له الأمثال التي فيها مماثلة لخلقه، فإن الله لا مثل له، بل له المثل الأعلى، فلا يجوز أن يشترك هو والمخلوق في قياس تمثيل، ولا في قياس شمول تستوي أفراده، ولكن يستعمل في حقه المثل الأعلى، وهو أن كل ما اتصف به المخلوق من كمال، فالخالق أولى به، وكل ما تنزه عنه المخلوق من نقص، فالخالق أولى بالتنزيه عنه، فإذا كان المخلوق منزّهًا عن مماثلة المخلوق مع الموافقة في الاسم، فالخالق أولى أن يُنزه عن مماثلة المخلوق وإن حصلت موافقة في الاسم.
26/ ضرورة الالتزام بما ورد في القرآن والسنّة الصّحيحة في تتبع الأسماء الحسنى؛ لأنّ أسماء الله توقيفيّة؛ ولا مجال للرأي والاجتهاد فيها، فلا يسمّى الله إلاّ بما سمّى به نفسه، أو سمّاه رسوله.
27/ الاسماء الحسنى التوقيفية؛ فيها المطلق والمقيد، والاسم المطلق قد يأتي مقيدا.
28/ إن من أسمائه سبحانه وتعالى:
ما يطلق عليه مفردا (الرحمن). أو مقترنا (الرحمن الرحيم)، (العزيز الوهاب).
ما لا يطلق عليه إلا مقرونا بغيره (القابض الباسط، الاول الاخر، الظاهر الباطن، المقدم المؤخر). وهي الأسماء المزدوجة أو (المزدوجة المتقابلة).
29/ الأسماء المضافة مثل: (عالم الغيب، وبديع السموات والأرض، وذو الجلال والإكرام، ومقلب القلوب، جامع الناس) من الاسماء الحسنى المقيدة، ولا يصح اشتقاق الاسماء منها، لان كمالها بتقييدها.
30/ إحصاء أسماء الله الحسنى والعلم بها أصل للعلم بكل معلوم، لأن المعلومات القدرية والشرعية صادرة عن أسماء الله وصفاته، ولهذا كانت في غاية الإحكام والإتقان والصلاح والنفع.
31/ الإلحاد في الأسماء الحسنى محرم لان الله سبحانه وتعالى هدد الملحدين بقوله عز وجل: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)(الأعراف/180).
32/ إنّ العلم بالله تعالى، وأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق لأنّ شرف العلم بشرف المعلوم، والمعلوم في هذا العلم هو الله سبحانه وتعالى بأسمائه وصفاته وأفعاله، فالاشتغال بفهم هذا العلم اشتغال بأعلى المطالب، وحصوله للعبد من أشرف المواهب.
33/ إن معرفة الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى تزيد الإيمان وتقوي اليقين وتدعو إلى محبته، وخشيته، وخوفه، ورجائه، ومراقبته، وإخلاص العمل له، وهذا هو عين سعادة العبد، ولا سبيل إلى معرفة الله إلا بمعرفة أسمائه الحسنى، والتفقه في معانيها.
أحمد الله عز وجل على ما يسر وأعان، وأسأله أن ينفع به، وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، إنه على ذلك قدير، وأن يغفر لي ما كان فيه من زلل انه هو الغفور الرحيم سبحانه وتعالى.
وبعد حمد الله تعالى أتوجه بالدعاء للسادة العلماء العاملين لجهودهم في نشر الاسلام على منهج سلفنا الصالح من أهل السنة والجماعة، وأسأله تعالى أن يوفقهم لخير ما يحب ويرضى وأن يتقبل أعمالهم وأن يجزيهم جنة الفردوس الاعلى مع الانبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
والشكر موصول لمن راجع هذه البحث المتواضع وأمدني بملحوظاته وتوجيهاته الطيبة.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه أجمعين.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا انت استغفرك وأتوب اليك.
وكتب ذلكم
أكرم غانم اسماعيل تكاي
10 ربيع الاخر 1437ھ
20 كانون الثاني 2016م
agtd1961a@gmail.com
كتب شيخ الاسلام ابن تيمية
مراجع نصوص الدراسة
- الاستقامة، تحقيق د. محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1403ھ .
- اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، تحقيق ناصر عبد الكريم العقل، دار عالم الكتب، بيروت – لبنان، الطبعة السابعة، 1419هـ - 1999م.
- بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية، تحقيق موسى الدويش، مكتبة العلوم والحكم، المدينة المنورة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثالثة، 1415هـ/1995م.
- بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، تحقيق مجموعة من المحققين، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، الطبعة الأولى، 1426هـ.
- التدمرية تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع، تحقيق د. محمد بن عودة السعوي، مكتبة العبيكان، الرياض، الطبعة السادسة، 1421هـ - 2000م.
- التسعينية، دراسة وتحقيق الدكتور محمد بن إبراهيم العجلان، مكتبة المعارف للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1420 هـ - 1999م.
- تلخيص كتاب الاستغاثة، تحقيق محمد علي عجال، مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1417ﻫ .
- جامع المسائل لابن تيمية، تحقيق محمد عزير شمس، إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 1422 هـ.
- جامع الرسائل، تحقيق د. محمد رشاد سالم، دار العطاء، الرياض، الطبعة الأولى 1422هـ - 2001م.
جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية (قطعة منه)، تحقيق محمد عزير شمس, دار عالم الفوائد – مكة، الطبعة الأولى 1429هـ - 2008م.
- الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، تحقيق علي بن حسن - عبد العزيز بن إبراهيم - حمدان بن محمد، دار العاصمة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 1419هـ / 1999م.
- درء تعارض العقل والنقل، تحقيق الدكتور محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 1411 هـ - 1991 م.
- دقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية، تحقيق د. محمد السيد الجليند، مؤسسة علوم القرآن، دمشق، الطبعة الثانية، 1404ھ.
- الرد على المنطقيين، دار المعرفة، بيروت - لبنان، بدون تاريخ.
- الرد على الشاذلي في حزبيه، وما صنفه في آداب الطريق، تحقيق علي بن محمد العمران، دار عالم الفوائد – مكة، الطبعة الأولى 1429هـ.
- شرح العقيدة الأصفهانية، تحقيق محمد بن رياض الأحمد، المكتبة العصرية – بيروت، الطبعة الأولى - 1425هـ.
- الصفدية، تحقيق محمد رشاد سالم، مكتبة ابن تيمية، مصر، الطبعة الثانية، 1406هـ.
- الفتاوى الكبرى، دار الكتب العلمية، الطبعة الأولى، 1408هـ - 1987م.
- الفتاوى الكبرى، تحقيق حسنين محمد مخلوف، دار المعرفة، بيروت، الطبعة الأولى، 1386ھ.
- قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، تحقيق ربيع بن هادي عمير المدخلي، مكتبة الفرقان – عجمان، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2001هـ.
- مجموع الفتاوى، تحقيق عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، 1416هـ/1995م.
- المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جمعه ورتبه وطبعه على نفقته محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الطبعة الأولى، 1418 هـ، 1/43-64.
- منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية, تحقيق محمد رشاد سالم، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى، 1406 هـ - 1986 م.
- النبوات، تحقيق عبد العزيز بن صالح الطويان، أضواء السلف، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1420هـ/2000م.
إضافة الى المصادر المشار اليها في حواشي الكتاب، والتي ليست من تأليف شيخ الاسلام.
الفهرس |
الصفحة |
مقدمة الإصدار الأول |
7 |
القسم الاول/ المبحث الاول/ توحيد الأسماء الحسنى |
11 |
التوحيد في الكتاب والسنة |
13 |
الاعتصام بالكتاب والسنة في باب أسماء الله وصفاته |
15 |
مَسْأَلَةٌ فِيمَنْ قَالَ لَا يَجُوز الدُّعَاءُ إلَّا بِالتِّسْعَةِ وَالتِّسْعِينَ اسْمًا |
16 |
الحديث الذي فيه ذكر الأسماء الحسنى ضعيف |
19 |
الاسماء الحسنى توقيفية على النص |
20 |
أقوال المهاجرين والأنصار في توحيد الله عز وجل ومعرفة أسمائه وصفاته وقضائه |
21 |
طريقة سلف الأمة وأئمتها في الاسماء والصفات |
21 |
مجمل مذهب أهل الحق في الاسماء والصفات |
21 |
مذهب السلف وسط بين التمثيل والتعطيل |
22 |
بيان أن التعطيل تمثيل والتمثيل تعطيل |
22 |
اختلاف آراء المنحرفين عن الصراط المستقيم في التعامل مع نصوص الوحي الى ثلاث طوائف |
22 |
تعظيم الرب عز وجل |
24 |
المضاف إلى الله |
24 |
المثل الأعلى المتضمن لإثبات الكمال لله وحده |
25 |
حقائق الأسماء والصفات من التأويل الذي لا يعلمه إلا الله |
27 |
التفريق بين ما ذكر من أسماء الله وصفاته مطلقًا وما لا يذكر إلا مقيدًا إما مقرونًا بغيره وإما لمعارضة مبطل وصف الله بالباطل |
28 |
الاسماء الحسنى مشتقة وليست جامدة |
29 |
اسم (الله) تعالى يتناول ذاته وصفاته لا يتناول ذاتا مجردة عن الصفات ولا صفات مجردة عن الذات |
29 |
في الاسم والمسمى |
31 |
الفرق بين الصفة والوصف |
32 |
تعبيد الخلق لرب الخلق |
33 |
القسم الاول/ المبحث الثاني/ فوائد في باب توحيد الاسماء والصفات |
35 |
قَالَ الله تَعَالَى: (قل هَذِه سبيلي أَدْعُو إِلَى الله على بَصِيرَة أَنا وَمن اتبعني) |
37 |
القاعدة العظيمة الجليلة في مسائل الصفات والأفعال |
38 |
الإثبات المفصل لصفات الكمال والنفي المجمل لصفات النقص |
38 |
الألفاظ نوعان |
41 |
اللفظ المشترك |
41 |
الدلالة على المشترك والمميز في الاسماء |
42 |
اتفاق الأسماء لا يوجب تماثل المسميات |
44 |
أسماء الله وصفاته مختصة به وإن اتفقت مع ما لغيره عند الإطلاق |
44 |
اتفاق أسماء مخلوقاته تعالى وصفاتهم مع أسمائه وصفاته في اللفظ لا في الكيفية |
45 |
اقسام الاشتقاق |
46 |
اقسام الفعل |
46 |
وصف الفعل (الصفة الفعلية) |
47 |
القسم الاول/ المبحث الثالث /قواعد وضوابط الاحصاء من كتب شيخ الاسلام ابن تيمية |
49 |
القسم الثاني/ المبحث الاول/ توحيد الأسماء والصفات/ الأسماء الحسنى/ (إحصاء الأسماء الحسنى في القرآن الكريم) لشيخ الاسلام ابن تيمية كما جاء نصها في (المستدرك على مجموع الفتاوى) |
101
|
القسم الثاني/ المبحث الثاني / دراسة لإحصاء الاسماء الحسنى من القران الكريم لشيخ الاسلام ابن تيمية |
127 |
تمهيد |
129 |
توحيد الأسماء والصفات - الأسماء الحسنى/ إحصاء الاسماء الحسنى في القرآن الكريم |
130 |
جدول بالأسماء الحسنى التي احصاها شيخ الاسلام من القران الكريم |
189 |
الخاتمة |
197 |
المراجع |
201 |
الفهرس |
203 |
[1] هذه خطبةِ الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعلمها أصحابه، وكان السلف الصالح يقدمونها بين يدي دروسهم وكتبهم ومختلف شؤونهم. انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة 1/ ص28 للشيخ الألباني، وخطبة الحاجة له، وهي رسالة لطيفة جمع فيها طرق الحديث وألفاظه، نشرها المكتب الإسلامي – زهير الشاويش.
[2] طريق الهداية - مبادئ ومقدمات علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة/ محمد يسري، الطبعة الثانية 1427هـ- 2006م، باختصار من مقدمة الكتاب.
[3] رواه الامام البخاري في صحيحه/ كتاب الدعوات - بَابٌ: لِلَّهِ مِائَةُ اسْمٍ غَيْرَ وَاحِدٍ (6410) واللفظ له، والامام مسلم في صحيحه/ كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ - بَابٌ فِي أَسْمَاءِ اللهِ تَعَالَى وَفَضْلِ مَنْ أَحْصَاهَا (2677). وقال الحافظ العسقلاني في فتح
=
الباري 11/214: (قوله باب لله مائة اسم غير واحدة) كذا لأبي ذر ولغيره ومائة غير واحد بالتذكير وكذا اختلف الرواة في هذا في لفظ المتن. ٳھ
[4] قلت: يرى العلامة ابن القيم الجوزية ان للإحصاء مراتب:
المرتبة الأولى: إحصاء ألفاظها وعددها.
المرتبة الثانية: فهم معانيها ومدلولها.
المرتبة الثالثة: دعاؤه بها كما قال تعالى: (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) الأعراف /180.
وهو مرتبتان:
إحداهما: دعاء ثناء وعبادة.
والثاني: دعاء طلب ومسألة.
انظر غير مأمور بدائع الفوائد،1/ 288.
[5] فتاوى جدة (3/ 00:11:54)، نقلا من موسوعة العلامة الألباني، صَنَعَهُ: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان، الناشر مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، صنعاء – اليمن، الطبعة الأولى، 1431 هـ - 2010 م، 6/199.
[6] قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر في (فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى) الناشر غراس، الكويت، الطبعة الأولى، 1424ﻫ -2003م، ص51: (وقد تحقق هذا لابن القيم رحمه الله، فقد ذكر ابن رجب وغيره ضمن مؤلفات ابن القيم كتاب (شرح الأسماء الحسنى)، وكان مع هذا له عنايةٌ فائقةٌ في كثير من مصنفاته شرح أسماء الله الحسنى وبيان معانيها ومدلولاتها وقد جمع الشيخ الفاضل بكر أبو زيد حفظه الله أبحاث ابن القيم في الأسماء الحسنى من كتبه المطبوعة ورتبها مع ذكر مصادرها في كتابه (التقريب لعلوم ابن القيم)).
=
[7] بدائع الفوائد، 1/299 – 300، وبهذا ختم العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى كلامه عن الفائدة الجليلة (ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى) من بدائع الفوائد، 1/ 284 – 300.
[8] المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني/ جمعه ورتبه وطبعه على نفقته: محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الطبعة الأولى، 1418 هـ، 1/43-64.
[9] وبفضل من الله تعالى قد نشرت على شبكة النت على موقع الالوكة والمشكاة الاسلامية وصيد الفوائد والفور شير وغيرها.
وهي على التوالي:
1/ الاسماء الحسنى في الكتاب والسنة – الاصدار الاول.
2/ الاسماء الحسنى في الكتاب والسنة – الاصدار الثاني. تضمن تحديث وتصحيح للإصدار الاول.
3/ الوجيز في توحيد الاسماء الحسنى – الاصدار الاول.
4/ سبيل الرشاد في توحيد الربوبية والايمان بالقضاء والقدر – الاصدار الاول.
5/ الرسالة المفيدة في شرح الفائدة الجليلة – الاصدار الاول.
6/ المختصر في تعريف الاسم والوصف والفعل والخبر – الاصدار الاول.
7/ الجواب المفيد لمن سأل عن مصطلحات التوحيد – الاصدار الاول.
8/ ثلاث رسائل في العقيدة: البسملة، آية الكرسي، صفة العلة وصفة الاستواء – الاصدار الاول.
9/ تصديق الخبر وتنفيذ الأمر – الاصدار الاول.
10/ الطوبى في توحيد أسماء الله الحسنى – الاصدار الاول.
[10] قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (وددت أنا قد رأينا إخواننا، قالوا: أولسنا إخوانك يا رسول الله؟ قال: أنتم أصحابي، وإخواننا الذين لم يأتوا بعد). رواه مسلم عن أبي هريرة، وغيره بلفظ: (إخواني الذين آمنوا بي ولم يروني)، وهو مخرج في السلسلة الصحيحة للشيخ الالباني/2927.
[11] درء تعارض العقل والنقل، 1/224-225، باختصار.
[12] قلت: جاء في هامش الاصل: (جاء ذلك في حديث أخرجه الترمذي في كتاب الأدب، باب (22)، الحديث رقم (3403)، (5 / 474)، وقد ذكره من طرق وذكر ما يفيد صحة بعضها).إﻫ
وفي صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/ الحديث 292: (إذا أخذت مضجعك من الليل فاقرأ (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ) ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك). حديث حسن، رواه الامام احمد وابو داود والترمذي والحاكم في المستدرك والبيهقي عن نوفل بن معاوية، والنسائي والبغوي وابن قانع والضياء عن جبلة بن حارثة.
[13] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، 2/394-395، باختصار.
[14] قلت جاء في الاصل: (صحيح مسلم، كتاب صلاة المسافرين، باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه، الحديث رقم (770)، (1/534)).
[15] قلت جاء في الاصل: (يشير إلى قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلَّا أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا)(يونس/19)، وقد أثبتها في المطبوعة في المتن، لكن النسخ المخطوطة لم تذكرها كما هو مثبت).
[16] قلت جاء في الاصل: (يعني في قراءة عبد الله بن مسعود رضي الله عنه. انظر: تفسير ابن جرير (2/194، 195)).
[17] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم/ تحقيق ناصر عبد الكريم العقل، 2/397-399.
[18] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 5/384-386.
[19] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 2/137.
[20] درء تعارض العقل والنقل، 5/284.
[21] قلت: جاء في الحديث:
عن أنس: أنه كان مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جالساً، ورجلٌ يصلي، ثم دعا: اللهم ! إني أسألك بأن لك الحمد، لا إله إلا انت، المنَّان، بديع السماوات والأرض، يا ذا الجلال والاكرام ! يا حي يا قيوم ! فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لقد دعا الله باسمه العظيم ؛ الذي إذا دُعِيَ به أجاب، وإذا سُئلَ به أعطى). روىاه ابو داود في السنن /1342، وقال الشيخ الألباني في سنن ابي داود: (حديث صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي). قلت: وانظر غير مأمور: السلسلة الصحيحة /3411.
[22] قلت: هو من باب الخبر، وقد قال الشيخ الالباني: (فالله تبارك وتعالى دليل الحائرين، ولكن لم يأت هذا في أسمائه تبارك وتعالى لا في الكتاب ولا في السنة فالأولى عدم قيامه، نحن نقول مثلًا: الله موجود، وهذا تعبير عن حقيقة قائمة ووجوده ليس
كوجود المخلوقات لكن ليس من أسمائه تعالى أنه موجود، كما أننا قد نقول بالنسبة لرب العالمين أنه سخي لكن لا نسميه؛ لأنه ليس من أسمائه السخي وإنما هو الكريم وعلى هذا نلتزم الوقف في أسمائه تبارك وتعالى).إﻫ نقلا عن رحلة النور، (31ب/00:04:26)، دروس صوتية.
[23] قلت: جاء في الحديث:
– (إن الله تعالى جميل يحب الجمال). (صحيح) رواه الامام مسلم في صحيحه والترمذي عن ابن مسعود، والطبراني في الكبير عن أبي أمامة، والحاكم في المستدرك عن ابن عمر، وابن عساكر عن جابر وعن ابن عمر. وانظر السلسلة الصحيحة/ 1626.
– (إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عبده ويبغض البؤس والتباؤس). (صحيح) رواه البيهقي في شعب الايمان عن أبي سعيد. وانظر السلسلة الصحيحة 1320و1626.
– (إن الله تعالى جميل يحب الجمال ويحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها). (صحيح) رواه الطبراني في الاوسط عن جابر. وانظر السلسلة الصحيحة 1626.
[24] قلت: جاء في الحديث:
- (إن الله جميل يحب الجمال، سخي يحب السخاء، نظيف يحب النظافة، فاكْسحُوا أَفنيتَكم). قال الشيخ الألباني في سلسلة الاحاديث الضعيفة – الحديث /7086: (منكر، أخرجه ابن عدي في (الكامل)(5/ 292) عن ابن عمر.)، وانظر الحديث/1596 في ضعيف الجامع للشيخ الألباني.
- (إن الله تعالى طيب يحب الطيب نظيف يحب النظافة كريم يحب الكرم جواد يحب الجود فنظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود) رواه الترمذي عن سعد. قال الشيخ الألباني في ضعيف الجامع: ضعيف. وانظر الحديث/1616.
[25] قلت: جاء في الحديث:
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: (يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا، إني بما تعملون عليم)(المؤمنون/51)، وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم)(البقرة/172)، ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك ؟). رواه الامام احمد في المسند والامام مسلم في صحيحه والترمذي عن أبي هريرة، وحسنه الشيخ الالباني في صحيح الجامع/2744، وهو في السلسلة الصحيحة/1136.
[26] قلت: قال الشيخ الألباني في ضعيف سنن الترمذي/87 - باب 696 - 3754: (ضعيف، بسرد الأسماء).
[27] قلت: جاء في الحديث:
عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، أن عائشة نبأته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (في ركوعه وسجوده سبوح قدوس، رب الملائكة والروح). رواه الامام مسلم في صحيحه / باب مَا يُقَالُ في الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ – 487. وقال الشيخ الألباني في (أصل صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم)، 2/659: (هو من حديث عائشة رضي الله عنها: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يقول في ركوعه وسجوده:... فذكره. أخرجه مسلم (2/51)، وأبو عوانة (2/167)، وأبو داود (1/139)، والنسائي (1/160)، وابن نصر (75)، والدارقطني (131و138)، والبيهقي (2/87)، وأحمد (6/94و115و148و149و176و193و200و244و266) من طرق عن قتادة عن مُطَرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير عنها. وقد صرح قتادة بسماعه من مُطَرِّف في رواية لأحمد. وهي صحيحة على شرطهما.) ٳھ
=
قال الامام النووي في الاذكار1/141: قال أهل اللغة: سبوح قدوس: بضم أولهما، وبفتح أيضاً، لغتان: أجودهما وأشهرهما وأكثرهما الضمُّ.
[28] قلت: جاء في الحديث:
- عن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا عاد المريض مسحه بيمينه وقال: (أذهب الباس، رب الناس، واشف أنت الشافي، اشف شفاء لا يغادر سقما).
رواه ابن حبان في صحيحه، وقال الشيخ الألباني في التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان /2959: صحيح. وانظر السلسلة الصحيحة /2775.
[29] قلت: جاء في الحديث:
(ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا. قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها). صححه الألباني في السلسلة الصحيحة/199 وقال: رواه أحمد (3712) والحارث بن أبي أسامة في مسنده (ص251 من زوائده ) وأبو يعلى (ق 156/1) والطبراني في الكبير (3/ 74/1) وابن حبان في صحيحه (2372) والحاكم (1/509) من طريق فضيل بن مرزوق.
[30] الفتاوى الكبرى، الناشر دار الكتب العلمية، 2/380-384، المسألة 317 – 5.
[31] قلت: جاء في الحديث:
- (إن الله تعالى وتر يحب الوتر )، رواه ابن نصر عن أبي هريرة وعن ابن عمر. قال الشيخ الألباني: صحيح. انظر صحيح الجامع/1829.
[32] مجموع فتاوى، 6/379 – 382، ودقائق التفسير الجامع لتفسير ابن تيمية، 2/473- 475.
[33] النبوات/شيخ الاسلام، تحقيق عبد العزيز بن صالح الطويان، أضواء السلف، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الأولى، 1420هـ/2000م، 1/24.
[34] مجموع الفتاوى 8/30.
قلت: الحديث رواه البخاري/ كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ / تفسير حم السجدة، والطبراني في الكبير، 10/300/الحديث/10594، والبيهقي في الاسماء والصفات، الحديث/809: (وَأَمَّا قَوْلُهُ: (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)(النساء: 96)، (وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)(النساء: 158)، (وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)(النساء: 134) فَإِنَّ اللَّهَ سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ وَلَمْ يَجْعَلْهُ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ. وَفِي رِوَايَةِ الْخُوَارِزْمِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَلَمْ يَنْحَلْهُ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَكَانَ اللَّهُ)(النساء: 17). أَيْ: لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِلرَّجُلِ: احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَشْبَاهُ مَا حَدَّثْتُكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُنْزِلْ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ فَإِنَّ كَلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةَ، فَقَالَ: وَقَالَ الْمِنْهَالُ: فَذَكَرَهُ: ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: حَدَّثَنِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ.)، واسناده جيد.
[35] شرح العقيدة الأصفهانية، ص44.
[36] قلت: رواه ابو داود/4067، والترمذي/2876، وصححه الشيخ الالباني في ارواء الغليل/2455، وتخريج السنة/31و54.
[37] قلت: رواه البخاري في صحيحه/7306، ومسلم في صحيحه/463و467و469.
[38] مجموع الفتاوى، 5/71.
[39] التدمرية: تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع، ص8.
[40] منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، 2/145.
[41] الفتوى الحموية الكبرى، ص 265- 266.
[42] الفتوى الحموية الكبرى، ص 267.
[43] الفتوى الحموية الكبرى، ص267.
[44] مجموع الفتاوى، 5/31-37، باختصار.
[45] مجموع الفتاوى 7/525.
[46] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية 8/499.
[47] التدمرية: تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع/ص75.
=
[48] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح/ شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى 728هـ)، تحقيق علي بن حسن - عبد العزيز بن إبراهيم - حمدان بن محمد، الناشر دار العاصمة، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية، 1419هـ / 1999م، 2/155-157. وانظر غير مأمور: شرح العقيدة الطحاوية/ ابن أبي العز الحنفي، الناشر المكتب الإسلامي ،بيروت، الطبعة الرابعة،1391ﻫ، ص390.
[49] شرح الاصفهانية، ص95.
[50] مجموع الفتاوى، 12/349-350.
[51] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 4/572 - 574.
[52] مجموع الفتاوى، 13/164.
[53] الرد على المنطقيين، ص116-117، ومجموع الفتاوى 9/116.
[54] الرد على المنطقيين، ص119-120، مجموع الفتاوى، 9/119.
[55] الرد على المنطقيين، ص120-121، ومجموع الفتاوى، 9/120-121.
[56] جاء في صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/ 4550 – (كل مسكر حرام). (صحيح)، رواه الامام احمد في المسند والشيخان في صحيحهما وابو داود والنسائي وابن ماجة عن أبي موسى، ورواه الامام احمد في المسند والنسائي عن أنس، ورواه الامام احمد في المسند وابو داود والنسائي وابن ماجة عن ابن عمر، ورواه الامام احمد في المسند والنسائي وابن ماجة عن أبي هريرة، ورواه ابن ماجة عن ابن مسعود.
[57] مجموع الفتاوى، 13/ 16- 18.
[58] رواه ابن حبان في صحيحه وصححه الشيخ الالباني في التعليقات الحسان/291، وفي صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/7502: (لا شيء أغير من الله تعالى). (صحيح)، رواه الامام احمد في المسند والشيخان في صحيحهما عن أسماء بنت أبي بكر.
[59] صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/1642-735: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتم ذلك فادعوا الله وكبروا وصلوا وتصدقوا يا أمة محمد! والله ما من أحد أغير من الله أن يزني عبده أو تزني أمته يا أمة محمد! والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا اللهم هل بلغت). (صحيح) ... رواه الامام مالك في الموطأ والامام احمد في المسند والشيخان في صحيحهما وابو داود والنسائي عن عائشة. والحديث في صحيح أبي داود/ 1077 صلاة الكسوف، والتعليقات الحسان على صحيح ابن حبان للشيخ الالباني/ 2834و 2835، والارواء/658.
[60]السلسلة الضعيفة/ 3109: (إن الله عز وجل لا يعذب من عباده المارد المتمرد الذي يتمرد على الله، ويأبى أن يقول: لا إله إلا الله). موضوع
رواه ابن ماجه (4297) ، والعقيلي في "الضعفاء" (ص33) من طريق إسماعيل بن يحيى الشيباني عن عبد الله بن عمر بن حفص عن نافع عن ابن عمر قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض غزواته، فمر بقوم، فقال: من القوم؟ قالوا: نحن مسلمون، وامرأة تحصب تنوراً لها ومعها ابن لها، فإذا ارتفع وهج التنور تنحت به، فأتت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالت: أنت رسول الله؟ قال: (نعم)، قالت: بأبي وأمي! أليس الله أرحم الراحمين؟ قال: (بلى)، قالت أليس الله أرحم بالعباد من الأم بولدها؟ قال: (بلى). قالت: فإن الأم لا تلقي ولدها في النار، فأكب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبكي، ثم رفع رأسه إليها فقال: ... فذكره.
أورده العقيلي في ترجمة إسماعيل وقال: (لا يتابع على حديثه)، ثم روى عن يزيد بن هارون أنه قال فيه: (كان كذاباً). وعبد الله بن عمر بن حفص ضعيف.
[61] صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/1071: (اعلم يا أبا مسعود أن الله أقدر عليك منك على هذا الغلام). (صحيح) ... رواه مسلم عن أبي مسعود.
[62] مشكاة المصابيح للشيخ الالباني/956-18:(صَحِيح)
وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ فِي صَلَاتِهِ بَعْدَ التَّشَهُّدِ: (أَحْسَنُ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ وَأَحْسَنُ الْهَدْيِ هدي مُحَمَّد)، رَوَاهُ النَّسَائِيّ.
[63] صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/7165 – 2450: (لا أحد أغير من الله ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا أحد أحب إليه المدح من الله ولذلك مدح نفسه ولا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل). (صحيح)، رواه الامام احمد في المسند والشيخان في صحيحهما والترمذي عن ابن مسعود.
[64] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 7/410 -412.
[65] التدمرية ص 110-112.
[66] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 3/289- 302.
[67] جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية (قطعة منه)، ص129.
[68] شرح العقيدة الأصفهانية، ص126.
[69] درء تعارض، 10/231.
[70] مجموع الفتاوى 6/206-212.
[71] مجموع الفتاوى 6/185- 187وانظر ما بعدها الى ص212.
[72] مجموع الفتاوى، 6/340.
[73] مجموع الفتاوى3/335.
[74] قال الشيخ الالباني في إرواء الغليل، 4/409: (تنبيه): قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموعة الفتاوى1/379: (وقد ثبت في صحيح مسلم عن نافع عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أحب الأسماء إلى الله عبد الله , وعبد الرحمن , وأصدقها حارث وهمام وأقبحها حرب ومرة).
وهذا من أوهامه رحمه الله , فإنه كان يكتب من حفظه , قلما يراجع كتابا عندما يكتب , فإن حديث ابن عمر في صحيح مسلم كما قال, لكن دون قوله: (وأصدقها ... ) الخ. وإنما هذه الزيادة في الحديث أبى وهب الجشمي هذا, ولا تصح كما علمت, فاقتضى التنبيه. إﻫ
قلت: انظر السلسلة الصحيحة/904و1040و2878، والإرواء/1176، للشيخ الالباني.
[75] مجموع الفتاوى، 1/379-380.
[76] مختصر الفتاوى المصرية لابن تيمية، 310-312.
[77] مجموع الفتاوى، 6/144- 146
[78] قلت: جاء في الاصل:
(أورد الطبري هذا الأثر لقول الله تعالى: (وأتوا به متشابها)(سورة البقرة/25)، وقد ذكره بإسنادين (ط. المعارف) 1/391 - 392. وحدثني أبو كريب، قال: حدثنا الأشجعي - ح - وحدثنا محمد بن بشار، قال حدثنا مؤمل، قالا جميعا: حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال أبو كريب في حديثه عن الأشجعي: لا يشبه شيء مما في الجنة ما في الدنيا إلا الأسماء. وقال ابن بشار في حديثه عن المؤمل، قال: ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء. وأما الإسناد الثاني فهو: حدثنا عباس بن محمد، قال: حدثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس قال: ليس في الدنيا من الجنة شيء إلا الأسماء. ونقل ذلك ابن كثير في تفسيره لهذه الآية، وقال: " رواه ابن جرير، من رواية الثوري، وابن أبي حاتم من حديث أبي معاوية كلاهما عن الأعمش به ". وقال السيوطي في " الدر المنثور " في تفسيره لتلك الآية " وأخرج مسدد وهناد في الزهد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس قال: (ليس في الدنيا مما في الجنة إلا الأسماء). إﻫ
[79] قلت: جاء في الاصل:
(الحديث عن أبي هريرة - رضي الله عنه في: البخاري 4/118 (كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة) ، 6/116 (كتاب تفسير القرآن، باب تفسير سورة تنزيل السجدة) ، 9/144 (كتاب التوحيد، باب قول الله تعالى: (يريدون أن يبدلوا كلام الله) ; مسلم 4/2174 (كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، أول الكتاب من ثلاثة طرق) ; سنن الترمذي 5/26 (كتاب التفسير، باب تفسير سورة السجدة) ; سنن ابن ماجه 2/1447 (كتاب الزهد، باب صفة الجنة) ; سنن الترمذي 2/335 (كتاب الرقائق، باب ما أعد الله لعباده الصالحين) ; المسند (ط. المعارف) 17/46، 19/104). إﻫ
[80] قلت:
(الحديث عن عائشة - رضي الله عنها - في: مسلم 1/352 (كتاب الصلاة، باب ما يقال في الركوع والسجود) ، وأوله: فقدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدمه وهو في المسجد، وهما منصوبتان، وهو يقول: " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ". والحديث في: سنن أبي داود 1/322 (كتاب الصلاة، باب في الدعاء في الركوع والسجود) ; سنن الترمذي 5/187 (كتاب الدعوات باب حدثنا الأنصاري أخبرنا معن. .) ; سنن ابن ماجه 2/1262 - 1263 (كتاب الدعاء، باب ما تعوذ منه رسول الله - صلى الله عليه وسلم) ; المسند (ط. الحلبي) 6/58، 201). إﻫ
[81] قلت: جاء في الاصل:
(الحديث عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - في المسند (ط. المعارف) 5/266 - 268 (رقم 3712) ، 6/153 - 154 رقم (3418) وصححه الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - وتكلم عليه طويلا 5/266 - 268. وقال المنذري (الترغيب والترهيب 3/276): رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم ". والحديث في المستدرك للحاكم 1/950 - 510. وانظر تعليقه وتعليق الذهبي). إﻫ
[82] منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، 2/156- 164.
[83] مجموع الفتاوى، 5/ 298-299، باختصار.
[84] مجموع الفتاوى، 6/36-37.
[85] مجموع الفتاوى، 20/416-418.
[86] جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية (قطعة منه) ، ص129- 133 باختصار.
[87] مجموع الفتاوى3/9 – 12.
[88] مجموع الفتاوى3/9 – 12.
[89] المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام، 1/73.
[90] مجموع الفتاوى، 20/418-420.
[91] 20/420 - 424
[92] قلت: الفعل في اللغة يدل على شيئين الحدث والزمان، والحدث (المصدر) هو وصف الفعل أو الصفة الفعلية، والزمن (الماضي، المضارع، الأمر).
[93] الفتاوى الكبرى/المعرفة،5/29.
[94] بدائع الفوائد/ الإمام أبي عبد الله محمد ابن أبي بكر ابن أيوب (691-751ھ)، تحقيق: علي بن محمد العمران، الطبعة الأولى، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، 1425ھ، 1/ 280 -284.
[95] قلت: هذه من اسمائه الحسنى المتضمنة صفاته العلى سبحانه وتعالى، فالأسماء أصول الصفات والصفات فروعها. فاسم (الحي) متضمن لصفة الحياة، و(القيوم) متضمن لصفة القيومية، و(العليم) متضمن لصفة العلم، وهذه الصفات صفات ذاتية للرب جل وعلا.
[96] قلت: هذه من افعاله سبحانه وتعالى، الفعل يدل على شيئين الحدث والزمان. والصفات أصول الأفعال والأفعال فروعها، فقولك: الفعل (قدر) دل على (التقدير) وهو الحدث والفعل (قدر) في زمن ماض، فالمصدر هو اسم للحدث وهو (الصفة) أو (الوصف) أو بالمعنى الاصطلاحي (وصف الفعل أو الصفة الفعلية).
فالفعل (خلق) ووصف الفعل (التخليق)، و(استوى) وصف الفعل (الاستواء)، و(كلم( وصف الفعل (التكليم)، و(تجلى) وصف الفعل (التجلي)، وهذه الصفات صفات فعلية (وصف فعل)، والصفات الفعلية يمكن أن تنفك عن الذات على معنى أن الله تعالى إذا شاء لم يفعلها، فهي متعلقة بمشيئته جل وعلا.
[97] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، 2/297.
[98] مجموع الفتاوى، 6/141-143، باختصار.
[99] قلت: أي الامام البخاري في صحيحه/ كتاب التوحيد.
[100] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 7/392.
قلت: هذا من باب الخبر أو (الإخبار).
[101] بدائع الفوائد /ابن القيم، 1/ 284
[102] مجموع الفتاوى 9/300-301.
[103] درء تعارض العقل والنقل 1/298.
[104] مجموع الفتاوى 9/300-301.
[105] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 5/171-172.
[106] مجموع الفتاوى/ شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى 728هـ)، تحقيق عبد الرحمن بن محمد بن قاسم، الناشر مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية، 1416هـ/1995م، 3/41.
[107] الصفدية/ شيخ الإسلام تقي الدين أبو العَباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى 728هـ)، تحقيق محمد رشاد سالم، الناشر مكتبة ابن تيمية، مصر، الطبعة الثانية، 1406هـ، 1/102.
[108] مصطلحات في كتب العقائد/ محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الناشر دار بن خزيمة، الطبعة الأولى، بدون تاريخ، ص55، بتصرف.
[109] مصطلحات في كتب العقائد/ محمد بن إبراهيم بن أحمد الحمد، الناشر دار بن خزيمة، الطبعة الأولى، بدون تاريخ، ص56، بتصرف.
[110] شرح العقيدة الطحاوية/ صدر الدين محمد بن علاء الدين عليّ بن محمد ابن أبي العز الحنفي، الأذرعي الصالحي الدمشقي (المتوفى 792هـ)، تحقيق شعيب الأرنؤوط - عبد الله بن المحسن التركي، الناشر مؤسسة الرسالة – بيروت، الطبعة العاشرة، 1417هـ - 1997م، 1/266.
[111] شرح الواسطية/ الشيخ يوسف بن محمد علي الغفيص، دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية, الدرس/3. http://www.islamweb.net
[112] بدائع الفوائد ، 1 / ص 284.
[113] اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم، 1/192.
[114] شرح العقيدة الأصفهانية، ص31-32.
[115] مجموع الفتاوى، 8/96.
[116] رواه أبو داود في كِتَاب التَّرَجُّلِ/ بَاب فِي الْخِضَابِ –الحديث/3674 وصححه الشيخ الألباني في الصحيحة -الحديث/1537.
[117] انظر غير مأمور: تاج العروس من جواهر القاموس/ محمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى، الزَّبيدي (المتوفى1205هـ)، تحقيق مجموعة من المحققين، الناشر دار الهداية، 3/258 وما بعدها.
[118] المحكم والمحيط الأعظم/أبو الحسن علي بن إسماعيل بن سيده المرسي (المتوفى458هـ)، تحقيق عبد الحميد هنداوي، الناشر دار الكتب العلمية – بيروت، الطبعة الأولى، 1421 هـ -2000 م، 2/109.
[119] بدائع الفوائد، 1 /285.
[120] مجموع الفتاوى، 7/111.
[121] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 5/304-404.
[122] قلت: ان التوقيف على الوصف والفعل؛ هو توقيف على الوصف والفعل فقط، أي ليس توقيفا على الاسم. لذا لا يصح اشتقاق الاسم من الوصف والفعل.
=
[123] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751هـ) تحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي، الناشر دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثالثة، 1416هـ -1996م.
2/383. وانظر غير مأمور: مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة،
مؤلف الأصل: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى 751هـ)
اختصره: محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان البعلي شمس الدين، ابن الموصلي (المتوفى 774هـ)
تحقيق سيد إبراهيم، الناشر دار الحديث، القاهرة – مصر، الطبعة الأولى 1422هـ -2001م، ص307.
[124] بدائع الفوائد، 1/ 285.
[125] مجموع الفتاوى، 5/160.
[126] مجموع الفتاوى، 19/168.
[127] قلت: جاء في الحديث:
(ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن، فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو علمته أحدا من خلقك، أو أنزلته في كتابك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي. إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا. قال: فقيل: يا رسول الله ألا نتعلمها؟ فقال: بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها). صححه الألباني في السلسلة الصحيحة/199 وقال: رواه أحمد (3712) والحارث بن أبي أسامة في مسنده (ص251 من زوائده ) وأبو يعلى (ق 156/1) والطبراني في الكبير (3/ 74/1) وابن حبان في صحيحه (2372) والحاكم (1/509) من طريق فضيل بن مرزوق.
[128] مجموع الفتاوى، 7/570-571، والإيمان الأوسط، ص116.
[129] قلت: اختصر شيخ الاسلام ابن تيمية هنا عبارة ابن المطهر، والعبارة: (لأنه واحد، وأنه ليس بجسم ولا جوهر، وأنه ليس بمركب لأن كل مركب محتاج إلى جزئه لأن جزأه غيره، ولا عرض). وانظر منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، 2/133.
[130] منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية، 2/132-133.
[131] جامع الرسائل/ تحقيق د. محمد رشاد سالم، 1/170-171.
[132] بدائع الفوائد ، 1 / ص 285.
[133] 10/12 درء تعارض العقل والنقل
[134] الفتاوى الكبرى، العلمية، 5/230.
[135] الإيمان، ص148. و7/185 مجموع الفتاوى.
[136] جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس، 4/414-415.
[137] نقلا من موسوعة العلامة الألباني، صَنَعَهُ: شادي بن محمد بن سالم آل نعمان، الناشر مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة، صنعاء – اليمن، الطبعة الأولى، 1431 هـ - 2010 م، 6/41.
[138] بدائع الفوائد ، 1 / ص 285.
[139] جامع المسائل لابن تيمية - عزير شمس، 4/414.
[140] الرد على الشاذلي في حزبيه، وما صنفه في آداب الطريق ص123
[141] الفتاوى الكبرى لابن تيمية، 6/569
[142] التدمرية، ص100-101.و مجموع الفتاوى، 3/59.
[143] بدائع الفوائد ، 1 / ص 285.
[144] قلت: أي أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين ـ الإمام المشهور من أئمة المالكية ـ في كتابه الذي صنفه في «أصول السنة».
[145] مجموع الفتاوى, 5/57.
[146] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح، 5/8.
[147] الفتاوى الكبرى / العلمية 6/480-481.
قلت: الحديث رواه البخاري/ كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ / تفسير حم السجدة، والطبراني في الكبير، 10/300/ الحديث10594، والبيهقي في الاسماء والصفات/809 ،( وَأَمَّا قَوْلُهُ: (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)(النساء/96)، (وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)(النساء/158)، (وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)(النساء/134)فَإِنَّ اللَّهَ سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ وَلَمْ يَجْعَلْهُ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ. وَفِي رِوَايَةِ الْخُوَارِزْمِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَلَمْ يَنْحَلْهُ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَكَانَ اللَّهُ)(النساء/17). أَيْ: لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِلرَّجُلِ: احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَشْبَاهُ مَا حَدَّثْتُكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُنْزِلْ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ فَإِنَّ كَلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةَ، فَقَالَ: وَقَالَ الْمِنْهَالُ: فَذَكَرَهُ: ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: حَدَّثَنِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ.)، واسناده جيد.
[148] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 1/248.
[149] بيان تلبيس الجهمية لابن تيمية 1/441.
[150] مجموع الفتاوى، 6/186-187.
[151] مجموع الفتاوى، 3/115.
[152] بدائع الفوائد، 1/286.
[153] درء تعارض العقل والنقل، 10/235.
[154] مجموع الفتاوى، 6/233-235.
[155] قلت: لعل الصواب التقدير، والتقدير وصف فعل لله القدبر سبحانه وتعالى، قال تعالى: (ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ)(سورة الأَنعام/96)، (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا)(سورة الفرقان/2)، أما القدرة فهي وصف ذات لله القدير سبحانه وتعالى، قال r: (قال الله تعالى: من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له و لا أبالي ما لم يشرك بي شيئا)، رواه الطبراني في الكبير والحاكم في المستدرك عن ابن عباس. قال الشيخ الألباني: حسن، انظر الحديث/4330 في صحيح الجامع.
[156] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح 3/233-234.
[157] الفتاوى الكبرى، الكتب العلمية، 6/435-436. المعرفة 6/434.
[158] رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن عائشة. وقال الشيخ الألباني: (صحيح)، وانظر الحديث /4423 في صحيح الجامع الصغير وزيادته.
قلت اما حديث: (قولي اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني).
قال الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة -3337: (تنبيه: وقع في (سنن الترمذي) بعد قوله: (عفو) زيادة: (كريم)! ولا أصل لها في شيء من المصادر المتقدمة، ولا في غيرها ممن نقل عنها، فالظاهر أنها مدرجة من بعض الناسخين أو الطابعين ؛ فإنها لم ترد في الطبعة الهندية من (سنن الترمذي) التي عليها شرح (تحفة الأحوذي) للمباركفوري (4/ 264)، ولا في غيرها. وإن مما يؤكد ذلك: أن النسائي في بعض رواياته أخرجه من الطريق التي أخرجها الترمذي، كلاهما عن شيخهما (قتيبة بن سعيد) بإسناده دون الزيادة.) اھ ، فاقتضى التنبيه.
[159] التوسل والوسيلة، ص96-98.
[160] قلت: الفعل المتعدّ: هو الفعل الّذي لا يكتفي بفاعله لإتمام المعنى، وإنما يتعدّاه إلى المفعولِ به، مثال: سمعْتُ نصيحةَ والدي، فالفعلُ سمعْتُ: فعل متعدٍّ لعدمِ اكتفائهِ بفاعلهِ لإتمامِ المعنى، وإنما تعدّاه إلى المفعولِ به: نصيحةَ.
[161] قلت: الفعل الّلازمُ: هو الفعلُ الّذي يكتفي بفاعلِه لإتمامِ المعنى، ولا يتعدّاه إلى المفعولِ به، مثالٌ: (وجاءَت إحداهُنّ تمشي على استحياءٍ)، الفعلُ جاءَ لازمٌ لأنّه اكتفى بفاعلِه (إحداهنّ) لإتمامِ المعنى.
[162] بدائع الفوائد، 1/286.
[163] رواه ابن حبان في صحيحه، وصححه الشيخ الألباني في التعليقات الحسان/444: عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا الرَّحْمَنُ خلقتُ الرَّحِمَ وشَقَقتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ومَن قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)، ورواه أبو داود وصححه الشيخ الألباني في صحيح ابي داود/1487، ورواه البخاري في الادب المفرد وصححه الشيخ الألباني في تحقيق الادب المفرد: 52/38.
[164] مجموع الفتاوى/ شيخ الإسلام ابن تيمية، 8/387.
[165]مجموع الفتاوى/ شيخ الاسلام ابن تيمية، 6/71.
[166] عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضى الله عنه قَدِمَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم سَبْىٌ ، فَإِذَا امْرَأَةٌ مِنَ السَّبْي قَدْ تَحْلُبُ ثَدْيَهَا تَسْقِى ، إِذَا وَجَدَتْ صَبِيًّا فِي السَّبْي أَخَذَتْهُ فَأَلْصَقَتْهُ بِبَطْنِهَا وَأَرْضَعَتْهُ ، فَقَالَ لَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَتَرَوْنَ هَذِهِ طَارِحَةً وَلَدَهَا في النَّارِ). قُلْنَا: لاَ وَهْىَ تَقْدِرُ عَلَى أَنْ لاَ تَطْرَحَهُ. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (اللَّهُ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ هَذِهِ بِوَلَدِهَا). رواه الامام البخاري في صحيحه/ كتاب الأدب - باب رَحْمَةِ الْوَلَدِ وَتَقْبِيلِهِ وَمُعَانَقَتِهِ/5999.
[167] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الرَّحِمُ شِجْنِةٌ مِنَ الرَّحْمَنِ مُعَلَّقَةٌ بِالْعَرْشِ تَقُولُ: يَا رَبِّ إِنِّي قُطِعْتُ إِنِّي أُسِيءَ إليَّ فيُجيبُها رَبُّهَا: أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ وأَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ)، رواه ابن حبان في صحيحه، وعلق عليه الشيخ الالباني في التعليقات الحسان/443: صحيح لغيره ـ (التعليق الرغيب3/ 226), (غاية المرام، ص231).
[168] عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: أَنَا الرَّحْمَنُ خلقتُ الرَّحِمَ وشَقَقتُ لَهَا اسْمًا مِنِ اسْمِي فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ ومَن قَطَعَهَا بَتَتُّهُ)، رواه ابن حبان في صحيحه، وعلق عليه الشيخ الالباني في التعليقات الحسان/444: صحيح - (صحيح أبي داود/1487).
[169] مجموع الفتاوى، 2/400-401.
[170] بدائع الفوائد، 1/286 -287.
[171] مجموع الفتاوى، 28/602، وهي الرسالة القبرصيه التي أرسلها شيخ الإسلام اين تيمية رحمه الله إلى ملك قبرص يحدثه فيها عن أسارى المسلمين.
[172] مجموع الفتاوى، 6/382.
[173] بدائع الفوائد، 1/ 287 – 288.
[174] مجموع الفتاوى6/141-142.
[175] مجموع الفتاوى 8/94-97.
[176] مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، 17/94-95.
[177] انظر غير مأمور ص48و100 من الكلم الطيب لابن تيمية بتحقيق الشيخ الالباني، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة الثانية للطبعة الشرعية الوحيدة ،1422ﻫ-2002م. وانظر نيل الاوطار في تخريج أحاديث كتاب الاذكار للنووي/ الشيخ سليم الهلالي، دار ابن حزم، بيروت – لبنان، الطبعة الثانية 1425ﻫ -2004م، 1/126-127، وتجد النص عند الامام النووي أيضا، فاقتضى التنبيه. وانظر بدائع الفوائد لابن القيم الجوزية 2/724. وانظر نيل الاوطار للشوكاني، دار الكلم الطيب، دمشق – بيروت، الطبعة الثالثة 1426ﻫ-2005م، 1/754-755.
[178] انظر غير مأمور: مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية، 8/401و447و511-512 و14/266.
[179] بدائع الفوائد ، 1 / ص 288 – 289.
[180] مجموع الفتاوى، 6/382.
[181] درء تعارض العقل والنقل، 3/332-333.
[182] تلخيص كتاب الاستغاثة/ أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني أبو العباس، تحقيق: محمد علي عجال، الناشر مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة، الطبعة الأولى، 1417ﻫ، 1/181.
[183] التوسل والوسيلة ص99.
[184] شرح العقيدة الأصفهانية، ص106-107.
[185] قلت: الضار، المانع، النافع، ليست من الاسماء الحسنى لعدم ورود النص، اما (المعطي) فمن الاسماء الحسنى المطلقة، اما (الهادي) فمن الاسماء المقيدة، فالله تعالى هو هادي المؤمنين.
[186] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 7/465-466.
[187] مجموع الفتاوى 22/498
[188] حديث لا أصل له.
قال العلامة ابن القيم الجوزية: (وهذا موضع يتوارد عليه الموحدون والملحدون، فالموحد يعتقد: أن الذي ألبسه الله إياه هو صفات جمل الله بها ظاهره وباطنه، وهي صفات مخلوقة ألبست عبدا مخلوقا، فكسا عبده حلة من حلل فضله وعطائه.
والملحد يقول: كساه نفس صفاته، وخلع عليه خلعة من صفات ذاته، حتى صار شبيها به، بل هو هو، ويقولون: الوصول هو التشبه بالإله على قدر الطاقة، وبعضهم يلطف هذا المعنى، ويقول: بل يتخلق بأخلاق الرب، ورووا في ذلك أثرا باطلا (تخلقوا بأخلاق الله).
وليس هاهنا غير التعبد بالصفات الجميلة، والأخلاق الفاضلة التي يحبها الله، ويخلقها لمن يشاء من عباده، فالعبد مخلوق، وخلعته مخلوقة، وصفاته مخلوقة، والله سبحانه وتعالى بائن بذاته وصفاته عن خلقه، لا يمازجهم ولا يمازجونه، ولا يحل فيهم ولا يحلون فيه، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا). انظر مدارج السالكين، تحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي، دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثالثة، 1416هـ - 1996م، 3/226.
وقال الشيخ الالباني في الضعيفة/2822: (تخلقوا بأخلاق الله) .
لا أصل له، أورده السيوطي في (تأييد الحقيقة العلية)(89/1) دون عزو. وتأولوه بأن معناه اتصفوا بالصفات المحمودة وتنزهوا عن الصفات المذمومة، وليس معناه أن تأخذ من صفات القدم شيئا..
[189] في المقصد الأسنى، ص 150.
[190] قال شيخ الاسلام: (وأنكر أبو عبد الله المازري وغيره ذلك، وقالوا: ليس للرب خلق يتخلق به العبد. وتحقيق هذا في موضع آخر.
وذكر هذا أبو طالب المكي، وأنكره عليه الشيخ أبو البيان الدمشقي، فيما أنكر عليه). انظر جامع المسائل لابن تيمية - تحقيق محمد عزير شمس، 6/125.
[191] قلت: هو أبو الحكم عبد السلام بن عبد الرحمن بن محمد اللخمي الإشبيلي، أحد المتصوفة ت (536) ترجمته في: لسان الميزان، 4/13 والأعلام، 4/6.
[192] رواه ابن حبان في صحيحه عن عثمان بن عفان، وعلق عليه الشيخ الالباني في التعليقات الحسان/201، صحيح - (أحكام الجنائز، ص19). ورواه الامام احمد في المسند والامام مسلم في صحيحه عن عثمان، انظر صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/6552.
[193] حديث صحيح رواه الامام احمد في المسند وابو داود والحاكم في المستدرك عن معاذ، انظر صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني/6479، وهو في المشكاة/1621، والإرواء/687، وأحكام الجنائز/34.
[194] الصفدية، 2/337-340.
[195] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 6/518-521.
[196] بدائع الفوائد ، 1 / ص 289 – 290.
[197] هو أبو العباس عبد الله بن محمد بن شرشير الانباري، من كبار المتكلمين ت (293). انظر غير مأمور: تاريخ بغداد 10/92، والسير 14/40. نقلا عن: بدائع الفوائد لابن القيم الجوزية، 1/290.
[198] قلت: قال الاستاذ ناصر عبد الكريم العقل: للمؤلف رحمه الله رأي مشهور في المجاز، فهو يرى: أن تقسيم الألفاظ الدالة على معانيها إلى حقيقة ومجاز اصطلاح حادث جاء بعد انقضاء القرون الثلاثة الفاضلة، فلم يتكلم به أحد من الصحابة، ولا التابعين، ولا الأئمة المشهورين بالعلم كمالك، والثوري، والأوزاعي، وأبي حنيفة، والشافعي، بل ولا أئمة النحو كالخليل، وسيبويه، وأبي عمرو بن العلاء، ونحوهم، ويرى أنه من حيل الفرق كالمعتزلة، والمتكلمين، فهو لهم باب من أبواب التأويل، والتحريف لكلام الله ورسوله خاصة في أسماء الله وصفاته، وأن له مفاسد لغوية وشرعية وعقلية. راجع: مجموع الفتاوى للمؤلف (7/87 - 117) ، و(20/400 - 497) ؛ وكتاب الإيمان من (72 - 100). إﻫ، قلت انظر غير مأمور: اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم/ شيخ الاسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن عبد الله بن أبي القاسم بن محمد ابن تيمية الحراني الحنبلي الدمشقي (المتوفى728هـ)، تحقيق ناصر عبد الكريم العقل، الناشر دار عالم الكتب، بيروت، لبنان، الطبعة السابعة، 1419هـ - 1999م، 1/107 حاشية/8.
[199] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح / 3/293-295.
[200] التدمرية - تحقيق الإثبات للأسماء والصفات وحقيقة الجمع بين القدر والشرع، ص20-24، تحقيق: د. محمد بن عودة السعوي، مكتبة العبيكان -الرياض، الطبعة السادسة 1421هـ / 2000م.
[201] دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية/ الشيخ عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي،
مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، الدرس/2.
http://www.islamweb.net
[202] بدائع الفوائد ، 1 / ص 290 -292.
[203] قلت: أي الوصف عند التجرد.
[204] مجموع الفتاوى، 12/65- 66.
[205] وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: (ليس في الجنة شيء مما في الدنيا إلا الأسماء)، رواه البيهقي موقوفا بإسناد جيد. انظر صحيح الترغيب والترهيب/ محمد ناصر الدين الألباني (المتوفى 1420هـ)، الناشر مكتبة المعارف ، الرياض، الطبعة الخامسة، الحديث/3769، 3/274.علق عليه الشيخ الالباني/صحيح.
[206] مجموع الفتاوى،17/325.
[207] درء تعارض العقل والنقل أو موافقة صحيح المنقول لصريح المعقول، 6/124-125.
[208] دراسة موضوعية للحائية ولمعة الاعتقاد والواسطية/ الشيخ عبد الرحيم بن صمايل العلياني السلمي،
مصدر الكتاب: دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، الدرس/2.
http://www.islamweb.net
[209] بدائع الفوائد، 1/ 292-293.
[210] الاصفهانية 89-90 إبراهيم سعيدايو109 محمد بن رياض الأحمد.
[211] مجموع الفتاوى، 8/483-484، وانظر 12/312-315.
[212] بغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية، ص353.
[213] الفتاوى الكبرى/ المعرفة، 5/29
[214] بدائع الفوائد، 1/ 293 – 294.
[215] صححه الألباني في السلسلة الصحيحة/199 وقال: رواه أحمد (3712) والحارث بن أبي أسامة في مسنده (ص251 من زوائده ) وأبو يعلى (ق 156/1) والطبراني في الكبير (3/ 74/1) وابن حبان في صحيحه (2372) والحاكم (1/509) من طريق فضيل بن مرزوق.
[216] الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح/ شيخ الاسلام ابن تيمية ، 3/221-224.
[217] درء تعارض العقل والنقل، 3/332-333.
[218] بدائع الفوائد، 1/294 – 295.
[219] جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية (قطعة منه)، ص129-130.
[220] جاء في صحيح الجامع الصغير للشيخ الالباني:
- 4777 – (كان إذا كربه أمر قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث). (حسن) رواه الترمذي عن أنس. الكلم 118.
- 4791 – (كان إذا نزل به هم أو غم قال: يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث). (حسن) رواه الحاكم في المستدرك عن ابن مسعود. الكلم الطيب 76، الترمذي عن أنس.
[221] التوسل والوسيلة، ص99.
[222] قلت: هذه الاسماء لم يصح فيها دليل، الا اسم (المعطي) فقد جاء مطلقا من قوله صلى الله عليه وسلم: (والله المعطي، وأنا القاسم)، رواه الشيخان، واسم (الرافع) جاء مقيدا في قوله تعالى: (إِذْ قَالَ اللهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ)(آل عمران/55)، فيصح قول: (رافع عيسى).
قلت: المانع، الضار، النافع، المعز، المذل، الخافض، هذه الأسماء لا يسمى الله سبحانه وتعالى بها على وجه الإطلاق، لان الحديث الذي ورد فيه سرد أسماء الله الحسنى، لا يصح؛ بل هو مدرج كما تقدم.
[223] عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَمِينُ اللَّهِ مَلْأَى لَا يَغِيضُهَا نَفَقَةٌ سحَّاء بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات وَالْأَرْضَ فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَمِينِهِ وَالْيَدُ الْأُخْرَى الْقَبْضُ يَرْفَعُ وَيَخْفِضُ وَعَرْشُهُ عَلَى الماء). رواه ابن حبان في صحيحه، وعلق عليه الشيخ الألباني في التعليقات الحسان/723: صحيح: متفق عليه.
[224] مجموع الفتاوى، 8/94-95. وانظر: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية5/410
[225] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 3/300-302.
[226] الاستقامة، 1/139-141.
[227] الصفدية، 1/102-103.
[228] درء تعارض العقل والنقل 2/221- 222.
[229] شرح العقيدة الواسطية/ الشيخ ابن عثيمين، 1/ 142 – 144.
[230] بدائع الفوائد، 1 / 296 – 297.
[231] قال الشيخ الالباني في ظلال الجنة في تخريج السنة للحافظ أبى بكر عمرو بن أبي عاصم الضحاك بن مخلد الشيباني / 666- (عن عبد الله بن مسعود قال: الصمد: السيد الذي انتهى سؤدده، إسناده حسن رجاله كلهم ثقات من رجال (التهذيب) على ضعف يسير في عاصم بن بهدلة) و672- (عن أبي وائل قال الصمد الذي قد انتهى سؤدده، إسناده صحيح مقطوع أيضا رجاله ثقات رجال الشيخين).
[232] الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان، ص123-124.
[233] المستدرك على الفتاوى، 1/177.
[234] باختصار من المقال الموسوم : بحث عقدي في لفظ السيد/ يوسف بن محمد السعيد، المنشور في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، العدد/112، السنة السادسة والثلاثون، 1424هـ/2004م.
[235] بدائع الفوائد، 1/297 – 299.
[236] مجموع الفتاوى، 3/373.
[237] مجموع الفتاوى، 3/129-130.
[238] مجموع الفتاوى، 5/197.
[239] جامع الرسائل/ تحقيق د. محمد رشاد سالم، 1/171-172.
[240] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 5/385.
[241] درء تعارض العقل والنقل، 1/298.
[242] بدائع الفوائد، 1/ 297 – 299.
[243] قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر في (فائدة جليلة في قواعد الأسماء الحسنى) الناشر غراس، الكويت، الطبعة الأولى، 1424ﻫ -2003م، ص51:
(وقد تحقق هذا لابن القيم رحمه الله، فقد ذكر ابن رجب وغيره ضمن مؤلفات ابن القيم كتاب (شرح الأسماء الحسنى) وكان مع هذا له عنايةٌ فائقةٌ في كثير من مصنفاته شرح أسماء الله الحسنى وبيان معانيها ومدلولاتها وقد جمع الشيخ الفاضل بكر أبو زيد حفظه الله أبحاث ابن القيم في الأسماء الحسنى من كتبه المطبوعة ورتبها مع ذكر مصادرها في كتابه (التقريب لعلوم ابن القيم)).
[244] بدائع الفوائد، 1/299 – 300، وبهذا ختم العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى كلامه عن الفائدة الجليلة (ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى) من بدائع الفوائد، 1/ 284 – 300.
[245] بدائع الفوائد1/ ص299 – 300، وبهذا ختم العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى كلامه عن الفائدة الجليلة (ما يجري صفة أو خبرا على الرب تبارك وتعالى) من بدائع الفوائد، 1 / 284 – 300.
[246] من ذلك قوله تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)(المجادلة/11).
[247] قوله صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها)، رواه الشيخان في صحيحهما.
[248] مختصر الفتاوى المصرية، 145-146.
[249] المستدرك على مجموع فتاوى شيخ الإسلام تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني/ جمعه ورتبه وطبعه على نفقته محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، الطبعة الأولى، 1418هـ.
[250] قلت: للاسم علامات يتميز بها:
(العلامات التي يتميز بها الاسم عن كل من الفعل والحرف خمس هي:
1-الجر: مثل قولنا (عَلَى البَاغِي تدورُ الدَّوائر).
2-التنوين: مثل (قوةٌ خيرٌ من ضعف، وصراحةٌ خيرٌ من نفاق).
3-النداء: مثل ما جاء في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ)(التحريم/1). وقوله: (قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ)(هود/48).
4-أل: كما جاء في قول المتنبي:
الخيلُ والليلُ والبيداءُ تعرفني والسيفُ والرمحُ والقرطاسُ والقلمُ
5-الإسناد للاسم: بمعنى أن يكون الاسم متحدثًا عنه، بأن يكون مثلا مبتدأ وله خبر يتحدث عنه به، أو أن يكون فاعلا أو نائب فاعل.....).
(وخلاصة الأمر في ذلك أنه يكفي في تمييز الاسم مجرد قبول علامة من العلامات، كما أنه يكفي من ذلك علامة واحدة فأكثر). ٳھ [250]
وقد أشار ابن مالك في ألفيته إلى تلك العلامات بقوله:
بالجر والتنوين، والنداء، وأل ومسند للاسم تمييز حصل
أي حصل تمييز للاسم من غيره: بالجر، والتنوين، والنداء، وأل، ومسند.
[251] مفهوم الأسماء والصفات (الحلقة الأولى)/ فضيلة الشيخ سعد ندا المدرس بالجامعة الإسلامية، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية، العدد 45. اختصار.
[252] المقدِّمُ والمؤخِّر هما من الأسماء المزدوجة المتقابلة التي لا يطلق واحد بمفرده على الله إلا مقروناً بالآخر؛ فإن الكمال من اجتماعهما، فهو تعالى المُقَدِّم لمن شاء والمُؤخِّرُ لمن شاء بحكمته. وهذا التقديم يكون كونياً كتقديم بعض المخلوقات على بعض، وتأخير بعضها على بعض، وكتقديم الأسباب على مسبباتها، والشروط على مشروطاتها. وأنواع التقديم والتأخير في الخلق والتقدير بحر لا ساحل له، ويكون شرعياً كما فضّل الأنبياء على الخلق، وفضّل بعضهم على بعض، وفضّل بعض عباده على بعض، وقدّمهم في العلم، والإيمان، والعمل، والأخلاق، وسائر الأوصاف، وأخّر من أخّر منهم بشيء من ذلك، وكل هذا تبع لحكمته. وهذان الوصفان وما أشبههما من الصفات الذاتية لكونهما قائمين بالله والله متصف بهما، ومن صفات الأفعال؛ لأن التقديم والتأخير متعلق بالمخلوقات ذواتها، وأفعالها، ومعانيها، وأوصافها، وهي ناشئة عن إرادة الله وقدرته.
فهذا هو التقسيم الصحيح لصفات الباري، وإنّ صفات الذات متعلقة بالذات، وصفات أفعاله متصفة بها الذات، ومتعلقة بما ينشأ عنها من الأقوال والأفعال.
انظر: الحق الواضح المبين في شرح توحيد الأنبياء والمرسلين، ص100.
[253] المستدرك على الفتاوى, 1/49.
[254] مجموع الفتاوى، 22/485.
[255] مجموع الفتاوى, 20/409.
[256] دعاء الله بضمير المتكلم والغائب/ السؤال الرابع من الفتوى رقم (3867)، فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، جمع وترتيب: أحمد بن عبد الرزاق الدويش,(هل يجوز أن تدعو الله بـ (يا هو) يعني: الله ضميرا مستترا تقديره: هو الله؟).
[257] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية، 4/565و566.
[258] قلت: الاسماء نوعين: مشتق وجامد. والمشتق ماتضمن معنى. والاسماء الحسنى كلها مشتقة. ولا نعني بالاشتقاق إلا أنها ملاقية لمصادرها في اللفظ والمعنى، لا أنها متولدة منه تولد الفرع من أصله (الاشتقاق اللغوي). وتسمية النحاة للمصدر والمشتق منه ـ أصلاً وفرعًا ـ ليس معناه أن أحدهما تولد من الآخر، وإنما هو باعتبار أن أحدهما يتضمن الآخر وزيادة.
[259] التسعينية، 2/458.
[260] رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن عائشة. وقال الشيخ الألباني: (صحيح)، وانظر الحديث /4423 في صحيح الجامع الصغير وزيادته.
[261] التوسل والوسيلة، ص96-98.
[262] مجموع الفتاوى/ شيخ الاسلام ابن تيمية، 8/30.
قلت: والحديث رواه البخاري/ كِتَابُ تَفْسِيرِ القُرْآنِ / تفسير حم السجدة، والطبراني في الكبير، 10/300/ الحديث10594، والبيهقي في الاسماء والصفات/809 ،(وَأَمَّا قَوْلُهُ: (وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا)(النساء/96)، (وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا)(النساء/158)، (وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا)(النساء/134)فَإِنَّ اللَّهَ سَمَّى نَفْسَهُ ذَلِكَ وَلَمْ يَجْعَلْهُ لِأَحَدٍ غَيْرِهِ. وَفِي رِوَايَةِ الْخُوَارِزْمِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ: وَلَمْ يَنْحَلْهُ أَحَدًا غَيْرَهُ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: (وَكَانَ اللَّهُ)(النساء/17). أَيْ: لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ. ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِلرَّجُلِ: احْفَظْ عَنِّي مَا حَدَّثْتُكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ مَا اخْتَلَفَ عَلَيْكَ مِنَ الْقُرْآنِ أَشْبَاهُ مَا حَدَّثْتُكَ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يُنْزِلْ شَيْئًا إِلَّا قَدْ أَصَابَ بِهِ الَّذِي أَرَادَ، وَلَكِنَّ النَّاسَ لَا يَعْلَمُونَ فَلَا يَخْتَلِفَنَّ عَلَيْكَ الْقُرْآنُ فَإِنَّ كَلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى. أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي التَّرْجَمَةَ، فَقَالَ: وَقَالَ الْمِنْهَالُ: فَذَكَرَهُ: ثُمَّ قَالَ فِي آخِرِهِ: حَدَّثَنِيهِ يُوسُفُ بْنُ عَدِيٍّ.)، واسناده جيد.
[263] قلت: انظر: القاعدة السابعة والثامنة والتاسعة في الصفحات المتقدمة.
[264] قلت: أي قياس الاولى: وهو أن كل كمال اتصف به المخلوق فالخالق أولى به وكل نقص تنزه عنه المخلوق فالخالق أولى بالتنزيه عنه، وهذا يجوز في حق الله بضابطين:
• الضابط الأول: أن يكون الكمال ليس فيه نقص بأي وجه من الوجوه، فالأكل والشرب كمال عند المخلوق لكن فيه نقص من وجه وهو الافتقار والحاجة إليهما، فلا يصح أن يتصف بهما الخالق لهذا النقص.
• الضابط الثاني: أن يكون الكمال قد دل عليه النقل ثم يأتي القياس تعضيداً وتعزيزاً فقط.
[265] مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة
مؤلف الأصل: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى 751هـ)
اختصره: محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان البعلي شمس الدين، ابن الموصلي (المتوفى 774هـ)
تحقيق سيد إبراهيم، دار الحديث، القاهرة – مصر، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2001م، ص306-307، وانظر ص365.
[266] رواه الإمام مسلم في كتاب الحج/ بَاب مَا يَقُولُ إِذَا رَكِبَ إِلَى سَفَرِ الْحَجِّ وَغَيْرِهِ/الحديث/ 1342.
[267] بدائع الفوائد/ العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751هـ)، تحقيق علي بن محمد العمران، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1425ھ، 1/ 284. وأنظر غير مأمور: أسماء الله وصفاته/ الدكتور عمر سليمان الأشقر، دار النفائس، الأردن، الطبعة السادسة، 1424ﻫ - 2003م، ص 123 – 124.
[268] رواه الإمام مسلم في صحيحه/ 48 - كتاب الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ/ بَابُ الْعَزْمِ بِالدُّعَاءِ وَلَا يَقُلْ إِنْ شِئْتَ/ 6909.
[269] انظر غير مأمور: مختصر الأسئلة والأجوبة الأصولية على العقيدة الواسطية، أبو محمد عبد العزيز بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد المحسن السلمان (المتوفى 1422هـ)، الطبعة الثانية عشر، 1418 هـ - 1997 م، ص 63-64، وأسماء الله وصفاته/ الدكتور عمر سليمان الأشقر، دار النفائس، الأردن، الطبعة السادسة، 1424ﻫ - 2003م، ص 121 – 122.
[270] قلت: هذا التقسيم كما جاء في اصل الكتاب.
[271] وهذا العنوان ترتيب أسماء الله إلى قوله في القرآن من خطه رحمه الله، وكذلك قوله أسماء الألوهية إلخ، وكذلك قوله أسماء الوحدانية إلخ.
[272] قلت: تسلسل ذكر الاسماء حسب تسلسل الآيات التي ذكرها شيخ الاسلام في النص.
[273] قلت: قال الشيخ الالباني: (لا بد من التفصيل: قول الصحابي إذا كان قالَه في وجود بعض الصحابة ولم يخالفه أحدٌ، فهذا نطمئن إليه، ونحتج به. أما إذا لم تكن مثل هذه القرينة، ثم لم يكن هناك في النص من الكتاب أو السنة ما يخالِفُه، فنحن نطمئن إليه
أيضاً؛ ولكننا لا نستطيع أن ننزله منزلة الكتاب والسنة، إلا إذا كان معه ناس آخرون). الشيخ محمد ناصر الدين الشيخ الألباني/ دروس صوتية قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية، الدرس/15، http://www.islamweb.net.
[274] قلت: قال محقق التَّفْسِيرُ البَسِيْط: (لم أهتد إلى قائله، وهو بلا نسبة في تفسير الطبري10/ 85، والثعلبي 6/ 82 أ، والبرهان للحوفي 11/ 145 ب، والدر المصون 6/ 17). إھ، التفسير البسيط/الواحدي، أصل تحقيقه في (15) رسالة دكتوراه بجامعة الإمام محمد بن سعود، ثم قامت لجنة علمية من الجامعة بسبكه وتنسيقه، عمادة البحث العلمي - جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الطبعة الأولى، 1430 هـ ، 10/307.
[275] قلت: انظر: العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ/ محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى1393هـ)، تحقيق خالد بن عثمان السبت، إشراف بكر بن عبد الله أبو زيد، دار عالم الفوائد للنشر والتوزيع، مكة المكرمة، الطبعة الثانية، 1426هـ، 5/290. والمنتقى من منهاج الاعتدال/الحافظ الذهبي، تحقيق محب الدين الخطيب، وقف لمؤسسة الراجحي الخيرية، 1424ﻫ، ص283. ومعالم التنزيل في تفسير القرآن/ أبو محمد الحسين بن مسعود بن محمد بن الفراء البغوي الشافعي (المتوفى510هـ)، تحقيق عبد الرزاق المهدي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، الطبعة الأولى، 1420هـ، 2/319.
[276] قلت: انظر: معاني القرآن وإعرابه/ إبراهيم بن السري بن سهل، أبو إسحاق الزجاج (المتوفى311هـ)، تحقيق عبد الجليل عبده شلبي، عالم الكتب، بيروت، الطبعة الأولى 1408هـ - 1988م، 2/434.
[277] قلت: لعل الصواب: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ)(سورة البقرة 37).
[278] قلت: انظر: القاعدة السابعة عشر.
[279] تفسير أسماء الله الحسنى/ أبو إسحاق إبراهيم بن محمد، تحقيق أحمد يوسف الدقاق، دار الثقافة العربية - دمشق ، 1974، ص30.
[280] أسماء الله الحسنى في الكتاب والسنة/ الدكتور محمود عبد الرازق الرضواني.
[281] فتح الباري شرح صحيح البخاري/ أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، رقم كتبه وأبوابه وأحاديثه محمد فؤاد عبد الباقي، قام بإخراجه وصححه وأشرف على طبعه محب الدين الخطيب، عليه تعليقات العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز، دار المعرفة - بيروت، 1379، 11/219.
[282] قلت: ان التوقيف على الوصف والفعل؛ هو توقيف على الوصف والفعل فقط، أي ليس توقيفا على الاسم. لذا لا يصح اشتقاق الاسم من الوصف والفعل.
[283] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751هـ) تحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي، الناشر دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثالثة، 1416هـ -1996م.
=
2/383. وانظر غير مأمور: مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة،
مؤلف الأصل: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى 751هـ)
اختصره: محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان البعلي شمس الدين، ابن الموصلي (المتوفى 774هـ)
تحقيق سيد إبراهيم، الناشر دار الحديث، القاهرة – مصر، الطبعة الأولى 1422هـ -2001م، ص307.
[284] قلت: في الاصل (وخاصة). عدلت لتنسيق الترتيب، فاقتضى التنبيه.
[285] قلت: انظر القاعدة الثانية والثالثة والثامنة عشر.
[286] مجموع الفتاوى، 8/96.
[287] انظر غير مأمور: التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة/ الشيخ أبو عبد الله، عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن ناصر بن حمد آل سعدي (المتوفى1376هـ) الناشر دار طيبة، الرياض، الطبعة الأولى، 1414هـ، ص 48.
[288] قلت: ورد في اربع مواضع.
[289] كلمة مطموسة في التصوير ص274، وفي تفسير البيضاوي: وقرئ بديع مجرورا على البدل من الضمير في قوله: (له) وبديع منصوبا على المدح.
[290] بياض ولعله «ومفضلا».
[291] كلمات غير مقروءة في المصور ولعلها تشير إلى ضمير الجمع وأنه لم يأت بلفظ المفرد كما تدل عليه العبارة بعدها وأنه نظير (إنا) و (نحن) من بعض الوجوه، والله أعلم.
[292] رواه الامام البخاري في الادب المفرد/811 وصححه الشيخ الألباني، وقال الشيخ الألباني في الجامع الصغير وزيادته/1845: (صحيح)، ورواه ابو داود والنسائي والحاكم في المستدرك وابن حبان في صحيحه عن هانئ بن يزيد. ٳھ
[293] في 47 موضعا أولها في (سورة البقرة 129).
[294] بل أربعة وثلاثون منها في (سورة البقرة 32).
=
[295] سبعة مواضع فقط منها في (سورة الذاريات 30).
[296] ثلاثة فقط (سورة فاطر 30)، (سورة فاطر 34)، (سورة الشورى 23).
[297] قلت: صفات الله تعالى فيها مثبت ومنفي، أما أسمائه سبحانه وتعالى فكلها مثبتة، لكن منها ما يدل على معنى ايجابي (مدلولها ايجابي): (الله، الحق، السميع، البصير، الخَالق، الرازق)، ومنها ما يدل على معنى منفي (مدلولها منفي): (القدوس، السلام).
فائدة: السلب والنفي في اللغة بينهما فرق من جهة المعنى، وذلك أن السلب يطلق على أخذ الشيء ونزعه بقهر أو خلسة، عكس النفي فإنه مطلق التنحية والرد والإبعاد، لهذا كان التعبير بالصفات المنفية اسلم من جهة المعنى، لما قد يفهم من التعبير بالسلبية، أن هناك من سلب الله عز وجل هذه الصفات، وهو ملحظ مهم جدا من جهة المعنى. وأنظر غير مأمور: النفي في باب صفات الله عز وجل/ الأستاذ أبي محمد أرزوقي بن محمد سعيداني، الناشر دار المنهاج، الرياض، الطبعة الأولى، 1426ھ، ص100.
[298] في عشرة مواضع منها في (سورة البقرة الآية 163).
قلت: بل احد عشر وهي: سورة البقرة/ (وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ)(163).
(سورة النساء 171)، (سورة المائدة 73)، (سورة الأَنعام 19)، (سورة إِبراهيم 52)، (سورة النحل 22 و51)، (سورة الكهف 110)، (سورة الأنبياء 108)، (سورة الحج 34)، (سورة فصلت 6).
[299] قلت: في ستة مواضع: (سورة يوسف 39)، (سورة الرعد 16)، (سورة إبراهيم 48)، (سورة ص 65)، (سورة الزمر4)، (سورة غافر 16).
[300] المحيط في اللغة/ إسماعيل بن عباد بن العباس، أبو القاسم الطالقاني، المشهور بالصاحب بن عباد (المتوفى 385هـ).
[301] شأن الدعاء/أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي المعروف بالخطابي، تحقيق أحمد يوسف الدّقاق، دار الثقافة العربية، الطبعة الأولى، 1404 هـ - 1984 م، ص82-84، باختصار.
قلت: انظر غير مأمور كتب التراجم تجد ان اسمي عبد الوحد وعبد الوحيد كان مستعملا.
[302] قلت: جاء مقرونا في خمسة مواضع: (الغني الحميد)(سورة الحج 64)، (سورة لقمان 26)، (سورة فاطر 15)، (سورة الحديد 24)، (سورة الممتحنة 6).
[303] في عشرة مواضع - لكن بعضها (الغني الحميد)(غنيا حميدا) - منها في سورة البقرة الآية 267.
قلت: (غني حميد)(سورة البقرة 267)، (سورة ابراهيم 8)، (سورة لقمان 12)، (سورة التغابن 6)، و(لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ)(سورة إِبراهيم 8)، و(غنيا حميدا)(سورة النساء 131).
[304] والآية الأخرى: (وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ)(سورة الكهف 58).
قلت: لعل المقصود: (هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ)(سورة يونس 68).
[305] بيان تلبيس الجهمية في تأسيس بدعهم الكلامية/ أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني، تحقيق محمد بن عبد الرحمن بن قاسم، مطبعة الحكومة - مكة المكرمة، الطبعة الأولى ، 1392ھ، 2/537.
[306] تفسير آيات أشكلت على كثير من العلماء / أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام ابن تيمية، تحقيق عبد العزيز بن محمد الخليفة، مكتبة الرشد – الرياض، الطبعة الأولى، 1417هـ - 1996م، 2/477.
[307] مختصر تفسير البغوي/ عبد الله بن أحمد بن علي الزيد، دار السلام للنشر والتوزيع – الرياض، الطبعة الأولى، 1416ھ، 6/1016.
[308] بياض ولعله مقيدا.
[309] وجاء ايضا في قوله تعالى: (وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ)(سورة القصص 58).
[310] وجاء ايضا في قوله تعالى: (فَتَعَالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ)(سورة المؤمنون 116).
[311] (حليم عليم) [12/4]، قلت: حذفت من الاصل لعدم وجود النص، ولعله مكرر.
[312] في عشرة مواضع حسب المعجم المفهرس منها في سورة النساء الآية 11.
قلت: جاء في (161) موضع: مطلق ومقيد ومقترن.
[313] في موضعين: لقمان/34، والحجرات/13، وفي موضع (العليم الخبير) ، وفي موضع (عليما خبيرا) .
قلت: (عَلِيمًا خَبِيرًا)(سورة النساء 35)، (عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(سورة لقمان 34)، (عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(سورة الحجرات 13)، (الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ)(سورة التحريم 3).
[314] في سبعة مواضع منها (النور/32) .
=
=
قلت: (سورة البقرة/115و247و261و268)، (سورة آل عمران 73)، (سورة المائدة 54)، (سورة النور 32).
[315] بهذه الصيغة خمسة عشر، وخمسة عشر (السميع العليم) وموضع (لسميع عليم) .
[316] منها في (النمل/ 78).
قلت: (سورة الانعام 96)، (سورة النمل 78)، (سورة يس 38)، (سورة غافر 2)، (سورة فصلت 12)، (سورة الزخرف 9).
[317] في خمس عشرة آية منها في (عَلِيمٌ حَكِيمٌ)(سورة يوسف 6).
[318](سورة الشورى/ 50، و(سورة النحل /70) وموضعان (العليم القدير) .
قلت: (وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ)(سورة الروم 54)، (عَلِيمًا قَدِيرًا)(سورة فاطر 44).
[319] في ثلاثة عشر موضعا منها (النور/ 35).
قلت: (بكل شيء عليم) في ستة عشر موضعا، و(بكل شيء عليما) في اربعة مواضع.
[320] في اثني عشر منها في (لقمان/ 23).
قلت:(سورة آل عمران 119و145)،(سورة المائدة 7)، (سورة الانفال 43)، (سورة هود 5)، (سورة لقمان 32)، (سورة فاطر 3)، (سورة الزمر 7)، (سورة الشورى 24)، (سورة الحديد 6)، (سورة التغابن 4)، (سورة الملك 13).
=
[321] قلت: بل في اربع مواضع: (سورة البقرة 95و246)، (سورة التوبة 47)، (سورة الجمعة 7).
[322] قلت: بل في ثلاث: (سورة البقرة 283) و(سورة المؤمنون 51) و(سورة النور 28).
[323] في عشرة مواضع منها (13/6).
=
قلت: الصواب 73/6. والعشرة مواضع هي:
(سورة الانعام 73)، (سورة التوبة 94و105)، (سورة الرعد 9)، (سورة المؤمنون 92)، (سورة السجدة 6)، (سورة الزمر 46)، (سورة الحشر 22)، (سورة الجمعة 8)، (سورة التغابن 18).
[324] في أربعة مواضع منها في (سورة المائدة 109) .
قلت: (سورة المائدة 109و116)،(سورة التوبة 78)، (سورة سبأ 48).
[325] قلت: (بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) في ثلاثة عشر موضع.
[326] في عشرين منها في (النور/53).
قلت: (خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) في سبعة مواضع. وهذه السبعة والثلاثة عشر المتقدمة هي العشرون المشار اليها.
[327] في موضعين: (بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا)(سورة الإسراء 17)، (سورة الفرقان 58).
[328] قلت: (خَبِيرًا بَصِيرًا)(سورة الإسراء 17 و30و 96).
[329] قلت: (عَلِيمٌ خَبِيرٌ)(سورة لقمان 34).
[330] قلت: الموضع الآخر هو: (بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا)(سورة الإسراء 30 و 96). فتكون ثلاثة مواضع.
[331] قلت: (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)(سورة الأَنعام 18 و73)، (وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ)(سورة سبأ 1)، فهذه ثلاثة مواضع لا غير.
[332] في اثنين وثلاثين منها (127/2) .
قلت: أي (السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)(سورة البقرة 127)، وهذا ليس مرادا.
(إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)(سورة الحج 63)، (سورة لقمان 16)، (إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)(سورة الأحزاب 34)، (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)(سورة الأَنعام 103)، (سورة الملك 14).
[333] في عشر منها في (إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(سورة الإسراء 1).
قلت: (السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) في خمسة عشر موضع، (سَمِيعٌ عَلِيمٌ) في ستة عشر موضع، (سَمِيعًا عَلِيمًا) في موضع واحد.
[334] في خمسة منها (34/33) . قلت: أي: (إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)(سورة الأحزاب 34)، وهذا ليس مرادا.
وجاء في قوله تعالى: (سَمِيعًا بَصِيرًا)(سورة النساء 58و134)، (سورة الإِنْسان 2)، (سَمِيعٌ بَصِيرٌ)(سورة الحج 61و75)، (سورة لقمان 28)، (سورة المجادلة 1)، (السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)(سورة الإسراء 1)، (سورة غافر20و56)، (سورة الشورى 11).
[335] بياض بالأصل ولعله «ومضافا» .
قلت: لعله مقيدا، لان ما ذكر من النصوص كان فيها ذكر الاسماء مقيدة.
[336] (بصير بما يعملون) و(بما يعملون بصير) الجميع إحدى وعشرون منها (بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)(سورة الأَنْفال 39).
قلت: (بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) في اربعة عشر موضع، (بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ) في ثلاث مواضع، (بَصِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)(سورة الحجرات 18).
[337] أربعة مواضع مع قوله: (بعباده بصيرا) .
قلت: (بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ)(سورة غافر 44)، (بِعِبَادِهِ بَصِيرًا)(سورة فاطر 45).
[338] ثلاثة مواضع (النساء /79).
قلت: (وَكَفَى بِاللهِ شَهِيدًا)(سورة النساء 79 و166)، (سورة الفتح 28).
[339] بياض بالأصل.
قلت: لعله مطلقا ومقرونا بصفة العلو.
[340] بياض بالأصل.
قلت: لعله مقيدا.
[341] بياض بالأصل.
قلت: لعله مقيدا.
[342] منها. (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)(سورة الأَنعام 103).
قلت: (إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ)(سورة الحج 63)، (سورة لقمان 16)، (إِنَّ اللهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا)(سورة الأحزاب 34)، (وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ)(سورة الأَنعام 103)، (سورة الملك 14).
[343] بياض بالأصل.
قلت: لعله مقيدا.
[344] في 33 منها (إِنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)(سورة البقرة 20).
قلت: وفي موضعين: (وَكَانَ اللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا)(سورة الأحزاب 27)، (سورة الفتح 21).
[345] في ثلاثة مواضع منها (النحل/70) .
قلت: (إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا)(سورة فاطر 44)، (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)(سورة النحل 70)، (إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)(سورة الشورى 50).
[346] بياض بالأصل.
قلت: لعله مقيدا، فقد ذكر بعده: (وجاء مفردا).
[347] قلت: وقوله تعالى: (أَنَّ اللهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ)(سورة الإسراء 99).
[348] قلت: لعل ذكر الآية33/الاحقاف بعد الآية 40/القيامة، أصوب والله اعلم.
[349] في ثلاثة منها (هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)(سورة هود 66).
[350] في ستة منها: (اللهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ)(سورة يوسف 39).
قلت: الرعد/16، ابراهيم/48، ص/65، الزمر/4، غافر/16.
[351] في 42 موضعا منها (إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)(سورة البقرة 129)، بما فيها: (عزيز حكيم) .
قلت: سبعة واربعون موضعا: (عَزِيزٌ حَكِيمٌ) في ثلاثة عشر موضعا، (عَزِيزًا حَكِيمًا) في خمسة مواضع، (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) في تسعة وعشرين موضعا.
[352] في ستة منها (الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ)(سورة الزخرف 9).
[353] في ثلاثة منها (هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)(سورة هود 66). (القوي العزيز) موضعان.
قلت: (هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ)(سورة الشورى 19)، (لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)(سورة الحج 40 و74)، (قَوِيًّا عَزِيزًا)(سورة الأحزاب 25)، (قَوِيٌّ عَزِيزٌ)(سورة الحديد 25) و(سورة المجادلة 21).
[354] قلت: و(سورة ابراهيم 1)، (سورة البروج 8).
[355] ثلاثة مواضع منها (الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)(سورة ص 66).
قلت: و(سورة الزمر 5)، (سورة غافر 42).
[356] في اثني عشر منها (الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(سورة الشعراء 9).
قلت: بل في ثلاثة عشر موضعا؛ (سورة الشعراء 9، 68، 104، 122، 140، 159، 175 ،191،217)، (سورة الروم 5)، (سورة السجدة 6)(سورة يس 5)(سورة الدخان 42).
[357] قلت: (سورة آل عمران 4)، (سورة المائدة 95)، (سورة إبراهيم 47).
[358] أربعة بما فيها (تعملون محيط)(سورة آل عمران 120وسورة هود 92و سورة النساء 108وسورة الانفال47) .
قلت: (يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)(سورة آل عمران 120)، (سورة الانفال47). (يَعْمَلُونَ مُحِيطًا)(سورة النساء 108). (تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ)(سورة هود 92).
[359] قلت: بل اربع: (سورة الحج 62)، (سورة لقمان30)، (سورة سبأ 23)، (سورة غافر12).
[360] قلت: (الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ)(سورة الشورى 4).
[361] قلت: لعله يشير الى ما رواه ابو داود في السنن بإسناد صحيح عن حذيفة: أنه صلّى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فكان يقول في ركوعه: "سبحان ربِّي العظيم "، وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى" وما مرَّ بآيةِ رحمةٍ إلا وقفَ عندها، فسأل، ولا بآيةِ عذابٍ إلا وقفَ عندها، فتعوّذ.
[362] قلت: انظر القاعدة الخامسة.
[363] بدائع الفوائد/ العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى751هـ)، تحقيق علي بن محمد العمران، دار عالم الفوائد، مكة المكرمة، الطبعة الأولى، 1425ھ – 1/ 285.
[364] مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين/ العلامة محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى 751هـ)، تحقيق محمد المعتصم بالله البغدادي، الناشر دار الكتاب العربي – بيروت، الطبعة الثالثة، 1416هـ - 1996م، 1/419.
[365] قلت: قد جاء مفردا مطلقا في القرآن الكريم، ولكن في قوله تعالى: (وَكَفَى بِاللهِ وَكِيلًا) جاء مقيدا.
[366] ستة مواضع منها (سورة النساء 81) .
قلت: بل خمسة: (سورة النساء 81و132و171)، و(سورة الاحزاب 3و48).
[367] الأصول في النحو/ أبو بكر محمد بن السري بن سهل النحوي المعروف بابن السراج، تحقيق: عبد الحسين الفتلي، مؤسسة الرسالة، لبنان - بيروت، 2/260.
[368] قلت: انظر غير مأمور التفاسير في معنى الآيتين: (سورة يوسف 66) ، (سورة المزمل 9).
[369] بياض.
[370] قلت: (سورة الاحزاب 39).
[371] ثمانية منها: (سورة البقرة 202).
[372] قلت: والموضع الاخر: (وَرَبُّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ)(سورة سبأ 21).
[373] بياض.
[374] بياض.
قلت: لعله (القريب)، من سياق الكلام. وقد اضيف الى النص وفي الاصل بياض كما بين المحقق.
[375] قلت: صحيح ابي داود/ الالباني – 2133: عن صَفِيةَ قالت: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معتكفاً، فأتيته أزوره ليلاً، فحدثته؛ ثم قمت فانقلبت، فقام معي لِيَقْلِبَنِي- وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد-، فَمَرَّ رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أسرعا، فقال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " على رِسْلِكمَا؛ إنها صفية بنت حيَيَّ ". قالا: سبحان الله! يا رسول الله! قال: " إن الشيطان يَجْرِي من الإنسان مَجْرَى الدم، فخشيتُ أن يَقْذِفَ في قلوبكما شيئاً- أو قال: شراً- ".
[376] المراد بالقرب في سورة (ق) قرب ملائكته. ضعف قول من قال: بالعلم والقدرة. قرب الملائكة والشياطين من قلب ابن آدم، أما قربه تعالى من عابديه وسائليه فصحيح، انظر ص91 من جـ1/من الفهارس العامة لمجموع الفتاوى.
[377] مائة وواحد.
[378] سبعين منها (1/1).
قلت: ليس في سورة الفاتحة ذكر: الغفور الرحيم.
[379] و (إلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم) ، (تنزيل من الرحمن الرحيم) .
[380] في تسعة مواضع.
[381] في أحد عشر موضعا منها في (5/3).
قلت: لعله (5/36) فليس في سورة آل عمران ذكر: (العزيز الرحيم). بل جاء في ثلاثة عشر موضعا وهي: (الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ)(سورة الشعراء 9و68و104و122و140و129و175و191و217)، (سورة الروم 5)، (سورة السجدة 6)، (سورة يس 5)، (الدخان 42).
[382] قلت: و (سورة التوبة 128)، (سورة الحشر 10).
[383] في تسعة وأربعين منها (غَفُورٌ رَحِيمٌ)(سورة البقرة 173).
قلت: في سورة البقرة: ستة مواضع، آل عمران: ثلاثة مواضع، النساء: موضع واحد، المائدة: خمسة مواضع، الانعام: ثلاثة مواضع، الاعراف: موضعين، الانفال: موضعين، التوبة: خمسة مواضع، هود ويوسف وابراهيم: موضع واحد، النحل: اربعة مواضع، النور: اربعة مواضع، النمل وفصلت: موضع واحد، الحجرات والممتحنة: موضعين، الحديد والمجادلة والتغابن والتحريم، المزمل: موضع واحدة.
[384] (التواب الرحيم).
قلت: لعله ما جاء في صحيح موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان - 2082 - 2459 - عن ابن عمر، قال:
(ربّما عُدَّ لرسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - في المجلس الواحدِ مئة مرّة: "ربّ! اغفر لي وتب عليّ؛ إِنّك أَنتَ التوّابُ الرَّحيم).
قال الشيخ الالباني: (صحيح والأصح: "الغفور" مكانَ: "الرَّحيم" - "صحيح أَبي داود" (1357)، "الصحيحة" (556)). إھ
=
وروى الامام احمد في المسند/ 23150 – (عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْأَنْصَارِ، قَالَ ـ قَالَ شُعْبَةُ أَوْ قَالَ: رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ ـ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاةٍ وَهُوَ يَقُولُ: " رَبِّ اغْفِرْ لِي ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: اللهُمَّ اغْفِرْ لِي ـ وَتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الْغَفُورُ "، مِائَةَ مَرَّةٍ). قال محققو المسند: إسناده صحيح.
[385] قلت: (الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ)(سورة الزمر 5)، (الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ)(سورة غافر 42).
[386] خمسة مواضع منها: (إِنَّ اللهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ)(سورة الحج 60).
[387] في ستة مواضع منها: (وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ)(سورة البقرة 225).
[388] في ثلاثة مواضع منها: (وَاللهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ)(سورة النساء 12).
[389] قلت: في الاصل [10/24]، أي: (تَوَّابٌ حَكِيمٌ)(سورة النور 10)، ولعل الصواب: (تَوَّابٌ رَحِيمٌ)(سورة الحجرات 12).
[390] في أحد عشر منها (165/2) .
قلت: أي: (وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ)(سورة البقرة 165) وهو ليس المراد. بل جاء في اربعة عشر موضعا منها: (أَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)(سورة البقرة 196).
[391] قلت: بل في موضعين: (خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)(سورة آل عمران 54)، (سورة الأَنْفال 30).
[392] بياض في الأصل.
[393] قلت: بل اربعة مواضع: سورة آل عمران 4، المائدة 95، ابراهيم 47، الزمر 37.
[394] في ثلاثة مواضع منها (غَنِيٌّ حَمِيدٌ)(سورة البقرة 267)، أما مع (الغني) فهي ستة أيضا و (غنيا حميدا) السابع.
[395] بياض.
[396][396] مجموع الفتاوى، 6/193.
[397] في ستة مواضع منها (وَاللهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)(سورة الحديد 21).
قلت: (سورة البقرة 105، آل عمران 74، الانفال 29، الحديد 21و29، الجمعة 4).
[398] بياض.
[399] قلت تقدم ذكر محيي ... وجاعل ... وفالق ... ومنزل أنها من أسماء الفعل الخاصة.
[400] مجموع 69 ورقة 274، 275 تفهرس تابعة جـ1 ص72 من الفهارس العامة.
[401] مجموع الفتاوى، 5/64.
=
[402] التسعينية، 2/458.
[403] رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم في المستدرك عن عائشة. وقال الشيخ الألباني: (صحيح)، وانظر الحديث /4423 في صحيح الجامع الصغير وزيادته.
[404] التوسل والوسيلة، ص96-98.
[405] طريق الهجرتين وباب السعادتين/ محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى 751هـ)، دار السلفية، القاهرة- مصر، الطبعة الثانية، 1394هـ، ص330.
[406] انظر غير مأمور: مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة، مؤلف الأصل محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى 751هـ)، اختصره محمد بن محمد بن عبد الكريم بن رضوان البعلي شمس الدين، ابن الموصلي (المتوفى 774هـ)، تحقيق سيد إبراهيم، الناشر دار الحديث، القاهرة – مصر، الطبعة الأولى، 1422هـ - 2001م، ص372، في معنى لَفْظَ الِاسْتِوَاءِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ.
[407] المصدر السابق ص449.
[408] المصدر السابق ص470.
[409] انظر غير مأمور: مجموع الفتاوى/ شيخ الإسلام ابن تيمية، 8/19. والمسائل العقدية التي حكى فيها ابن تيمية الاجماع/ اعداد خالد بن مسعود الجعيد – علي بن جابر العلياني – ناصر بن حمدان الجهني، دار الهدي النبوي/ مصر – دار الفضيلة/ السعودية، الطبعة الأولى، 1428ﻫ - 2007م، ص408 وبعدها.
=========
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق